
المسار الإخباري :يتفق مراقبون للشأن الإسرائيلي على أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يمارس “لعبة تضييع الوقت” في ملف المفاوضات المتعلقة بوقف العدوان على قطاع غزة، في محاولة لكسب الوقت حتى نهاية ولايته في أكتوبر 2026، وتجاوز الأزمات السياسية التي تهدد بقاء حكومته اليمينية المتطرفة.
وفي الوقت الذي يبدو فيه الوصول لاتفاق نهائي لوقف الحرب أمراً بعيد المنال، يراهن نتنياهو على مراحل انتقالية تُعرف بـ”الهدوء المرحلي”، تُستخدم كورقة للمراوغة وتجنب الانفجار داخل ائتلافه المتصدع.
وقبيل المصادقة على الموازنة الحكومية في مارس الماضي، خالف نتنياهو بنود اتفاق التهدئة المبرم مع فصائل المقاومة، وعلى رأسها حركة حماس، عبر استئناف العدوان وتشديد الحصار على القطاع، في خطوة اعتُبرت استرضاءً للوزيرين المتطرفين إيتمار بن غفير وصموئيل سموتريتش، الرافضين للاتفاق.
ويقول رئيس حركة التجمع الديمقراطي الفلسطيني في الداخل المحتل، سامي أبو شحادة، إن نتنياهو يناور في مراحل الصفقة الثلاث للبقاء في السلطة حتى عام 2026، مستغلاً عطلة الكنيست التي تبدأ في يوليو وتستمر حتى أكتوبر، لتجاوز أي تهديد قد يعصف بحكومته.
وأشار أبو شحادة إلى أن الجمهور الإسرائيلي يراهن اليوم على التدخل الأمريكي، في ظل موقف معارض للحرب من الرئيس دونالد ترامب، سواء في غزة أو في مسار المفاوضات الإيرانية الأمريكية.
من جانبه، يرى النائب السابق في الكنيست إمطانس شحادة أن نتنياهو يحيط نفسه بائتلاف يميني متطرف يمنحه غطاءً سياسياً لتجاوز مراحل السقوط، في وقت لا يثق فيه بالمعارضة التي تسعى لإسقاطه وإنهاء الحرب.
أما الباحث في الشأن الإسرائيلي أليف صباغ، فيؤكد أن نتنياهو يتعامل مع الحرب كوسيلة للهروب من أزماته، ويستغل المفاوضات لتحقيق مكاسب شخصية وتثبيت نفسه كـ”ملك” لدولة الاحتلال، في ظل مساعٍ لإعادة تشكيل الشرق الأوسط بما يخدم مصالح الكيان.
تأتي هذه التطورات بينما يواصل الاحتلال عدوانه الوحشي على غزة، وسط حصار خانق وانهيار الأوضاع الإنسانية، ما يضع علامات استفهام حول جدية أي مفاوضات مستقبلية في ظل استمرار مراوغة نتنياهو.