“والاه”: تزايد احتمالات شنّ عدوان على مخيم جنين بعد الأعياد اليهودية

نقل موقع “والاه” الإسرائيلي، اليوم الخميس، عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين لم يسمّهم، ترجيحهم شروع جيش الاحتلال الإسرائيلي بحملة عسكرية أخرى ضد المقاومين في مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، بعد الأعياد اليهودية، وذلك لأنّ “إنجازات” الاجتياح الذي حمل اسم “بيت وحديقة” في يوليو/ تموز قد “تآكلت بسبب القيود التي يفرضها المستوى السياسي”.

وأسفر عدوان الاحتلال على مخيم جنين في الرابع من يوليو عن استشهاد 12 فلسطينياً وإصابة 117 آخرين، ومقتل جندي إسرائيلي، ودمار هائل في المخيم.

وادّعى المسؤولون الإسرائيليون الذين تحدّثوا لموقع “والاه”، أن العدوان أعاد “حرية العمل” لجنود الاحتلال، ووجه ضربة قوية للمقاومة، لكنهم يرون أن تلك “الإنجازات”، على حدّ وصفهم، بدأت تتراجع، وأن “المنطقة تولّد في الوقت الحاضر تنبيهات ساخنة لهجمات إرهابية، كما أصبح المخيم مرة أخرى مخبأً للمطلوبين من الضفة الغربية”.

وذكر الموقع أنه ربما يكون من الصعب تجنّب عملية عسكرية ضد المقاومة في مخيم جنين بعد الأعياد اليهودية التي تستمرّ حتى أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، يُحتمل أن تكون محدودة أو عبارة عن سلسلة عمليات مركّزة ضد النواة الصلبة للمقاومين في المخيّم.

ونقل الموقع عن مسؤول أمني قوله إنه في المرحلة الأولى بعد الاجتياح في يوليو، “كانت هناك رغبة في السماح للسلطة الفلسطينية بأخذ زمام المبادرة، وفرض القانون والنظام، لكن مع مرور الوقت، أصبح من الواضح أنّ قوات الأمن الفلسطينية لا تدخل إلى مخيم جنين للاجئين، بل تسيّر عملها فقط في المدينة نفسها”.

وذكر أنّ التوتر الذي شهدته الحدود الشمالية مع لبنان في الفترة نفسها، أثر في القرار الإسرائيلي لعدم الرغبة في فتح جبهتين في الوقت نفسه.

وأضاف المسؤول الأمني الكبير أنه “حتى بعد تراجع الاحتكاك على الحدود اللبنانية، كان هناك تأخير آخر في العمليات في مخيم جنين للاجئين، وذلك لأن مسألة التطبيع مع السعودية، والتي أصبحت حساسة للغاية في الظل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، عادت إلى الواجهة”.

وأشار إلى أن سلسلة العمليات التي شهدتها الضفة الغربية المحتلة ضد المستوطنين وأهداف إسرائيلية، والتي أدت إلى مقتل وجرح عدد من الإسرائيليين بعد العدوان على جنين، غذّت رغبة المستوى الأمني الإسرائيلي باتخاذ خطوات تحدّ من العمليات، لكن القرار تأثر بالانتقادات الأميركية لإسرائيل بسبب عدد الشهداء والمصابين الفلسطينيين الكبير بنيران قوات الاحتلال خلال الاجتياح.

وتابع الموقع نقلاً عن مصدر عسكري إسرائيلي في المنطقة الوسطى، أنه على الرغم من الإنذارات الكثيرة لاحتمال تنفيذ عمليات ضد أهداف للاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، فإن الأعياد اليهودية التي تصادف في هذه الفترة، “تُعتبر حساسة للغاية، ويتم التفكير ملياً في كل خطوة حتى لا تقود للتصعيد”، خصوصاً في ظل التوتر وارتفاع مستوى الاحتكاك على الحدود مع قطاع غزة، وعليه “يتم التعامل مع كل شيء بحساسية”.

وتشير تقديرات المسؤول العسكري في المنطقة الوسطى، إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتعامل في هذه المرحلة فقط مع “القنابل الموقوتة”، وأبرز المطلوبين بناءً على توصيات “الشاباك”، وذلك لأن “مستوى الخطر في دخول مخيم جنين للاجئين لا يزال مرتفعاً، بسبب العدد الكبير من المسلحين، والأسلحة، والعبوات الناسفة”.

يذكر أن قوات الاحتلال عادت إلى مخيم جنين بعد الاجتياح في يوليو في أكثر من مناسبة لتنفيذ اعتقالات، وبقيت عملياتها محدودة، كما أنها واجهت نيران المقاومة.

وشنت قوات الاحتلال، مساء الثلاثاء، عدواناً على مخيم جنين تخلّلته اشتباكات مسلحة مع المقاومين، ما أدى لاستشهاد أربعة شبان وإصابة 30 آخرين، بينهم مصابون حالاتهم حرجة، وجرى اعتقال فلسطينيين اثنين، أحدهما والد أحد المطاردين الذي أفرج عنه بعد تعرضه لذبحة صدرية.