الجالية الفلسطينية في ألمانيا: شعبنا الفلسطيني وأصدقائه في مواجهة التهجير والتجويع ولا بديل عن العودة والحرية والاستقلال! 

شعبنا الفلسطيني وأصدقائه في مواجهة التهجير والتجويع

لا بديل عن العودة والحرية والاستقلال!

‏بعد اكثر من 120 يوما من الحرب العدوائية التي يشنها الاحتلال على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وعلى مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية والقدس وعلى فلسطينيي الداخل والتي وصل ضحيتها إلى عشرات الآلاف من القتلى والجرحى ومئات الآلاف من المنازل المدمرة ‏ فقد أصبح واضحا للعالم أن هذه الحرب لا تستهدف فصيل فلسطيني بعينه ولا منطقة بحد ذاتها، وإنما تستهدف كل الشعب الفلسطيني وأن هدف هذه الحرب هو تصفية القضية الفلسطينية وتهجير شعبنا إلى الدول المجاورة. ومن هنا تأتي أهمية قرار محكمة العدل الدولية ‏يوم 12 يناير والتي اتخذت إجراءات احترازية لمنع دولة الاحتلال الاستمرار بحربها لابادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وطلبت المحكمة إيصال المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء ومن مياه الشرب والكف عن استهداف المراكز الطبية والبنية التحتية لقطاع غزة وامهلت دولة الاحتلال 30 يوما حتى تثبت بها أن ممارستها لا تتجه نحو الابادة الجماعية.

لن يمر أسبوع واحد على هذه القرارات وإذا بدولة الاحتلال وحلفائها من الدول الغربية التي تتشدق بحقوق الإنسان تجد ضالتها بأن هناك بضعة أشخاص من وكالة الغوث شاركوا بالهجوم الذي تم في 7 أكتوبر. وبدأت الدول الغربية من الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية بقطع المساعدات التي تقدمها إلى وكالة غوث اللاجئين/ الأونروا وأصبحت إحدى المطالب الإسرائيلية أن يتم حل هذه الوكالة وخلق بدائل لها . إن قطع تمويل الأونروا ‏لا يهدد حياة مئات الآلاف فحسب، بل الملايين من اللاجئين الفلسطينيين سواء في قطاع غزة أم في الضفة ودول اللجوء الأخرى.

‏اإن الهدف الرئيسي من وراء ذلك هو تفكيك وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين لإنهاء قضية اللاجئين وتهجير الفلسطينيين من أرضهم وتوزيعهم على دول العالم. وها هو بن غفير يطالب بعقد مؤتمر عالمي تتعهد به الدول باستيعاب اعداد كبيرة من الفلسطينيين اللاجئين . ‏تأتي هذه الإجراءات الإسرائيلية والغربية في مسلسل تصفية القضية الفلسطينية وعدم الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى دياره ونيله لحريته واستقلاله. وقد أعلن نتنياهو على الملأ أجمع أنه ضد إقامة دولة فلسطينية.

إن هذا يتطلب من كل الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية ومن كل الشعب الفلسطيني التوحد في إطار منظمة التحرير كممثل شرعي وحيد في مواجهة هذه الحملة الظالمة التي تستهدف تجويع الشعب الفلسطيني وعدم تزويده بالمواد الضرورية للحياة، أملا بأن يضطر للهجرة وترك أرضه. إن هذا يتطلب أولا بالعمل سياسيا من أجل مواجهة هذه الحملة الظالمة والتي تتذرع بحجج واهية لتصفية قضية اللاجئين. وثانيا على كل الفلسطينيين إيجاد التمويل البديل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين حتى تبقى القضية الفلسطينية حية ويتم استرداد الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.

إن علينا التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية وإلى مجلس الأمن والأمم المتحدة حتى تضع حد لهذه الممارسات الخارجة عن كل القوانين والأعراف الدولية. كما وعلينا دعم جنوب إفريقيا والدول الداعمة لها في محكمة العدل الدولية حتى يتم إدانة إسرائيل بجريمة الحرب والإبادة الجماعية ومحاسبتها على الجرائم التي ترتكبها يوميا بحق الشعب الفلسطيني.

أننا على ثقة أن شعبنا الفلسطيني سيتصدى لكل محاولات تصفية قضيته وأنه سيبقى رافضا لكل محاولات التهجير وأنه لن يذهب إلى أي مكان آخر   متشبثا بارضه حتى ينال عودته وحريته واستقلاله كباقي شعوب العالم.

أخيرا كل التحية إلى شعبنا الصامد في قطاع غزة الصامد في وجه الحصار والهدم والتخريب وحرب الابادة ولشعبنا في كل المخيمات والقرى والمدن الفلسطينية الذين يواجهون يوميا الترسانة الحربية لدولة الاحتلال

المجد والخلود لشهداء شعبنا الأبرار الشفاء العاجل للجرحى والحرية للأسرى

برلين 6-2-2024