دولي

مخرج بريطاني يتهم وزيرة الثقافة بالتنمر على “بي بي سي” بسبب غزة ويصف حكومة العمال بأنها “ديكتاتورية صغيرة”

المسار : اتهم مخرج معروف وزيرة الثقافة البريطانية ليزا ناندي بالتنمر على هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” بسبب تغطيتها للحرب في غزة، وقال إن حكومة العمال تتصرف مثل “ديكتاتورية صغيرة” من خلال الضغط على المدير العام لبي لبي سي، تيم ديفي.

وقال بيتر كوزمينسكي، المخرج لعدد من المسلسلات الدرامية منها “قاعة الذئب” اتهم ناندي، في رسالة اطلعت عليها “الغارديان”، وتشير إلى “التاريخ المشين” لتدخل الحكومة في عمل “بي بي سي“. وأشار إلى وفاة الدكتور ديفيد كيلي، خبير الأسلحة الحكومي، الذي توفي في ظروف غامضة عام 2003 بعد وقت قصير من كشفه كمصدر لتقرير بثته “بي بي سي” يفيد بأن الحكومة “ربما كانت تعلم” أن ادعاء حول قدرات العراق في أسلحة الدمار الشامل غير صحيح.

وكتب كوزمينسكي، الذي أنتج فيلما وثائقيا عن وفاة كيلي عام 2005: “هل يمكنني أن أقترح عليك بكل احترام التوقف عن محاولة ترهيب بي بي سي هيئة البث العامة الرئيسية في البلاد، بسبب تغطيتها للحرب في غزة”، و”في المرة الأخيرة التي كان فيها حزب العمال في السلطة، انخرط في صراع علني مع بي بي سي حول مسألة تحريرية. لم ينته الأمر على خير لأي من الطرفين، وتوفي رجل- ديفيد كيلي- بشكل مأساوي”.

وأضاف قائلا: “أنا مؤيد لحزب العمال طوال حياتي تقريبا، ولست سعيدا أن أرى هذه الحكومة تتصرف كديكتاتورية صغيرة، تحاول الضغط على هيئة بث تسيطر على مواردها المالية، أنتم الحراس الحاليون لتقليد عمره 100 عام من البث الإذاعي العام في هذا البلد. هذه ليست الطريقة الأمثل للوفاء بهذا الالتزام”.

وطالما انتقدت ناندي تغطية “بي بي سي” لحرب غزة، وبخاصة بعد عرض فيلم “غزة: كيف تنجو في محور حرب”، وهو الفيلم الوثائقي الذي لم تكشف الهيئة أن الراوي الطفل هو نجل مسؤول في حماس.

كما انتقدت البث المباشر لفرقة الراب البانك بوب فيلان في مهرجان غلاستونبري. وقد ظهر بوبي فيلان، واسمه الحقيقي باسكال روبنسون فوستر، وهو يقود هتافات “الموت، الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي”. كما واستهدفت ناندي ديفي شخصيا في مجلس العموم، محذرة من “مشكلة في القيادة”. ثم أجرت مقابلة متسائلة عن سبب عدم فصل أي شخص بسبب هذه الإخفاقات.

وحذر كوزمينسكي ناندي من السابقة التاريخية للتدخل السياسي، مشيرا إلى محاولة حكومة تاتشر سحب فيلم وثائقي عام 1985 عن أيرلندا الشمالية. وكتب: “ليس من وظيفة الحكومة أو مسؤوليتها مراقبة القرارات التحريرية الفردية لبي بي سي أو الدعوة إلى إقالة طاقم التحرير”. و”من جانبها، يجب على بي بي سي، ضمان توازن إنتاجها، وهذا يعني تحقيق التوازن في مجمل إنتاجها”.

وقال: “بصفتي معد برامج بخبرة 45 عاما في إعداد برامج مثيرة للجدل، لجميع هيئات البث الإذاعي العامة لدينا – أعلم أنه من المستحيل تحقيق توازن تام في كل الجدال وبكل برنامج، وأحيانا يكون من مسؤولية البرنامج طرح أسئلة محرجة، وإثارة الغضب”.

وقد لاحظ آخرون قوة هجمات ناندي، فقد قال ريتشارد آير، المراقب السابق للسياسة التحريرية ونائب الرئيس التنفيذي لـ”بي بي سي نيوز”، الأسبوع الماضي إنه “من المشين أن يرفع وزير في الدولة سماعة الهاتف ويطلب إجابات من المدير العام”. وتحدث لبودكاست “بيب واتش”: “ربما ستبدأ برفع سماعة الهاتف، طالبة إجابات من محرري البرامج الفردية”. وأضاف: “الإدارة مهمة، لقد وضع البرلمان إجراءات حوكمة لإدارة بي بي سي بشكل مستقل ومنصف، ولا ينبغي أن يحكمها سياسيون”.

ويشعر مؤيدو “بي بي سي” بالقلق من تراجع حلفاء “بي بي سي” وهي تدخل في مرحلة حاسمة بشأن تجديد ميثاقها. وبعد سلسلة من الأزمات الأخيرة، قال ديفي الأسبوع الماضي إنه لا يزال الشخص المناسب لقيادة الهيئة. وقال متحدث باسم وزارة الثقافة والإعلام والرياضة: “شهدت بي بي سي عددا من الإخفاقات الجسيمة في الأشهر الأخيرة. وقد أثارت الوزيرة هذه الإخفاقات نيابة عن دافعي رسوم الترخيص الذين يتوقعون، عن حق، اتخاذ إجراءات لمنع تكرارها”.

وأكد على استقلالية “بي بي سي” من الناحية العملية والتحريرية ولكن قال إن هناك فرق بين الاستقلال والمساءلة.