المسار الإخباري :أكّدت وكالات أممية في تقرير حديث أن سكان قطاع غزة بأكملهم، دون استثناء، يعانون من مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، محذرة من كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد أرواح الملايين.

التقرير الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، وبرنامج الأغذية العالمي، واليونيسيف، ومنظمة الصحة العالمية، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، أوضح أن قطاع غزة يتصدر قائمة الدول والمناطق الأكثر تضررًا من الجوع عالميًا.

وأشار إلى أن 100% من سكان القطاع يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، في حين دخل أكثر من مليون و106 آلاف شخص المرحلة الخامسة من الجوع، وهي المرحلة الأخيرة والأخطر في مقياس التصنيف المرحلي المتكامل (IPC)، ما يجعل غزة تسجل أعلى نسبة في تاريخ المقياس لأي منطقة أو دولة.

ووفق التقرير، فإن هذه الأرقام تضاعفت مقارنة بنهاية عام 2023، حين كان عدد من يواجهون المجاعة نحو 576 ألفًا فقط، ما يُظهر التدهور الحاد في الأوضاع خلال أقل من عام.

برنامج الأغذية العالمي: “الجوع ينتشر بسرعة”

من جهته، أكد برنامج الأغذية العالمي أن الوضع في غزة يتطلب زيادة عاجلة وكبيرة في حجم المساعدات الغذائية، مشددًا على أن هناك حاجة للوصول الفوري إلى الجائعين “قبل فوات الأوان”.

وفي منشور له على منصة “إكس”، أشار البرنامج إلى أن لديه مخزونًا غذائيًا يكفي سكان القطاع لمدة ثلاثة شهور، لكن الاحتلال يمنع دخول هذه المساعدات.

وطالب البرنامج بفتح كافة المعابر والسماح بدخول المزيد من شاحنات الإغاثة، إلى جانب فتح ممرات داخلية لتسريع إيصال الغذاء إلى السكان.

موت بطيء وجوع قاتل

منذ إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لمعابر القطاع في مارس/آذار الماضي، ومع فرضه قيودًا مشددة على إدخال المواد الغذائية والوقود والدواء، يعيش سكان غزة واقعًا مرعبًا من الجوع الجماعي.

المخابز أغلقت، الأسواق فرغت، والأسعار تضاعفت حتى أصبحت لقمة العيش حلمًا، وتحول الجوع إلى سلاح قاتل، يهدد الأطفال والنساء والمرضى بشكل مباشر.

وفي ظل استمرار الحصار، يواجه الفلسطينيون في غزة خطر الموت جوعًا، في واحدة من أبشع صور الإبادة الجماعية المعاصرة، وسط صمت دولي وعجز المجتمع الإنساني عن وقف الكارثة.