
شبكة المسار الاخباري: حذر رئيس قسم الأطفال في مستشفى ناصر الطبي في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة أحمد الفرا، من تصاعد في أعداد الوفيات نتيجة البرد القارس؛ في ظل انخفاض درجات الحرارة وما يُعاينه الفلسطينيون من ظروف مرزية في أماكن نزوحهم، وانعدام وسائل التدفئة.
وقد استشهد حتى صباح اليوم الجمعة بسبب البرد الشديد في قطاع غزة خمسة فلسطينيين، بينهم أربعة أطفال رُضع لم تتجاوز أعمارهم الشهر، بالإضافة لشاب حكيم عُثر عليه جثة هامدة داخل خيمته في مواصي خانيونس.
والشهداء هم: عائشة القصاص (21 يومًا)، علي عصام صقر (23 يومًا)، علي حسام عزام (4 أيام)، سيلا محمود الفصيح (14 يومًا)، والشاب أحمد الزهارنة.
وقال الفرا في تصريحٍ إنّ الوفيات الخمسة تجمدت أجسادهم حتى الموت؛ ووصلت إلى المستشفى عبارة عن ألواح من الثلج، وعلى وجوههم علامات زرقة بالإضافة لنزيف من الأنف والفم.
وعبّر عن خشيته من ازدياد أعداد الوفيات خصوصًا في صفوف الأطفال؛ في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها النازحون، ودخول قطاع غزة موجة جديدة من الصيقع، ونقص وسائل التدفئة في الخيام.
كما حذر أحمد الفرا من انتشار الأمراض المعدية التي ترافق عادةً موسم الشتاء كالإنفلونزا الموسمية وتكون قاتلة أحيانًا بالظروف الطبيعية فكيف لو كانت بظروف صعبة من على مختلف المستويات، كالتي يعشيها قطاع غزة منذ 14 شهرًا؟
وشدد على ضرورة التدخل الفوري من جميع الجهات الدولية والحقوقية لتقديم الدعم لأطفال القطاع وتوفير الرعاية اللازمة لهم، من غذاء صحي وملابس ومأوى دافئ؛ يحميهم ويضمن لهم البقاء والعيش الكريم.
وكان المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية منير البرش، أشار في تغريدة على منصة “إكس”، إلى أنّ الأطفال يموتون نتيجة البرد القارس في خيام النزوح بقطاع غزة، “وما زلنا في الأيام الأولى من فصل الشتاء”، واصفًا الخيام بأنها “ثلاجات موت”.
ويشكو مئات آلاف الفلسطينيين الذي أجبرتهم آلة القتل الإسرائيلية على النزوح من منازلهم، من تأثرهم بحالة البرد القارس داخل مخيمات النزوح، حيث تسببت بآلام في العظام لبعضهم أما البعض الآخر فأصيب بنزيف من الأنف.
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، من أن العديد من الأطفال النازحين في غزة يرتدون القليل من الملابس، بعد أن أجبر العديد منهم على الفرار من القصف الإسرائيلي بملابس الصيف، في وقت سابق من هذا العام.
وفي السياق حذرت الأمم المتحدة مؤخرًا من أنّ الناس الذين يعيشون في ملاجئ مؤقتة في غزة قد لا يصمدون في الشتاء، مشيرةً إلى حاجة ما لا يقل عن 945 ألف شخص إلى إمدادات الشتاء، التي أصبحت باهظة الثمن في القطاع.
كما تخشى الأمم المتحدة من أن تتفشى الأمراض المعدية، التي انتشرت في الشتاء الماضي،مرة أخرى وسط ارتفاع سوء التغذية.