المسار الإخباري :في ظل اشتداد الحرب الإسرائيلية على غزة وتفاقم المأساة الإنسانية، يواجه حزب العمال البريطاني أزمة داخلية غير مسبوقة، بسبب رفض رئيس الوزراء كير ستارمر الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين. موقف ستارمر المحافظ والمتحفظ يثير انقسامًا واسعًا داخل الحزب، الذي لطالما ارتبط تاريخيًا بمناصرة الحقوق الفلسطينية.
التوتر تصاعد بعد تصريحات ستارمر المتكررة بأن “الاعتراف يجب أن يكون جزءًا من عملية سلام شاملة، لا مجرد إيماءة سياسية”، وهو ما اعتبره معارضوه تهربًا من اتخاذ موقف أخلاقي وإنساني في لحظة حاسمة. بالمقابل، ضغط أكثر من 221 نائبًا في البرلمان باتجاه الاعتراف الفوري، وسط مخاوف من فقدان الحزب لقاعدته الشعبية، خصوصًا من الشباب والجاليات المسلمة والعربية.
التقارير تشير إلى أن الرئيس الفرنسي ماكرون وعد بالاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر، فيما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطط لإنشاء مراكز توزيع غذائي في غزة، في إقرار ضمني بالمجاعة هناك. هذه التطورات زادت من عزلة ستارمر، الذي يبدو حريصًا على عدم إغضاب واشنطن، خصوصًا مع قرب زيارة ترامب الرسمية إلى بريطانيا.
الانقسام داخل الحزب يتسع، مع تأكيد بعض الوزراء أن الاستمرار في هذا التردد قد يفقد حزب العمال مصداقيته الأخلاقية ويعزله عن الرأي العام البريطاني والدولي. فيما يرى آخرون أن موقف ستارمر “واقعي ومحسوب”، يسمح لبريطانيا بلعب دور الوسيط في المستقبل.
وبين الضغوط الداخلية والتحولات الدولية، يقف حزب العمال على مفترق طرق، في قضية يرى كثيرون أنها أصبحت معيارًا للمبادئ السياسية والإنسانية في زمن الحرب والعدالة.