تقارير ودراساتفي المواجهة

باب المندب.. المضيق الذي خنق تجارة “إسرائيل” وأفرغ ميناء “إيلات” من السفن

في التاسع عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، نفذّت جماعة “أنصار الله” الحوثي في اليمن أولى هجماتها ضد السفن الإسرائيلية التي تشق البحر الأحمر، رداً على مجازر الاحتلال في قطاع غزة.

ونشرت الجماعة تسجيلاً مصوراً أظهر سيطرة عددٍ من أنصارها على سفينة “غالاكسي ليدر” في البحر الأحمر، المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي بعد عملية إنزال بواسطة مروحية.

ومنذ ذلك التاريخ توسعت هجمات الحوثين لتشمل منع جميع السفن الأجنبية المتجهة من وإلى الموانئ الإسرائيلية المرور عبر مضيق باب المندب الذي يقع بين اليمن في شبه الجزيرة العربية وجيبوتي وإريتريا على الساحل الأفريقي.

وخلال ذلك، استهدفت القوات البحرية اليمنية بطائرتين حربيتين سفينتين مرتبطتين بالاحتلال، هما “سوان أتلانتك” و”أم أس سي كلارا”، بعد رفض طاقميهما الاستجابة لنداءات أطلقها اليمنيون.

وفي الأسابيع الأخيرة، اعترضت القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها عشرات الصواريخ والطائرات المُسيّرة الحوثية التي كانت تستهدف السفن المرتبطة بإسرائيلفي البحر الأحمر.

شركات نقل عملاقة

وعلى إثر هذه الهجمات، أعلنت شركات نقل عملاقة صينية وفرنسية وألمانية تعليق الإبحار في البحر الأحمر، الأمر الذي حول الميناء الإسرائيلي في إيلات لمنطقة شبه خالية من السفن التجارية.

فوفقاً لصحيفة “كالكاليست” الاقتصادية العبرية فإن حركة السفن في ميناء إيلات الذي يعتبر من أهم المصالح الحيوية في إسرائيل، تراجعت بنسبة 80% بسبب هجمات الحوثيين.

ويعتبر ميناء إيلات أحد الموانئ الإسرائيلية إلى جانب موانئ أشدود وحيفا وعكا ويافا، ويقع على ساحل خليج العقبة في البحر الأحمر، أقصى جنوب فلسطين المحتلة بين مدينة العقبة الأردنية من الشرق وبلدة طابا المصرية من الغرب.

ومن المتوقع أن ينعكس منع السفن التجارية من الإبحار من وإلى دولة الاحتلال عبر مضيق باب المندب على أسعار السلع الأساسية في إسرائيل خاصة السيارات، جراء الارتفاع في تكلفة الشحن البحري.

كما سيؤدي ذلك وفقاً لمختصين لتكبيد دولة الاحتلال خسائر اقتصادية إضافية إلى جانب خسائرها جراء الحرب على غزة، بسبب تراجع الصادرات بشكل كبير.

وتنحصر الممرات البديلة للبحر الأحمر في طريق رأس الرجاء الصالح أقصى جنوب القارة الأفريقية، وهو ما سيؤدي لارتفاع تكاليف الشحنوالنقل بسبب طول الوقت المستغرق للرحلة والتي تصل لأكثر من 20 يوماً إضافية.

وإلى جانب منع الحوثين السفن التجارية من الوصول إلى دولة الاحتلال عبر مضيق باب المندب، أطلقت الجماعة خلال الأسابيع الماضية عدة صواريخ بالستية وطائرات مسيرة انتحارية صوب المدن الإسرائيلية الساحلية الجنوبية، دعماً لغزة.

تحالف لمواجهة الحوثيين

ورداً على هجمات الحوثين، أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الإثنين الماضي، عن إطلاق عملية متعددة الجنسيات لحماية التجارة في البحر الأحمر.

وأشار أوستن، إلى إن الدول المشاركة في هذا التحالف تشمل بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا.

ووفقاً لمسؤول عسكري أمريكي فإنه من المتوقع انضمام دول أخرى إلى هذا التحالف الذي سيضمن تدفق الملاحقة في منطقة باب المندب وقناة السويس، ولن يكون له أي صبغة عسكرية، على حد زعمه.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أشار خلال اجتماعه الأخير بوزير الدفاع الأميركي، إلى إن الهجمات التي يشنّها الحوثيون في البحر الأحمر؛ تعتبر تهديداً لحرية الملاحة في العالم أجمع.

في المقابل، رد المتحدث باسم جماعة أنصار الله (الحوثيون) في اليمن محمد عبد السلام، إنّ التحالف المشكل من قبل واشنطن هو لحماية إسرائيل، وإنّ من يسعى لتوسيع الصراع عليه أن يتحمل العواقب.

وأضاف:”لن يتوقف اليمن عن مواصلة عملياته المشروعة دعماً لغزة، وكما سمحت أمريكا لنفسها أن تساند إسرائيل بتشكيل تحالف وبدون تحالف، فشعوب المنطقة لها كامل المشروعية لمساندة الشعب الفلسطيني”.