إسرائيلياتالصحافة العبرية

الصحافة العبرية … الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

 الصحافة الاسرائيلية – الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

هآرتس 19/12/2024 

إسرائيل تأتي في المرتبة الثانية في معدل الفقر في دول الـ OECD مع نحو مليوني فقير

بقلم: غال غباي

تقرير الفقر السنوي لتلخيص سنة 2023، الذي نشرته أمس مؤسسة التأمين الوطني، يشير الى أن ابعاد الفقر في إسرائيل لم تتسع، رغم تعقيد الوضع الاقتصادي – الاجتماعي وتأثير الحرب القاسي على الاقتصاد. التقرير ينسب ذلك الى خطوات الكبح التي اتخذتها الحكومة، مثل المنح الخاصة، التي أدت حتى الى تقليص صغير في ابعاد الفقر. ولكن هذه الابعاد ما زالت مرتفعة بشكل خاص مقارنة مع دول الـ OECD: في إسرائيل يعيش 1.98 مليون شخص تحت خط الفقر، بينهم 158 ألف مواطن قديم و872 ألف طفل فقير، الذين يشكلون 27.9 في المئة من اجمالي الأطفال في إسرائيل. من بيانات التقرير يتبين أن الأطفال هم 44 في المئة من بين الفقراء، رغم أن نسبتهم في السكان 32.5 في المئة. 

التقرير يقسم معدلات الفقر الى مجموعات: على رأس المجموعة السكانية الفقيرة يقف المجتمع العربي (نسبة فقر تبلغ 38.4 في المئة)، المجتمع الحريدي (33 في المئة). ويتضح أيضا أن نصف الأطفال العرب والحريديين هم فقراء، وأن العائلات التي يوجد فيها أربعة أطفال هي 41.5 في المئة من بين العائلات الفقيرة. المجموعات السكانية التي فيها عمق الفقر (الفجوة بين معدل الدخل وخط الفقر) مرتفع بشكل خاص هي العائلات التي لا تعمل رغم أنها في سن العمل – 63.4 في المئة، أو شباب حتى جيل 29 سنة – 47.2 في المئة. 

من ناحية الجغرافيا فان التقرير يشير الى لواء القدس ولواء الشمال ولواء الجنوب كمن توجد فيها نسبة فقر اعلى من المتوسط. في هذه المناطق بلغت نسبة الفقر للعائلات 36.2 في المئة، و22.5 في المئة، و22.6 في المئة على التوالي. في المقابل، في لواء تل ابيب ولواء الوسط معدل الفقر أدنى من المتوسط. ويتبين من التقرير أنه في 2023 ارتفعت الأسعار 4.2 في المئة، الامر الذي يضر بالأساس الطبقات الفقيرة: 9.7 في المئة من العائلات تنازلت عن العلاج بسبب الصعوبات الاقتصادية، 5 في المئة تنازلت عن وجبة ساخنة على الأقل مرة كل يومين. 

تأثير الحرب

التقرير فحص أيضا تأثير الحرب على الفقر. وقد جاء فيه بأنها اضرت بالاقتصاد بشكل مباشر أو غير مباشر. نمو الاقتصاد تباطأ بشكل واضح: من 6.5 في المئة في 2022 الى 2 في المئة فقط في 2023. المتضررون الرئيسيون من الحرب هم المستقلون. وكدليل على ذلك فان معدل الفقر في العائلات التي يقف على رأسها شخص مستقل ارتفع من 13.3 في المئة الى 13.8 في المئة، مقابل استقرار أو هبوط ضئيل في مجموعات أخرى. هذا الرقم يشير الى أنه لا تكفي مساعدات الحكومة من اجل الحفاظ على استقرار المستقلين، الذين في أوقات الازمة يكونون الأكثر تعرضا للإصابة بشكل خاص. 

يظهر في التقرير أيضا بأن الحرب أضرت بالشباب الذين اضطروا الى ترك أماكن عملهم لصالح الخدمة في الاحتياط أو بسبب اغلاق مكان العمل في ظل الحرب. الحرب اضرت بالفروع التجارية والخدمات، مثل السياحة والتمريض، التي تضررت بسبب اغلاق المصالح التجارية والانخفاض الحاد في الطلب. عائلات مع أولاد، أمهات أحادية الوالدين وفقراء “مخضرمين”، جميعهم تضرروا بسبب المداخيل التي تضاءلت، والنفقات التي ارتفعت أيضا بسبب النفقات على الامن الشخصي، وعلاج الأطفال الذين تم اخلاءهم، والتكيف مع وضع الازمة الجديد. المنح التي قدمتها الدولة، من بينها منح سكن للمخلين، وتشجيع وحث، وضرائب مباشرة – ساعدت في تخفيف الضرر، لكن حسب التقرير لم تنجح في تعويض معظم السكان الذين تضرروا.

كبح حكومي

من بيانات التقرير يتبين أن معدل الفقر العام بلغ 20.7 في المئة في اعقاب دفعات أرسلتها الحكومة. بدون هذه المساعدات التي أدت الى كبح زيادة الفقر فان معدل الفقر كان سيكون 31.1 في المئة. في 2023 حدثت زيادة تبلغ 15.2 في المئة في المدفوعات الحكومية، بالأساس على شكل منح أعطيت ردا على اضرار الحرب.

تدخل الحكومة قلص معدل الفقر للفرد 33.5 في المئة، وللعائلات 41.2 في المئة، وإن كانت نسبة التدخل في اطار سياسة تقليص الفقر في إسرائيل 35 في المئة، ما زالت اقل من المتوسط في دول الـ OECD ، التي نسبة اسهامها المتوسط في تقليص الفقر هي 58 في المئة. الاستنتاج الذي يظهر في التقرير هو أن حجم الفقر في إسرائيل هو من الأعلى في الدول المتقدمة. ومن اجل تأكيد ذلك فان إسرائيل تأتي بعد كوستريكا في معدل الفقر للفرد، وفقر الأطفال. وضع الفقر في أوساط المواطنين المخضرمين افضل بقليل. إسرائيل تصنف فوق المتوسط، لكنها ما زالت مصنفة بعد دول مثل سويسرا، اليابان، استراليا وامريكا. 

التقرير فحص ما هي درجة تاثير المخصصات على تقليص ابعاد الفقر ووجد أن المخصصات التي تعطى للمواطنين القدامى هي الأكثر جدوى في معدل تقليص الفقر في أوساط من يحصلون عليها، 64.8 في المئة. بعدها مخصصات العجز، 56.2 في المئة. في المقابل، ضمان الدخل قلص معدل الفقر في أوساط المستفيدين فقط 16.4 في المئة. في أوساط جميع المستفيدين من مخصصات التقاعد فان معدل الفقر مرتفع بشكل خاص في العائلات التي تحصل على دعم ضمان الدخل والنفقات، 52.5 في المئة، و37.9 في المئة على التوالي. 

التقرير يشير أيضا الى ارتفاع الدخل الصافي في جميع المستويات مقارنة مع العام 2022. ولكن نسبة الزيادة تقل كلما ارتفعنا من العشرية الأولى (الدنيا)، ارتفع فيها الدخل، 10 في المئة، الى العشرية العاشرة (العشرية العليا) التي ارتفع فيها الدخل 0.8 في المئة. حسب مؤشر جيني لعدم التساوي في المداخيل فان عدم المساواة في إسرائيل مرتفع مقارنة مع الدول المتقدمة حسب عدة مقاييس. مع ذلك هناك دول فيها عدم المساواة اعلى – منها ليطا، الولايات المتحدة، المكسيك، تركيا، التشيلي وكوستريكا.

وزير العمل يوآف بنتسور (شاس) قال ردا على التقرير: “في عهدي كوزير للعمل ارتفعت نسبة التشغيل في الاقتصاد، وسجل ارتفاع أيضا في متوسط الاجر – هذان رقمان مهمان يضمنان الخروج من الفقر. في المقابل، نحن نرى أن سياسة اقتصادية – اجتماعية رحيمة ومساعدة الضعفاء في المجتمع تؤدي الى تحسن كبير في الوضع الاقتصادي لمجموعات سكانية مختلفة في إسرائيل. في هذه السنة الفقراء اصبحوا اقل فقرا، وسجل تحسن أيضا في شدة الفقر”.

مدير عام منظمة “قلب مفتوح”، ايلي كوهين، قال: “تقرير الفقر الذي صدر اليوم هو فقط المقدمة الترويجية لتقرير السنة القادمة – هناك سنرى الصورة الحقيقية لتأثير سنة الحرب على مواطني إسرائيل، وانهيار الطبقة الوسطى. لدينا في “قلب مفتوح” تراكمت بيانات مدهشة عن ارتفاع يبلغ 23 في المئة في طلبات المساعدة خلال العام 2024.

———————————————

هآرتس 19/12/2024

هدم تسعة منازل في يوم واحد في سلوان: يستغلون الحرب لاخلائنا

بقلم:  نير حسون

في يوم السبت الماضي ودع أولاد رامي أبو شافع، توأم بنات (3 سنوات) وولد (10 سنوات)، بيتهم في سلوان. من اجل الوداع  سمح لهم الأب بالرسم على الحيطان. “أنا قمت باستغلال الفرصة لتحقيق حلم صغير لهم”، قال واظهر صورة لطفلتين صغيرتين تقفان قرب سور مزين بالألوان. وهو أيضا ارسل رسالة في مجموعة الواتس اب في الحي ودعا الجميع الى اخلاء الأثاث من البيت. “لم ارغب في اخذ أي شيء. لم ارغب في اخذ ذكريات من البيت. فضلت أن يأخذ الجيران ما فيه ويستفيدون منه”، قال. في صباح يوم الاثنين جاءت جرافات البلدية بمرافقة قوة كبيرة للشرطة وهدمت البيت، ومعه ثمانية بيوت أخرى في الحي.

قبل أربعة أيام من ذلك اضطرت عائلة فلسطينية أخرى الى اخلاء بيتها، الذي تم نقله الى جمعية عطيرت كوهانيم بعد أن ربحت دعوى قضائية استمرت لسنوات بشأن البيت. وقبل أسبوع اطلقت النار على عمر الشويكي (16 سنة) بعد الاشتباه فيه برشق الحجارة على سيارة مستوطنين، وجثته ما زالت محتجزة لدى الشرطة. في نظر سكان سلوان هذه الاحداث تتراكم وتصل الى هجوم شامل للسلطات على القرية. حسب قولهم فان البلدية وجمعيات المستوطنين يستغلون الحرب لابعادهم ورفع مشروع تهويد سلوان الى مستوى جديد.

أبو شافع، وهو معلم في التعليم الخاص، ويعلم صف من الصم، يعمل أيضا بالعلاج بمساعدة الحيوانات، ويحضر لرسالة الدكتوراة في هذا المجال. منذ بداية الحرب عالج أطفال يهود تم اخلاءهم من بيوتهم في الشمال ويسكنون الآن في القدس. في الوقت الذي كان يقف فيه قرب انقاض بيته الذي عاش فيه اكثر من 30 سنة، قال أبو شافع: “اثناء الحرب عالجت اشخاص خرجوا من بيوتهم وهم خائفون، وساعدتهم على مواجهة الصدمة والخوف. أنا بقيت مع خوفي، ولا أحد جاء ليساعدني الآن”. في البيت الذي هو الآن كومة من الحجارة وقطع الحديد كان يعيش تسعة من أبناء العائلة، من بينهم اثنان من اخوته ووالدته. الأم بقيت عند أقارب في الحي، والاخوة تفرقوا الى بيوت في أماكن أخرى.

“كل سلوان تشعر بأنهم يستغلون الحرب لاخلائنا وهدم منازلنا”، قال زهير الرجبي وهو أحد سكان سلوان. “لا أحد يمكنه قول أي كلمة”. هكذا فان بيانات هدم البيوت في شرقي القدس تعزز الشعور بأن البلدية تستغل حالة الطوارئ لزيادة وتيرة الهدم. حسب بيانات جمعية “عير عاميم” فانه في هذه السنة تم تنفيذ 243 أمر هدم، اكثر من أي سنة أخرى منذ العام 1967. في المباني التي تم هدمها كانت توجد 171 شقة. 103 أوامر هدم نفذها السكان بأنفسهم، من اجل عدم دفع تكلفة الهدم للبلدية.

“حي البستان هو الحالة المتطرفة في السياسة الوحشية التي صادق عليها رئيس البلدية وبن غفير”، قال افيف ترسكي، الباحث في جمعية “عير عاميم” والذي جمع البيانات. أيضا لورا فرتون، العضوة في مجلس البلدية عن ميرتس، هاجمت سياسة هدم المنازل في الحي وقالت: “لا توجد أي فائدة من عمليات الهدم الوحشية التي تقوم بها البلدية، وتبقي عشرات السكان بؤساء وغاضبين”.

المنازل التسعة في حي البستان تضاف الى 15 منزل تم هدمها في السنة الأخيرة في الحي؛ حوالي 85 منزل آخر تم اصدار أوامر هدم لها. بعد ذلك كل الحي يمكن أن يمحى. مئات سكان الحي يعيشون في بيوت بنيت بدون رخص بناء – بما يشبه الكثير من المباني في الاحياء العربية في القدس. ولكن حسب السكان فان سبب ذلك هو الصعوبة التي تضعها البلدية امام اصدار رخص البناء في هذه الاحياء. 

في العام 2010 اعلن رئيس البلدية في حينه نير بركات عن خطة لهدم الحي وإقامة حديقة باسم “حديقة الملك” مكانه. المتنزه السياحي الاثري يتوقع أن يرتبط مع الحديقة الوطنية “مدينة داود” التي تديرها جمعية العاد. الخطة اعقبها انتقاد شديد من دول كثيرة في العالم، وضمن ذلك إدارة أوباما، والبلدية بدأت التفاوض مع السكان في محاولة لبلورة خطة – اخلاء – بناء متفق عليها. وحسب ادعاءات البلدية فانه قبل سنة ونصف تم طرح على السكان خطة، في اطارها سيتم نقلهم الى مبان قانونية ستقام في منطقة أخرى في الحي. البيوت القائمة سيتم هدمها والحي سيتم تنظيمه. ولكن السكان قالوا إن الخطة لا تناسب احتياجاتهم ومعظمهم رفضوا التوقيع عليها. في محاولة للتوصل الى تسوية متفق عليها أعد السكان خطة خاصة بهم، لكن البلدية رفضتها. 

في شهر شباط الماضي، في ذروة المفاوضات بين الطرفين، قامت البلدية بهدم بيت رئيس لجنة الحي فخري أبو دياب. في نظر السكان هذه الخطوة كانت محاولة للضغط عليهم كي يوافقوا على الخطة. في بداية تشرين الثاني، في يوم الانتخابات في الولايات المتحدة، هدمت البلدية سبعة بيوت أخرى، وفي يوم الاثنين الماضي تم هدم تسعة منازل أخرى. إضافة الى ذلك هدمت البلدية نادي مجتمعي وكراجات ومخازن. البيوت حلت محلها اكوام انقاض البناء. السكان على قناعة بأن أعضاء جمعية العاد، الذين يديرون كل المناطق السياحية والاثرية في المنطقة، هم الذين سيديرون المتنزه المستقبلي.

في رد البلدية على الهدم السابق جاء أنه “هذا الهدم ليست فيه نية لتجنب التوصل الى حل شامل للتسوية كما تم عرضها على السكان في السنوات الأخيرة، بل العكس”. ولكن أمس نشر سكان الحي أنه إزاء عمليات الهدم فانهم أوقفوا التفاوض مع البلدية. “نحن نوضح رفضنا المطلق لكل خطة ستفرض علينا بالتهديد، الهدم والنار. حقنا في العيش بكرامة غير خاضع للتفاوض”، جاء في بيان السكان.

“الخطة التي قدمناها للبلدية كانت تسمح لنا بالعيش حياة طبيعية وتبقي مكان لمتنزه يخدم أيضا عائلاتنا. وبدلا من ذلك هم يريدون نقلنا الى عشرة مبان عالية وإقامة متنزه على كل المساحة”، قال مراد أبو شافع، وهو أحد سكان ونشطاء الحي. “عندما تهدم بيت أنت تعتقد أنك تهدم حجارة، لكن في الحقيقة أنت تهدم أحلام وذكريات عائلات كاملة”، قال رامي وأضاف: “ماذا سأقول لاولادي، هل من يهدم البيت هو يفعل ذلك من اجل إقامة حديقة من اجل اشخاص آخرين كي يتنزهوا فيها؟”.

على بعد بضع عشرات من الأمتار يمتد حي بطن الهوى، وهو حي قديم ومكتظ، وسكانه أيضا يواجهون خطر الاخلاء. ولكن ليس مثل حي البستان، بيوت الحي لا يتوقع هدمها بل نقلها الى مستوطنين يهود. بطن الهوى أقيم في جزء منه على ارض اشتراها أعضاء الاستيطان اليهودي في القدس في نهاية القرن التاسع عشر من اجل توطين يهود اليمن. في اجراء قانوني معقد نجحت جمعية عطيرت كوهانيم في السيطرة على الوقف التاريخي الذي يمتلك الأرض، وبدأت في إجراءات لاخلاء مئات السكان من الحي. بعد نضال قانوني طويل اخلت عائلة شحادة في الصيف الماضي بيتها في الحي، قبل أن تركت قامت العائلة بهدم الجدران الداخلية للمبنى. “اذا كانوا يقولون إن الأرض لهم فلماذا نعطيهم البيوت؟”، تساءل أحد الجيران.

في الأسبوع الماضي جاء دور عائلة غيث كي تخلي بيتها. حسب اقوال أبناء العائلة فانه في الوقت الذي كانوا ينشغلون فيه باخلاء اغراضهم، جاء مثلمون فلسطينيون وطلبوا منهم الخروج من البيت، وقاموا باحراقه بالكامل. الشرطة قامت باعتقال ثلاثة من أبناء العائلة بتهمة أنهم عرفوا عن الحريق أو أنهم ازعجوا رجال الشرطة. جميعهم تم اطلاق سراحهم بشروط مقيدة. في عطيرت كوهانيم لم ينتظروا كثيرا، في هذا الأسبوع تم وضع موقع حراسة جديد على سطح البيت، وشباب يهود عملوا على ترميمه.

———————————————

إسرائيل اليوم 19/12/2024 

الطريق الى التطبيع يبدأ مع دخول ترامب الى ولايته

بقلم: داني زاكن

نبدأ بفكرة تستند الى معلومة: لن يكون اتفاق تطبيع مع السعودية قبل دخول دونالد ترامب الى البيت الأبيض، رغم انه توجد تمهيدا لهذا استعدادات ومحادثات ومداولات مكثفة بين رجال ترامب وكل ذوي الشأن، بما في ذلك إسرائيل.

النصف الأول من الجملة اقتبسها عن دبلوماسي سعودي كبير (شخصية أنا على اتصال معها منذ اتفاقات إبراهيم)، وهو الذي توجه الي بعد أن نشر في إسرائيل امس عن تقدم نحو التطبيع.

نذكر أن الامكانية التي نشرت في “إسرائيل اليوم” في آب على لسان مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى جدا، الذي شرح بان هزيمة الديمقراطيين في الانتخابات كفيلة بالذات بان تسرع التطبيع في الفترة الانتقالية اذ يسهل عندها على الرئيس بايدن تلقي الاذن بذلك من الكونغرس. الكونغرس سيكون مطالبا بان يقر مثل هذا الاتفاق، بسبب ذاك القسم من اتفاق الدفاع الأمني بين السعودية والولايات المتحدة، والجمهوريون غير متحمسين لاقرار مثل هذا الاتفاق.

غير أنه حسب مصادر مطلعة شطبت الامكانية عن جدول الاعمال وذلك بسبب قرار مشترك لبايدن وترامب. للإدارة الجديدة نوايا لاعادة تفعيل الخطة لترتيب الشرق الأوسط من جديد. بسبب الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر، وبعد تغيير صورة موازين القوى بفضل الإنجازات الإسرائيلية في لبنان وحيال ايران والتي حققت ثورة حقيقية، فان هذه الخطة الجديدة باتت قابلة للتحقق اكثر من أي وقت مضى. 

إضافة الى ذلك، حتى لو كان للإدارة الراحلة احتمال للدفع قدما باتفاق ثلاثي مع السعودية وإسرائيل، فان الدولتين الشريكتين معنيتان بانتظار ترامب، الأكثر راحة بكثير من ناحيتهما. ليس صدفة أن التقى مبعوث ترامب الى المنطقة ستيف ويتكوف في الأيام الأخيرة في الرياض مع العراب محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي والرجل الذي يمكن معه عقد الصفقات.

صحيح حتى الان، على حد قول الدبلوماسي السعودي – الامر الذي أكده أيضا مصدران إسرائيلي وامريكي – فان المحادثات غير الرسمية تعول على الخطوط العريضة للاتفاق في مستويين. الأول، المثلث الإسرائيلي – الأمريكي – السعودي، الذي يعنى بالجانب الأمني، بما في ذلك حلف دفاع وتناول في مسألة إقامة منشأة نووية مدنية سعودية. الثاني: إقليمي، يشرك معظم دول المنطقة من الخليج حتى لبنان (بناء على طلب فرنسا) ويكون شاملا، مثل خطة القرن بل واكبر بكثير “خطة كبرى”.

تنمية إقليمية واسعة

المشاكل في المستوى الأول هي مدى الحلف الأمني، والحاجة لاقرار مجلس الشيوخ لمثل هذا الحلف. الورقة الإسرائيلية القومية هي المعرفة بانه اذا ما شمل هذا الحلف إسرائيل، بما في ذلك التطبيع، فان فرصه للمرور في مجلس الشيوخ عالية. المستوى الثاني سيتضمن في داخله فضلا عن الخطط الاقتصادية الشاملة، تنمية إقليمية واسعا أيضا بتمويل دول الخليج في الدولتين الضعيفتين الأردن ولبنان ولدى الفلسطينيين. هنا يكمن الخلاف الأساس، ظاهرا على الأقل. فقد عاد السعوديون وقالوا ان حل المشكلة الفلسطينية وإقامة دولة لهم هو جزء لا يتجزأ من التطبيع. بالمقابل فانهم لا يثقون ولا بقدر قليل بالسلطة التي هي في نظرهم فاسدة وغير ناجعة.

ولهذا فقد طالبوا بإصلاحات وتغييرات بعيدة المدى فيها. في لقاء كان في الرياض في كانون الثاني هذه السنة بمشاركة مستشار الامن القومي السعودي ومسؤولين كبار آخرين كرؤساء المخابرات الفلسطيني، المصري والأردني، أوضح للفلسطينيين بان فقط تغييرات بعيدة المدى في قيادة السلطة وفي سلوكها ستؤدي الى دعمهم لمشاركتها في خطة اليوم التالي.

يقول الدبلوماسي السعودي ان تغيير رئيس الوزراء الفلسطيني كان جزء من استجابة أبو مازن للمطالب، وانه بعد انتخاب ترامب واضح أنه يوجد تقدم إضافي – والدليل، الحملة في جنين ضد الجهاد الإسلامي وحماس.

في إسرائيل، او على الأقل في الائتلاف الحالي سيجدون صعوبة في قبول التقدم الى دولة فلسطينية حتى لو كان مجرد ضريبة كلامية. كما أن لدور السلطة في إدارة مدنية للقطاع سيصعب على نتنياهو الحصول على الموافقة. المعنى هو أنه عندما تتقدم الاتصالات، نحو النهاية سيتعين على نتنياهو أن يصطدم بشركائه الائتلافيين على هذه البنود، سيعرض المقابل الكبير، لكنف ي النهاية سيتعين عليه أن يقرر. اتفاق تاريخي وإعادة تنظيم الشرق الأوسط كله، حتى بثمن تغيير الائتلاف أو استمرار السيطرة الإسرائيلية على القطاع وتجميد الوضع في الضفة. هذه المعضلة.

———————————————

هآرتس 19/12/2024

مقاتلون يشهدون عن قتل تعسفي لسكان غزة في محور نتساريم، بينهم أطفال

بقلم: ينيف كوفوفيش

هذا الخط غير مرسوم في أي خارطة، وغير مكتوب في أمر رسمي. اذا سألوا القادة الكبار في الجيش فيبدو أنهم سيقولون بأنه غير موجود. ولكن في قلب قطاع غزة وفي شمال ممر نتساريم لا يوجد أي شيء واضح اكثر منه. “هناك شيء يسمى لدى القوات بـ “منطقة خط الجثث””، قال للصحيفة قائد في الفرقة 252. “بعد اطلاق النار الجثث لا يتم جمعها على الفور، والكلاب تأتي لنهشها. في غزة يعرفون أنه أينما توجد الكلاب فان هذا هو المكان الذي يجب أن يهربوا منه”. 

عرض ممر نتساريم هو 7 كم، وهو يبدأ قرب كيبوتس بئيري وينتهي بخط الشاطيء الذي احتله الجيش الإسرائيلي. كل المنطقة تم اخلاء السكان منها، والبيوت فيها تم هدمها من اجل شق الشوارع وإقامة مواقع عسكرية. رسميا، دخول الفلسطينيين غير ممنوع كليا، لكن الحديث لا يدور عن دعوة السكان الى العودة. “هذه مغسلة كلمات للجيش”، قال ضابط كبير في الفرقة 252، الذي كان في السابق في ثلاث جولات احتياط في غزة. “عمليا، قائد الفرقة اعتبر هذه المنطقة منطقة قتل”، من يدخل يتم اطلاق النار عليه.

ضابط آخر في الفرقة نفسها، الذي انهى مؤخرا خدمة الاحتياط شرح الى أي درجة هذا الخط هو خط اعتباطي. “من ناحية الفرقة فان مجال القتل هو منطقة تصويب للقناص”. لكن الحديث لا يدور فقط عن مكان يُقتلون فيه، بل أيضا هوية القتلى. “نحن هناك نقتل مدنيين، ويتم اعتبارهم مخربين”، قال.

نفس هذا الضباط غير نادم لأنه في 7 أكتوبر ارتدى الزي العسكري (وذهب الى حرب عادلة)، ولكن مهم له أن الصورة التي تلقاها المواطنون يجب أن تكون كاملة. “لقد حان الوقت لأن يعرف الجيش الإسرائيلي كيف تبدو الحرب. أي أفعال خطيرة تجري على يد بعض القادة والجنود في الداخل. وأي مشاهد غير إنسانية نراها هناك.

لقد وصلت الى “هآرتس” شهادات ضباط وجنود في الخدمة الدائمة وفي الاحتياط، يتحدثون فيها عن القوة غير المحدودة التي أعطيت للقادة. عندما يتم توزيع قدرات الجيش الإسرائيلي بين جبهات متعددة، منها أيضا ما هو وراء الحدود، فقد اخذ ضباط الفرق بأيديهم صلاحيات اكبر مما في السابق. مثلا، قبل الحرب كانت مطلوبة مصادقة رئيس الأركان على القصف من الجو أو ضرب المباني متعددة الطبقات. في حين أنه اليوم هذا القرار موجود في يد من يقودونهم أو من يقوده هؤلاء القادة.

“قائد الفرقة الآن غير مقيد تقريبا في استخدام النار في منطقة القتال”، قال ضابط رفيع في الفرقة 252، التي يشغل فيها وظيفة مهمة. “في غزة الآن قائد الكتيبة يمكنه الأمر بالمهاجمة بمسيرة، وقائد الفرقة يمكنه التقرير بأنه سيحتل مدينة”. أحيانا يقول قادة وجنود بأن قوة الجيش الإسرائيلي تتصرف مثل مليشيا مستقلة ومسلحة، بدون قوانين، على الأقل ليس مثل القوانين المكتوبة في أوامر الجيش الإسرائيلي.

أخذناه الى القفص

اكثر من مرة وقع هذا الواقع الفوضوي القادة والجنود في الفرقة امام معضلة أخلاقية صعبة. “الامر كان الحفاظ على المنطقة نظيفة: “كل من يمر في الجسر ويدخل الى منطقة الممر يجب أن يحصل على رصاصة في رأسه”، قال جندي قديم في الفرقة 252 عن الأوامر التي تلقاها. “ذات مرة الأصدقاء الذين كانوا في الحراسة لاحظوا شخص يقترب من جهة الجنوب. نحن قفزنا وكأن هذا اقتحام لعشرات المخربين. صعدنا الى المواقع وببساطة مزقناهم. أنا اتحدث عن عشرات الرصاصات وربما اكثر. خلال دقيقة أو دقيقتين اطلقنا النار على الجثة. كان بجانب اشخاص مجرد اطلقوا النار وضحكوا”.

وقال “الحدث لم ينته هنا. توجهنا نحو الجثة المليئة بالدماء، قمنا بتصويرها وأخذنا الهاتف. كان شاب ابن 16 سنة ربما”. وحسب أقواله فقد جاء الى المكان ضابط استخبارات وجمع المعلومات. وبعد بضع ساعات عرف الجنود بأن هذا الفتى ليس من نشطاء حماس، بل مجرد طفل. في المساء جاء قائد الكتيبة وقال: كل الاحترام لأننا قتلنا مخرب، وهو صلى من اجل قتل عشرة مخربين في الغد”.

عندما أشار احد ما بأنه لم يكن مسلح، ويبدو أنه مجرد مدني، الجميع صرخوا عليه وقائد الكتيبة قال: “بالنسبة لي، كل من يجتاز الخط هو مخرب. لا يوجد تهاون. لا يوجد مدنيون. الجميع مخربون”. هذا حقا اصابني بالصدمة. “هل من اجل ذلك تركت البيت وذهبت للنوم في بيت فيه فئران؟ هل من اجل اطلاق النار على اشخاص غير مسلحين”، قال الجندي.

اعتبار اشخاص غير مسلحين مخربون هو ظاهرة تتكرر باستمرار في القطاع، هذا ما يتضح من الشهادات التي وصلت الى “هآرتس”. ضابط كبير في قيادة الفرقة 252 تذكر اليوم الذي اصدر فيه المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي بيان يقول بأن قوات الفرقة قتلت اكثر من 200 مخرب. “في كل الاحداث التي يوجد فيها قتلى يمكن الوصول اليهم – الاجراء هو أنه يجب توثيق الجثة والتفاصيل اذا كانت عليها. بعد ذلك يجب ارسالها الى الاستخبارات للتأكد من أن الامر يتعلق بمخرب، أو على الأقل التأكد من أن هذا الشخص قتله الجيش الإسرائيلي”، قال. “عمليا، من بين الـ 200 قتيل الذي ارسلوا للفحص فقط عشرة منهم تم التأكد من أنهم نشطاء معروفون في حماس. لكن من سيزعجه نشر أننا قتلنا مئات المخربين”.

الضحايا تتغير، لكن بين القصص التي عرفتها “هآرتس” يمر خيط رابط يرمز الى تشابه كبير. مثلا، الحادثة التالية،  تم ايرادها بكلمات مقاتل آخر خدم في المنطقة: “اعلنوا في مكبر الصوت بأنه يوجد مخربون”، يتذكر. “أنا صعدت الى التلة وقمت بالحماية. دبابة توجهت نحوهم. كانوا أربعة غير مسلحين ويسيرون مشيا على الاقدام. لا يظهرون كمخربين. شخصناهم بواسطة الحوامة. ولكن الدبابة تقدمت نحوهم وبعد ذلك بدأ اطلاق النار. لقد اطلقوا عليهم الرصاص من مدفع الماغ، مئات الرصاصات”.

ثلاثة قتلوا على الفور (“مشهد الجثث لا يخرج من ذهني”)، الرابع بقي على قيد الحياة بطريقة ما ورفع يديه. لم يسمحوا له بالذهاب. اخذناه الى قفص وضعوه قرب الموقع، خلعوا ملابسه وابقوه هناك”، وصف الجندي. “جميع الجنود مروا قربه وبصقوا عليه. هذا كان مقرف. في النهاية جاء احد المحققين مع المعتقلين من 504 وسأله عدة أسئلة في الوقت الذي كان يصوب فيه المسدس نحو رأسه. حقق معه بضع دقائق وبعد ذلك أمر الضباط باطلاق سراحه”.

لقد تبين أن هذا الفلسطيني بالاجمال أراد الوصول الى اعمامه في شمال القطاع. “بعد ذلك الضباط قاموا بعمل احاطة لنا وقالوا إن اداءنا كان جيدا لأننا قتلنا مخربين. أنا لم افهم عما كانوا يتحدثون”، تذكر الجندي. بعد يوم أو يومين كما يقول، جاءت الى هناك جرافة ودفنت الجثث تحت الرمال. “أنا لا اعرف هل يتذكر أي أحد بأنهم هناك. هذا الامر الذي لا يعرفه الناس. هذا الامر لا يقتل فقط العرب، بل يقتلنا أيضا. اذا قاموا باستدعائي مرة أخرى الى غزة اعتقد أنني لن اذهب”.

هناك المزيد. مثلا، الحادثة التي فيها “نقطة المراقبة شخصت اثنان بذهبان نحو وادي غزة، المكان الذي لا يجب أن يكونوا فيه، وهذا الشيء لا يحدث كثيرا”، قال جندي كان هناك. الجنود اطلقوا حوامة، وشخصت بأنهما يحملان راية بيضاء ويلوحان بها وايديهم مرفوعة الى اعلى. “نائب قائد الكتيبة اعطى الأمر: “اطلاق النار عليهما وقتلهما”. يسترجع. احد القادة هناك لفت الانتباه للراية البيضاء، لكن نائب قائد الكتيبة، وهو رجل احتياط في اللواء 5 صمم على موقفه وقال: “لا أعرف ما هي الراية البيضاء. يجب اطلاق النار من اجل القتل”. الضابط لم يتنازل وصرخ بجهاز الاتصال بأنه ربما الامر يتعلق بمخطوفين، واصر على عدم اطلاق النار عليهم طالما أن هويتهم غير واضحة. في النهاية، الجندي قال: “هم ببساطة تجولوا وعادوا الى الجنوب، لكن هذا الضابط حصل على التوبيخ من القادة. صرخوا عليه وقالوا بأنه جبان”.

في عدد غير قليل من القصص يتم ذكر نفس الخطوط الوهمية في شمال ممر نتساريم وجنوبه، التي يحظر اجتيازها، وعقوبة هذا الاجتياز هي اطلاق النار من اجل القتل. احد الجنود الذين شاركوا في كمائن الجيش الإسرائيلي على طول الممر قال إنه أيضا لم يكن واضح له ولاصدقائه دائما أين هي حدود القطاع. “من يقترب من الخط الذي تقرر بشأنه في تلك اللحظة يعتبر شخص يشكل تهديد. ولا حاجة حتى لطلب المصادقة على اطلاق النار عليه”.

اطلاق النار على حدود الممر لا يقتصر فقط على مقاتلي الفرقة 252، مثلما قال جندي احتياط في الفرقة 99. في محادثة مع “هآرتس” تحدث عن يوم فيه اطلق طاقمه حوامة، وفي الصور ظهر “عجوز ومعه طفلين يجتازون الخط المحظور اجتيازه”. هو تذكر أنهم ساروا قليلا على الممر بدون سلاح وبدون أي شيء. يبدو أنهم كانوا يبحثون عن شيء. “نحن كنا نتابعهم بالحوامة ونوجه البنادق نحوهم. هم لم يكونوا يستطيعون فعل أي شيء”، قال. “فجأة سمعنا صوت انفجار كبير، تبين أن طائرة مروحية اطلقت عليهم صاروخ. من يعتقد أنه من المشروع اطلاق صاروخ على أطفال بواسطة مروحية؟. هذا حقا شر خالص.

معظم القادة الذين تحدثوا مع “هآرتس” قالوا إنه في حالة مهاجمة مسيرة فان سلاح الجو كان عامل كابح، على الأقل بدرجة معينة. الهدف لم يتم تجريمه بالشكل المطلوب، أماكن تجمعات سكنية وملاجيء إنسانية – في كل هذه الأماكن وافقنا المصادقة على الهجمات. ولم نقم برفعها الى المستويات العليا. مع ذلك، رغم أن هذه كانت العادة في الأسابيع والاشهر الأولى للحرب، أيضا هنا كان تآكل مع مرور الوقت، قال احد القادة. احد القادة قال “القوات الجوية لم تعد تطرح أسئلة كثيرة. أيضا هناك تحطمت جميع آليات الدفاع”. 

لكن عندما سلاح الجو يظهر علامات التشكك، قال ضابط في 252، في الفرقة وجدوا طريقة لمنع الأسئلة الزائدة. “في الفرقة فهموا أن هناك طريقة لتجاوز مصادقة سلاح الجو، هناك كلمة سحرية”، قال ضابط مطلع على التفاصيل. عمليا، الحديث يدور عن كلمتين وهما “الاجراء الخاطف”. حسب اقوال الضابط هذا الاجراء استهدف الحالة التي فيها القوة توجد تحت النار أو تنشغل في انقاذ مصابين: “خلال نصف ساعة سلاح الجو يلقي قنبلة في المكان الذي طلب منه، في هذا الاجراء لا توجد أي حاجة للمصادقة. كل ضابط برتبة قائد كتيبة وما فوق يمكنه استخدام هذا الاجراء”.

القائد الكبير، الذي هذا الاجراء هو امر شائع بشكل خاص بالنسبة له كما يقول الضابط، هو العميد يهود باخ، وهو قائد الفرقة 252 منذ شهر آب. “في اللحظة التي لم يكونوا فيها يصادقون على مهاجمة اهداف، لأي سبب، كان باخ يطلب استخدام الاجراء الخاطف”، قال الضابط.

مقاتلون شهدوا على أن مبان في قطاع غزة، التي تم التأشير عليها اثناء القتال كمبان لنشطاء إرهاب أو منشآت لتمركز العدو، لم يتم محوها من قائمة اهداف الجيش الإسرائيلي، حتى بعد مهاجمتها. لأنهم في الجيش غير معتادين على تجديد قائمة الأهداف في القطاع، وإعطاء إشارات للقوات على الأرض أي من المباني لم تعد تستخدم من قبل المنظمات الإرهابية. المعنى هو أن كل شخص، حتى لو كان بريء وغير متورط في الإرهاب ودخل الى هذا المبنى، يمكن أن يهاجم على يد الجيش الإسرائيلي واعتباره حتى موته مخربا، حتى لو لم تعد هناك نشاطات للتنظيمات الإرهابية. منذ بداية الحرب يدعي الجيش الإسرائيلي بأن اعداد القتلى التي تنشر تشمل فقط قتلى توجد مصادقة مؤكدة على أنهم نشطاء في الإرهاب، لكن من شهادات جنود خدموا في القطاع تتضح صورة مختلفة.

ضابط من المجمع الهجومي التابع لفرقة في الجيش الإسرائيلي، شارك في عدد من جولات القتال في القطاع، شرح بأن التعليمات هي “بيت الناشط يبقى دائما بيت ناشط، حتى لو تم قتله قبل نصف سنة”. ضابط كبير اكد للصحيفة هذه الاقوال، لكن حسب ادعاءه فان الجيش الإسرائيلي بدأ يعمل بهذه الطريقة بعد أن فهم بأن نشطاء الإرهاب يعودون الى بيوتهم والى نقطة التمركز حتى بعد مهاجمتهم. “كانت هناك اهداف بُعثت فجأة”، قال وأضاف. “لذلك، اذا قرر أي أحد الدخول الى نفس المبنى من اجل البحث عن ملجأ فعندها ستتم مهاجمة البيت. في ممر نتساريم كانت التعليمات المس بكل من يدخل الى مبنى، ولا يهم من هو وهل هو مجرد بحث عن ملجأ من الامطار”.

تحقيق “هآرتس” الذي نشر امس والذي يرتكز الى شهادات جنود وضباط خدموا في قطاع غزة، اظهر أن المنطقة حول ممر نتساريم أصبحت منطقة قتل – كل شخص يدخل اليها تطلق النار عليه ويقتل. “بالنسبة للفرقة فان مجال القتل هو حقل رماية للقناص”، قال ضابط في الفرقة 252، التي تمركزت في الممر في السابق. ولكن الامر لا يتعلق فقط بمكان فيه يقتلون، بل أيضا بهوية القتلى. “نحن نقتل هناك مواطنون ويتم اعتبارهم مخربين”، قال. منشورات المتحدث بلسان الجيش عن عدد القتلى في كل وحدة، لواء وفرقة، حولت كل هذا الحدث الى منافسة بين القوات. فاذا قتلت الفرقة 99، 150 شخص فعندها من سيأتي بعدها سيحاول الوصول الى العدد 200”.

في بداية الأسبوع أعلنت وزارة الصحة في غزة التابعة لحماس بأن عدد القتلى في القطاع منذ اندلاع الحرب تجاوز الـ 45 الف شخص. الوزارة لا تفرق في إحصاء القتلى، بين المسلحين والمدنيين. في الوزارة يؤكدون على أن الأرقام تشمل فقط القتلى الذين تم احضارهم الى المستشفيات وتم تسجيلهم. ويقدرون أن الأرقام الحقيقية اعلى من ذلك حتى. وتحت الأنقاض في القطاع ما زال يدفن اكثر من 10 آلاف شخص. المعلومات التي نشرتها الوزارة فحصت في السابق من قبل منظمات دولية وحكومات وتبين أنها موثوقة.

حسب ادعاء إسرائيل فان هذه البيانات غير صحيحة، لكن خلافا لحروب سابقة فان الدولة لا تقوم باحصاء أو نشر عدد المدنيين الذين يقتلون في الحرب. وحسب ادعاء الجيش الإسرائيلي فانه منذ اندلاع الحرب قتل 14 ألف مخرب بمستوى ثقة عال، و3 آلاف آخرين قتلوا بمستوى ثقة متوسط.

أمس دعا الجيش الإسرائيلي سكان مخيم البريج في وسط القطاع الى اخلاء 4 مناطق والانتقال فورا الى المنطقة الإنسانية. المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أوضح بأن منظمات الإرهاب تطلق الصواريخ من هذه المناطق، وأن “الجيش الإسرائيلي سيذهب للعمل في هذه المناطق في المستقبل القريب”. مؤخرا زاد الجيش الإسرائيلي أيضا هجماته في المواصي، وهي المنطقة التي اعتبرها الجيش نفسه منطقة إنسانية. الجيش الإسرائيلي لم يمتنع في أي يوم عن مهاجمة المنطقة التي أصبحت مدينة خيام ضخمة ومليئة بمئات آلاف النازحين، لكن مؤخرا زاد وتيرة الهجمات، وحسب التقديرات فان عشرات الأشخاص قتلوا في هذه المنطقة. 

من الجيش الإسرائيلي لم يأت أي رد.

———————————————

إسرائيل اليوم 19/12/2024

على إسرائيل أن تخلق مجال نفوذ على مناطق سورية تحت سيطرة الدروز والاكراد

بقلم: تسفي هاوزر

تقف إسرائيل امام فرصة تاريخية غير مسبوقة لتغيير الميزان الاستراتيجي في الشرق الأوسط. عن فرص من هذا النوع درج القول “فرصة مرة واحدة في مئة سنة”. أساسها – خلق مجال نفوذ جوهري على المناطق التي كانت ذات مرة دولة سوريا، وتوجد تحت سيطرة قوى درزية وكردية، الى جانب المرابطة على مسار حدود مختلف عن ذاك الذي اضطرت إسرائيل الى الانسحاب اليه في 1974.

توجد نوافذ زمنية تاريخية نادرة يمكن فيها تحقيق إنجازات كبرى في مدى زمني قصير، بخلاف العادة التي يمكن فيها تحقيق إنجازات صغيرة في فترة زمنية طويلة. فرص تاريخية كهذه هي فرص نادرة. 

نظام جديد بثمن بخس

احدى هذه الفرص تقع امامنا هذه الأيام، وفي اطارها يمكن ان يتأسس في سوريا نظام جديد باثمان بخسة نسبيا وبفرص نجاح عالية. ان تصميم المجال السوري في اليوم التالي لنظام الأسد سيؤثر على ميزان القوى في المجال كله، ويوجد فيه ما يخلق إمكانية كامنة لتغييرات أخرى في المنطقة.

لكن لاجل تحقيق هذه الفرصة على إسرائيل أن تتصرف كقوة عظمى إقليمية، ان تعمل بشكل نشط، ان تفكر بالامور الكبيرة وان تثبت حقائق حتى قبل أن يثبتها الاخرون نيابة عنها. تفكير تكتيكي محدود لانجازات عسكرية مركزة او جلوس على الجدار ميز إسرائيل في العقود الأخيرة ستبتلع في تغيير واقع استراتيجي تمليه قوى عظمى إقليمية أخرى وعلى رأسها تركيا.

ان عمل إسرائيل في المجال السوري لا ينبغي أن يختبر حيال واقع الامس، بل حيال واقع الغد. استيلاء مؤقت على المنطقة العازلة في هضبة الجولان وكذا السيطرة في جنوب جبل الشيخ هي خطوات تكتيكية لا تشكل جوابا استراتيجيا مناسبا فيه ما يحقق الفرصة الكبرى التي وقعت في طريقنا.

ان خطوات إسرائيل ينبغي أن تختبر حيال النشاطات والإنجازات الاستراتيجية لتركيا في المجال بما في ذلك مساحة الأراضي السورية التي ستضم بحكم الامر الواقع الى تركيا ومدى السيطرة التركية على السياسة الداخلية السورية وكذا حيال الإنجازات الاستراتيجية لإيران في المنطقة في العقد الأخير. محظور لإسرائيل أن تغفو في الحراسة وان تتباهى على عادتها بانجازات تكتيكية – عسكرية، بدلا من أن تدير استراتيجية قومية مرتبة. 

لقد استثمرت تركيا على مدى السنين في تنمية حلفاء وفي تثبيت مجالات نفوذ جوهرية في سوريا. احتلت، عمليا، أراض في سوريا، فيما هي تطرد سكان اكراد من مناطق اكبر بعدة اضعاف من اراضي هضبة الجولان. تركيا تجني الان الثمار، توسع جدا حدودها على حساب الأراضي السورية التي توجد تحت سيطرة كردية وتثبت “دولة مرعية” إسلامية سُنية في باقي الأراضي – دولة من شأنها ان تكون معادية لإسرائيل.

حيال هذا يبرز العمى الاستراتيجي لإسرائيل منذ “الربيع العربي” وبداية الحرب الاهلية في سوريا وحتى اليوم. كان ينبغي لإسرائيل منذ 2012، وحتى قبل دخول الروس الى سوريا، ان تخلق علاقات استراتيجية مع الاكراد ومع الدروز في سوريا. المستوى العسكري لإسرائيل اختار ان يدخل الى مساحة الراحة التكتيكية – العسكرية، وان يصف إنجازات الحرب ما بين الحروب في هذه المجالات كاهداف استراتيجية، فيما ان المستوى السياسي اغمض عينيه. 

لقد أنطوت الاستراتيجية الإسرائيلية داخل “تمنيات النجاح لكل الأطراف في سوريا”، انطلاقا من قصر نظر عن الفرص الجغرافية الاستراتيجية التي وقعت امام إسرائيل مع نشوب الحرب الاهلية في سوريا. الان، في العام 2024 الوضع مختلف لكن المبدأ يبقى مشابها – نافذة الفرص ضيقة وعدم استغلالها سيكون بكاء للأجيال.

تفكيك سوريا الى مجالات اثنية

حيال السعي التركي للحفاظ على وحدة سوريا وتحويلها الى إسلامية سُنية مناهضة لإسرائيل، على إسرائيل ان تتطلع الى تغيير مسار الحدود وتثبت حزام دفاعي فاعل في وجه تهديدات مستقبلية، تتضمن تضعضع الحكم الأردني وذلك الى جانب تفكيك سوريا الى المجالات القائمة على أساس الانقسامات الاثنية والدينية القائمة في ظل التطلع الى خلق مناطق نفوذ إسرائيلية. 

في اطار ذلك، يمكن أن نشخص مجموعتين مركزيتين: الدروز، الذين القسم الأساس منهم يقف في مسار المنطقة المجاورة للحدود مع إسرائيل، والاكراد، المدعومين من الولايات المتحدة والموجودين في القسم الشمالي – الشرقي من سوريا. هاتان المجموعتان كفيلتان بان تشكلا شريكين طبيعيين لإسرائيل. تعزيزهما سيحسن وضعها الاستراتيجي ويثبت مصالحها في المجال.

 من خلال دعم سياسي، اقتصادي بل وعسكري لهما، يمكن لإسرائيل، بتنسيق امريكي، ان تساعد في خلق مناطق حكم ذاتي تؤدي الى الاستقرار وتلطف حدة السيطرة الراديكالية في المجال. توريد وسائل قتالية اخذت كغنيمة من لبنان ومن غزة، الى جانب مساعدة إنسانية واقتصادية، يمكنها أن تكون اساسا لتعاون طويل المدى يثبت المصالح الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة. 

ان التغييرات الدراماتيكية في المجال تضع امام دولة إسرائيل تحديا هاما يلزمها بان تعيد صياغة مصالحها الجغرافية الاستراتيجية بشكل يستشرف المستقبل. 

التصرف كقوة عظمى إقليمية

على إسرائيل أن تستغل الحوار الجغرافي الاستراتيجي الحديث مع الولايات المتحدة بالنسبة لمستقبل المنطقة مثلما أيضا انعدام الاستقرار في سوريا كي تدافع عن مصالحها المشتركة ومصالح الولايات المتحدة وتثبت مكانتها كقوة عظمى إقليمية. 

حذار على حكومة إسرائيل أن تتباهى بالاعمال الإعلامية حول إنجازات تكتيكية – عسكرية في المنطقة الفاصلة او في قمة جبل الشيخ.

هذه لحظة تاريخية لا يجب تفويتها. إسرائيل ملزمة بان تعمل الان بتصميم، بسرعة واساسا بشجاعة كي تضمن امنها ومناعتها في المستقبل. 

ومن المهم التشديد على ان مجرد سلوك إسرائيل كقوة عظمى إقليمية لا تخشى من الاحتكاك هو عنصر حيوي في تثبيت مناعتها ومكانتها المستقبلية، حتى لو لم يؤدي الجهد الى النتيجة المرجوة. 

———————————————

يديعوت احرونوت 19/12/2024 

تهرب نتنياهو من المسؤولية

بقلم: افي يسخاروف

يحتمل أن يكون ممكنا البدء بالحديث عن تفاؤل ما بالنسبة للتقدم في المحادثات على صفقة لتحرير مخطوفين. صحيح انه لا تزال هناك فجوات بين حماس وإسرائيل في جملة مسائل، لكنها حسب تقارير مختلفة تقلصت. في كل حال، مصادر في حماس تغمر وسائل الاعلام بتقارير متفائلة نسبيا ربما لاجل تشديد الضغط على إسرائيل للمرونة، مقابل مصادر إسرائيلية تبدو اكثر حذرا.

كما ان زيارات رئيس السي.اي.ايه وليم بيرنز الى المنطقة، والولاية القريبة من الانتهاء للرئيس جو بايدن زادت الإحساس في إسرائيل وفي غزة باننا هذه المرة اقرب الى الصفقة من أي وقت مضى. غير أنه كما اسلفنا نحن لسنا بعد في خط النهاية للمحادثات. كما ان الضغط العسكري الإسرائيلي على غزة يتواصل على ان ان يساعد في تحرير مخطوفين او يضرب اكثر فأكثر في بنية حماس في غزة وقادتها. 

من بين مسؤولي حماس الذين خططوا وقادوا 7 أكتوبر تبقى اثنان فقط على قيد الحياة – محمد السنوار، شقيق يحيى وكذا عز الدين الحداد قائد لواء غزة في الذراع العسكري. كل الاخرين صفوا. البنية التحتية العسكرية للمنظمة تلقت ضربة قاسية، غير مسبوقة بكل مقياس. الضرر الذي لحق بحماس هائل – جماهيريا، سياسيا وعسكريا. الإنجاز العسكري في القطاع ليس كاملا بالطبع طالما كان المخطوفون لا يزالون هناك. 

الإنجاز العسكري وجد تعبيره بقوة اكبر في لبنان في الأشهر الأخيرة. فقد ضرب حزب الله صدمة على الركبة، بخطوات ستعلم ذات يوم في المدارس العسكرية في ارجاء العالم. الجيش الإسرائيلي إياه، بما في ذلك شعبة الاستخبارات التي كان لها نصيب كبير جدا في اخفاق 7 أكتوبر، هو الذي ينبغي له أن يلقى الحظوة على الإنجازات الهائلة في الجبهة اللبنانية. وهكذا أيضا الشباك، الذي كان له دور كبير في الفشل الاستخباري في غازة. فقد نجح الجهاز في ترميم بنيته الاستخبارية في القطاع ليضرب مرتكزات حماس المرة تلو الأخرى، بما في ذلك محمد ضيف وسلسلة طويلة من كبار المسؤولين. 

تحركت إنجازات الشباك الى الشمال أيضا لتحقيق نجاح ذاع صيته في احباط مسؤولي حماس والجهاد في لبنان، بمن فيهم صالح العاروري. نجاحات جهاز الامن في الفترة الأخيرة هي كما أسلفنا كبيرة بكل مقياس، ومؤشرات أخرى عنها يمكن أن نراه الان في الاعمال المتجددة لأجهزة الامن الفلسطينية التي عادت لتعمل في المناطق التي كانت بالنسبة لها خارج المجال – مثل مخيم جنين للاجئين (بما في ذلك تصفية مطلوب من الجهاد الإسلامي وكشف وسائل قتالية) وطولكرم. في الوقت الذي تفعل فيه حكومة إسرائيل كل شيء ممكن لاضعاف السلطة الفلسطينية، في الجيش وفي الشباك يفهمون أهمية سلطة تؤدي مهامها. والى هذا بالطبع ينبغي أن تضاف نجاحات الموساد في كل ما يتعلق بالساحة الشمالية على الأقل.

بشكل غير مفاجيء، ثمة من ينسب النجاحات العسكرية لشخص واحد فقط – بنيامين نتنياهو. الفشل ليس فشله لكن النجاح نجاحه هو فقط. نتنياهو ورجاله كالمعتاد يعلموننا درسا في الزعامة وفي اخذ المسؤولية: النجاحات فقط ترتبط به اما كل باقي الأمور فهذه من مسؤولية رئيس الأركان هرتسي هليفي او رئيس الشباك رونين بار او بالطبع المستشارة القانونية للحكومة غالي بهرب ميارا.

ولو لم يكن هذا محزنا لكان ممكنا أن يكون مضحكا. الشخص نفسه الذي على مدى السنين منع وأوقف تصفية قيادة حماس، رغم مناشدات جهاز الامن. الشخص نفسه الذي أصر على أن يحول 360 مليون دولار في السنة الى غزة نقدا، رغم أنه كان واضحا بان المال يصل الى الذراع العسكري لحماس هو الان من يحاول أن يدعي عبر وكلائه بانه غير مسؤول عن اخفاق 7 أكتوبر، لكنه مسؤول عنه النجاحات العسكرية والاستخبارية التي حصلت منذئذ.

ان سياسة “تعزيز حماس واضعاف السلطة” نجحت لنتنياهو في نهاية الامر الى اكثر مما كان متوقعا. من هنا أيضا هروبه في كل طريق ممكن   من خيار إقامة لجنة تحقيق رسمية لفحص ملابسات 7 أكتوبر. رئيس الحكومة لم يوجه ولم يأمر بتصفية حماس أو بمنع تعزيز قوته، كما أنه لم يأمر بالامتناع عن احتواء اعمالها العنيفة على الجدار. بل العكس. قاد هذه السياسة. الظاهرة المذهلة المتمثلة بالتهرب من المسؤولية استثنائية على المستوى العالمي أيضا. رئيس حكومة على مدى اكثر من 13 سنة، في عهده تصمم مفهوم الامن بالنسبة لغزة، يدعي بانه لم يعرف، لم يرَ ولم يسمع شيئا. في نهاية الامر معظم الجمهور في إسرائيل يعرف الحقيقة القاسية: هو الرئيس، هو المسؤول ومثل ليفي وبار ينبغي له أيضا أن يخلي مكانه.

———————————————

يديعوت أحرونوت 19/12/2024

حماس تروج للصفقة وإسرائيل تتعامل بحذر.. ونتنياهو: بقي شقيق السنوار والحداد

بقلم: آفي يسسخروف

ربما يمكن البدء بالحديث عن تفاؤل ما بالنسبة للتقدم في المحادثات على صفقة لتحرير مخطوفين. صحيح أن هناك فجوات بين حماس وإسرائيل في جملة مسائل، لكنها -حسب تقارير مختلفة- تقلصت. في كل حال، مصادر في حماس تغمر وسائل الإعلام بتقارير متفائلة نسبياً ربما لتشديد الضغط على إسرائيل للمرونة، مقابل مصادر إسرائيلية تبدو أكثر حذراً.

كما أن زيارات رئيس السي.آي.إيه، وليم بيرنز، إلى المنطقة، وقرب انتهاء ولاية الرئيس بايدن زادت الإحساس في إسرائيل وغزة بأننا أقرب إلى الصفقة هذه المرة من أي وقت مضى. لكننا لسنا في خط نهاية المحادثات. كما أن الضغط العسكري الإسرائيلي على غزة مستمر من أجل تحرير مخطوفين أو ضرب بنية حماس وقادتها.

لم يبق من بين مسؤولي حماس الذين خططوا وقادوا 7 أكتوبر سوى اثنين فقط على قيد الحياة – محمد السنوار، شقيق يحيى، وكذا عز الدين الحداد قائد لواء غزة في الذراع العسكري. تلقت بنية حماس التحتية العسكرية ضربة قاسية، غير مسبوقة بكل مقياس. الضرر الذي لحق بحماس هائل – جماهيرياً وسياسياً وعسكرياً. الإنجاز العسكري في القطاع ليس كاملاً بالطبع ما دام المخطوفون هناك.

الإنجاز العسكري وجد تعبيره بقوة أكبر في لبنان في الأشهر الأخيرة. فقد تلقى حزب الله ضربات قاسية، بخطوات ستعلم ذات يوم في المدارس العسكرية في أرجاء العالم. الجيش الإسرائيلي إياه، بما في ذلك شعبة الاستخبارات التي كان لها نصيب كبير جداً في إخفاق 7 أكتوبر، هو الذي ينبغي له أن يلقى الحظوة على الإنجازات الهائلة في الجبهة اللبنانية. وهكذا أيضاً “الشاباك”، الذي كان له دور كبير في الفشل الاستخباري في غزة. فقد نجح الجهاز في ترميم بنيته الاستخبارية في القطاع ليضرب مرتكزات حماس، بما في ذلك محمد ضيف، وسلسلة طويلة من كبار المسؤولين.

تحركت إنجازات “الشاباك” إلى الشمال أيضاً لتحقيق نجاح ذاع صيته في إحباط مسؤولي حماس والجهاد في لبنان، بمن فيهم صالح العاروري. نجاحات جهاز الأمن في الفترة الأخيرة كبيرة بكل مقياس، ويمكن رؤية مؤشرات أخرى عنها الآن في الأعمال المتجددة لأجهزة الأمن الفلسطينية التي عادت لتعمل في المناطق التي كانت بالنسبة لها خارج المجال – مثل مخيم جنين للاجئين (بما في ذلك تصفية مطلوب من الجهاد الإسلامي وكشف وسائل قتالية) وفي طولكرم. في الوقت الذي تفعل فيه حكومة إسرائيل كل شيء ممكن لإضعاف السلطة الفلسطينية، يدرك الجيش و”الشاباك” أهمية سلطة تؤدي مهامها. وتضاف إلى هذا نجاحات الموساد فيما يتعلق بالساحة الشمالية على الأقل.

بشكل غير مفاجئ، ثمة من ينسب النجاحات العسكرية لشخص واحد فقط –نتنياهو. الفشل ليس فشله، لكن النجاح نجاحه فقط. نتنياهو ورجاله كالمعتاد يعلموننا درساً في الزعامة وتحمل المسؤولية: النجاحات ترتبط به، أما باقي الأمور فهذه من مسؤولية رئيس الأركان هرتسي هاليفي أو رئيس “الشاباك” رونين بار، أو بالطبع المستشارة القانونية للحكومة غالي بهرب ميارا.

ولو لم يكن هذا محزناً لكان مضحكاً. الشخص نفسه الذي منع وأوقف تصفية قيادة حماس طوال سنين، رغم مناشدات جهاز الأمن، والذي أصر على تحويل 360 مليون دولار سنوياً إلى غزة نقداً، رغم أنه كان واضحاً بأن المال يصل إلى الذراع العسكري لحماس، يدعي الآن عبر وكلائه بأنه غير مسؤول عن إخفاق 7 أكتوبر، لكنه مسؤول عن النجاحات العسكرية والاستخبارية.

إن سياسة “تعزيز حماس وإضعاف السلطة” نجح فيها نتنياهو إلى أكثر مما كان متوقعاً. لذا نراه يهرب من خيار إقامة لجنة تحقيق رسمية لفحص ملابسات 7 أكتوبر. رئيس الحكومة لم يوجه ولم يأمر بتصفية حماس أو بمنع تعزيز قوتها، كما أنه لم يأمر بالامتناع عن احتواء أعمالها العنيفة على الجدار. بل العكس؛ قاد هذه السياسة. الظاهرة المذهلة المتمثلة بالتهرب من المسؤولية استثنائية على المستوى العالمي أيضاً. رئيس حكومة الذي صُمم في عهده مفهوم الأمن إزاء غزة طوال أكثر من 13 سنة، يدعي بأنه لم يعرف ولم يرَ ولم يسمع شيئاً. في نهاية الأمر، معظم الجمهور في إسرائيل يعرف الحقيقة القاسية: هو الرئيس، هو المسؤول، ومثل ليفي وبار، ينبغي أن يخلي مكانه.

———————————————

هآرتس 19/12/2024

نتنياهو: “حالة الطقس” تستدعي تأجيل المحاكمة.. والقضاة: تهمنا مشاعرك

بقلم: أسرة التحرير

إذا كان أحد ما يتساءل كيف امتدت محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على مدى نحو خمس سنوات دون أفق لإنهاء القصة المتعبة، فإن مبررات القضاة لتأجيل يوم الشهادة في محاكمته هذا الأسبوع توفر أكثر من تلميح على ذلك. فإلغاء شهادته يوم الثلاثاء، الذي اتخذ فيه القرار في مداولات سرية، جر سلسلة من الشائعات بالنسبة للغاية الهامة والخفية التي لا يتمكن نتنياهو بسببها من الوصول إلى المحكمة في هذا اليوم. بين التقديرات التي طرحت: رحلة عاجلة له إلى القاهرة لغرض التوقيع على صفقة مخطوفين، وهجوم على اليمن أو إيران، وإعادة عظام الجاسوس إيلي كوهين إلى إسرائيل، وغيرها.

غير أنه في اليوم إياه، وجد نتنياهو في جولة إلى قمة جبل الشيخ. إلى جانب “اعتبارات سياسية وأمنية”، يشير القضاة في تعليلاتهم لتأجيل شهادته إلى أنه “قدم تعليلاً موضوعه حالة الطقس المتوقعة في المكان في سياق الأسبوع”.

هذه الحالة، التي تبدو محاضرها وكأنها خرجت من أسرة تحرير “افرايم كيشون”، تنضم إلى تسويف عام يسلكه القضاة وإلى سلوكهم المنبطح أمام نتنياهو. في يوم الشهادة الذي وقبل الإلغاء انتقد أحد المدعي ضد ممارسة البطاقات التي تنقل إلى نتنياهو بلا عراقيل. نتنياهو – الواعي لحقيقة أنه يتلقى معاملة خاصة لا تتوفر لأي مواطن يقف أمام المحاكمة، اقترح على القضاة أن يروا البطاقات مرتين. رفضت القاضية ريفكا فريدمان – فيلدمان العرض رفضاً باتاً لمرتين، وكأن الحديث لا يدور عن متهم يدلي بشهادته أمامها، بل عن رئيس وزراء تخاف هيبته لدرجة أنها تخشى المس بمشاعره.

مؤخراً، كتب القضاة في القرارين اللذين ردوا فيهما طلبات نتنياهو لتأجيل شهادته وكذا لتمديد وتخفيف أيام شهادته، بأن المصلحة العامة هي المضي بالإجراء والعمل على إنهائه. وها هم، في غضون ثلاثة أيام من بدء الشهادة، يطلب نتنياهو ويتلقى إلغاء يوم شهادة بسبب جولة إلى جبل الشيخ في حالة طقس مريحة، مغلفاً في “تعليلات أمنية وسياسية” يقبلها القضاة.

نتنياهو معروف كفنان الأكاذيب، وسلوكه يثبت بأن استراتيجيته هي إطالة مدة المحاكمة قدر الإمكان إلى أن يتمكن من خلق الظروف التي بسببها ستلغى المحاكمة أو تتوقف. مبررات مختلفة لإلغاء أيام الشهادة هي تكتيك ملائم لهذه الاستراتيجية.

إذا كان القضاة يشعرون بأنهم غير قادرين على التصرف مع رئيس الوزراء كحال أي متهم آخر، فإنهم غير مناسبين لوظيفتهم. إن الامتداد المبالغ فيه للإجراء يمزق المجتمع الإسرائيلي ويقضم من ثقة الجمهور في جهاز القضاء. يجب إنهاء محاكمة نتنياهو في أقرب وقت ممكن دون الوقوع ضحية لألاعيبه.

———————————————

الهجمات الانتقامية في سوريا تغذّي الخوف وانعدام الثقة

في مختلف أنحاء سوريا، يكافح زعماء القوات المسلحة المعارضة لاحتواء الهجمات الانتقامية، في حين يستغل البعض الفوضى العارمة لتصفية حساباتهم الشخصية.

صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية تنشر مقالاً، تحدثت فيه عن عمليات الانتقام في سوريا، والتي تغذي مخاوف السوريين، وتحديداً المجتمع العلوي الذي ينتمي إليه الرئيس السابق بشار الأسد.

كانت المرأة تمسك بطفلها الرضيع، وهي لا تزال ترتدي ثياب النوم عندما اجتاح المقاتلون قرية الحكيم في محافظة اللاذقية السورية، معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها بشار الأسد.

كان منزلها المحترق لا يزال يشع حرارة من الحرائق التي أشعلوها. لم ترَ زوجها منذ فراره إلى بساتين الحمضيات.

وقالت وهي تقف خارج المنزل، متحدثةً بشرط عدم الكشف عن هويتها خوفاً من الانتقام: “نحن نموت من الخوف”.

وأحرق المتمرّدون أربعة منازل يوم الأحد في هجوم انتقامي، بعد يوم من قيام عائلة في قرية الحكيم بمهاجمة إحدى شاحناتهم الصغيرة، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مقاتلين على الأقل.

من بين 70 عائلة تعيش هنا، لم يبقَ سوى عدد قليل، وهم أيضاً يفكرون في المغادرة. وبعد سقوط الأسد المفاجئ، يخشى الكثيرون في هذه المحافظة الساحلية أن يواجهوا عمليات الانتقام.

لقد تعهّدت “هيئة تحرير الشام”، التي قادت الهجوم على دمشق وتحاول الآن ترسيخ حكمها، بحماية الأقليات واستعادة الأمن في سوريا بعد حرب أهلية وحشية استمرت 13 عاماً. ولكن في اللاذقية، وفي جميع أنحاء البلاد، تكافح “هيئة تحرير الشام” لاحتواء الهجمات الانتقامية، حيث يستغل الحراس الفوضى العارمة لتسوية الحسابات الشخصية والطائفية.

على مدى الأسبوع الماضي، رأى مراسلو صحيفة “واشنطن بوست” أدلّة على عمليات قتل خارج نطاق القضاء في دمشق ومحافظة حماة، وتحققوا من مقطعي فيديو يظهران مقاتلين يعدمون أعضاء مزعومين من قوات الأمن السورية. وفي حين يبدو العنف حتى الآن متناثراً وغير منظّم، فإنّ منعه من التفاقم سيكون اختباراً رئيسياً لـ”هيئة تحرير الشام” في سعيها إلى توحيد بلد ممزق لا تسيطر عليه سوى فصائل مسلحة مختلفة.

وعندما طُلب من متحدث باسم “هيئة تحرير الشام” التعليق على الأمر، أحال الصحيفة إلى القنوات الرسمية وحذّر المراسلين من “الأخبار الكاذبة”. وقالت الجماعة علناً إنها تهدف إلى المصالحة في سوريا على أساس “العدالة والمساءلة”.

وقالت في بيان صدر مؤخراً: “سنعمل على معالجة آثار الماضي من خلال آليات شفافة تهدف إلى تحقيق السلام الدائم واستعادة النسيج الاجتماعي”.

وقال الشيخ أحمد بنوي، 56 عاماً، الزعيم العلوي في الحكيم، عن هيئة تحرير الشام: “يظهر القادة وجهاً لطيفاً”. لكنه قال إنّه لا يثق بهم في كبح جماح الرجال المسلّحين الذين “غزوا” القرية بشاحناتهم بشكل يومي وأطلقوا التهديدات.

عند نقطة تفتيش قريبة كان سيف محمد، 40 عاماً، وهو مقاتل مع “فيلق الشام”، وهو فصيل مسلح مدعوم من تركيا ينسق الآن مع “هيئة تحرير الشام”. قال إنّهم استُدعوا إلى القرية، وأنّه تم نشرهم هنا لوقف أي هجمات.

ويشكّل العلويون نحو 10% من سكان سوريا، ويعيش كثيرون منهم في قرى جبلية، فوق السهول الساحلية في اللاذقية. وفي حين حصدت دائرة صغيرة من العلويين مكافآت حكم الأسد، استمر كثيرون في العيش في فقر مدقع، وقالوا إنّهم لم يكن لديهم خيار سوى الخدمة في الجيش.

لكن العديد من السوريين يربطونهم بالنظام وبميليشيات الأسد الغامضة، المعروفة باسم الشبيحة، والتي اشتهرت بتعذيب وقتل منتقديه.

يقول شخص يصور مقطع فيديو نُشر على موقع “X” في 10 كانون الأول/ديسمبر الجاري، وتم تحديد موقعه الجغرافي من قبل باحثين على الإنترنت في ربيعة، غرب حماة مباشرة، وتم التحقق منه من قبل صحيفة “The Post”: “إنهم شبيحة”. ويظهر بالفيديو أحد المسلحين وهو يركل وجه رجل ملطخ بالدماء على الأرض، ويركل رجلاً آخر مقيد اليدين والقدمين في وجهه خلفه.

وتتحرك الكاميرا لتظهر رجلين آخرين يرتديان ملابس مدنية على الأرض. ويقول الشخص الذي يصور: “الخنازير”، مستخدماً مراراً وتكراراً لفظاً مهيناً للعلويين. ويضيف “الله يعلم كم صبرنا، الله يعلم كم عملتم لصالح نظام الأسد”. يرقد الرجلان على وجهيهما ويطلق عليهما الرصاص عدة مرات عن قرب. ولم تتمكن صحيفة “واشنطن بوست” من تأكيد هوية الجناة أو الضحايا.

وفي مقطع فيديو آخر نشره صحفي مقيم في إدلب، حيث تتمركز “هيئة تحرير الشام”، وتم التحقق منه من قبل صحيفة “واشنطن بوست”، يظهر مقاتلاً يرتدي زياً عسكرياً وهو يقوم بإعدام رجلين على جانب الطريق. ويقول المقاتل للكاميرا وهو يحمل مسدساً فضياً ويميل خارج سيارة: “هؤلاء خنازير؛ كانوا ضباطاً في قوات الأسد يحاولون الفرار”. ويجلس الضابطان المزعومان، اللذان يرتديان ملابس مدنية، على الرصيف وأيديهما مقيّدة بكابل خلف ظهريهما.

“يا شيخ، أعطنا فرصة، نحن معك”، يقول أحدهما قبل أن يتم إطلاق ثماني طلقات على الأقل. يسقط الرجلان على الأرض. ترتعش أيديهما لبضع ثوان، ثم تتوقف. لم تتمكن صحيفة “واشنطن بوست” من تأكيد مكان الفيديو ولا هوية أو انتماء المقاتلين.

وكان بعض الرجال في الفيديو الأول يرتدون شارات عليها حروف مماثلة في الأسلوب لتلك التي يستخدمها تنظيم “داعش”. سعت “هيئة تحرير الشام” إلى إبعاد نفسها عن انتمائها السابق إلى تنظيم “القاعدة”، ولكن لا يزال هناك متطرفون ومقاتلون أجانب بين صفوفها. كان رجال مسلحون يرتدون الشارة نفسها مرئيين عند بوابات السفارة التركية في دمشق في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وقد انتشرت مقاطع الفيديو الانتقامية، وغيرها من مقاطع الفيديو المماثلة، على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، ما أثار الخوف والشكوك. وقال أحد زعماء المجتمع العلوي في اللاذقية، متحدثاً بشرط عدم الكشف عن هويته خوفاً من الانتقام: “من هو القاضي؟ من يقرر من هو الشبيح أم لا؟ من يستطيع السيطرة على هذا؟ إنها مسألة وقت فقط قبل أن ينفجر”.

وأعلنت “هيئة تحرير الشام” عن عفو ​​عن ضباط الجيش والشرطة السابقين وفتحت مراكز في جميع أنحاء البلاد لهم للتخلي عن أسلحتهم. لكنها تعهدت أيضاً بمطاردة “مجرمي الحرب” والمتورطين في إراقة الدماء.

في “مركز المصالحة” في اللاذقية، امتد الصف على مسافة مئات الأمتار في الشارع حيث كان أفراد الشرطة والجيش السابقون ينتظرون فرصة لتبرئة أسمائهم. ولكن ليس كل من هنا يسلم أسلحته، وفقاً لقادة المجتمع العلوي، الذين قالوا إنّ البعض يتوقعون أنهم سيضطرون إلى القتال. والمجتمع العلوي ليس وحده في الخوف وعدم اليقين.

في بلدة مصياف الواقعة على قمة تل في محافظة حماة في وسط البلاد، موطن المسلمين الشيعة والمسيحيين والعلويين، انقسم السكان هذا الأسبوع حول ما إذا كان عليهم التحدث عن الرجال الذين اختطفوا.

وفي مشرحة في دمشق يوم الخميس، كانت هناك قصص أخرى عن تصفية الحسابات العنيفة في الأيام الخارجة عن القانون بعد سقوط الأسد.

——————انتهت النشرة——————