إسرائيليات

جيش الاحتلال يقرّ بأزمة تجنيد وعتاد وسط إنهاك قواته في غزة

المسار : يواجه الجيش الإسرائيلي أزمة مركبة تهدد قدراته القتالية، مع تصاعد النقص في الجنود والعتاد وتزايد معدلات الاكتئاب بين قوات الاحتياط، بعد نحو عامين من حرب غزة التي استنزفت الروح المعنوية وخزائن العتاد على حد سواء.

جاء ذلك بحسب تقرير بثته إذاعة الجيش مساء الثلاثاء، وأشارت فيه إلى إعلان رئيس الأركان إيال زامير عن خطط لتقليص قوات الاحتياط بنسبة 30 بالمئة خلال الأشهر المقبلة، بسبب ما وصفه بـ”العبء الثقيل” الواقع عليهم.

وذكرت الإذاعة أن قائد سرية احتياط ضمن أحد ألوية غزة طلب إنهاء خدمته جراء الإرهاق، بعد تهديد زوجته له بالطلاق إن استمر في أداء مهامه.

وأفادت بأن الجيش يواجه حالة إنهاك شديد في صفوف قوات الاحتياط، مع مرور نحو 655 يوما على الحرب المستمرة ضد قطاع غزة.

وأشارت إذاعة الجيش إلى تغيب أعداد من جنود الاحتياط عن الخدمة، موضحة أن نسبة الحضور في بعض السرايا لا تتجاوز 50 في المئة، في ظل ضغوط دراسية ومهنية وأسرية كبيرة.

وبيّنت الإذاعة أن “أغلبية جنود الاحتياط يعانون من أزمات نفسية، وتتزايد بينهم معدلات الاكتئاب واضطرابات الضيق النفسي”.

أغلبية جنود الاحتياط يعانون من أزمات نفسية، وتتزايد بينهم معدلات الاكتئاب واضطرابات الضيق النفسي

وبالإضافة إلى النقص البشري، يواجه الجيش نقصا واضحا في المعدات العسكرية، خصوصا الدبابات وناقلات الجند، وبعضها خارج الخدمة بسبب أعطال، وفق التقرير.

وأفادت الإذاعة بأن بعض المسؤولين في المستوى السياسي يصرّون على تجاهل هذه الأزمة ويطالبون الجيش بمواصلة العمليات دون تراجع.

وكانت صحيفة “معاريف” العبرية كشفت، الإثنين، أن الجيش أقر لأول مرة بوجود استنزاف كبير في صفوفه، مقدّرا أنه بحاجة إلى نحو 7500 جندي إضافي. كما نقلت الصحيفة عن قادة كتائب تأكيدهم أن عبء العمل بات لا يُحتمل، وأن العديد منهم يدرسون التقاعد.

ميدانيا، تواصل الفصائل الفلسطينية في غزة، وعلى رأسها “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة حماس، الإعلان شبه اليومي عن عمليات موثقة بالصوت والصورة، استهدفت جنودا إسرائيليين وأوقعت في صفوفهم قتلى وجرحى خلال الاشتباكات البرية.

تفرض إسرائيل رقابة صارمة على نشر خسائرها البشرية في غزة

وبحسب بيانات الجيش الإسرائيلي حتى مساء الثلاثاء، قُتل 894 جنديا وأصيب 6110 منذ بدء الحرب، وسط اتهامات داخلية للجيش بالتكتّم على أرقام أكبر.

وتفرض إسرائيل رقابة صارمة على نشر خسائرها البشرية في غزة، ما يرجح أن الأرقام الحقيقية تفوق المعلن.

(الأناضول)