
المسار الإخباري :في ظل الغارات الجوية الأمريكية المستمرة وتصاعد التهديدات العسكرية، شدد الحوثيون إجراءاتهم الأمنية بشكل غير مسبوق، خشية تعرضهم لاختراقات أمنية وعسكرية مشابهة لتجربة “تفجير أجهزة البيجر” التي استهدفت حزب الله اللبناني في السابق.
وذكرت مصادر مقربة من الجماعة أن الإجراءات شملت مصادرة جميع الأجهزة والمعدات التي تصدر ذبذبات أو إشارات، بالإضافة إلى حظر استخدام العديد من التطبيقات والبرامج الذكية، وسحب كاميرات المراقبة من الشوارع، في محاولة للحد من أي اختراقات تقنية.
وبحسب المصادر، فإن تصعيد هذه الإجراءات بدأ منذ النصف الثاني من العام الماضي، وتزايد بشكل واضح مع انطلاق العمليات العسكرية الأمريكية ضد الجماعة في 15 مارس/آذار الماضي، حيث غيّرت القيادات الحوثية طرق تنقلها، وقللت من ظهورها العلني، واستعانت بأجهزة اتصال قديمة وفرتها إيران أو استولت عليها بعد دخول صنعاء عام 2014.
ويخشى الحوثيون بشكل خاص من أن تتكرر معهم تجربة الاختراقات التقنية عبر الأجهزة والبرمجيات الحديثة، كما حدث مع حزب الله سابقًا، مما دفعهم إلى تشديد الرقابة والتدقيق على جميع المستويات الأمنية والعسكرية والاجتماعية وحتى الصحية والإعلامية.
ورغم استمرار الغارات الأمريكية والتهديدات بتوسيع نطاقها، واصلت الجماعة تنفيذ عمليات استهدفت مواقع داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي وسفنًا مرتبطة به في البحر الأحمر، ردًا على استمرار حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على الفلسطينيين في قطاع غزة منذ مارس الماضي.