المسار الإخباري :كشف تقرير نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن تصاعد ملحوظ في عنف وإرهاب المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، مشيرًا إلى تواطؤ وتقصير من الشرطة الإسرائيلية في التعامل مع هذه الجرائم. ووفقًا للتقرير، فإن هذا التصعيد يتزامن مع إلغاء وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس قرارات الاعتقال الإداري الصادرة بحق مستوطنين متورطين في أعمال إرهابية، ما اعتُبر خطوة تشجع المتطرفين على ارتكاب المزيد من الاعتداءات ضد الفلسطينيين.
تصاعد الهجمات وتواطؤ أمني
شهدت قرية الفندق واحدة من أبرز هذه الاعتداءات مؤخرًا، حيث وثقت تسجيلات عشرات المستوطنين الملثمين وهم يشعلون النار في منازل ومركبات فلسطينية. وأفادت مصادر أمنية أن الشرطة الإسرائيلية تصل غالبًا إلى مواقع الأحداث متأخرة للغاية، ما يتيح للمعتدين الفرصة لإتمام جرائمهم والهروب.
أشارت الصحيفة إلى أن هجمات المستوطنين، التي تندرج ضمن ما يُعرف بـ”تدفيع الثمن”، ازدادت بشكل ملحوظ منذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وصفقة تبادل الأسرى. كما تتلقى الإدارة المدنية الإسرائيلية تقارير يومية عن هجمات تشمل إحراق المركبات والمباني الفلسطينية.
إفراج عن المعتقلين وتشجيع التطرف
أثار قرار كاتس بإلغاء الاعتقالات الإدارية للمستوطنين قلقًا واسعًا داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، التي اعتبرت القرار تقويضًا للجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب اليهودي. وجاء هذا القرار استكمالًا لسياسة مماثلة اتبعها كاتس سابقًا برفض التوقيع على أوامر اعتقال إداري جديدة، وهو ما اعتُبر إشارة للمتطرفين بأنهم يتمتعون بحرية غير مسبوقة.
الجيش والشرطة: دور محدود وغض الطرف
في العديد من الحوادث، أكدت مصادر أن الجيش الإسرائيلي لا يتدخل بفعالية لوقف اعتداءات المستوطنين. فعلى سبيل المثال، في حادثة قرية عين سينيا، هاجم عشرات المستوطنين الملثمين القرية، وأشعلوا النيران في المباني والمركبات، بينما اكتفى الجنود الموجودون بمراقبة ما يحدث دون محاولة اعتقال المعتدين.
وأضاف التقرير أن وحدة الشرطة المكلفة بمكافحة الإرهاب اليهودي في الضفة الغربية لا تعمل بشكل فعال، وغالبًا ما تتجاهل المعلومات الاستخباراتية التي يزودها بها جهاز الشاباك.
استهداف منظم ومخطط مسبق
أوضحت الصحيفة أن المستوطنين يستخدمون تطبيقات مثل واتساب لتنسيق هجماتهم، حيث يتم تبادل الرسائل التي تحثهم على التجمع في نقاط محددة لتنفيذ اعتداءاتهم. وأشار التقرير إلى أن هذه الهجمات تُنفذ بشكل منظم، مما يزيد من صعوبة مواجهتها، خاصة في ظل التواطؤ الأمني والقرارات السياسية التي تتيح لهم الإفلات من العقاب.
انعكاسات خطيرة
يحذر مراقبون من أن تصاعد إرهاب المستوطنين قد يؤدي إلى مزيد من التوتر في الضفة الغربية، ويعمق معاناة الفلسطينيين في ظل غياب أي محاسبة حقيقية للجناة. وأكدت الصحيفة أن هذه الهجمات تأتي ضمن محاولات المستوطنين لترسيخ سيطرتهم على الأرض، مستفيدين من دعم سياسي ضمني وضعف التدخل الأمني.
خلاصة
يبرز التقرير حجم الأزمة الناتجة عن تصاعد إرهاب المستوطنين وتواطؤ السلطات الإسرائيلية، مما يشير إلى سياسة ممنهجة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين وإحكام السيطرة على أراضيهم، في ظل تجاهل واضح لسيادة القانون وحقوق الإنسان.