
المسار الإخباري :فُجعت مدينة جنين صباح اليوم بوفاة السيدة أسماء أبو الهيجا “أم العبد” (61 عامًا)، زوجة القائد الوطني الأسير جمال أبو الهيجا، بعد معاناة طويلة مع المرض، تاركة وراءها حكاية صمود استثنائية لعائلة تقبع بأكملها في سجون الاحتلال والسلطة.
وتوفيت “أم العبد” فجر اليوم في مستشفى الاستشاري برام الله، حيث كانت ترقد منذ مطلع العام الجاري، وتعاني من مضاعفات متقدّمة ناتجة عن إصابتها بالسرطان، خضعت خلالها لعدة عمليات جراحية في الرأس لزراعة الجلد.
الراحلة عاشت أيامها الأخيرة محرومة من رؤية أبنائها الخمسة:
عبد السلام وعصام معتقلان في سجون الاحتلال،
عماد معتقل لدى السلطة الفلسطينية،
بنان، المحامية، اعتقلت قبل أيام أثناء مغادرتها المستشفى الذي كانت ترافق فيه والدتها،
أما الابن الأكبر حمزة، فقد استشهد في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال عام 2014.
وفي ظل هذا الغياب القسري، لم يكن بجوارها عند الوفاة سوى ابنتها الصغرى ساجدة، التي تحملت عبء الفقد والانتظار بصمت ووجع.
وعُرفت “أم العبد” بصبرها وصلابتها، حيث اعتقلت هي نفسها عام 2003 لمدّة تسعة شهور، لتسطر العائلة فصلاً نادرًا في التضحية الوطنية، عنوانه الصمود الكامل في وجه الاحتلال والخذلان.
رحلت “أم الأسرى”، لكن وجعها سيبقى شاهدًا على ظلم الاحتلال الذي لم يكتفِ باعتقال الأب، بل حرم الأم من أبنائها في وداعها الأخير.