الصحافة العبرية… الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

  الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

يديعوت أحرونوت 1/5/2024

من دولة عظمى إلى “شاطئ غزة”.. إسرائيل لبلينكن: هنا مستشفى
وهنا مكان آمن…

بقلم: يوسي يهوشع

في إطار تنسيق التوقعات قبيل مناورة محتملة في رفح، إذا ما حصلت، يجدر التشديد على أنها ستكون مختلفة جوهرياً عما رأيناه في قطاع غزة حتى الآن، وذلك بسبب قيود الأمريكيين، غير المستعدين لأن يحتملوا إمكانية إصابات للأبرياء، إضافة إلى مطالب الإغاثة الإنسانية، قبلها، في إطارها وبعدها. أما المصريون فيطالبون بتنسيق أمني وثيق.

أي قذيفة طائشة تقتل مدنيين دون قصد، ستؤدي إلى وقف الحملة. ولهذا، فإن المهمة الملقاة على فرقتي 98 و162 تختلف عن تلك التي اعتادتا عليه في القطاع، واستخدام النار سيكون حذراً للغاية. لقد سبق للأمريكيين أن أوضحوا بأنهم لن يحتملوا إصابات للمدنيين، وهذه مهمة على حدود المتعذر في منطقة مع أكثر من مليون مواطن.

تخوف من اقتحام جماهيري

هناك خطوتان تجريان بالتوازي: التنسيق مع المصريين، ومع الأمريكيين؛ المصريون يخشون اقتحام الجماهير للمعبر، بل وعلى طول الحدود. وقدرت محافل إسرائيلية بأنه في اللحظة التي تنضغط فيها حماس من عملية عسكرية، فربما تدفع المواطنين في رفح إلى الحدود كي يمارسوا ضغطاً على المصريين الذين سيعملون على وقف العملية الإسرائيلية.

وعليه، فإن الجيش المصري على استعداد خاص. من ناحيته، هذا سيناريو كابوسي. ويستخلص الدروس من اقتحام جماهيري مثلما في 7 أكتوبر. هذا التخوف دفع المصريين لممارسة ضغط أكبر على حماس للوصول إلى صفقة ولمحاولة منع العملية الإسرائيلية.

من المتوقع اليوم أن يزور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إسرائيل ويتجول في ميناء أسدود وفي أبو سالم ليفحص عن كثب نقل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. تكون هذه جملة مجنونة جداً في الأيام العادية. وزير القوى العظمى في العالم، شخص مجهول بعض الشيء، يطير إلى الطرف الآخر من العالم كي ينظر إلى شاحنات قمح تدخل إلى قطاع غزة. لكن في واقع الأمر هذه هي كل القصة؛ تريد إدارة بايدن إعطاء الأكثر كي تتاح الحملة في رفح.

إلى جانب المبادرة الأمريكية للتطبيع مع السعودية، والحلف الأمني الإقليمي، يريد بلينكن أن يتأكد من أن الجيش الإسرائيلي يفعل كل شيء كي يمتنع عن المس بغير المشاركين في أثناء الدخول إلى رفح، وكذا مواصلة الجهد الإنساني في القطاع حتى في وقت المناورة في جنوبه. اليوم، مثلاً، سيعرضون عليه بالضبط مكان مناطق إخلاء السكان، كم مستشفى وعيادة ستعالج الجرحى، وأي غذاء سيحصل عليه المخلون لرفح في مناطق التجمع.

واضح للجيش الإسرائيلي بأنه سيدخل إلى رفح. لن يكون ممكناً استكمال أهداف الحرب دون المرور عبر معقل لحماس الأخير في غزة. لخطة العمر مراحل مختلفة مع قدرات توقف وتغيير للمهمة وفقاً للضغط الذي يمارس على إسرائيل.

أزمات شرعية في الحد الأدنى

لاستكمال هذه الخطوة مع الحد الأدنى من أزمات الشرعية الدولية والحد الأقصى من الإنجازات العسكرية، عمل مكتب تنسيق الأعمال في “المناطق” [الضفة الغربية] والجيش في الأسابيع الأخيرة على خطة إنسانية – مدنية استثنائية في حجمها.

كيف عمل ذلك؟ بداية، تم توسيع الجهد الإنساني إلى قطاع غزة. بمعنى أن إسرائيل زادت عدد الشاحنات التي تدخل اليوم إلى القطاع (250 – 400 في اليوم)، خطوة أغرقت القطاع بالمساعدات. يصعب الادعاء بالجوع في القطاع حين تخرج نحو مئة شاحنة كل يوم إلى شماله وتمتلئ الأسواق.

إلى جانب هذا، أقيمت مستشفيات ميدانية في المجال الإنساني الذي حدده الجيش الإسرائيلي في منطقة المواصي وكذا في منطقة معسكرات الوسط، وفتحت وأصلحت أنابيب المياه إلى قطاع غزة في الجنوب والوسط وفي شمال القطاع. الكرزة التي في القشدة هي الرصيف العائم المؤقت للجيش الأمريكي الذي يقام هذه الأيام في شواطئ غزة، والذي سيستوعب المساعدات الإنسانية عبر البحر، بالتوازي مع ميناء أسدود الذي فتح بتعليمات الكابنيت الإسرائيلي لإدخال المزيد من المساعدات عبر إسرائيل.

المناورة في رفح ستكون باعثة على التحدي، مناورة إنسانية. دون صلة بالتحدي الدولي في ضوء غياب الشرعية لمواصلة الحرب في غزة – بخاصة داخل منطقة مكتظة تضم أكثر من مليون إنسان. يقدر الجيش بأن قرابة 200 ألف فلسطيني من أصل 1.4 مليون تركوا رفح في الأسابيع الأخيرة، أساساً إلى خانيونس ومعسكرات الوسط، ويستعدون بكثافة لإخلاء المليون المتبقي، حتى لو لم يتركوا كلهم في ضوء دعوات الجيش للتحرك شمالاً. يدرك الجيش الإسرائيلي بأن مستوى الشرعية الدولية لمواصلة الحرب قل جداً عن ذاك الذي حظينا به في أكتوبر. لهذا الغرض،كان مطالباً بزيادة الجهد الإنساني، حتى لو لم يحظ هذا بالرضى في العين الإسرائيلية. بينما هناك من يشكو من كل شاحنة غذاء تدخل إلى القطاع – يتابع البيت الأبيض بدقة كل كيس أرز وقمح يجتاز الحدود معبر المعابر. في الوضع الحالي لإسرائيل التي تقاتل منذ أكثر من نصف سنة في عدة ساحات بالتوازي بينما الحل العسكري أو السياسي لمشكلة الشمال بعيد عن التحقق – يدرك الجيش، مثلما في كابنت الحرب أيضاً، بأن ليس لنا ترف لرفض الطلب الأمريكي لبادرات إنسانية في قطاع غزة مقابل مواصلة الدعم والمساعدة من جانب البيت الأبيض.

حتى لو خرجت العملية بالفعل إلى الدرب، هذا إذا لم يوقفها الأمريكيون وحتى لو هزمت أربع كتائب حماس في المكان – فلن يكون هذا النصر المطلق. الأمر الأهم في رفح هو إغلاق محور التهريب. ولا يمكن لهذا أن يحصل إلا بتنسيق كامل مع المصريين لأن الجيش الإسرائيلي لن يبقى إذا ما تقرر بناء عائق تحت أرضي في الجانب المصري ليكون منكشفاً أمام الإصابة.

يمكن للجيش الإسرائيلي أن ينفذ أعمال كشف، لكنها لا تكفي لتدمير كامل لأنفاق التهريب. كما أسلفنا، نفذت التهريبات أيضاً عبر المعبر نفسه، ولهذا فإن إسرائيل بحاجة إلى التعاون المصري.

——————————————–

معاريف 1/5/2024

كيف يبدو اليمين المتطرف كرة بايدن السوداء في بلياردو الشرق الأوسط؟

بقلم: ران أدليست

يبدو وكأن ساعة الحقيقة حانت، سواء قرر نتنياهو قبول العرض المصري في صفقة المخطوفين (المعنى هو إلغاء رفح وموجة احتجاجات من معسكر اليمين) أم ردها (المعنى هو موجة احتجاجات من معسكر الوسط – اليمين واليسار). رد فعله الشرطي هو تأجيل جلسة كابنيت الحرب وعلى ما يبدو إلغاء مشاركته في احتفالات يوم الاستقلال. من هنا تبدو معركة التأجيل أمام العالم كله، وهكذا تبدو لعبة بلياردو. أما اللاعبون فهم السعودية، والإمارات، ومصر، والأردن، والناتو، وإسرائيل.

الكرة السوداء، الاستراتيجية، هي تفكيك ائتلاف نتنياهو للبدء في حوار إقليمي مع حكومة جديدة في صالح تعزيز المدماك الشرق أوسطي الخاص ببايدن. التكتيك هو إدخال باقي الكرات في الجيوب الصحيحة من خلال رزمة إغراءات لإسرائيل: تمويل بنية تحتية أمنية وأسلحة لجهاز الأمن، وتطبيع مع السعودية، ومفاوضات مع حماس على تحرير الكل لقاء الكل (مقابل وقف القتال في غزة)، وتأييد إلغاء خطة أوامر اعتقال المحكمة الجنائية في لاهاي، والتلويح بعدة تهديدات، وعقوبات…

الفكرة التي تقف خلف بعض تلك الخطوات هي دفع بن غفير وسموتريتش للخروج من الحكومة، ثم إجراء انتخابات ثم محادثات بناءه مع الحكومة الجديدة. أما الوسائل فهي تنسيق كامل بين جهازنا الأمني والإدارة الأمريكية لإجبار نتنياهو على الحسم. مشكلة نتنياهو أنه لا يملك أغلبية في “الكابنت الضيق” للمضي بخطوات حربية، ولا يملك أغلبية في “الكابنيت الموسع” لخطوات حل وسط، وليس واضحاً في أي وضع تراكمي هو موجود في كل لحظة معطاة.

وأقدر أنه نفسه لا يملك فكرة واضحة كيف سيتصرف إزاء الضغوط التي تمارس عليه. كما ليس لبن غفير وسموتريتش فكرة كيف سيتصرفان على افتراض أنهما يفهمان بأن وقف نار لغرض إعادة المخطوفين هو انهيار دومينو في صالح مخطط بايدن، الذي هو نفسه المهدد الحقيقي على اليمين على أجياله.

لتذكيرنا بالطريق الذي قطعناه من مخطط ترامب حتى مخطط بايدن: في نهاية كانون الثاني 2020 عرض الرئيس ترامب خطته لإنهاء النزاع. بروح التاجر الأعظم في كل الأزمنة (هكذا درج ترامب أن يعرض نفسه) عرض المخطط احتفالياً كـ “صفقة قرن”. وفور عرضها بالتفصيل، كان واضحاً أن الحديث يدور عن هراء، غير أن الزينة (المكتب البيضاوي)، وحماسة الصحافيين وتصريحات ترامب ونتنياهو المتبجحة جعلته احتفالاً عليلاً “يوماً تاريخياً” مثلما أعلن نتنياهو. ورد عليه ترامب بـ “هذه خطوة كبيرة نحو السلام”، فرد نتنياهو: “إسرائيل مستعدة للتفاوض فوراً على السلام”. في تلك الأيام، اتفق نتنياهو وكوشنر، صهر ترامب، على شروط الاحتلال: القانون الإسرائيلي ينطبق في كل مستوطنات الضفة، تقوم دولة فلسطينية مجردة من السلاح، وتكون السيطرة الأمنية في الضفة في أيدي إسرائيل، والقدس عاصمة إسرائيل بدون تقسيم، ويسمح لليهود بالصلاة في الحرم، وأبو ديس عاصمة للفلسطينيين، وهي بلدة خارج الجدار في شرقي القدس، وتنقل أراض في شرقي النقب إلى سيطرة فلسطينية. وخصصت للمفاوضات أربع سنوات يجمد فيها البناء في المستوطنات، يتخلى الفلسطينيون عن حق العودة ويرتبط قطاع غزة بالضفة الغربية بنفق. لطيف أن نتذكر… صحيح؟

في بوابات البيت الأبيض، حيث تنعقد اليوم المظاهرات ضد إسرائيل – نتنياهو، رقص في ذاك اليوم أعضاء وفد المستوطنين الذي رافقه إلى واشنطن. والأحد في جلسة الحكومة، وعدوا المراسلين بإعلان عن الضم. على طريقتهم، لم يقرأوا إلا البنود التي تريحهم، وكانوا واثقين بأن نتنياهو سينجح في طمس ما تبقى. هذا بالضبط، لكن في المقلوب، ماذا يأملون الآن؟

——————————————–

 هآرتس 1/5/2024

حيفة إسرائيلية: المستشارة القانونية في “امتحان الديمقراطية”.. إقالة سموتريتش أم الاستسلام لـ “الربيع الكهاني”؟

بقلم: أسرة التحرير

تصريحات وزير المالية وعضو الكابينت السياسي الأمني سموتريتش تستوجب إقالته إقالة فورية من الحكومة. هذا هو تصرف كل دولة سليمة النظام، فما بالك في دولة أصدرت محكمة العدل الدولية في لاهاي ضدها أوامر تأمرها بالامتناع عن الإبادة الجماعية، بما في ذلك الأمر الذي يأمرها بمعالجة التحريض على الإبادة الجماعية.

لقد دعا الوزير سموتريتش الإثنين إلى إبادة أعداء إسرائيل. “لا يوجد أنصاف عمل. ليس لرفح ودير البلح والنصيرات – إبادة مطلقة. هكذا بشكل حاد وجلي: إبادة مطلقة. لا مكان للتأويل.

كان أي رئيس الوزراء في دولة طبيعية سيعقد بعد خمس دقائق من نشر الأقوال، مؤتمراً صحافياً، يقيل الوزير مكللاً بالعار ويعلن على الملأ بأن هذا ليس طريقنا، وأنه لا مكان في حكومة إسرائيل لأناس هذا هو فكرهم. لكن في إسرائيل نتنياهو، في ربيع الكهانية، يروج زعيم اليمين المتطرف علناً للإبادة الجماعية ولا يوجد شخص واحد في الحكومة ينهض ليقول حتى هنا: إما الكهانيون الحقيرون هؤلاء أو نحن.

نذكر بأن الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في كانون الثاني استندت إلى جملة تصريحات تحريضية وخطيرة لسلسلة طويلة من الشخصيات العامة عقب 7 أكتوبر – ابتداء من رئيس الدولة، عبر رئيس الوزراء، وزراء ونواب، وانتهاء بـمغنين وإعلاميين شهيرين. لاستخلاص نية الإبادة الجماعية من حقيقة أن جهاز القضاء لم يعاقب المحرضين.

إن الوهن الذي أظهرته المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهرب ميارا، والنائب العام للدولة عميد ايسمن لمعالجة التصريحات التحريضية هو ما استخدمته جنوب إفريقيا في الالتماس ضد إسرائيل. قبل بضعة أيام من البحث في التماس جنوب إفريقيا في لاهاي، أعلنت بهرب ميارا أنها بدأت العمل ضد أقوال تحريضية من كبار المسؤولين. أقوال سموتريتش تستوجب تدخلها فوراً.

في إسرائيل الفاسدة، سموتريتش لا يشعر بأنه مهدد، بل ويتجرأ على تهديد بالانسحاب من الحكومة إذا ما وقعت إسرائيل على صفقة لتحرير المخطوفين وأرجأت اجتياح رفح. حصل هذا أمس، بينما كان يعرض موقف حزبه ضد الصفقة. لم يفوت سموتريتش الفرصة لمواصلة التحريض – هذه المرة ضد قائمة الموحدة – الكل يرى اليوم العلاقات بين “الموحدة” وحماس، كنت في حينه مستعداً لدفع ثمن سياسي، ولكني مستعد الآن لدفع أثمان عامة جسيمة كي أمنع الخطر الوجودي”، قال.

ينبغي الأمل بالفعل في أن “يدفع سموتريتش الثمن” وينسحب من الحكومة، ومن الأفضل التبكير ولو بساعة. إلى أن يفعل هذا، على المستشارة القانونية أن تؤدي مهمتها وتعمل ضده.

———————————————

يديعوت أحرونوت 1/5/2024

دولة أم عصابة؟ نتنياهو في المالديف والمخطوفون في الأنفاق.. وإسرائيل تنتظر السنوار

أمة تقف ممزقة القلب لكنها تتنفس، وتسمع تكراراً بأن “إسرائيل تنتظر جواب السنوار” وأن الكابنيت سينعقد بعده. والأمر الذي لا يمكن إدراكه أن يواصل نتنياهو، الذي ربى سمن وغذى حماس إلى أن أصبحت وحشاً، تعظيمها وتغذيتها الآن بقوة أكبر. يعظم الأسطورة، وينتظر ما تنبس به شفتاه. السنوار يفكر، السنوار يقبل العرض، السنوار يعاينه. أما إسرائيل فليست موجودة. كل شيء السنوار. التغذية إياها، التي كان هدفها تفادي أي تسوية سياسية ممكنة وتتواصل عملياً بكامل عظمتها في هذه اللحظات. أين إسرائيل، أين الرؤيا التي تحل محل المماحكة السامة والتافهة والغبية وغير المجدية، التي ثمنها حياة الإنسان: وقف الحرب الرهيبة هذه، التي توقفت على أي حال. تحري كل المخطوفين، تسوية سياسية إقليمية، تسوية تبقي السنوار الذي يمتنع نتنياهو عن الانفصال عنه، وكأنهما يتقاسمان حلف المصير.

الأيام الأخيرة تعظم التفكير القاسي في وجود أوجه شبه في سلوكهما. كلاهما لا يريد صفقة. كلاهما يتظاهر بأنه يريدها. كلاهما يخدع المحافل الدولية عظيمة القوة (الولايات المتحدة، مصر) التي تحثهما على التقدم. كلاهما يضيق خطى رُسلهما. يرسلانهم فارغين من الذخيرة لمهمة هما أنفسهما غير مستعدين للقيام بعمل (حقيقي) كي تنجح. لكليهما ثمن حتى عندما يوشك الزمن لأبناء شعبيهما أن ينفد. كلاهما يضع بقاءه الشخصي فوق كل اعتبار آخر، بما في ذلك فوق مصالح شعبيهما. الاعتراف بهذا الشبه باعث على اليأس. لكن عندما تتراكم الحقائق وترى العيون ما تراه، لا يعود ممكناً التظاهر بأن العنوان على الحائط ليس سوى كتابة مشوشة.

القسم الأفظع والأكثر لذعاً في أوجه الشبه هذه هو رخص حياة الإنسان. لقد روي لنا دوماً بأننا مختلفون. بأن قلب عدونا في حياة موتاه أيضاً، بخلافنا، بأن قدسية الحياة عندنا أهم القيم. كان هذا إيماناً وجودياً بسيطاً: إسرائيل لن تهدأ حتى تعيد مخطوفيها ومقموعيها وسجنائها، سواء بالدبلوماسية، بالأعمال الجريئة، بالاتفاقات باهظة الثمن، بالطائرات، بالسفن، مع رجال موساد ووحدة بحرية ووحدة “سييرت متكال” الخاصة. إذا كان شيء ما يعرفه الإسرائيلي فهو أن الدولة ستأتي لإنقاذه. هذا هو الاتفاق، هذا هو العهد، هذا عهد لفظ أنفاسه، وهذ هو الأمر الفظيع الذي أوقعه نتنياهو بالمجتمع الإسرائيلي. هذا الأمر البسيط -إنقاذ حياة الإنسان- دفنه تحت إحاطاته وأحابيله الإعلامية والتفاصيل الصغيرة التي لا معنى لها ولا عطف ثابت تجاه المعاناة، ومظاهر عطف زائفة، مثل ذاك الذي للزوجين اللذين يمسكان للحظة، ولأغراض الصورة المهندسة، صورة مشوشة حتى وجوه المخطوفين لا تظهر فيها.

على ماذا ولماذا سقط كل من كالكدان مهري وعيدوا فيف رحمهما الله، الشابان الرائعان، في وحل حرب طويلة جداً وبنار قواتنا الاحتياط. على ماذا ولماذا دمرت حياة عائلتيهما. 608 جندي ومجندة قتلوا حتى الآن. شبان كانت كل حياتهم أمامهم، الكثيرون منهم سقطوا حين كانوا يقاتلون ببسالة كي “يطهروا” مناطق تسيطر عليها حماس مجدداً، في الوقت الذي تجلس فيه حكومتهم بلا أي فعل سياسي. 897 مواطناً من أطفال وشيوخ ونساء ورجال قتلوا بوحشية. 133 مخطوفة ومخطوفاً يموتون بعذاب وألم. ونتنياهو يحتفل في وولدوف استوريا، يختبئ في قبو صديقه المليونير، ويعمل بلا هوادة لحماية شركاء الترهات المهددين خاصته. أي هو نفسه. انعدام تام للمسؤولة، فظاظة قلب وروح، استخفاف خبيث بحياة الإنسان وبالمسؤولية السياسية لإعادة من لا يزال ممكن إنقاذهم – هم كارثتنا.

هل يرتعش وهو يرى كيت سيغال ينحني ويبكي في ظل أسره الطويل على عائلته، على حياته، على طبيعته الإنسانية التي سلبت منه. هل يرتعش هو أيضاً خوفاً عندما يشاهد يردين بيباس يختطف ويرجم بالحجارة. والآن في الأسر يغرق في معاناة لا تنتهي وفي اكتئاب عميق؟ هل هو أيضاً مثل معظمنا، يستيقظ ليلاً غارقاً في العرق، خائفاً على مصير المخطوفات؟ ما الذي يرويه لنفسه حين تقل شروط الصفقة مع كل يوم يمر، ويموت المخطوفون ويقتل الجنود. مشكوك أن يستوعب من تحت بدعة “النصر المطلق” وبمسؤوليته الكاملة أنه منذ الكارثة الكبرى بات خطيراً جداً أن يكون المرء يهودياً. في العالم بعامة وإسرائيل بخاصة.

———————————————

هآرتس 1/5/2024

الرياض لبلينكن: نريد مساراً موثوقاً يضمن إقامة الدولة الفلسطينية

بقلم: أمير تيفون وآخرون

وصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل أمس، والتقى رئيس الحكومة نتنياهو، ورئيس الدولة إسحق هرتسوغ، وعضو الكابنيت الوزير بني غانتس. سيحاول في هذه الزيارة الدفع قدماً بالمحادثات حول صفقة إطلاق سراح المخطوفين وفحص إمكانية التقدم نحو اتفاق سياسي بين إسرائيل والسعودية. يصل بلينكن إلى إسرائيل بعد إجراء زيارات في الفترة الأخيرة في السعودية والأردن، التي ركزت أيضاً على الحرب في غزة في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، واحتمالية أن تعمل إسرائيل في رفح، حيث يتركز أكثر من مليون مواطني فلسطيني.

سيجري بلينكن زيارة لميناء أسدود مع رئيس الأمن القومي تساحي هنغبي، ليفحص عن كثب عملية نقل المساعدات الإنسانية من الميناء إلى قطاع غزة. في الفترة الأخيرة، استخدمت الإدارة الأمريكية ضغوطاً كبيرة على إسرائيل لنقل المساعدات مباشرة من الميناء إلى القطاع، ما سيعمل على تسريع إدخالها.

مصدر دبلوماسي مطلع على المحادثات بخصوص زيارة وزير الخارجية، قال للصحيفة إن الهدف الأكثر إلحاحية لبلينكن هو تحقيق صفقة لتحرير المخطوفين الإسرائيليين ووقف الحرب. وحسب قوله، رغم أن بلينكن في تصريحاته الأخيرة ألقى مسؤولية تأخير الصفقة على حماس، فإنه يعني من أن نتنياهو لا يضع العقبات. الإدارة الأمريكية قلقة من تصريحات وزراء اليمين المتطرف سموتريتش وبن غفير، اللذين هددا بإسقاط الحكومة إذا صادق نتنياهو على صفقة يعتبرانها “غير مجدية”.

حول إمكانية التطبيع، أصدر وزير الخارجية السعودي وبلينكن رسائل متفائلة أثناء زيارة الأخير للمملكة. وقالا إن معظم المواضيع المتعلقة باتفاق محتمل بين السعودية والولايات المتحدة وإسرائيل، الذي سيشمل التطبيع بين الرياض والقدس، أصبحت الآن متفقاً عليها. ولكن الموضوع الفلسطيني ما زال عقبة أمام الاتفاق، بالأساس الفجوة بين طلبات السعودية الأساسية في إعلان إسرائيل أنها تؤيد إقامة الدولة الفلسطينية وخطوات عملية على الأرض لصالح هذا الموضوع، وبين قدرة نتنياهو على التصرف في ظل ائتلاف مع بن غفير وسموتريتش اللذين يتطلعان إلى إسقاط السلطة الفلسطينية وضم الضفة الغربية.

يتوقع بلينكن أن يعرض على نتنياهو الفرصة القائمة لاختراقة مع السعودية، ويناقش معه الثمن السياسي المطلوب منه من أجل ذلك. وحسب أقوال المصدر الذي تحدث مع الصحيفة، فـ “لن يكون هناك شيء إلا ويعرفه رئيس الحكومة، لكنه سيسمع من وزير الخارجية تحديثات حول محادثاته الأخيرة في السعودية، التي قد تؤثر عليه”.

تقدر إسرائيل أن حماس قد تنشر اليوم رداً على اقتراح الوساطة المصري بشأن صفقة تحرير المخطوفين. وقررت أمس عدم المصادقة على إرسال بعثة إسرائيلية إلى القاهرة، حسب مصدر سياسي. لأن إسرائيل تقرر انتظار رد حماس قبل اتخاذ أي قرار حول سفر البعثة.

القناة الرسمية في مصر “القاهرة” نشرت أمس بأن بعثة حماس للمحادثات غادرت القاهرة وستعود مع رد خطي في موعد غير معروف. رئيس البعثة، خليل الحية، قال في يوم السبت بأن حماس تسلمت عرض إسرائيل حول صفقة التبادل، وأنها سترد عليه بعد فحص تفاصيله. وقالت مصادر في حماس للصحيفة بأن حماس تطالب بضمانات، منها ألا تستأنف إسرائيل القتال ضدها في القطاع، أيضاً في مدى شهرين من تطبيق الصفقة ووقف إطلاق النار، كشرط لاستكمالها. “نريد حياة لصالح الفلسطينيين في غزة”، قال أحد المصادر، “هذا يعني وقف الحرب وانسحاب إسرائيل وإعمار القطاع وخطة سياسية واضحة”.

مصدر أجنبي مطلع على الاتصالات التي تديرها الولايات المتحدة للتطبيع بين إسرائيل والسعودية، قال للصحيفة إن الحكومة السعودية اتخذت قراراً مبدئياً بتعزيز العلاقات مع إسرائيل، لكنها مترددة فيما إذا كانت تريد تطبيق هذه الخطوة في الأسابيع القريبة أم بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في تشرين الثاني القادم. مقابل التطبيع، تتوقع الرياض المطالبة بضمانات تضمن تقدماً واضحاً في قضية إقامة الدولة الفلسطينية.

“قررت السعودية العمل على اتفاق مع إسرائيل”، قال المصدر نفسه. “هذه عملية استراتيجية مبدئية، كجزء من التقارب مع الولايات المتحدة، وهي معنية بتطبيقها”. وحسب قوله، ما زالت الرياض مترددة بخصوص التوقيت، ومن المتوقع أن تبتّ في المسألة هذه في الأيام القريبة القادمة. النقاشات في الحكومة السعودية في الأسابيع الأخيرة تدور حول ما إذا سيتم إعطاء هذه الهدية للرئيس بايدن الذي يعتبر بطة عرجاء، ومن غير المؤكد أن يفوز في الانتخابات، أم انتظار الرئيس القادم على فرض حدوث انقلاب. هم مترددون فيما إذا كان الاتفاق مع إسرائيل، على فرض أن مطالبهم سيوافق عليها، لن يعتبر كمساعدة لحملة بايدن السياسية، التي قد تمس بالعلاقات مع الرئيس القادم. في الأصل، أي رئيس سيتم انتخابه قد يوفر للنظام السعودي تسهيلات أكثر بعد انتهاء الحملة الانتخابية.

الصعوبة الرئيسية التي يلاحظها دبلوماسيون غربيون مقربون من السعودية، هي القضية الفلسطينية. طلبات السعودية من إسرائيل في الحقيقة متدنية مقارنة مع التي عرضتها المملكة في مبادرة السلام العربية في 2002، لكنها عالية كما يراها شركاء نتنياهو في الائتلاف من اليمين المتطرف. وزير المالية سموتريتش ووزير الأمن الوطني بن غفير يعارضان بشدة أي اعتراف إسرائيلي بالدولة الفلسطينية، حتى ولو على المستوى التصريحي، وقد هددا بإسقاط الحكومة إذا خطا نتنياهو في هذا الاتجاه. وأوضحت السعودية مرات كثيرة في السنوات الأخيرة بأن هذه الخطوات شرط رئيسي للتقدم مع إسرائيل. من جهة أخرى، تقدر الولايات المتحدة أن الحرب وتأثيرها على الرأي العام العربي عززت التزام السعودية بتحقيق إنجازات مهمة من أجل الفلسطينيين في إطار المفاوضات مع إسرائيل.

تردد السعودية يرتبط أيضاً بجانب آخر من السياسة الأمريكية: علاقات القوة بين الرئيس والكونغرس. جزء من طلبات السعودية من الولايات المتحدة يحتاج إلى مصادقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ. في الرياض من يخافون من أنه إذا تم انتخاب الرئيس ترامب فلن يوافق الديمقراطيون على التعاون والمصادقة على طلبات السعودية التي تشمل حلف دفاع مع الولايات المتحدة ومساعدة لإقامة مشروع نووي. في المقابل، ما دام بايدن في البيت الأبيض فإن معظم أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين قد يؤيدون هذه الخطوة، خصوصاً إذا أوضح لهم الرئيس بأن هذا الأمر سيساعد في حملته الانتخابية. في الجانب الجمهوري، وفق تقديرات داخلية في إسرائيل والسعودية، سيكون هناك ما يكفي من أعضاء مجلس الشيوخ الذين سيؤيدون الاتفاق رغم أن هذا الأمر سيساعد بايدن، بسبب الضغط الذي يستخدمه اللوبي المؤيد لإسرائيل في أمريكا، مع التأكيد على المسيحيين الإفنجليين.

وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قال أول أمس في قمة منظمة دول التعاون الخليجي في الرياض، إن الاتصالات من أجل التطبيع بين السعودية وإسرائيل قريبة جداً من الانتهاء. ونظيره السعودي فيصل بن فرحان أضاف بأن اتفاقاً أمنياً بين بلاده والولايات المتحدة قريب جداً. “معظم العمل تم”، قال وأضاف: “لنا خطة هيكلية حول ما نعتقد وجوب حدوثه بشأن القضية الفلسطينية. السلطة الفلسطينية بحاجة إلى الدعم والمساعدة، والسعودية ستجد صعوبة في التعهد بتوفير ذلك دون وضوح فيما يتعلق بمسار إقامة الدولة الفلسطينية”. وحسب قوله، فإن كل جهة ستدخل إلى قطاع غزة بعد انتهاء الحرب يجب أن تكون موثوقة كي لا تعتبر قوة محتلة، لذلك ثمة حاجة الآن إلى مناقشة ذلك وتقديم أفق سياسي واضح، وليس فقط ترتيبات أمنية مستقبلية. وأضاف بأن الحرب في غزة خلقت أزمة إنسانية، وتسببت بانهيار كامل للمنظومة السياسية في القطاع. وحسب قوله، فإن الرياض تعتقد أن حل الأزمة يجب أن يكون عرض مسار موثوق، لا يمكن التراجع عنه، لإقامة الدولة الفلسطينية.

———————————————

هآرتس 1/5/2024

بينما تنتظر إسرائيل حماس، تتعاظم التوترات الداخلية في الحكومة

بقلم: يونتان ليس

الحكومة صادقت أمس على تعيين رئيس المحكمة العليا السابق، آشر غرونس، رئيسا للجنة الاستشارية لتعيين كبار الموظفين العامين. تعيين رئيس دائم للجنة، للمرة الاولى منذ آذار 2022، سيمكن الحكومة من تعيين المفتش العام والمفتش لمصلحة السجون. غرونس الذي يعتبر قاض محافظ، وهو يشغل الآن منصب رئيس لجنة التحقيق الرسمية في موضوع شراء الغواصات والسفن (قضية الغواصات).

مهمة لجنة تعيين كبار الموظفين العامين، التي يشارك في عضويتها مفتش خدمات الدولة البروفيسور دانييل هيرشكوفيتس والبروفيسورة تاليا آينهورن وموشيه تيري، هي تقديم الرأي فيما يتعلق بطهارة المعايير لسبع وظائف عليا، التي يتم تعيينها من قبل الحكومة أو رئيس الحكومة، وهي رئيس هيئة الاركان والمفتش العام للشرطة ورئيس الشباك ورئيس الموساد ومفتش مصلحة السجون ومحافظ بنك اسرائيل ونائبه. مصادقة اللجنة هي أمر مطلوب لغرض التعيينات. وحسب قرار المحكمة العليا فان دور اللجنة واسع، ويجب عليها فحص التعيين، سواء بالنسبة للشخص المرشح للمنصب أو بالنسبة للجهة التي تقوم بالتعيين، وكل جهة اخرى تتعلق بالتعيين الذي يمكن أن تكون له علاقة بموضوع طهارة المعايير.

قبل اسبوعين تقريبا طلبت المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهراف ميارا، أن يتم بسرعة تعيين رئيس لهذه اللجنة. وفي الرسالة التي ارسلها نائب المستشارة، الدكتور غيل ليمون، الى سكرتير الحكومة يوسي فوكس، كتب أن الحاجة الفورية للتعيين تنبع من أن الحكومة مطلوب منها في الفترة القريبة تعيين مفتش عام جديد للشرطة ومفتش لمصلحة السجون، منصبين من المناصب السبعة مناصب التي مخولة اللجنة بالمصادقة على التعيينات فيهما. “الوضع الذي لا يمكن فيه عقد اللجنة الاستشارية لتعيين هذه الشخصيات الرفيعة يضر بشكل كبير بمباديء الادارة السليمة والمصالح العامة”، كتب ليمون.

في الاسبوع الماضي قررت الحكومة تمديد فترة ولاية المفتش كوبي يعقوبي، القائم باعمال مفتش مصلحة السجون، حتى شهر حزيران القادم. المستشارة القانونية وضعت العراقيل امام تمديد هذا التعيين، لأنه حسب رأيها يجب على الحكومة الاهتمام بأن تكون المناصب العليا الحساسة جدا مشغولة بتعيين دائم. لذلك فان الحكومة قررت تمديد فترة ولاية يعقوبي لمدة قصيرة فقط، وخلالها المصادقة على تعيين غرونس في هذا المنصب. اضافة الى تعيين يعقوبي فان الحكومة تخطط لتقديم لموافقة اللجنة ايضا تعيين افشالوم بيلد في منصب المفتش العام للشرطة، الذي يشغل الآن نائب المفتش العام للشرطة. الاثنان مرشحان اقترحهما وزير الامن الوطني ايتمار بن غفير. وحسب الاتفاق الائتلافي فانه يجب على هذه التعيينات في هذه المناصب أن تتم بالاتفاق مع المعسكر الرسمي.

غرونس (79 سنة) شغل منصب رئيس المحكمة العليا في الاعوام 2012 – 2015، والآن هو محاضر في مؤسسات اكاديمية، ويتبنى رؤية معاكسة لرؤية سلفه في المنصب، الرئيس اهارون براك، وقد أيد التدخل الضئيل في نشاطات الحكومة وتشريعات الكنيست وتقليص حق الوقوف بواسطة توزيع نفقات مالية باهظة على الجمعيات الاجتماعية، الامر الذي حسب رأيه ازعج المحكمة دون أي جدوى.

لجنة التحقيق الرسمية في شراء الغواصات والسفن، التي يترأسها غرونس والتي تم تعيينها من قبل حكومة بينيت – لبيد، توجد الآن في مرحلة تقديم الشهادات. في هذه المرحلة استمعت اللجنة عشرة شهود من بينهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة السابق اهود باراك ورؤساء اركان سابقين وجهات رفيعة اخرى. وبعد انتهاء مرحلة الشهادات ستناقش اللجنة النتائج والتوصيات.

في الشهر الماضي ارادت الحكومة تعيين القاضي السابق في المحكمة العليا، اوري شوهم، في هذا المنصب، لكن هذا التعيين لم يخرج الى حيز التنفيذ. لم يكن للجنة رئيس دائم منذ استقالة المفتش السابق، القاضي اليعيزر غولدبرغ في آذار 2022. في شهر آب 2022 صادقت الحكومة الانتقالية برئاسة يئير لبيد على تعيين القاضي المتقاعد مني مزوز رئيسا للجنة لغرض المصادقة على تعيين رئيس الاركان هرتسي هليفي. وبسبب حقيقة أن تعيين مزوز كان على يد حكومة انتقالية في فترة انتخابات فقد أوصى قضاة المحكمة العليا الدولة بفحص تحويله الى مؤقت. مزوز لم يكن يرغب في أن يكون تعيينه في هذا المنصب مؤقت، لذلك فانه في نهاية المطاف تم الغاء تعيينه.

———————————————

 هآرتس 1/5/2024

من اجل وقف حماس يجب الدخول الى رفح

بقلم: داني اورباخ

في هذه الايام، في الوقت الذي فيه كابنت الحرب متردد بين صفقة تبادل جديدة ودخول عسكري كثيف الى رفح، فان منتقدين كثيرين يقولون إن اقتحام رفح هو خطوة ليس لها أي جدوى أو فائدة وستكلف الكثير من الضحايا وستتسبب بعزلة دولية وقطيعة مع الولايات المتحدة، ولن تفيد بأي شيء، خاصة عندما لا تضع الحكومة خطة لليوم التالي في غزة. ورغم أنني اشارك في انتقاد الحكومة فيما يتعلق بفشلها في التخطيط السياسي، إلا أنه يصعب علي اكثر الموافقة على الادعاءات حول عدم الجدوى العسكرية في دخول رفح. هذا بالطبع على فرض أننا ما زلنا معنيين بمنع اعادة اقامة دولة حماس في قطاع غزة.

الحجة الاولى التي يتم طرحها ضد دخول رفح هي أنها لا تساوي ثمنها، على فرض أننا دمرنا 18 كتيبة لحماس فما الذي سيتغير اذا قمنا بتدمير 4 كتائب اخرى؟ لأنه في ظل غياب خطة سياسية لـ “اليوم التالي” ستسارع هذه المنظمة الارهابية الى تنظيم نفسها من جديد في المناطق التي سينسحب منها الجيش الاسرائيلي. ولكن المنتقدين الذين يطرحون هذه الحجة يخطئون في عدم معرفة التجربة التاريخية. في الماضي منظمات الارهاب التي نجحت في أن تعيد تنظيم نفسها بعد هجوم ساحق فعلت ذلك تقريبا دائما عندما كانت لها “منطقة حرة” من اجل التمركز فيها. على الاغلب الحديث يدور عن منطقة توجد بجانب خط حدودي صديق، من هناك يمكن تلقي التموين والسلاح وربما ايضا الجنود، وبالاساس حصانة من الهجوم.

في حرب فيتنام مثلا كان يمكن للفيتكونغ النهوض بعد الهجمات الامريكية بسبب مناطق اللجوء الآمنة “نسبيا” لهم التي توجد وراء الحدود في شمال فيتنام، وبفضل توفير السلاح والمعدات بشكل دائم من الصين والاتحاد السوفييتي سابقا. في افغانستان نجحت طالبان في انهاك الامريكيين رغم قوتهم الزائدة لأنه كانت لهم ملاجيء آمنة في باكستان. وداعش عاد ونهض في العراق بفضل مناطق الحرام التي اوجدتها الحرب الاهلية في سوريا. ولكن حماس لا توجد لها مناطق آمنة خلف الحدود، لكن يوجد لها مسار تهريب من مصر عبر محور فيلادلفيا. واذا منحنا حماس مدينة لجوء في رفح فان ذلك سيسهل عليها السيطرة مرة اخرى على القطاع بمساعدة الكتائب المنظمة التي بقيت لها. ولكن اذا قطعنا انبوب تزويدها في معبر رفح وفي محور فيلادلفيا فهي ستجد صعوبة في جبي الضرائب على البضائع والسيطرة على المساعدات وتهريب السلاح، وبالتالي التمدد بكونها جهاز حاكم منظم الى مناطق اخرى في القطاع.

الحجة الثانية التي يتم طرحها بشكل عام في هذا السياق هي أن الضغط العسكري على حماس لن يجعلها تقوم باطلاق سراح المخطوفين، بل العكس، هي ستتشدد في طلباتها. ربما هنا ايضا الدلائل تظهر شيء آخر. الصفقة السابقة مع حماس في 25 تشرين الثاني حتى 1 كانون الاول 2023 كانت في ذروة الضغط العسكري من قبل اسرائيل. في تلك الفترة كانت حماس مستعدة للتنازل عن طلبها الاساسي وهو وقف الحرب تماما، ووافقت على اطلاق سراح حوالي نصف المخطوفين مقابل هدنة مؤقتة لم تضر باهداف الحرب لاسرائيل. منذ كانون الثاني تضاءل الضغط العسكري بالتدريج الى أن توقف بالفعل. والآن، في الاسبوع الاخير، منذ اللحظة التي تحول فيها تهديد اسرائيل باقتحام رفح الى تهديد فوري وموثوق فان خطوات حماس بدأت تشير الى ضغط آخذ في التزايد.

على سبيل المثال، حماس قامت بنشر افلام لمخطوفين، وايضا قامت بارسال نائب يحيى السنوار، خليل الحية، من اجل اجراء مقابلة مع وسائل الاعلام الغربية والتظاهر بأن حماس مستعدة للاعتراف بحل الدولتين ونزع سلاحها بعد اقامة الدولة الفلسطينية. ايضا الوسطاء المصريون بدأوا في زيادة الضغط على حماس من اجل التوصل الى الصفقة. اذا كان هذا هو الوضع قبل دخول رفح فما الذي سيحدث بعد دخولنا والبدء في تدمير انفاق التهريب المهمة لحماس وقطع انبوب الاوكسجين عنها من الحدود؟.

اذا كانت حماس تعمل الآن بشكل مختلف فان هذا يعتبر اشارة على أن تهديد موثوق بضغط عسكري بالذات يؤثر عليها. والدخول الى المدينة في جنوب القطاع سيعرض للخطر وبحق المخطوفين، لكن للمفارقة، هو الامل الوحيد لتحرير على الاقل عدد منهم دون الحاجة الى دفع الثمن باستئناف حكم حماس في كل القطاع.

وحسب الحجة الثالثة نحن سندفع ثمن دولي باهظ، وستتم ادانتنا من قبل المجتمع الدولي اذا تجرأنا على دخول رفح. ولكن الضرر الاساسي لنا كان بسبب مجرد الحرب في غزة، وليس بسبب دخول منطقة معينة. وبصفتي مؤرخ عسكري يمكنني القول بأن الحروب الكثيفة تؤدي دائما تقريبا الى الدمار والقتل الجماعي للسكان المحليين. هكذا الامر ايضا في غزة رغم وسائل الحذر غير المسبوقة التي يتخذها الجيش الاسرائيلي. وتكفي الاشارة الى أنه بعد الغزو النورمندي تسببت جيوش الحلفاء بآلاف الخسائر في اوساط مواطني فرنسا، حلفاءهم، لا توجد حاجة لقول اعداءهم الالمان، وهكذا كان الامر ايضا في الحروب في كوريا وفي فيتنام وفي افغانستان وفي العراق. ايضا لو دققنا اكثر في قوانين الحرب والطابع الحضري للمعركة في غزة واستخدام حماس لمنشآت مدنية والحاجة الى القتال ضد الانفاق، فان كل ذلك بالضرورة سينعكس بعدد لا نهائي من الصور الفظيعة في الشبكات الاجتماعية.

لا يمكن المحاربة في غزة بدون دفع ثمن دولي، سواء قمنا باقتحام رفح أم لا. ولكن اذا امتنعنا عن فعل ذلك وسمحنا لحماس بأن تنهض فسيتبين أننا دفعنا هذا الثمن عبثا. سنأكل السمك المتعفن المتمثل بالعزل وايضا سيتم طردنا من المدينة ومن كل القطاع.

بسبب كل ذلك فان اسرائيل يجب أن تدخل الى رفح في اسرع وقت ممكن، وأن تقطع انبوب تزويد حماس من مصر، وتدمر انفاق التهريب الاستراتيجية التي توجد تحت محور فيلادلفينا وتقوم بتحرير المخطوفين اذا استطاعت. في نفس الوقت يجب مواصلة الاتصالات من اجل عقد صفقة، لكن من موقف قوة، الذي فقط الضغط العسكري الحقيقي يمكن أن يعطينا اياه. بالاساس نحن بحاجة الى الصبر وطول النفس كما يوجد لاعدائنا. وبدون ذلك يصعب علينا العيش في منطقة الشرق الاوسط.

———————————————

هآرتس 1/5/2024

يحيى السنوار يمكنه الهدوء لأنه يوجد في الحكومة من يقومون بحمايته

بقلم: تسفي برئيل

يمكن التقدير بأن قلب يحيى السنوار انخفض نبضه عندما سمع الانباء عن حادثة الطرق التي أصيب فيها ايتمار بن غفير. لو كان باستطاعته لكان ارسل اليه باقة ورود وعرض على زوجته بأن ينقلها بسيارة تندر تويوتا بيضاء الى المستشفى بدلا من تكليف ضابط في الشرطة بذلك، لأنه ليس المخطوفين أو قطر أو مصر هم السور الواقي لحماس. بتسلئيل سموتريتش، الذي يسمى وزير المالية، والمجرم المدان بن غفير، هما بوليصة التأمين لحماس ورئيسها، الذي يجب عليه الصلاة من اجل سلامتهما خمس مرات في اليوم.

بفضل هذين الازعرين العنصريين نجح يحيى السنوار في أن يفعل بالحكومة ما فعله بنيامين نتنياهو للسلطة الفلسطينية وحماس، التفريق والتقسيم، “فرق تسد”، الذي في حالة الفلسطينيين منع أي احتمالية للتوصل الى اتفاق سياسي داخلي، وفي حالة اسرائيل يتوقع تفجير صفقة المخطوفين. السنوار حتى لا يحتاج الى تمويل سموتريتش أو بن غفير، كما مول نتنياهو حماس، من اجل أن يقف ضد رئيس الحكومة. هما يفعلان ذلك بتطوع واستمتاع. “اذا وافق نتنياهو على الصفقة المصرية”، هدد سموتريتش، “هذا سيكون استسلام مهين وحكم بالاعدام على المخطوفين غير المشمولين في الصفقة، وسيشكل خطرا على دولة اسرائيل”. هذا الشخص العاجز الذي صرح في شهر شباط عندما قال إن “عودة المخطوفين ليست الامر الاكثر اهمية”، فجأة اصبح يقلق من أن المخطوفين غير المشمولين في الصفقة لن يعودوا، وأن من يمكن أن يتحرروا يهمونه وبحق مثل قشرة الثوم.

مع هذه التهديدات يمكن للسنوار الهدوء. هو يمكنه الموافقة على أي صفقة مع المعرفة المؤكدة بأن سموتريتش سيقف الى جانبه وسيفشلها. بفضله حماس تستطيع غسل اليدين، ودم المخطوفين سيكون على يد نتنياهو وسموتريتش وبن غفير، حراس العتبة الذين يقلقون فقط من “الاستسلام المهين” الذي يتوقع للدولة اذا تم التوقيع على الصفقة.

هكذا، بحركة كماشة خانقة، حبس السنوار نتنياهو. فمن جهة، سموتريتش وبن غفير، ومن جهة اخرى بني غانتس مع صيغة تهديده الخاصة، “اذا تم تحقيق خطة مسؤولة لاعادة المخطوفين بدعم من كل جهاز الامن، لا تشمل انهاء الحرب، ومنع الوزراء الذين قادوا الحكومة في 7 اكتوبر ذاك، فانه لن يكون للحكومة الحق في مواصلة الوجود وقيادة الحملة”، قال.

يبدو أنه يوجد حلف جهنمي امام نتنياهو. قوتان متعارضتان تهددان باسقاط حكومته. وللوهلة الاولى يبدو أن الفضل الوحيد الذي يعطونه له هو اختيار من الذي سيسقطها. بالطبع الحديث يدور عن خدعة تكمن في منظومة الشروط التي ارفقها غانتس بتهديده. ما معنى “خطة مسؤولة”؟ وما معنى أن “كل جهاز الامن يجب أن يدعم الخطة؟ هل يشمل ذلك ايضا وزارة الامن الوطني؟ ما هي صيغة “عدم انهاء الحرب”، هل القصد هو ايضا احتلال رفح؟ وبالاساس ما هو الهدف من استمرار الحرب، التي فقط وقفها بالكامل من شأنها ربما أن يحقق هدف واحد، الاهم من بين كل الاهداف، وهو تحرير المخطوفين.

غانتس هو شاعر الشروط، تهديده فارغ، امامه تهديد سموتريتش وبن غفير هو ملموس وعنيف بما فيه الكفاية من اجل أن يوجه نتنياهو الى الحضن الصحيح. مقابل غانتس فان هذين الوزيرين التافهين أظهرا قوتهما. هما انبوب التغذية الرئيسي للتوتر الشديد بين واشنطن والقدس. وعلى اسمهما سجلت العقوبات الاولى غير المسبوقة التي فرضتها الولايات المتحدة على اسرائيل. هما الكابحان اللذان يمنعان السلطة الفلسطينية من لعب دورها، دون أن التخلي بالطبع عن اسهامهما الجوهري في لائحة الاتهام التي وضعت في محكمة العدل الدولية التي ناقشت الدعوى التي قدمتها جنوب افريقيا.

كل ذلك كان يجب أن يكفي غانتس كي يحزم حقائبه ويذهب الى البيت. ولكن هذا هو غانتس. هكذا، في حين أنه يوجد لحماس زعيم واحد، فانه في اسرائيل الحراس السياسيين الذين يعملون مثل مليشيات يقومون باملاء جدول الاعمال. والسنوار ليس بحاجة الى اكثر من ذلك.

———————————————

هآرتس 1/5/2024

حتى شركاء نتنياهو لا يصدقونه، المخطوفون هم الذين يدفعون الثمن

بقلم: سامي بيرتس

التفضيل الواضح للعملية في رفح على اعادة المخطوفين، كما يطلب ذلك وزراء اليمين المتطرف، بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير، يعكس سلم اولويات يعني تخلي آخر عن الاشخاص الذين تم اختطافهم من البيوت والأسرة في 7 اكتوبر. أي تأخير في اعادة المخطوفين يكلفهم حياتهم، واذا اقتحم الجيش الاسرائيلي رفح فان هذه العملية يمكن أن تستغرق وقت طويل وتكلف حياة مخطوفين آخرين. سموتريتش وبن غفير وبعض اعضاء الليكود، الذين ليست لديهم احاسيس ازاء المعاناة الفظيعة للمخطوفين وعائلاتهم، عمليا هم يحكمون على المخطوفين بالموت.

ما يوجههم هو الانتقام والكرامة الوطنية وليس حياة الانسان. الاهانة الفظيعة التي تكبدتها اسرائيل في يوم السبت اللعين في ظل حكومة الفشل والحاجة الى الانتقام، هي التي توجه اليمين. ولكن الكرامة الوطنية التي تحطمت في 7 اكتوبر تستمر في التحطم منذ ذلك الحين وبسرعة كبيرة، وحتى أنها اصبحت خطر وطني ويهودي لسنوات كثيرة. موجة اللاسامية وكراهية اسرائيل في العالم، والخطوات التي تتراكم في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي لفرض عقوبات على رئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس الاركان هي مس شديد ليس فقط بالكرامة الوطنية، بل بقدرة الدولة وقدرة الرؤساء فيها ومواطنيها على العمل وعلى اقامة  علاقات تجارية واكاديمية.

عن أي كرامة وطنية يدور الحديث؟ في ظل هذه الحكومة تعرضت اسرائيل للكارثة الاكبر في تاريخها. فقد زادت كراهيتها الى رقم قياسي غير مسبوق منذ سنوات كثيرة. وكل ذلك في الوقت الذي فيه عشرات آلاف الاسرائيليين ما زالوا مخلين من بيوتهم. وعملية في رفح الآن فقط ستعمل على تفاقم الوضع في كل الجبهات وستمنع عودة المخطوفين ولن تعيد أي شيء من الكرامة الوطنية. ومن المرجح أيضا أنها ستجبي حياة البشر، لأن اعادة البناء الطويل الذي جرى لها بالاساس يساعد حماس في اعداد العبوات المتفجرة في الوقت الذي فيه رجالها محميون في اعماق الانفاق. الحرب ضد حماس ستستمر في السنوات القريبة القادمة مهما كانت الحكومة التي ستحكم، لأنه بعد 7 اكتوبر لا يمكن الاعتقاد بأنه توجد طريقة لاقامة حياة آمنة الى جانب منظمة جهادية كل هدفها تدمير اسرائيل وزرع الموت والخوف. وحتى الى رفح سيكون بالامكان الوصول بعد ذلك. من المهم اكثر اعادة المخطوفين والدفع قدما باتفاقات سياسية التي ستلقي المزيد من المسؤولية ايضا على مصر في كل ما يتعلق بتهريب السلاح من حدودها الى داخل القطاع.

رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذي يعمل من خلال الحاجة الى الحفاظ على حكومة الـ 64، يبدو أنه يمكنه ادخال سموتريتش وبن غفير الى غرفة مغلقة والتوضيح لهما الحقيقة البسيطة: دائما ستكون لدينا رفح، لكن في البداية هناك نزيف يجب وقفه. يجب اعادة المخطوفين لأنهم يموتون في الاسر، ويجب وقف الانتقاد الدولي الشديد لاسرائيل الذي يمكن أن يزداد، ومنع اصدار مذكرات اعتقال ضد القيادة الوطنية، وأن نسمح للجيش باعادة تنظيم نفسه بعد اشهر من الحرب الطويلة، وأن نسمح بعقد اتفاق في الشمال واعادة السكان الى بيوتهم هناك. بالطبع توجد احتمالية ايضا لاتفاق تطبيع مع السعودية، لكن مشكوك فيه اذا كان نتنياهو يمكنه دفع الثمن المطلوب، وأنه لن يعرض للخطر استقرار حكومته.

يبدو أنه حتى سموتريتش وبن غفير يمكن أن يقتنعا بأن رفح لن تختفي، وأنه في أي لحظة زمنية يمكن للجيش الاسرائيلي العمل هناك. هكذا، ليس من المهم اذا عملنا هناك الآن أو بعد شهرين أو بعد نصف سنة. من ناحية عسكرية ربما يكون من الصحيح العمل هناك بشكل مفاجيء من اجل التوصل الى نتيجة افضل، لكنهم يجدون صعوبة في الموافقة على اقوال كهذه على لسان نتنياهو، لأنهم ببساطة لا يثقون به. سموتريتش اطلق عليه في حينه “كذاب ابن كذاب”. وفي الحقيقة هذه هي المشكلة الرئيسية لرئيس الحكومة، حتى الشركاء المتطرفين لا يثقون به وهم دائما يستخدمون الضغط عليه. ولو أنه قام بتطوير صورة موثوقة لكانت له فرص اكثر للمناورة امامهم.

———————————————

إسرائيل اليوم 1/5/2024

الصفقة التي قد تسقط حكومة

بقلم: امير اتينغر

تعتمل الساحة السياسية في ظل المفاوضات لصفقة مخطوفين ستصل الى ذروتها في جواب حماس، الذي وفقا للتقارير من المتوقع أن يأتي هذا المساء. في ظل الصفقة، التي وان لم يكن فيها اعلان عن انهاء الحرب – خطوة حتى غانتس يرفضها – لكنها تتضمن شروطا لا بد ستبحث في المفاوضات وبينها تحرير الاف السجناء مقابل 33 مخطوفا، كما يأملون في إسرائيل، هدنة لستة أسابيع في القتال، انسحابا من محور نتساريم وعودة كاملة أو شبه كاملة للغزيين الى شمال القطاع – كفيلة أيضا ان تجلب الى جانبها تحولات سياسية لدرجة تفكيك الائتلاف.

في ظل تهديدات وزراء اليمين، والتهديدات المضادة من جانب رجال المعسكر الرسمي، تجري “إسرائيل اليوم” تنظيما للسيناريوهات السياسية المختلفة – وليس بالذات حسب معقولية تحققها – الكفيلة بان تحدث في اعقاب وجود أو عدم وجود الصفقة.

سيناريو 1:

حماس ترفض، الجيش الإسرائيلي يدخل الى رفح

في هذا السيناريو تصر حماس على أن تعلن إسرائيل عن انهاء الحرب، بحيث يتضمن انسحابا تاما لقوات الجيش من قطاع غزة، أي ان حماس ترفض عمليا تفاصيل الصفقة.

كنتيجة لذلك، تبقى الحكومة على حالهان ينظر الى حماس كرافضة في نظر العالم، وإسرائيل تواصل خططها لعملية عسكرية في رفح. رئيس الوزراء نتنياهو قدر أمس في حديث مع عائلات ثكلى بان حماس تصر على انهاء الحرب، إسرائيل لن توافق على ذلك وبالتالي يحتمل الا تكون صفقة.

سيناريو 2:

حماس توافق، نتنياهو يقر – حكومة اليمين تتفكك

في هذا السيناريو توافق حماس على صفقة مع تنازلات واسعة من جانب إسرائيل لكنها تتنازل عن مطلبها لانهاء الحرب. في جهاز الامن يؤيدون مثل هذه الصفقة الى جانب غانتس وآيزنكوت. اذا وافق نتنياهو أيضا عليها، فان سموتريتش كفيل بان ينسحب من الحكومة وينبغي بالتقدير بان تهديدات حقيقية، وان كان وضعه في الاستطلاعات غير جيد وهو يأخذ مخاطرة في التوجه الى الانتخابات.

بالمقابل، اذا فكك سموتريتش الحكومة عقب صفقة مخطوفين، فانه كفيل بان يكسب أصوات يمينية تعارض الصفقة فيحسن مكانته. من الصعب أن نعرف. في كل حال، فان إشارة من جهته الى الانسحاب كفيلة بان تجر سباقا خفيا بينه وبين رئيس عظمة يهودية، الوزير بن غفير، من ينسحب أولا. التقدير هو ان كليهما سينسحبان في النهاية من الحكومة.

صفقة المخطوفين كفيلة بان تخرج الى حيز التنفيذ حتى في سيناريو ينسحب فيه سموتريتش وبن غفير. إذ ان لبيد عرض على نتنياهو شبكة امان لعرض الصفقة حتى في ضوء معارضة الاثنين، لكن في مثل هذا السيناريو، بعد تحقق الصفقة تتفكك الحكومة.

سيناريو 3:

حماس توافق، رئيس الوزراء يقر – بن غفير وسموتريتش يعارضان فقط

حماس وإسرائيل على حد سواء تتفقان على الصفقة، وهذه تخرج الى حيز التنفيذ، لكن بن غفير وسموتريتش يعارضانهما دون أن ينسحبا من الحكومة ويعللان ذلك بانه لا يجب تفكيك الحكومة في زمن الحرب ويتعهدان بان تتواصل الحرب بعد الهدنة. اذا لم تتواصل الحرب فالتقدير هو أن يفكك الرجلان الحكومة في سياق الطريق لكن مع ذلك يحتمل الا ينسحبا بشكل فوري.

سيناريو 4:

حماس توافق، نتنياهو يرفض – غانتس ينسحب

في هذا السيناريو توافق حماس على الصفقة المصرية وللعرض الإسرائيلي، لكن نتنياهو يرفض، الحكومة لا تسقط لكن غانتس وآيزنكوت ينسحبان ويدعيا بان نتنياهو رفض بسبب ضغوط حربية من جانب سموتريتش وبن غفير.

كنتيجة لذلك تتكبد الحكومة ضربة قاضية سواء من حيث شرعيتها الجماهيرية في إسرائيل كحكومة وحدة وطنية ام في الشرعية الدولية، وينظر الى إسرائيل كرافضة والولايات المتحدة تضغط عليها وقد تقلص لها مجال المناورة العسكري – مثلما تفعل اليوم. والتقدير هو أن هذا المجال سيتقلص أكثر فأكثر.

دينامية كهذه لن تفكك الحكومة بشكل مباشر، كون المعسكر الرسمي ليس جزء من الائتلاف الاولي لنتنياهو. لكن دون ضم لاعبين آخرين مثل ليبرمان وساعر، فان الحكومة كفيلة بان تدخل الى كرة ثلج دينامية انتخابات في ظل ضغط جماهيري متصاعد.

في هوامش الأمور ينبغي الإشارة الى أن لكل سيناريو للاعتراض من جانب سموتريتش وبن غفير كفيل بان ينضم بالطبع أعضاء ليكود يعارضون الصفقة. مع ذلك، ليس لهذا أهمية عليا إذ انه بدون سموتريتش وبن غفير لا تكون لنتنياهو حكومة.

———————————————

هآرتس 1/5/2024

تراجع التفاؤل بالصفقة، والإصرار على احتلال رفح قد يكلف حياة المختطفين

بقلم: عاموس هرئيلِ

بخشى الوسطاء من أن يرفض السنوار العرض المصري، لكن حتى على الجانب الإسرائيلي، سيمفونية ساندولي، تستمر الصفقة – يواصل رئيس الوزراء ووزرائه التأكيد على ضرورة الدخول البري إلى رفح، على الرغم من المعارضة الدولية. الصعوبة العملياتية وخطر وقوع العديد من الضحايا بين الرهائن والجنود والمدنيين

يبدو أن التوقعات المتفائلة كانت سابقة لأوانها مرة أخرى. وقد تنتهي الجولة الحالية من المفاوضات بشأن صفقة الرهائن بالفشل أيضاً. ويلقي الوسطاء الأمريكيون اللوم بشكل رئيسي على حماس، التي من المحتمل أن يتفاعل زعيمها في قطاع غزة يحيى السنوار بشكل سلبي مع الاقتراح المصري الجديد. ومع ذلك، فإن الجدل المحتدم داخل الحكومة الإسرائيلية يسلط الضوء أيضاً على الانتقادات الداخلية لاعتبارات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقد يؤدي إلى تسريع تفكك ائتلافه، على الأقل في نسخته الحالية.

رد السنوار متأخر في هذه الأثناء، لكنه حسب معظم التقديرات سيكون سلبيا، أو سيتضمن تحفظات كافية لاعتباره كذلك. وتؤكد الولايات المتحدة أن العرض المقدم لحماس سخياً للغاية، ربما بهدف الضغط على السنوار للتوصل إلى تسوية. ومن المشكوك فيه أن ينجح – وبشكل غير مباشر، توفر إدارة بايدن لنتنياهو حجة دفاعية مثالية ضد الانتقادات الداخلية.

ومع ذلك، فإن الإشارات القادمة من إسرائيل ليست مشجعة. كان من الممكن أن نفهم أين كانت الرياح تهب في بداية الأسبوع، عندما رددت أبواق نتنياهو في وسائل الإعلام رسائل تدين الصفقة الخطيرة. التقى رئيس الوزراء نفسه أمس (الثلاثاء) بأعضاء منتديين حريديين متشددين وأقارب المختطفين والعائلات الثكلى. وفي نهاية اللقاء، نتنياهو – الذي نادرًا ما يلتقي بأهالي المختطفين الذين ليسوا من ناخبي اليمين – أصدر بياناً حازماً حول نيته احتلال رفح.

تستمر سيمفونية السندوليم. بعد التصريحات القوية التي أدلى بها الوزيران إيتمار بن جفير وبتسلئيل سموتريش، والتي تم سماعها جزئيا على أنها تهديدات مبطنة ضد نتنياهو، انضمت أوريت شتروك صباح اليوم (الأربعاء) أيضا إلى الضجة. وزير المستوطنات والبعثات الوطنية، ذلك النموذج للتضامن اليهودي والإنساني، أعلن في مقابلة مع اذاعة الجيش الإسرائيلي أن “الحكومة التي تلقي بكل شيء في سلة المهملات لإعادة 22 أو 33 مختطفاً ليس لها الحق في الوجود”. – ما الفرق بالنسبة لحياة المختطفين الآخرين الذين سيتركون في انتظار الخطوة التالية). على أية حال، من الواضح أن نتنياهو منتبه للأمور ومستعد لإلزام نفسه مرتين: رفض أي صفقة؟ الصفقة (التي يبدو أن حماس ترفضها أيضاً) وتقديم احتلال رفح كحل لجميع مشاكلنا.

وهذه ليست المرة الأولى التي يفعل فيها نتنياهو وشركاؤه من اليمين المتطرف ذلك. نفس الصفقة، مع اختلافات متناوبة ولكن دون تغييرات كبيرة، ظلت مطروحة على الطاولة لمدة ثلاثة أشهر على الأقل. ولا تزال العقبة الرئيسية قائمة. وتبحث حماس عن الطريق الأضمن لوقف إطلاق نار كامل وطويل الأمد يضمن استمرار حكمها. وترفض حكومة إسرائيل لأن ذلك من شأنه إنهاء الحرب دون تحقيق أهدافها المعلنة. إن مجال المرونة، إن وجد، يتعلق بالصياغة التي سيتم من خلالها تنظيم الانتقال من وقف إطلاق النار المؤقت في الجولة الأولى للإفراج عن المختطفين إلى اتفاق طويل الأمد، في الجولة المقبلة. ولكن مرة بعد مرة يطلق رئيس الوزراء تصريحات عدوانية، ويحد من عمل فرق التفاوض، بما يقلل من فرص النجاح مقدما، كما أن السنوار، من اعتباراته، يضع صعوبات على الجانب الآخر.

أما بالنسبة لاحتلال رفح، فإن اليمين يكرر الآن الشعار القديم وكأن الضغط العسكري وحده هو الذي يحقق هدفي الحرب: تفكيك حكومة حماس بالكامل وقدراتها العسكرية، وعودة المخطوفين. لكن هذا الادعاء لم يتم إثباته حتى الآن. وحتى النجاح الباهر الذي حققه الجيش الإسرائيلي في هزيمة كتائب حماس في شمال ووسط قطاع غزة بدأ يفقد نفوذه تدريجيا، لأن حكومة نتنياهو – سموتريتش رفضت مناقشة عمل سياسي يكمل الإنجاز العسكري ولم تسمح حتى بالمحاولة. لتشكيل حكومة بديلة في هذه المناطق.

في حين أن السبب الرئيسي لموافقة حماس على صفقة الرهائن الأولى، في نوفمبر من العام الماضي، ربما كان الحرج الدولي الذي وجدت المنظمة نفسها فيه عندما وثق إرهابيوها أنفسهم وهم يذبحون ويسيئون معاملة المدنيين الأبرياء في مذبحة 7 أكتوبر. من المؤكد أن الضغط العسكري لعب دوراً، لكن يبدو أن السنوار قرر التخلص مما اعتبره عبئاً، وهم أكثر من مائة مختطف، معظمهم من النساء والأطفال، لأنه بقي لديه عدد غير قليل من المختطفين الآخرين كورقة مساومة. .

التعقيد المطلق

ولا تزال هناك أربع كتائب تابعة لحماس في رفح، والتي ربما لا تزال تعمل بشكل جيد إلى حد معقول. سيستغرق تفكيكها أشهرا، لأنه سيتعين على الجيش الإسرائيلي العمل على تدمير الأنفاق والمخابئ التابعة للمنظمة في المدينة، دون إحداث أضرار كبيرة بها، ولا يوجد تحييد حقيقي لسلسلة القيادة والسيطرة . من قبل المنظمة. وفي مدينة غزة، وعلى الرغم من المناورات الواسعة والعدوانية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي، فإن تشكيل حماس الفاخر بدأ في التعافي بعد انسحاب القوات. وهذا جهد يحتاج إلى إدارته ومواصلته لسنوات لتحقيق نتائج حاسمة، لفترة طويلة. لذلك، فحتى احتلال رفح لن يؤدي إلى هزيمة حماس، على الرغم من أن إسرائيل ستكمل بذلك على ما يبدو احتلال القطاع بأكمله، وذلك لسبب بسيط هو أن الجيش الإسرائيلي لم يسيطر طوال الحرب على جميع أجزائه في وقت واحد (ما هو علاوة على ذلك، حتى في المنطقة المحتلة يمكن للعدو أن يستمر في شن حرب العصابات).

إلى جانب رفح، هناك كتيبة ونصف أخرى لم تلحق بها أضرار كبيرة في مخيمي دير البلح والنصيرات وسط قطاع غزة. وحتى في الأشهر الأخيرة، يبدو أن حماس تمكنت من نقل الرهائن بين مخابئ مختلفة. وليس هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن التنظيم ينتظر مع جميع المختطفين الذين بقوا في رفح، استعداداً للاجتياح الإسرائيلي. في حين أن دخول الجيش الإسرائيلي إلى منطقة مكتظة بالسكان ومزدحمة، بقنابل التليين الجوية، قد يكلف حياة رهائن إضافيين، كما حدث بالفعل في خان يونس وغزة، وقد يحدث هذا نتيجة لهجوم إسرائيلي عرضي، ولكن وأيضاً بسبب إعدام الرهائن – وهي خطوة لم تتردد حماس في اتخاذها في الماضي، عندما كان شعبه يخشى عمليات الإنقاذ التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في منطقتهم.

إن اللهجة الحازمة التي يبشر بها الوزراء والصحفيون بشأن احتلال رفح – والسخرية التي يضيفون إليها الوعود بالنصر الشامل – تثير التساؤل عما إذا كانوا لا يأخذون في الاعتبار الخسائر المتوقعة على الجانب الإسرائيلي، بين المختطفين وبين جنود الجيش الإسرائيلي (ناهيك عن الضحايا المدنيين الفلسطينيين). كما أعرب عن التحفظات الأمريكية بشأن احتلال رفح، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في واشنطن، جون كيربي، في وقت مبكر من هذا الصباح، حيث تطالب إدارة بايدن إسرائيل بالإخلاء السلمي لها حوالي مليون فلسطيني من المنطقة، وهو عدد أكبر بكثير مما حدث أثناء احتلال أجزاء أخرى من القطاع، حتى أن صحيفة “نيويورك تايمز” ذكرت أن الإدارة ستفكر في فرض قيود على بيع الأسلحة لإسرائيل، إذا دخل الجيش الإسرائيلي إلى رفح.

كالعادة الوزير غادي آيزنكوت، عضو حكومة الحرب، يقول أشياء قوية. وقال آيزنكوت في بيان نشره أمس، إن “المجلس الوزاري حدد أهداف الحرب قبل ستة أشهر. اثنان من أعضاء الحكومة يستخدمان التهديدات السياسية للابتزاز. وهذه ظاهرة خطيرة تضر بأمن إسرائيل القومي. لن أكون إلا شريكا”. في حكومة تتخذ قراراتها على أساس المصالح الوطنية لدولة إسرائيل وليس على الاعتبارات السياسية”. كلمات كرة القدم للفتيات. والسؤال هو ما إذا كان سيتم ترجمتها إلى تحركات سياسية وكيف.

———————————————

بلياردو شرق أوسطي.. جدل الصفقة والهوس بالسنوار

يشتعل مجددا الجدال في الصحف الإسرائيلية بشأن أيهما الأولى تحرير الأسرى أم اجتياح رفح، فيما ركز جزء منها في موضوعاتها على رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة يحيى السنوار وانشغال إسرائيل به.

ونبدأ من معاريف، فقد ناقش المحلل العسكري ران أدليست في مقال له بعنوان “بلياردو شرق أوسطي” الأزمة التي يعيشها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ظل الخيارات الصعبة التي يواجهها.

ويقول المحلل “يبدو وكأن ساعة الحقيقة حانت، سواء قرر نتنياهو قبول العرض المصري في صفقة الرهائن، والذي سيؤدي إلى إلغاء الهجوم على رفح ويثير موجة احتجاجات من معسكر اليمين، أم رفض ذلك العرض، والذي بدوره سيؤدي إلى موجة احتجاجات من معسكر الوسط- اليمين واليسار”.

ويضيف أن نتنياهو نفسه ليست لديه فكرة واضحة عن الكيفية التي يجب أن يتصرف بها إزاء الضغوط التي تمارس عليه، كما ليس لدى بن غفير وسموتريتش فكرة عن الكيفية التي يجب أن يتصرفا بها، على افتراض أنهما يفهمان أن الهدف من وقف إطلاق النار هو إعادة المحتجزين.

ويتطرق أدليست إلى العوامل الخارجية التي تضغط بقوة على نتنياهو ويسميها “لعبة بلياردو تُلعب اليوم، واللاعبون فيها هم دول شرق أوسطية”.

تفكيك ائتلاف نتنياهو

ويوضح المحلل ذلك بالقول “الإستراتيجية الأميركية هي تفكيك ائتلاف نتنياهو لأجل البدء في حوار إقليمي مع حكومة جديدة في صالح تعزيز المدماك الشرق أوسطي للرئيس الأميركي جو بايدن، والتكتيك هو رزمة إغراءات لإسرائيل”.

وعن ذلك يشير أدليست إلى أن رزمة الإغراءات التي يتحدث عنها تتضمن تمويل بنية تحتية أمنية وأسلحة لجهاز الأمن، وتطبيعا مع دول عربية، ومفاوضات مع (حماس) على تحرير الكل لقاء الكل (مقابل وقف القتال في غزة)، وتأييد إلغاء خطة أوامر الاعتقال من المحكمة الجنائية في لاهاي بحق قادة إسرائيليين.

ويضيف أن الفكرة وراء تلك الخطوات هي دفع بن غفير وسموتريتش إلى الخروج من الحكومة، وإجراء انتخابات، وعقد محادثات بناءه أكثر مع الحكومة الجديدة، والوسائل هي تنسيق كامل بين جهاز الأمن الإسرائيلي والإدارة الأميركية لأجل إجبار نتنياهو على الحسم، إضافة إلى أمور أخرى.

مهاجمة رفح أو قبول الصفقة

وفي “يديعوت أحرونوت” يفند الصحفي الإسرائيلي يوسي يهوشع جدوى فكرة مهاجمة رفح، ويقول إنه في إطار التنسيق قبيل مناورة محتملة في رفح إذا ما حصلت يجب منذ الآن التشديد على أنها ستكون مختلفة جوهريا عما رأيناه حتى الآن في قطاع غزة، وذلك بسبب قيود الأميركيين غير المستعدين لأن يتحملوا الإصابات للأبرياء، إضافة إلى مطالب الإغاثة الإنسانية، أما المصريون فيطالبون بتنسيق أمني وثيق.

ويضيف يهوشع أن “قذيفة طائشة واحدة تقتل مدنيين دون قصد”، موضحا أن الخطوة المطلوبة يجب أن تتوخى الحد الأدنى من متطلبات الشرعية الدولية والحد الأقصى من الإنجازات العسكرية.

النصر المطلق

ومع كل ذلك فإن الكاتب ظل متشككا في مصطلح “النصر المطلق” لنتنياهو بعد هذه العملية المفترضة، وختم مقاله بالقول “حتى لو نُفذت العملية بالفعل -هذا إذا لم يوقفها الأميركيون- وحتى لو هُزمت كتائب (حماس) الأربع فهذا لن يكون النصر المطلق، الأمر الأهم في رفح هو إغلاق محور التهريب، ولا يمكن لهذا أن يحصل إلا بتنسيق كامل مع المصريين”، وفق تعبيره.

وأيده في فكرة عدم جدوى اجتياح رفح محلل شؤون الشرق الأوسط آفي يسخروف الذي قال إن المشكلة هي أنه حتى نتنياهو يدرك أن العملية في رفح لن تغير الصورة.

وأضاف “لن يتغير شيء في رفح، سيتعين علينا التعامل مع حماس التي ستعزز قوتها مجددا في خان يونس وشمال قطاع غزة، ومع احتفاظها بالمحتجزين الإسرائيليين الذين ربما تم نقلهم إلى رفح في ديسمبر/كانون الأول الماضي خوفا من أن يقوم الجيش الإسرائيلي بتحريرهم”.

اجتياح رفح ضرورة

في المقابل، خلص المؤرخ العسكري من الجامعة العبرية في القدس البروفيسور داني أورباخ في مقال له بهآرتس إلى أن إسرائيل يجب أن تدخل إلى رفح في أسرع وقت ممكن، وأن تقطع أنبوب تزويد (حماس) من مصر، وأن تدمر أنفاق التهريب الإستراتيجية التي توجد تحت محور فيلادلفيا، وأن تحرر المخطوفين إذا استطاعت، حسب قوله.

واستعرض المؤرخ الإسرائيلي حجج الداعين إلى عدم اجتياح رفح القائلين إنها خطوة ليس لها أي جدوى أو فائدة وستكلف الكثير من الضحايا وستتسبب بعزلة دولية وقطيعة مع الولايات المتحدة، ولن تفيد بأي شيء، خاصة عندما لا تضع الحكومة خطة لليوم التالي في غزة.

وحاول تفنيد هذه الحجج من خلال استعراض نماذج تاريخية للقتال في مناطق مختلفة مثل فيتنام وأفغانستان وتنظيم الدولة في العراق، وأن المقاومة في هذه البلدان كانت لها ملاجئ تعيد من خلالها تنظيم صفوفها، فيما حماس في رفح لا تملك ذلك.

الحجة الثانية التي يفندها هي أن الضغط العسكري على حماس لن يجعلها تقوم بإطلاق الأسرى، فيقول “الصفقة السابقة مع حماس في 25 نوفمبر/تشرين الثاني حتى الأول من ديسمبر/كانون الاول 2023 كانت في ذروة الضغط العسكري من قبل إسرائيل، ففي تلك الفترة كانت حماس مستعدة للتنازل عن طلبها الأساسي وهو وقف الحرب تماما، ووافقت على إطلاق سراح نحو نصف المخطوفين مقابل هدنة مؤقتة لم تضر بأهداف إسرائيل من الحرب، والآن، منذ اللحظة التي تحول فيها تهديد إسرائيل باقتحام رفح إلى تهديد فوري وموثوق فإن خطوات حماس بدأت تشير إلى ضغط آخذ في التزايد”، وفق زعمه.

ويقول إزاء الحجة الثالثة التي تفيد بأن إسرائيل ستدفع ثمنا دوليا باهظا وستتم إدانتها من قبل المجتمع الدولي إذا تجرأت على دخول رفح إن الضرر الأساسي على إسرائيل كان بسبب مجرد الحرب في غزة وليس بسبب دخول منطقة معينة، “وبصفتي مؤرخا عسكريا يمكنني القول إن الحروب الكثيفة تؤدي دائما تقريبا إلى الدمار والقتل الجماعي للسكان المحليين”، بحسب رأيه.

 الهوس بالسنوار

وقد نال موضوع رئيس حماس في غزة يحيى السنوار مساحة مهمة من اهتمامات الصحف، ففي هآرتس كتب تسفي برئيل الخبير في شؤون الشرق الأوسط أنه بسبب من وصفهما بالأزعرين العنصريين (بن غفير وسموتريتش) نجح يحيى السنوار في أن يفرق الحكومة الإسرائيلية حيث يتوقع “تفجير” صفقة المحتجزين.

ويؤكد برئيل أن حماس تراهن على الخلافات الإسرائيلية الداخلية لتحسين موقفها التفاوضي أمام حكومة الاحتلال.

وأضاف أن “بتسلئيل سموتريتش -الذي يسمى وزير المالية- والمجرم المدان بن غفير هما بوليصة التأمين لحماس ورئيسها”، وفق تعبيره.

ويضيف أنه مع هذه التهديدات “يمكن للسنوار الهدوء، ويمكنه الموافقة على أي صفقة مع المعرفة المؤكدة بأن سموتريتش سيفشلها”.

انتظار ما يقوله السنوار

ويختم بالقول “يوجد لحماس زعيم واحد، ولكن في إسرائيل فإن الحراس السياسيين الذين يعملون مثل مليشيات يقومون بإملاء جدول الأعمال”.

بدوره، سلط الكاتب شيلي يحيموفيتش الضوء على العجز الذي تعيش فيه حكومة الاحتلال بانتظار ما يقوله السنوار، ويقول في مقال له في “يديعوت أحرونوت” “تقف أمة ممزقة القلب، لكنها تتنفس، وتسمع تكرارا أن إسرائيل تنتظر جواب السنوار وأن مجلس الوزراء سيُعقد بعده فقط، السنوار يفكر، السنوار يقبل العرض، السنوار يعاين، أما إسرائيل فليست موجودة، كل شيء السنوار”.

ويتساءل الكاتب في ختام مقاله “أين إسرائيل؟ أين الرؤيا التي تحل محل المماحكة السامة التافهة الغبية غير المجدية التي ثمنها حياة الإنسان: وقف الحرب الرهيبة هذه التي توقفت على أي حال، وكل المحتجزين ينتظرون تسوية سياسية إقليمية، تسوية تبقي السنوار في الخارج؟”.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية

——————انتهت النشرة——————