استيطانانتهاكات الاحتلال

جيش الاحتلال يمنع نشاطًا تطوعيًا سلميا في قرية الشباب بحجة “القرب من مستوطنة”

المسار الاخباري : لم يكن صباح يوم أمس اعتياديًا في قرية الشباب الواقعة في بلدة كفر نعمة، شمال غرب رام الله. فعلى الرغم من أن المتطوعين كانوا قد حضروا لتنفيذ نشاط بيئي وتطوعي في إطار جهود الحفاظ على الأرض، إلا أن جيش الاحتلال كان بانتظارهم.

قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت المنطقة المحيطة بالقرية، واحتجزت أكثر من أربعين متطوعًا قدموا من عدة مناطق للمشاركة في النشاط المجتمعي، رافقها تدقيق في الهويات ومنع المتطوعين من دخول القرية بحجة “القرب من مستوطنة”.

اعتداء مباشر وتضييق ممنهج

أثناء عملية الاحتجاز، تعرض بعض المتطوعين للصراخ والاهانات من قبل المجندات وما يُعرف بـ”حارس المستوطنة”، وهو أحد العناصر المدنية التابعة للمنظومة الاستيطانية، والتي كثيرًا ما تنفذ اعتداءات تحت حماية جيش الاحتلال. المتطوعون لم يكونوا مسلحين سوى بأدوات الزراعة والعمل التطوعي، لكن الاحتلال واجههم كأنهم خطر أمني داهم.

يقول الدكتور بدر زماعرة، المدير التنفيذي لمنتدى شارك الشبابي، في حديث لوطن”: “ليست المرة الأولى التي يتم فيها التضييق على نشاطات قرية الشباب. الاحتلال لا يريد لأي نموذج من الصمود أو التنمية أن يستمر في هذه المناطق المهددة بالمصادرة.”

ويضيف: “القرية تتعرض منذ السابع من أكتوبر 2023 لهجمة شرسة، من اعتداءات يومية، سرقة للمعدات، إطلاق نار، وتخريب للمنشآت. ومع ذلك، فإن عزيمة المتطوعين لا تلين.”

قرية الشباب: نموذج بيئي مهدد

افتُتحت قرية الشباب عام 2011 كمبادرة شبابية رائدة أطلقها منتدى شارك الشبابي وتُعد أول مشروع شبابي متكامل في الهواء الطلق، يهدف إلى توفير مساحة تعليمية وبيئية للشباب الفلسطيني.

القرية ليست مجرد موقع للنشاطات، بل مساحة لتعزيز مفهوم المواطنة البيئية والعمل الجماعي، حيث تحتوي على مركز تعليم بيئي، ومرافق رياضية، ومنطقة للتخييم، ومركز لبناء القدرات، إضافة إلى ميادين للمغامرة والتحدي.

تهدف هذه المساحة إلى حماية التنوع البيئي، وتعزيز الوعي حول التراث الطبيعي، وتوفير بيئة ملهمة للشباب لتطوير مهاراتهم الحياتية والمجتمعية.

الاحتلال يحارب الأمل

بحسب د.زماعرة، فإن الاحتلال لا يهاجم فقط مشاريع البنية التحتية أو السياسية، بل يمتد ليحارب كل مشروع يبث الأمل في نفوس الفلسطينيين، خاصة فئة الشباب.

ويقول: “في يوم الأرض، بدون شعارات، قررنا أن نكون في الأرض، نزرع ونعمل. لكن كالعادة، المستوطنون حضروا، وتبعهم الجنود، والحجة الجاهزة: منطقة عسكرية مغلقة!”

دعوات للحماية والتدخل الدولي

أدان د.زماعرة الاعتداءات المتكررة على قرية الشباب، وناشد المؤسسات الدولية المعنية بالتدخل العاجل لحماية المتطوعين، وضمان استمرارية مثل هذه المشاريع، التي تمثل رئة خضراء في وجه الاحتلال والتهويد.

ورغم الاعتداءات والانتهاكات اليومية، تؤكد إدارة قرية الشباب والمتطوعون إصرارهم على الاستمرار في نشاطاتهم التطوعية ورسالتهم التنموية، فالقرية ليست فقط مشروعًا بيئيًا، بل صرخة صمود في وجه الاحتلال، ونموذج لتمكين الشباب وتعزيز ارتباطهم بالأرض.