في إشارة إلى فحوى الوثائق المتعلقة باتفاقية أوسلو التي تخفيها إسرائيل لـ20 سنة أخرى، بعد أن كشفت مؤخرا عن بعضها بمرور 30 عاما على توقيع الاتفاق، كتبت الصحافية الإسرائيلية عميرة هس، أنها بعكس المؤرخين، لن تنتظر 20 سنة أخرى للإجابة عن سؤال في ما إذا كانت المحميات الفلسطينية (المعازل) مجرد “حادثة” أو “تلاحق أحداث” جاءت ردا على عدم التزام الفلسطينيين بالاتفاق، أم أنها نتاج مخطط سري تمت حياكته بموازاة المفاوضات الرسمية وتحت غطاء معسول كلمات السلام والازدهار.
وتتساءل هس في ما إذا كان قد تم حياكة هذا المخطط بعد مقتل رابين، في فترة ولاية بيرس وبعده نتنياهو وبراك، أم قبل ذلك؟ وفي أي مستوى سياسي، هل في مستوى رؤساء حكومة أم وحدة تنسيق المناطق في الجيش الإسرائيلي ومجلس المستوطنات، وتجيب عن ذلك بالقول، إنها لن تنتظر حتى تكشف الوثائق المخفية عن وجود توجيهات واضحة ومكتوبة وتشير إلى الجهة الصادرة عنها؛.. لأنها استنتجت منذ الأشهر الأولى لانطلاق الاتفاق وفي زمن ولاية رابين، أن إسرائيل تتجه لفرض الاستسلام على الفلسطينيين وليس صنع السلام معهم.
وتقرر الصحافية الإسرائيلية التقدمية، أنها كانت لتصيغ ذلك بلغة اليوم كالتالي، أن “واقع الجيوب (المعازل) الفلسطينية هي نتاج تخطيط إسرائيلي واع ومقصود تمتد جذوره إلى تقاليد وأفكار ومؤسسات وآليات عمل كانت قائمة قبل قيام الدولة”، وأن “الجيوب (المعازل) الفلسطينية هي تسوية إسرائيلية داخلية بين الرغبة في اختفاء الفلسطينيين بالمطلق وبين الإدراك بأنه – ولأسباب جيوسياسية – لا يمكن تكرار ما حصل عام 48 من طرد الفلسطينيين، لذلك فإن الحل هو عزلهم في جيوب (معازل)”، مشيرة إلى أن “الخلاف بين المعسكرات الصهيونية المختلفة لا يكمن حول الماهية، بل حول عدد الجيوب الفلسطينية وحجم كل منها”.