الصحافة العبرية… الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

قسم العناوين                                        الثلاثاء 25/6/2024

صحيفة هآرتس:

– اليسار فجأة يحتضن نفتالي بينت

– إسرائيل للولايات المتحدة: تصريحات نتنياهو حول الصفقة لا تعتبر تغييرا في موقف اسرائيل

– نتياهو ردا على موقف لجنة التحقيق في ملف الغواصات: لقد ساعدت في تقوية سلاح البحرية والغواصات أطلقت — مسييرات في الحرب الحالية

– موظفو مصلحة البريد قاموا بإخفاء 400 ألف رسالة وحسابات تم الحجز عليها

 يديعوت أحرونوت:

– نتياهو أطلق النار على أرجل إسرائيل بتصريحاته عن صفقة جزئية

– إسرائيليون تم طردهم من فندق في باريس: غير مرحب بكم هنا

– اليوم الثالث لزيارة جالانت لواشنطن وسيلتقي اوستن

– روسيا: قريبا سنوقع مع إيران على اتفاقية تعاون

– مظاهرة أمام مكان إقامة جالانت في أمريكا ودعوات لانتفاضة عالمية

– صاروخ مضاد للدروع أصاب مبنى بشكل مباشر في المنارة والجيش قصف أهداف داخل لبنان

 معاريف:

– ايلي كوهين: اسرائيل تستعد لكل سيناريو

– حزب الله ينتقل للعمل في الشمال على الطريقة الروسية

– رسالة إلى المستشارة القانونية للحكومة: نتياهو وعائلته في خطر

 

  الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

هآرتس 25/6/2024

من الذي لم يشارك في مؤتمر هرتسليا؟ الاحتلال

بقلم: اوري بار يوسيف

المنتدى العام الاكثر تقديرا لمناقشة سياسة الامن القومي لاسرائيل هو مؤتمر هرتسليا الذي عقد في هذه السنة للمرة الـ 21. منظمو المؤتمر والمشاركون فيه، قادة في الجيش، الموساد والشباك، سياسيون ورجال حكم، اكاديميون متخصصون في الامن وضيوف من الخارج، يجرون نقاشات حول قضايا الامن الرئيسية لاسرائيل بهدف الاشارة الى المشكلات واقتراح حلول لها.

برنامج المؤتمر، كما نشر، يقف في ظل احداث هجوم حماس في 7 اكتوبر والحرب في اعقابه. ولكنه اوسع واشمل وتجنب التطرق لقضايا عسكرية عملياتية. على جدول الاعمال الميزان الاستراتيجي لاسرائيل والقدرة على تجنب المفاجآت والعلاقات مع امريكا والمشروع النووي الايراني والنظام العالمي والنظام الاقليمي واللاسامية والمخطوفين والامن الداخلي والانقلاب النظامي وساحة الحرب الاعلامية والذكاء الصناعي وغير ذلك. سلة مليئة ومكتظة.

في هذه السلة يوجد كل شيء باستثناء شيء واحد:

بالكلمات المغسولة لبرنامج المؤتمر فان هذا الشيء ذكر مرة واحدة كـ “المجمع الفلسطيني”، بكلمات معروفة اكثر “القضية الفلسطينية”، وبمفاهيم قاسية وبسيطة “الاحتلال”. هذا التجاهل للب النزاع هو جذر المشكلة. لأنه كما قال مئير اريئيل في نهاية كل جملة “يجلس عربي مع النرجيلة”، هكذا في نهاية كل نقاش “حول امن الدولة يوجد الاحتلال”، الذي يبدأ الآن السنة الـ 57.

هاكم بعض الامثلة. رغم العلاقات العامة التي حاولوا اخفاءها فان القوات البرية في الجيش الاسرائيلي لم تكن مستعدة بما فيه الكفاية للحرب، لأنه في اعقاب مهمات امن جارية في المناطق هي لا تتدرب بما فيه الكفاية للحرب. العلاقات مع الولايات المتحدة على شفا ازمة. لماذا؟ لأن الادارة الامريكية (وكل ادارة مستقبلية بما في ذلك ادارة ترامب) تعارض استمرار الاحتلال.

القدرة على بلورة محور اقليمي مناهض للشيعة والتطبيع مع السعودية، تضررت لأنها مرهونة بالتقدم نحو اتفاق سياسي مع الفلسطينيين. ايران وامتداداتها يراكمون الشعبية في العالم العربي، ضمن امور اخرى، لانهم يعرفون كيفية استغلال الضائقة الفلسطينية. اللاسامية تزدهر الآن بالاساس بسبب الوضع في القطاع وفي الضفة الغربية، كما يظهر على الشاشات في ارجاء العالم باستثناء اسرائيل.

صحيح أنه ليس كل المشكلات تنبع مباشرة من الاحتلال، وجميعها لن يتم حلها اذا تم انهاءه، لكن الاحتلال هو جذر المشكلة. وحقيقة أن المؤتمر الامني الاكثر اهمية الذي يتم عقده في اسرائيل بعد 7 اكتوبر يستمر في تجاهله وتجاهل تداعياته هو التعبير الاكثر وضوحا على ضحالة الفكر الامني الرئيسي في الدولة.

من المهم التأكيد على أن الحديث لا يدور عن مؤتمر لـ امير كوخافي والامنيين والجمهور، وبين المتحدثين لن نجد الكثيرين ممن يؤيدون نتنياهو. هذا مؤتمر للوسط. هو وسط الى درجة أنه حتى يئير غولان، نائب رئيس الاركان السابق والزعيم السياسي الذي يطرح البديل عن تجاهل الاحتلال، لم يجدوا من المناسب دعوته. بالطبع، من بين الضيوف الاجانب لا يوجد ممثل واحد عن السلطة الفلسطينية، التي معها يجب علينا حل النزاع. وعن مستوى التعاون الامني بينها وبين الاجهزة الامنية لا يوجد شكاوى حتى الآن.

هاكم اقتراح لمجري المقابلات وادارة الجلسات في مؤتمر هرتسليا: اسألوا السياسيين المشاركين سؤال واحد: عندما ستصلون الى الحكم هل ستكونون مستعدين لقبول خطة مبادرة الجامعة العربية كاساس لحل النزاع؟ هذا لا يعني أنه يجب قبول الاقتراح كمسلمة، لكن جواب غير متملص سيعتبر مثابة ورقة عباد الشمس لما سيقترحه المتحدثون المحترمون كاساس لحل المشكلات الامنية لاسرائيل، وهذا ما هدف اليه المؤتمر.

——————————————–

هآرتس 25/6/2024

السلطة الفلسطينية تمنع الإصلاحات وتخدم بذلك إسرائيل

بقلم: تسفي برئيل

حتى لو كان بشكل متأخر، “هل مسموح لنا انتقاد حماس”، تساءل عنوان المقال الذي نشره الصحفي الاردني المخضرم معن البياري في موقع “العربي الجديد”. “هذا سؤال غبي”، قال. “من الواضح أنه مسموح لنا انتقاد حماس”. ولكن هذا السؤال لم يكن مفهوم ضمنا خلال اشهر الحرب الطويلة، ناهيك عن ظهوره في “العربي الجديد” بملكية قطر ومن يصوغه هو المحرر الرئيسي في الصحيفة والموقع.

البياري، الذي حصل على جوائز وهو مقرب من البلاط الحاكم في قطر، مسؤول عن عدد كبير من الاخبار الحصرية التي تم اقتباسها في وسائل الاعلام الاسرائيلية والدولية، لا سيما المفاوضات حول صفقة التبادل. عندما يتم طرح قضية انتقاد حماس فانه يعبر ليس فقط عن المزاج السائد في القيادة العليا في قطر، بل ايضا هو يعبر عن المزاج السائد في اوساط جهات فلسطينية وعربية، التي ما زالت تجد صعوبة في التعبير عن احساسها من الحرب التي شنتها حماس وجرت اليها كل المنطقة. صحيح أن البياري يمدح حماس ومقاتليها على بطولتهم وعلى طريقة ادارتهم للمعركة ضد العدو الاسرائيلي، إلا أنه في نفس الوقت يضع الاصبع على القضية الرئيسية المقلقة التي اصبحت بؤرة للنقاشات الساخنة في اوساط السياسيين والنشطاء الفلسطينيين.

“مهما كان التقدير المبرر لبطولة مقاتلي حماس والدهشة من قدرتهم في ساحة المعركة إلا أن هذا لا يعني تجاهل حقيقة أن حماس هي حركة مقاومة فقط. قدراتها الكبيرة (في الحقيقة) تمس بالعدو وتحرجه… لكنها لا تعتبر قدرات لردعه عن قصف السوق في مخيم النصيرات، وعن مهاجمة مخيم جباليا أو تدمير مستشفى الشفاء”، كتب. “مسموح لنا القول، بشكل خاص بعد الكارثة التي تعرض لها سكان غزة لثمانية اشهر، والانتقال من مرحلة القرارات البطيئة والباردة في مناقشة وقف اطلاق النار والتوصل الى مرحلة الرؤية الواسعة، التي تشمل الخيارات والنتائج مع فهم اوسع للسياسة وطرقها والفحص العميق للواقع”.

البياري لخص وقال: “باختصار، مسموح لكل شخص انتقاد ما تقوم به حماس من خلال الشعور بالمسؤولية، ومع الاخذ في الحسبان التداعيات الوطنية والاخلاقية والسياسية”. البياري يعتبر نفسه شخص جاء من الاوساط المؤيدة لحماس. من هنا تأتي الاهمية الكبيرة لما يكتبه. تشخيصه الفريد والحاد هو تعامله مع حماس على أنها “حركة مقاومة” فقط. أي أنه تنقصها رؤية سياسية شاملة تعرض على الشعب الفلسطيني حل وطني واقعي ومنطقي الى جانب استعراض القوة والقدرات العسكرية.

الولايات المتحدة واسرائيل ترفض اي سيناريو سيكون فيه لحماس دور في ادارة القطاع. وفي نفس الوقت لا يوجد لديها اي بديل فلسطيني أو عربي سيوافق على تسلم من اسرائيل عبء ادارة القطاع. ولكن هذا الموقف الذي لا يفاجيء القيادة الفلسطينية لا يوقف النضال السياسي الفلسطيني على مستقبل الجسم الذي يمثله. قضية مكانة حماس، ليس كحركة مقاومة عسكرية بل كشريكة في تشكيل القيادة السياسية الجديدة للفلسطينيين، تقف في مركز عاصفة وصراعات القوة بين جهات عامة رفيعة فلسطينية في الضفة وفي العالم وبين “الحرس القديم” في قيادة م.ت.ف برئاسة محمود عباس.

في الحقيقة هذا النقاش غير جديد، لكنه يبدو في مرحلة تسارع كبيرة بعد قول الرئيس الامريكي جو بايدن بأنه يعتبر “سلطة فلسطينية مجددة” شريك مناسب لادارة غزة، وهذه السلطة تكون قد اجريت عليها اصلاحات بنيوية وسياسية وقانونية. محمود عباس يعتبر المبادرة الامريكية تحديا لزعامته، ورغم اظهار استعداده لاجراء الاصلاحات إلا أنه يعمل بشكل حثيث ضد أي تغيير في بنية م.ت.ف، الجسم الذي يمثل الشعب الفلسطيني والذي وقع على اتفاقات اوسلو مع اسرائيل، التي استنادا اليها تمت اقامة السلطة الفلسطينية. محمود عباس اكتفى حتى الآن بتعيين رئيس حكومة جديد، محمد مصطفى، في السلطة الفلسطينية. ولكن محمود عباس حتى الآن لم يظهر القدرة على توجيه النظام الفلسطيني أو تأسيس اجهزة يمكن أن تضع المضمون لمفهوم “السلطة المجددة”.

لكن جهود المنع لمحمود عباس ووجهت من قبل نفس النشطاء والقادة الذين يسمون “الجيل الشاب”، رغم أنهم ليسوا شباب بشكل خاص، وبمبادرة جديدة تراكم التسارع. في شهر شباط الماضي خرجت المجموعة بمبادرة تهدف الى الاعداد للمؤتمر الوطني الفلسطيني الذي سيشكل الجسم التمثيلي الاعلى الذي سيقترح ويطبق الاصلاحات المطلوبة في م.ت.ف. في صفحة المبادرة كتب، ضمن امور اخرى، بأن “هذه مهمة مصيرية ومستعجلة لأن اسرائيل وحلفاءها يخططون لفرض ترتيبات امنية وادارية تضمن رقابة اسرائيل على القطاع بشكل منفصل عن الضفة الغربية، وهم يراهنون على تعاون فلسطيني وعربي لتطبيق هذه الترتيبات. لا توجد طريقة لمحاربة هذه الخطة بدون قيادة فلسطينية موحدة”.

حرب عالمية

في الصفحة البيتية توجد ايضا دعوة لكل من يؤيد هذه المبادرة للتوقيع والانضمام اليها. حسب اقوال المبادرين فان اكثر من 1200 شخص فلسطيني من مناطق السلطة وفي الشتات الفلسطيني في ارجاء العالم انضموا اليها. في بداية الشهر تم في رام الله عقد مؤتمر محلي اول للمبادرين، ومعه “اندلعت حرب عالمية”. في بيانات الرد على المؤتمر التي نشرتها اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي في م.ت.ف كتب، ضمن امور اخرى، بأنه “على خلفية الهجوم الذي يستهدف تصفية المشكلة الفلسطينية والنظام السياسي الفلسطيني فقد خرجت مجموعات مدعومة وممولة من جهات اقليمية تحت مسميات وطنية، في محاولة يائسة لتشكيل اطر (سياسية) موازية كبديل عن م.ت.ف ومؤسساتها المنتخبة والشرعية”.

كتب ايضا في البيان بأن “اللجنة التنفيذية في م.ت.ف تدين محاولة التآمر ومن يقف من وراءها ويقوم بتمويلها. م.ت.ف ومؤسساتها ستفشل أي محاولة للمس بوحدة المنظمة وحصرية تمثيلها”. منظمو المبادرة لم يخافوا. في يوم الجمعة الماضي عقد لقاء آخر في “الزوم” بهدف مواصلة الدفع قدما بالمبادرة. على مهاجمتهم ردوا بأنهم لا ينوون تدمير م.ت.ف أو ايجاد بديل لها، بل اصلاح هذه المنظمة المتكلسة التي لا تنجح في طرح بديل مناسب للحكم، ومواجهة التحديات المعقدة التي وضعتها الحرب في غزة امام الشعب الفلسطيني، وبناء قيادة جديدة في اطار المنظمة وأن يكون فيها كل الفصائل الفلسطينية، ومن بينها حماس والجهاد الاسلامي.

يبدو أيضا أن محمود عباس يؤيد دمج حماس في م.ت.ف، وهو يعرض الجهود الكبيرة التي بذلها خلال السنين للدفع قدما بالمصالحة بين فتح وحماس كدليل على تأييد دمجها. ولكن في الوقت الذي يعرض فيه عباس شروط اساسية لانضمام حماس، وقف الكفاح المسلح والانتقال الى المقاومة السياسية وتبني الاتفاقات التي وقعت عليها م.ت.ف ومن بينها اتفاق اوسلو، فان لخصومه، المبادرين بالانتظام الجديد، ما زالت لا توجد خطة عمل واطار فكري، سياسي وايديولوجي، تستند اليها م.ت.ف الجديدة.

اضافة الى ذلك، رغم النقاشات بين المبادرين وممثلي حماس واللقاءات بين ممثلي الفصائل في شهر شباط في موسكو وفي شهر نيسان في الصين، إلا أنه لم يتم بعد التوصل الى صيغة متفق عليها للتعاون السياسي والعملي. يصعب التقدير الى اين ستصل مبادرة المجموعات القيادية الجديدة. ولكن في هذه الاثناء فان صراعات القوة هذه تخدم اسرائيل، التي تعتزم بشكل علني السيطرة على غزة لفترة طويلة. ومن خلال ذلك العمل على تسريع سياسة تستهدف تدمير السلطة الفلسطينية.

——————————————–

هآرتس 25/6/2024

عشرات من رجال الاحتياط يعلنون: لن نعود للخدمة في غزة حتى لو دفعنا ثمنا على ذلك

بقلم: ليزا روزوفسكي

عندما غاب طل فردي، معلم مدنيات في القدس، لفترة طويلة عن المدرسة الثانوية التي يعلم فيها لأنه ذهب لخدمة الاحتياط تفاجأ تلاميذه. فقد كان أحد اعضاء طاقم المدرسة القلائل الذي اختفى لفترة طويلة منذ اندلاع الحرب وحتى نهاية كانون الاول الماضي، رغم أنه يعتبر اليساري الوحيد من بينهم. “أنا معلم سياسي جدا”، قال فردي (28 سنة). “الطلاب يعرفون مواقفي السياسي في معظم المواضيع. أنا لا اخجل منها واؤمن بأنني اطرحها بشكل يثير التفكير والنقاش في الصف”. في نهاية الشهر الماضي وقع فردي مع 41 جندي آخر في الاحتياط، الذين خدموا في الجيش منذ 7 اكتوبر، على رسالة الرفض الاولى التي نشرها رجال الاحتياط منذ بداية الحرب في غزة.

“نصف السنة الذي شاركنا فيه في الجهود الحربية اثبت لنا أن العملية العسكرية وحدها لن تعيد المخطوفين الى البيت”، كتب من وقعوا على هذه الرسالة، الذين عشرة منهم وقعوها بالاسم الكامل والباقون بالاحرف الاولى. بعد ذلك تطرق كاتبو الرسالة لغزو رفح وقالوا “هذا الاقتحام اضافة الى أنه يعرض للخطر حياتنا وحياة الابرياء في رفح لن يعيد المخطوفين على قيد الحياة… إما رفح أو المخطوفين. نحن نختار المخطوفين. لذلك فانه في اعقاب قرار دخول رفح بدلا من صفقة التبادل فاننا نحن الذين نخدم في الاحتياط نعلن بأن ضميرنا لا يسمح لنا بالمشاركة في التخلي عن حياة المخطوفين وافشال صفقة اخرى”.

16 شخص من الموقعين على الرسالة يخدمون في جهاز الاستخبارات و7 في قيادة الجبهة الداخلية، الباقون يخدمون في وحدات سلاح المشاة والهندسة والمدرعات واثنان في وحدة الكوماندو ووحدة مكافحة الارهاب. أحد الـ 7 الذين يخدمون في قيادة الجبهة الداخلية قال إن الكثير من جنود الاحتياط تم استدعاءهم بعد 7 اكتوبر لتنفيذ مهمات قتالية مثل “احتلال خطوط” في الضفة الغربية بسبب نقل الكثير من الجنود النظاميين الى القطاع. معظم الذين وقعوا على الرسالة الذين تحدثت “هآرتس” معهم قالوا انهم يدركون أن مواقفهم شاذة في اوساط الذين يخدمون في الاحتياط.

فردي، القائد في سلاح المدرعات، هو أحد جنود الاحتياط الثلاثة الذين وقعوا على الرسالة ووافقوا على الكشف عن هويتهم فييي هذا المقال. لواء الاحتياط الذي يخدم فيه تم وضعه في الشمال كي يحل محل الكتائب النظامية التي تم ارسالها الى الجنوب. هناك عمل بالاساس في تدريب جنود احتياط شباب، الذين تم اعدادهم للقتال بدبابات جديدة. ولكن الآن مطلوب منهم تعلم كيفية تشغيل الدبابات الاقدم. في الوقت الذي تم فيه وضعه في الشمال، كما يقول، شعر بالارتياح في الخدمة. “أنا ترعرعت في الشمال، والعطلة الكبيرة بين الصف الخامس والصف السادس في حرب لبنان الثانية قضيتها وأنا اركض الى الاماكن الامنة”، قال واضاف “لم يكن لدي اي تردد في الموضوع، أنا شعرت بالاسهام بدوري غير الكبير في الجهد الدفاعي عن مواطني الدولة”.

ايضا الآن، كما يقول، اذا تم استدعاءه للخدمة للاحتياط في الشمال فهو سيمتثل للامر. ولكن اذا تم استدعاءه للقتال في غزة فانه سيرفض. “عندما عدت من الاحتياط بدأت تثور لدي اسئلة تتعلق في أين سيودي بنا هذا الامر”. قال. وحسب قوله فانه بعد 7 اكتوبر لم يكن لديه أي شك في أن اسرائيل ستنفذ عملية برية في غزة، تستمر لاشهر، وفي نهايتها ستتم اعادة المخطوفين. ولكن كلما مر الوقت ازداد التردد لدي، ضمن امور اخرى، في اعقاب محادثات مع اصدقاء يخدمون في الخدمة الدائمة والاحتياط.

“احد الاصدقاء قال لي: انا كنت في مستشفى الشفاء بدبابتي، وقد شعرت أن هذا الامر صحيح ومهم. بعد اربعة اشهر قاموا باستدعائي بالامر 8 مرة اخرى من اجل العودة الى نفس المكان، احتلال اماكن قمت باحتلالها في السابق”. المرحلة التي تقرر فيها في اسرائيل تفضيل الدخول البري الى رفح على التوقيع على صفقة لتحرير المخطوفين ووقف الحرب يعتبرها فردي انعطافة. “عندما بدأت العملية في رفح شعرت أن هذا يتجاوز ما أنا مستعد للشعور بأنه صحيح اخلاقيا وأن اقف خلفه وابرره”.

اجتياز الخطوط الحمراء

يوفال غرين، طالب عمره 26 سنة ومظلي في الاحتياط، أكد على أنه حتى قبل 7 اكتوبر تردد كثيرا اذا كان عليه مواصلة الخدمة في الاحتياط، على خلفية معارضته للاحتلال ولسياسة اسرائيل في الضفة الغربية. الاصدقاء الذين اخدم معهم في الاحتياط كانوا معي ايضا في الخدمة النظامية ولذلك فان علاقتنا حميمية. نحن اصدقاء من العام 2018. أنا الممرض، وعندما فهمت أن الاستقالة من الاحتياط هي الامر الصحيح، القرار غير السهل اتخاذه”. في عيد العرش قرر نهائيا التوقف عن الخدمة في الاحتياط، وحتى أنه كتب عن ذلك رسالة لاصدقائه في الوحدة. الرسالة كان ينوي أن يرسلها يوم الاحد بعد عيد نزول التوراة، لكن هذه الرسالة لم يتم ارسالها.

في 8 تشرين الاول وضع غرين الشكاوى الاخلاقية جانبا وتجند للاحتياط. بعد شهرين من التدريب والمهمات في الشمال تم ارسال الطاقم الى خانيونس. هذا كان في بداية كانون الاول بعد بضعة ايام على تفجر الصفقة التي في اطارها تم تحرير اكثر من 100 مخطوف. قبل نهاية كانون الاول ادرك من تقارير في الراديو بأن اسرائيل ترفض بشدة شرط حماس لتنفيذ صفقة جديدة، انهاء الحرب. “هذا كان خط احمر وضعته لنفسي، لكني قمت باجتيازه. الطاقم كان مهم بالنسبة لي”، قال غرين. خط احمر آخر تم اجتيازه عندما أمر قائد الفصيل الطاقم باحراق بيت تواجدوا فيه، عندما حان الوقت لتركه. الطاقم قام باحراق بيوت قبل ذلك ايضا، لكن هذا الامر تم في مكان تم اعداده للهدم بسبب قربه من الحدود. في هذه المرة لم ينجح غرين في فهم المبرر العملياتي لاحراق بيت يتكون من عدة شقق. “تحدثت مع قائد الفصيل وحاولت فهم السبب. هل نحن نعرف أن هذا بيت لأحد اعضاء حماس؟ شعوري هو أنه كان من الواضح لقائد الفصيل  أننا نقوم باحراق هذه البيوت”.

حسب اقوال غرين فان قائد الفصيل اوضح له بأنه يجب احراق البيت كي لا نبقي فيه أي وسائل قتالية ونكشف عن طرق قتال الجيش الاسرائيلي. ولكن غرين لم يقتنع. وقد قال بأن الوسائل القتالية يمكن اخراجها، ولا توجد اساليب قتال خاصة ستكشف من النظر الى البيت الذي تواجد فيه الجنود. “قلت اذا فعلوا ذلك أنا ساذهب. حقا هم احرقوا البيت وأنا ذهبت ولم ارجع. هذا حدث بعد اربعة اشهر متواصلة في الاحتياط وبعد بضعة ايام على تسريح الوحدة التي كنت اخدم فيها. القادة والاصدقاء فهموا ذلك، وحتى الآن لم يكن لهذا الفعل أي تداعيات”. منذ ذلك الحين لم يتم ارسال له أمر تجنيد آخر. وهو يؤكد على أنه لا ينوي الامتثال للخدمة في الاحتياط اذا تم استدعاءه.

قتل بدون منطق

ميخائيل عوفر زيف (29 سنة) من تل ابيب، هو ايضا وقع على رسالة رفض الخدمة في الاحتياط. خلال معظم خدمته النظامية كان مقاتل في لواء كفير، وبعد ذلك كان ضابط عمليات في اللواء 16. في تشرين الاول الماضي عاد من رحلته في تركيا من اجل الامتثال للامر 8، وخلال القتال تم تعيينه كضابط سيطرة وتحكم في اللواء. من قيادة اللواء الذي خدم فيه تابع في الوقت الحقيقي صور المسيرات التي وثقت عمليات قصف سلاح الجو الاسرائيلي في القطاع. “هذا بعيد عنك، لكن الشعور هو أنه هذا غير حقيقي”، قال. “أنت تراهم وهم يدمرون السيارات والمباني والاشخاص. في كل مرة ينهار فيها مبنى الجميع يهللون بدهشة. كان لي وللكثيرين تجربة “واو”، ما هذا الجنون، وتسمع اصوات “نحن سنجعلهم يشاهدون، نحن ننتقم منهم”.

من الجيش الاسرائيلي جاء: “الجيش الاسرائيلي يعمل على تحقيق اهداف الحرب، تفكيك حماس واعادة المخطوفين. كل عملية هي على خلفية هذه الاهداف. اوامر فتح النار اعطيت للجنود كجزء من الدخول الى الحرب. هذه التعليمات تعكس القانون الدولي الذي تلتزم به اسرائيل. حرب المباني بدون حاجة عملياتية هي مخالفة لتعليمات الجيش وقيم الجيش الاسرائيلي. تفجير وهدم المباني تم بوسائل مصادق عليها ومناسبة لذلك وحسب الاوامر ذات الصلة، مهاجمة الاهداف بشكل عام والمباني المأهولة بشكل خاص تتم المصادقة عليها من الاعلى حسب سياسة النيران في هيئة الاركان، مع تقليص المس بالاشخاص غير المتورطين بقدر الامكان. في الجيش الاسرائيلي ينظرون بخطورة كبيرة الى دعوات رفض الخدمة في الاحتياط، وكل حالة يتم فحصها وعلاجها على حدة من قبل القادة”.

———————————————

هآرتس 25/6/2024

حرب على فتيل “إساءة التقدير” وتقرير اللجنة يعلن إفلاس نتنياهو وخطره و”وعد الحليفة” غير مضمون

بقلم: عاموس هرئيل

رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي، تشارلز براون، قدم أمس تنبؤاً غير مشجع حول حرب محتملة بين إسرائيل وحزب الله. بعد عدة أيام على وعد مصادر مجهولة في الإدارة بإرسال كل المساعدات الأمنية المطلوبة للجيش الإسرائيلي في حالة اندلاع حرب في لبنان، أوضح براون بأن الأمر ليس بهذه البساطة. عملية إسرائيلية ضد حزب الله، قال للمراسلين، ربما تقود أيضاً إلى تدخل إيراني لصالح المنظمة الشيعية، إذا شعرت بتهديد حقيقي. في هذه الحالة، أضاف، لن تنجح الولايات المتحدة في توفير حماية كاملة لإسرائيل، لأن كمية الصواريخ قصيرة المدى الموجودة لدى حزب الله ستضع أمامها تحدياً أكثر أهمية.

قارن براون بين التهديد الذي ستواجهه إسرائيل في حالة اندلاع حرب مع حزب الله، وبين إحباط الهجوم الإيراني لـ 330 صاروخاً ومسيرة في 14 نيسان الماضي. في تلك الحالة، كان للأمريكيين تقريباً أسبوع كي ينسقوا ويخططوا الاستعداد الدفاعي مع إسرائيل ومع دول عربية صديقة. كانت النتيجة نجاحاً مدوياً في اعتراض الهجوم. ولكن هذا يختلف عن هجوم مشترك لإيران وحزب الله، الذي يستطيع فيه الإيرانيون تجريب وإطلاق عدد أكبر بكثير من السلاح، ولا نريد الحديث عن ترسانة الـ 100 ألف صاروخ وقذيفة التي بحوزة حزب الله. هنا، المطلوب استعداد أوسع، ومن غير المؤكد أنه سيكون لدى الولايات المتحدة إنذار مسبق، سواء إذا بدأت الحرب جراء هجوم إسرائيلي أو هجوم من لبنان. إذا اندلعت الحرب بشكل مفاجئ، فستستغرق الأمور وقتاً أطول حتى لو كان لدى الإدارة الأمريكية كل النوايا الحسنة.

أقوال رئيس الأركان الأمريكي تضاف إلى نقاش مستمر بين الرئيسين بايدن ونتنياهو حول مسألة تزويد السلاح. انتقد نتنياهو علناً الإدارة الأمريكية خلال بضعة أيام بسبب تأخير متعمد لإرسالية سلاح تشمل 3500 قنبلة دقيقة لسلاح الجو، إلى جانب إبطاء بيروقراطي (يبدو متعمداً) في نقل إرساليات أخرى. غير معروف عن البنتاغون أسلوبه السهل مع الإجراءات. في الأشهر الأولى، بذلت هناك جهود خاصة لتزويد إسرائيل بكل ما هو مطلوب لها بالسرعة الممكنة، حتى في واقع نقص عالمي في السلاح والمواد المتفجرة. إضافة إلى ذلك، ترتبط تصريحات براون، مثل خطوات بايدن والبنتاغون، بفهم واحد وهو أن الولايات المتحدة تخشى من اندلاع حرب غير قابلة للسيطرة عليها بين إسرائيل وحزب الله. وهي لن تساعد بوضع إسرائيل في موقع انطلاق ربما يغريها عن إطلاق الرصاصة الأولى. عند الحاجة، سيتجند الأمريكيون للدفاع عنها، لكنهم لن يضمنوا نتيجة سريعة أو كاملة.

نتنياهو الذي يتملص منذ بداية الحرب من إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، انحرف مساء أول أمس عن هذه العادة وزار أستوديوهات القناة 14. كان مجرو المقابلة معه قد توقعوا ظهوراً صاخباً قد يضع الأعداء في مكانهم، لكنهم توقعهم خاب؛ لم يتعهد بشن حرب على لبنان، بل قال إنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق يوقف النار هناك فسينشر الجيش الإسرائيلي المزيد من القوات في الشمال بعد انتهاء الحرب في رفح، “قوات دفاع، وربما قوات هجوم بعد ذلك”. احتمالية اندلاع حرب في لبنان تتعلق بسيناريو إساءة الحسابات: قتل كثيف لمقاتلين أو مدنيين في الطرفين، وخوف أحد الطرفين من هجوم مفاجئ للطرف الآخر الذي سيقوده إلى شن هجوم وقائي في وقت مبكر. يبدو أن هذا هو ما يقلق رئيس حزب الله، حسن نصر الله. الصحافي المقرب منه، محرر صحيفة “الأخبار” اللبنانية إبراهيم الأمين، كتب أمس بأن لا شيء يقيد حزب الله للمس بإسرائيل في حالة نشوب حرب، وأن الحزب يعد لإسرائيل الكثير من المفاجآت.

تحلق في الخلفية مسألة إيران أيضاً. الوزير ورئيس الأركان السابق، عضو الكنيست غادي آيزنكوت (المعسكر الرسمي) كشف أمس في خطاب ألقاه في مؤتمر هرتسليا، عما قيل مشفراً مؤخراً وبصورة ضبابية في بعض وسائل الإعلام الغربية. فإيران تخصب اليورانيوم في إطار المشروع النووي، بل وثمة شهادات أولية تتراكم بشأن إعادة تحريك “مجموعة السلاح”؛ أي الانشغال بإنتاج رأس نووي متفجر لصواريخ بعيدة المدى، أي إنتاج سلاح حقيقي. الإيرانيون، أضاف آيزنكوت، “وصلوا إلى مكان متقدم جداً، هذا تذكير لنا لننظر إلى الصورة الكبيرة، ونفهم أنه لا توجد حلول مدهشة في مكان واحد. ستكون حرباً طويلة جداً”.

معركة الروايات

في مقابلته مع القناة 14 قدم نتنياهو عنواناً مركزياً آخر، وهو أنه مستعد لمناقشة صفقة مخطوفين مع حماس، لكنها ستتركز على المرحلة الأولى من إعادة المجموعة الإنسانية (النساء، كبار السن، والمرضى) من بين المخطوفين. وبعد ذلك، ينوي العودة إلى القتال فوراً. كرر رئيس الحكومة في السابق هذه المناورة عدة مرات منذ كانون الثاني الماضي. في كل مرة ظهرت في الأفق احتمالية للدفع قدماً بالصفقة، نشرت تصريحات أو معلومات من الطرف الإسرائيلي جعلت حماس تتشدد في مواقفها، وبذلك أنزلت عن جدول الأعمال إمكانية التوصل إلى الاتفاق الذي كان سيؤدي بشكل شبه مؤكد إلى انسحاب شركاء نتنياهو في اليمين المتطرف من الائتلاف.

في هذه المرة، نفذ نتنياهو عملية قتل على الملأ. ما يطلبه السنوار، رئيس حماس في القطاع، هو وقف كامل للحرب مرهون بضمانات دولية ألا تستأنف إسرائيل القتال، ولا تمس به وبقادة التنظيم. حتى الآن، لم يوافق نتنياهو على الالتزام، لكن تصريحاً علنياً وواضحاً حول اتفاق جزئي في الواقع يشير للسنوار بأنه لا شيء يمكن الحديث عنه. وهو تصريح لا يتفق مع الاقتراح الأمريكي – الإسرائيلي الذي عرضه الرئيس جو بايدن في خطابه في 31 أيار الماضي، وحدده طريقاً محتملاً لإنهاء الحرب.

حماس، كما نتذكر، ردت على هذا الاقتراح بعشرات التحفظات التي أرادت الولايات المتحدة منذ ذلك الحين إزالتها من الطريق بمساعدة قطر. والآن، سيكون هذا أصعب، فإعلان رئيس الحكومة هذا زاد من غضب الإدارة الأمريكية منه. أمس في الكنيست، كرر نتنياهو في خطابه الالتزام بخطة بايدن (التي اهتمت هيئة المخطوفين بوصفها بـ “صفقة نتنياهو”). ما هو الموقف الملزم للحكومة من كل هذه الأمور؟ سنضطر إلى الانتظار لنرى ذلك.

جبل من الأدلة

لجنة التحقيق الرسمية في قضية الغواصات ألقت أمس ما كان في الأيام التي سبقت الحرب أن يعتبر أم القنابل: ثمة سلسلة رسائل تحذير لجهات رفيعة، مثل نتنياهو ووزير الدفاع السابق بوغي يعلون ورئيس هيئة الأمن القومي والموساد السابق يوسي كوهين. قالت اللجنة إن نتنياهو عرض أمن الدولة للخطر وأضر بعلاقاتها الخارجية ومصالحها الخارجية. هذه أقوال قد تكتب مستقبلاً عن رئيس الحكومة حتى بعد تشكيل لجنة رسمية للتحقيق في كارثة 7 أكتوبر في يوم ما. ثمة أقوال مشابهة جداً نشرت في السابق، مثل رأي قطعي في استنتاجات لجنة التحقيق في قضية كارثة جبل “ميرون” في 2021. يصعب قياس الضرر السياسي المتوقع لنتنياهو من هذه القضية التي ترافقنا بين حين وآخر منذ ثماني سنوات تقريباً. في نهاية المطاف، فإن الحكم في شأن مسؤوليته عن الكارثة التي قتل فيها 45 إسرائيلياً، أزاحوها عن نفسه مثل ذرة غبار غير مرئية. بعد المذبحة في بلدات الغلاف، اعتقد كثيرون أن قصة نتنياهو السياسية انتهت. وقد مرت ثمانية أشهر ونصف منذ ذلك الحين وهو يقلص الفجوة في الاستطلاعات في غير صالحه بالتدريج. مع ذلك، عندما تضاف رسائل التحذير إلى إحباط الجمهور من تعقد الحرب، وانسحاب المعسكر الرسمي، والغضب من قانون إعفاء الحريديم من التجنيد، والتوتر الداخلي في الائتلاف، فإن قدرة رئيس الحكومة كما يبدو على البقاء لفترة طويلة، حتى نهاية الدورة الصيفية للكنيست وما بعدها، تقف الآن في اختبار أصعب.

نقاشات كثيرة تجري بدون توثيق، خوفاً من إبقاء أي أثر لشهادات مدينة للجان التحقيق المستقبلية. بعيداً عن الادعاءات المحددة في قضية الغواصات، وصف نتنياهو أمس تعيين اللجنة كانتقام سياسي لحكومة بينيت – لبيد، فإن رسائل التحذير التي أرسلت أمس تضاف إلى جبل الأدلة الذي تجمع في الـ 15 سنة الأخيرة. النتيجة التي تظهر فيه واضحة ومقلقة: طريقة نتنياهو في إدارة الدولة أفلست، وهي تعرض أمن الدولة الآن للخطر.

——————————————–

هآرتس 25/6/2024

لجنة التحقيق في قضية الغواصات: “رئيس حكومة 7 أكتوبر” عرض إسرائيل للخطر

بقلم: أسرة التحرير

قرار لجنة التحقيق الرسمية بقضية الغواصات والسفن إرسال كتب تحذير لرئيس الوزراء نتنياهو، ورئيس هيئة الأمن القومي سابقاً يوسي كوهن، ووزير الدفاع سابقاً موشيه يعلون، وقائد سلاح البحرية سابقاً رام روتبرغ، وموظف هيئة الأمن القومي سابقاً أمنون سمحوني، في أعقاب دورهم في القضية، ينبغي أن يهز الأركان. العنوان الحقيقي للكتب التي بعثت بها اللجنة برئاسة رئيس المحكمة العليا المتقاعد القاضي آشير برونس، هو الجمهور نفسه، وتحذيره ممن يقف على رأس الحكومة. تبسّط كتب التحذير ادعاءات قاسية تجاه رئيس الوزراء، ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأمن القومي الأسبقين. مجرد التفكير بأن نتنياهو، المتهم بأفعال خطرة للغاية، ما زال في المنصب (بخلاف الآخرين) ويدير حرباً لا ترى نهايتها في الأفق منذ ثمانية أشهر، هو أمر يجب أن يقض مضاجع كل مواطن ومواطنة في الدولة.

لا يمكن للمرء قراءة الجملة التالية التي تتناول رئيس الوزراء على نحو منقطع عن السياق الحالي للحرب في غزة، أو عن نية فتح جبهة أخرى في الشمال قد تدهور إسرائيل إلى حرب متعددة الجبهات: “سلوك السيد نتنياهو أدى إلى تشويش عميق وممنهج في سياقات عمل وبناء القوة والمس بآليات اتخاذ القرارات في سلسلة مسائل حساسة. وبذلك، عرض أمن الدولة للخطر، ومسّ بالعلاقات الخارجية وبمصالح دولة إسرائيل الاقتصادية”. هذه الأقوال كتبت بالنسبة لسلوكه في منصبه كرئيس الوزراء في الأعوام 2009 – 2016. لكن تصدح منها أنماط سلوكه الآن أيضاً.

في الكتاب حُذر نتنياهو من وجود ضرر إذا ما استنتجت اللجنة بأنه قد اتفق مع ألمانيا في مسائل سياسية وأمنية واقتصادية بدون توثيق، في ظل تجاوز الحكومة وإقصاء جهات أمنية ذات صلة وجعل هيئة الأمن القومي جسماً تنفيذياً لرئيس الوزراء، ما خلق قنوات عمل موازية ومتضاربة مع قنوات عمل وزارة الدفاع. وبذلك عرض أمن الدولة للخطر، ومس بعلاقات إسرائيل الخارجية، وأخفى الخطاب السياسي الذي أداره عن جهات ذات صلة، رغم أنه حُذر من تداعيات هذا الخطاب على معالجة المسألة.

كتب التحذير تعزز ما بات واضحاً: يدور الحديث عن قضية خطيرة لسلوك عفن، ينضم إلى قائمة طويلة من المخالفات والاخفاقات التي يتهم بها نتنياهو.

في السطر الأخير، رئيس حكومة 7 أكتوبر الذي تبين أنه مسؤول شخصياً عن كارثة “ميرون” ومتهم بالرشوة والغش وخيانة الثقة، ومعرض أمن الدولة للخطر في قضية الغواصات. لو كانت لنتنياهو كرامة ذاتية وحد أدنى من الإحساس بالمسؤولية لاستقال. ولكن لأنه عديم الخجل، فيجب أن نريه الطريق إلى الخارج.

——————————————–

يديعوت أحرونوت 25/6/2024

مع فزعهم لشراء مولدات كهربائية.. الإسرائيليون: لا نثق بالجيش ولا بالسياسيين

بقلم: عوفر شيلح

إن التصعيد حيال حزب الله في لبنان يبدو سيناريو محتماً، وإن لم يشر أحد بعد إلى أي ميزة ستنشأ عنه: ليس هناك سيناريو نهاية معقول يتيح تغيير الوضع من أساسه وعودة سكان الشمال إلى بيوتهم. ولا فكرة توضح الإنجاز الحقيقي الذي سيبرر الضرر المؤكد الذي سيلحق بالجبهة الداخلية.

إن السير الأعمى هذا إلى تبادل الضربات بات على نطاق لم نشهده من قبل، ما سيلحق دماراً هائلاً عندهم وكثيراً عندنا، ومشكوك لأي شيء أن يتغير. ولا أحد يطرح مقابل هذا بديلاً، كون البديل الوحيد يستوجب وقف الحرب في غزة، وكذا القيادة العسكرية والجمهور والإعلام. هذه ليست مسيرة سخافة، بل شيء ما أسوأ بكثير.

لم يعد لمعظمنا أمل حقيقي من الساحة السياسية، ومن الجيش (الذي عرف مسبقاً الحقيقة بشأن الإنجازات المحدودة لمعركة غزة، وبنى ونفذ خطة تضمن ألا يكون أكثر من إنجاز محدود، والآن يحاول تسويق نصر كبير كي لا يقولوا له اذهب إلى لبنان)، أو من وسائل الإعلام. وعليه، بات مشوقاً موقف الجمهور. في الاستطلاع الأخير لمعهد بحوث الأمن القومي، قال 46 في المئة من المستطلعين إن على إسرائيل أن تبادر إلى عمل عسكري واسع في الشمال، حتى بثمن حرب إقليمية. كانت هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها استطلاع للمعهد أغلبية لمؤيدي التصعيد الواسع. في الوقت نفسه، انخفض عدد المؤمنين بانتصار الجيش الإسرائيلي، من 91 في المئة في تشرين الأول الماضي إلى 67 في المئة فقط، وهذا درك أسفل تاريخي في الثقة بقدرة الجيش على الإيفاء بأهدافه. كما أن معدلات الثقة برئيس الأركان وبتقارير الناطق العسكري هبطت إلى درك أسفل غير مسبوق.

هذا التناقض الظاهر لا يشهد على جمهور اختفى فهمه، بل على ترنح وإحساس بانعدام المخرج. لن يكون في غزة نصر حقيقي، أما صفقة المخطوفين (كفيلة بأن تكون أيضاً مخرجاً لوقف الحرب) فهي تبتعد من يوم إلى يوم، والقيادة تعمل بشكل يتعارض والمصلحة الإسرائيلية (لكن لا يعرض لها أي سياسي بديلاً فكرياً)، وأداء الجيش مخيب للآمال، وضائقة سكان الشمال المجليين من بيوتهم منذ ثمانية أشهر، تفطر القلب. لذا، إذا كانت هذه هي الحال، فهيا نقاتل ونرى إذا كان سيحصل شيء ما، حتى إذا كنا نقدر بأنه لن يحصل أي شيء طيب، ونعرف أنه سيلحق بنا شر: انظروا إلى فزع شراء المولدات بعد تصريح المدير العام لشركة إدارة شبكة الكهرباء.

يجدر بنا أن نتوقف عند كلمات “حتى بثمن حرب إقليمية”، وبالذات في جانب جاهزية الجيش الإسرائيلي لحرب كهذه. قد نجادل في أهلية الجيش للمعركة في لبنان، بعد ثمانية أشهر من القتال في غزة والتي أفرغت مخزونات الجاهزية في جوانب الأدوات والذخيرة، وعصرت قوات “النظامي” و”الاحتياط” بشكل غير مسبوق، وأفرغت الشرعية في العالم لعمل إسرائيل. أؤمن بأن للجيش الإسرائيلي قدرة على تنفيذ خطوة هجومية، ولكن المشكلة أولاً وقبل كل شيء في جدواها المشكوك فيها وفي أضرارها المؤكدة. لكن حرب إقليمية؟ هل كرس أحد ما ذات مرة تفكيراً في كيف ستبدو هذه؟

في آذار 2023 نشر في “بين الأقطاب”، النشرة المركزية الناطقة بلسان مركز ددو – مركز التفكير الأساس للجيش الإسرائيلي – مقال بقلم قائد الذراع البري اللواء تمير يداعي والعميد عيران اورتال، يعرّفان فيه على النحو التالي “مفتاح التصدي لإيران”: “بناء قدرة بث قوة إسرائيلية مباشرة (وإن كانت محدودة) في إيران وفي المنطقة، وقدرة عملياتية لإزالة تهديد حزب الله وحماس في حدود إسرائيل في حرب قصيرة وحاسمة. في أسوأ حالات الحرب، ستتحقق هذه القدرة وسيزال تهديد حزب الله في لبنان بشكل يقطع ذراع الردع الإيراني، الأساس تجاه إسرائيل… حجر الرحى هو وجود قوة ردع مصداقة، في نظر الطرفين، حيال جيوش الإرهاب في الدائرة الأولى”.

هل الجيش الإسرائيلي اليوم، الذي يغرق في غزة منذ ثمانية أشهر، هو في نظر العدو قوة حسم مصداقة قادرة على إزالة تهديد حزب الله وحماس في حرب قصيرة وحاسمة؟ هل يؤمن الجيش الإسرائيلي نفسه بذلك؟ هل لدى إسرائيل قوة مباشرة إزاء إيران والمنطقة، فيما لو أطلقت إيران ووكلاؤها مئات الرؤوس المتفجرة إلى إسرائيل في هجوم منسق؟ هل بنينا أحلافاً إقليمية ذات علاقة شجاعة وتفاهمات مفصلة مع الولايات المتحدة وباقي الأطراف، شيئاً من القدرة التي يؤمن كبار رجالات الجيش الإسرائيلي بأنها ضرورية؟ إن الطريق الوحيد لا يقتصر على منع الضرر عن أمن إسرائيل، بل أيضاً البدء ببناء قدرات لازمة للخروج منتصرين من المواجهة مع محور المقاومة الذي تقوده إيران، وهو وقف الحرب في غزة (إذا كان ممكناً في صفقة مخطوفين)؛ والوصول إلى تسوية في الشمال التي ستتيح، إضافة إلى الانتشار الدفاعي، عودة السكان إلى بيوتهم؛ والبدء ببناء القوة بكل عناصرها – سياسية، إقليمية، عسكرية وغيرها – استعداداً للمعركة الحقيقية. أي شيء آخر هو بمثابة سخافة عظيمة الضرر، ثمة من يسير إليها بعيون مفتوحة وباعتبارات غريبة، وثمة من ينجر إليها انطلاقاً من الترنح ورفع الأيدي.

——————————————–

معاريف 25/6/2024

لا مفر من حرب شاملة في الشمال تؤدي الى هزيمة حزب الله

بقلم: اليكس نحومسون

المفتاح لعقدة المعاضل في حدود الشمال هو في قرار 1701 لمجلس الامن في الأمم المتحدة. 1701 كان السطر الأخير في حرب لبنان الثانية الفاشلة، والزم حكومة لبنان والأمم المتحدة بنشر قوات مسلحة في جنوب لبنان “لاجل منع منظمة حزب الله من مواصلة العمل في الأراضي اللبنانية”.

تعهدت الأمم المتحدة بتعزيز قوة اليونيفيل بـ 15 الف جندي ومساعدة الجيش اللبناني على نشر وحداته في المنطقة. كما تتعهد الأمم المتحدة في القرار آنفة الذكر (اتخاذ كل الاعمال اللازمة لاجل ضمان الا تستغل مناطق اعمالها لتنفيذ اعمال معادية من أي نوع، وان تستعين بوسائل عظيمة القوة لمنع اطلاق النار  لاجل حماية المواطنين من تهديد ناشيء لعنف جسدي”. وإسرائيل ملزمة بسحب قواتها من كل أراضي لبنان والوقوف على الحدود الدولية – الخط الأزرق.

لهذا القرار توجد ثلاثة أطراف ملزمة به – الأمم المتحدة، حكومة لبنان وحكومة إسرائيل. عمليا، فضلا عن انسحاب إسرائيل، فان شيئا لم يحصل.

حرب “السيوف الحديدية” تجري في جبهتين – في قطاع غزة وفي الحدود الشمالية. كنتيجة لذلك اخلي سكان الشمال من بيوتهم وبلداتهم، مدن، قرى زراعية، كيبوتسات وبلدات، فيما أن اصبع الجليل وشمال الجليل الأعلى مهجورين من سكانهما، والمواجهة المتدحرجة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله تترك ارضا محروقة في كل ما كان منطقة خضراء، مأهولة ومزدهرة.

في الوضع الناشيء ينبغي التفكير في ما الذي هو اقل سوءً. توجد ثلاثة خيارات على الطاولة – اتفاق يوقف مؤقتا وضع الحرب، استمرار المناوشات بقوى متزايدة تندرج فيها نار مضادة وطلعات هجومية جوية على اهداف عسكرية لحزب الله او لفتح هجوم عسكري في نمط بداية حرب لبنان الأولى – هجوم متداخل على حزب الله في جنوب لبنان، احتلال الأرض وتطهيرها من قوات حزب الله ومركباته العسكرية.

يبدو ان لا مفر من الخيال الثالث. مساعي عاموس هوكشتاين، “المنسق” بتكليف من الإدارة الامريكية، لتحقيق اتفاق مع حزب الله لوقف المواجهة باءت بالفشل حتى الان. مواصلة المناوشة وإدارة حرب استنزاف ثابتة ليس واردا. عشرات الاف المخلين والأرض المحروقة هم ثمن لن تصمد الدولة امامه لزمن طويل. ما تبقى هو حرب شاملة تؤدي الى هزيمة حزب الله ومن الأفضل ساعة مبكرة لذلك.

لاجل خوض هذه الحرب بحكمة ينبغي الاستباق والنبح على الشجرة الصحيحة – حكومة لبنان السيادية. قرار 1701 يلزم حكومة سيادية وليس منظمة إرهاب عديمة المكانة القانونية والسياسية. ينبغي اطلاق انذار لحكومة لبنان يقضي بانه اذا لم تعمل على تنفيذ نصيبها في قرار 1701، فان إسرائيل لن تحصر ردها في اهداف حزب الله في جنوب لبنان بل ستضرب أهدافا حيوية في لبنان في كل أراضيه السيادية.

بقدر ما لا يستجاب الإنذار ينبغي تجسيد نوايا إسرائيل على مراحل – اظلام بيروت، قطع طرق توريد المياه الى مدن لبنان وتعطيل المطار الدولي في لبنان.

كما أشرت هذا هو الخيار الأقل سوء من بينها جميعها وصاحب الفرصة الأعلى للسماح بتنفيذ وعود الحكومة والجيش “لاحلال هدوء متواصل لسكان الشمال”.

“الحرب هي مملكة انعدام اليقين”، كما قرر عن حق الاستراتيجي كارل فون كلاوزفيتس، لكنها أحيانا تكون محتمة. على قرار الامتناع عن الحرب بكل ثمن قال استراتيجي آخر، وينستون تشرتشل: “عار اخترتموه خوفا من الحرب سيكون عار لكم وحرب معا”.

يكفينا عار . يكفينا وزيادة.

*عضو اللجنة الإدارة لمنتدى القادة الوطني “مفتحي”

——————————————–

إسرائيل اليوم 25/6/2024

مس بقدس الاقداس

بقلم: يوآف ليمور

لقد سبق لرؤساء الوزراء في إسرائيل ان وقفوا امام لجان تحقيق رسمية في الماضي. غولدا مائير واجهت لجنة اغرانات التي حققت في حرب يوم الغفران، مناحم بيغن امام لجنة كهان التي حققت في مذبحة صبرا وشاتيلا، اهود باراك امام لجنة أور التي حققت في قتل المواطنين من عرب إسرائيل في اضطرابات أكتوبر 2000.  بنيامين نتنياهو امام اللجنة التي حققت في الكارثة في ميرون. لكن لم يسبق ابدا عن كان في إسرائيل رئيس وزراء وجهت له لجنة تحقيق رسمية شبهات بهذه الخطورة، مثل نتنياهو في قضية مشتريات الأدوات البحرية. في كتب التحذير التي اطلقتها امس قضت بان سلوكه “أدى الى تشويش عميق ومنهاجي في إجراءات عمل وبناء القوة، والى مس باليات اتخاذ القرار بسلسلة من المسائل الحساسة. وبذلك عرض للخطر امن الدولة ومس بالعلاقات الخارجية وبالمصالح الاقتصادية لدولة إسرائيل”.

قراءة بيان اللجنة تترك إحساسا بالاختناق. بقدس اقداس دولة إسرائيل، في الإمكان التي يفترض بها ان تجرى مداولات استراتيجية نقية وموضوعية تجري الأمور بشكل يمكن على الأقل وصفه بالخطير: خطير على الامن، خطير على العلاقات الخارجية وخطير على الاقتصاد ناهيك عن أنه خطير على الشكل الذي تدار فيه الحكومة والكابنت  وتدار فيه العلاقات بين المستوى السياسي والعسكري في دولة يفترض أن تكون ديمقراطية وسليمة.

هذا عالم تدار فيه الأمور في الظلام، بخلاف الأنظمة، في ظل الاخفاء والاعتماد على مصالح غريبة. كله ظاهرا، بالطبع، لان اللجنة لم تكمل عملها وللمحذرين يوجد حق في الدفاع عن انفسهم وان كان ينبغي للمرء أن يكون ساذجا على نحو خاص كي يؤمن من ان من كل هذا لن ينشأ شيء. لشدة الأسف فان الواقع الذي انكشف امام أعضاء اللجنة في المداولات اقسى حتى من ذاك الذي يوصف في التقرير: انكشفت امامهم جمهورية موز قادتها فقدوا الخجل وتشوشوا في التفكير بان الدولة هي هم.

احبولة إعلامية؟ يبدو أن لا

بيان اللجنة ليوم امس ينظف عن الطاولة ادعائين مسبقين. الأول الذي طرحه مؤيدو نتنياهو من اللحظة التي نشبت فيها القضية في حياتنا الا وهو انه لا توجد قصة وان كل هذه احبولة إعلامية، ضيق عين ومصالح سياسية. وبالفعل، الاخبار هي انه توجد قصة، وهي قصة كبيرة وعاصفة على نحو خاص ويحتمل ان تكون حتى تتجاوز ما قدره عظماء مصنفيها – وهذا دون أن تكون اللجنة حققت في الشبهات الجنائية التي تنطوي عليها.

الادعاء الثاني هو أن كل هذا هو سياسي، في محاولة لاسقاط نتنياهو. قائمة المحذرين تدل على انه لا توجد هنا سياسة: فهي تتضمن المعارض الا كثر صخبا لنتنياهو والذي يقف على رأس أولئك الذين طالبوا بإقامة اللجنة، وزير الدفاع الأسبق موشيه بوغي يعلون، وتتضمن أيضا من يرى نفسه خليفته – رئيس هيئة الامن القومي والموساد سابقا، يوسي كوهن. الى جانبهما حذر أيضا قائد سلاح البحرية في حينه اللواء احتياط رام روتبرغ الذي في اطار عمل اللجنة الموضوعي لم تتجاوز الجيش ومسؤوليه أيضا.

تعريض المصالح للخطر

لم يفوت نتنياهو امس الفرصة لتكرار الادعاء السياسي (“لجنة تحقيق اقامتها الحكومة السابقة بهدف سياسي واضح”)، وان كان اتخذ جانب الحذر من المس بكرامة اللجنة الذي سيكون مطالبا بان يواجهها لاحقا، كما اتخذ جانب الحذر من المس بكرامة رئيسها، قاضي العليا المتقاعد آشر غرونيس الذي كان هو الذي عينه قبل اقل من شهرين لرئاسة اللجنة الاستشارية لتعيين كبار المسؤولين في الاقتصاد. فقد ادعى نتنياهو بان قراراته كانت حيوية والدليل هو ان اليات البحرية اعترضت المُسيرات التي اطلق لإسرائيل فقال: “أنتم تتحدثون معي عن أنظمة بيروقراطية؟ أنا اتحدث عن امن إسرائيل”.

هذه العبارة – أمن إسرائيل – هي المكنسة السحرية التي بواسطتها يسعى نتنياهو لان يكنس كل شيء. لسوء حظه، يمكن تحديها ببساطة في هذه القضية والتساؤل لماذا مثلا اقر لألمانيا ان تبيع لمصر غواصات حديثة في ظل إخفاء الامر عن جهاز الامن والعلم بان هذا كان خطرا ملموسا على أمن إسرائيل. كما يمكن تحديها بسهولة اكبر من ذلك بكثير في الحرب الحالية التي في محيطها اتخذ ويتخذ نتنياهو قرارات كثيرة ليس بينها وبين امن إسرائيل أي شيء – من الامتناع عن تناول مسألة اليوم التالي، عبر الامتناع عن إضافة الشمال وايران الى اهداف الحرب وحتى قانون التملص من التجنيد.

الحرب الحالية لم يحقق فيها بعد ونتنياهو يعرف لماذا: كتب التحذير التي ستصدرها ستقف في ظل تلك اطلقت امس وستفيد كم هو لم يصار هنا الى تعلم شيء. العكس هو الصحيح: اليوم أيضا، بدلا من تحقيق مصالحها الوجودية، إسرائيل تعرضها للخطر.

——————————————–

معاريف 25/4/2024

نتنياهو يدمر الصفقة بتصريحاته

بقلم: آنا برسكي وآخرون

في مقابلة مع القناة 13 صرح نتنياهو يوم الاحد بانه سيكون مستعدا لـ “صفقة جزئية تعيد جزءا من المخطوفين”، دون انهاء الحرب. “هذا ليس سرا”، أضاف.

هذا التصريح يختلف عن المقترح الإسرائيلي الذي عرضه قبل بضعة أسابيع الرئيس الأميركي جو بايدن والذي يتضمن تحرير كل المخطوفين بشكل متدرج، وانهاء الحرب. وحسب مسؤول إسرائيلي كبير مشارك في المفاوضات فان “تصريحات نتنياهو ألحقت ضررا هائلا بالفرص للوصول الى صفقة”.

بعد المقابلة نشر مكتب رئيس الوزراء صيغة متضاربة جاء فيها ان “حماس هي التي تعارض الصفقة، ليس إسرائيل. رئيس الوزراء نتنياهو أوضح باننا لن نترك غزة الى أن نعيد كل مخطوفينا الـ 120 الاحياء والاموات على حد سواء”.

ونشرت اللجنة القيادية للعائلات بيانا قالت فيه انها “تندد بشدة ببيان رئيس الوزراء عن التراجع عن المقترح الإسرائيلي. هذا ترك المخطوفات والمخطوفين الـ 120 لمصيرهم ومس بواجب الدولة الأخلاقي تجاه مواطنيه. فانهاء القتال في القطاع، دون تحرير المخطوفين، هو فشل غير مسبوق وعدم استيفاء اهداف الحرب. لن ندع الحكومة ورئيسها يتراجعوا عن الالتزامات الأساسية تجاه مصير أعزائنا. المسؤولية والواجب لإعادة كل المخطوفين هما على رئيس الوزراء. لا يوجد اختبار اكبر من هذا”.

في لجنة الخارجية والأمن قال أمس النائب غادي آيزنكوت إنه مما هو معروف له – فانه لم يجرِ في الكابنيت حديث عن صفقة جزئية. “كمن كان في كابنيت الحرب حتى قبل أسبوعين – في كل المداولات كان بديلان فقط – إما صفقة بمرحلة واحدة، او ما يسمى الكل مقابل الكل، او صفقة شاملة في ثلاث مراحل. الكابنيت صوت على هذا بالإجماع، وعليه فإن قول رئيس الوزراء عن صفقة جزئية هو بخلاف قرار كابنيت الحرب”. وأشار آيزنكوت الى انه قد تكون هذه زلة لسان وأضاف: “اعتقد أن هذا يستوجب توضيحا في ضوء عصف النفوس الذي تسبب به لعائلات المخطوفين”.

وأكد رئيس اللجنة النائب يولي ادلشتاين ما قاله النائب آيزنكوت وأضاف: “الباقي قيل في مقابلة إعلامية كهذه او تلك، ولا ادري ما هو أساس هذه الاقوال”.

نذكر بان صفقة المخطوفين توجد في طريق مسدود. على حد قول مصدر سياسي رفيع المستوى فان الكرة في ملعب حماس الملزمة باعطاء أجوبة واضحة: “اذا قامت حماس بدورها، فان إسرائيل ستوقف الحرب كما تقرر في الاتفاق، تبعا لاعادة كل المخطوفين”.

وفي الهيئة العامة للكنيست التي انعقدت اليوم بمناسبة بحث الـ 40 توقيعا بحضور رئيس الوزراء نتنياهو ورئيس المعارضة يئير لبيد، تناول نتنياهو موضوع المخطوفين وقال: “أعدكم ان نعيد كل الـ 120 مخطوفا أحياء وأمواتا على حد سواء. نحن ملتزمون بالمقترح الإسرائيلي الذي عرضه بايدن”.

وأفادت وسائل الاعلام الاميركية أمس بان قيادة حماس كفيلة بان تنتقل الى العراق في اعقاب ضغط متزايد من جانب قطر والولايات المتحدة على قياداتها لتلطيف حدة مواقفهم في المفاوضات لإعادة المخطوفين ووقف النار في غزة. وأكدت حكومة العراق الخطوة قبل نحو شهر.

——————————————–

‏تسليط الضوء على غزة‏

باتريك مازا*‏ – (ذا ريفِن) 17/6/2024

قبل بضعة أسابيع كنت أتحدث مع صديق قديم؛ مؤيد قديم لفلسطين كان قد ثقّفني حول هذه القضية. وكان متشائمًا للغاية بشأن ما يحدث هناك: الذبح، الجوع، المرض، وعجزنا الظاهر عن إيقاف كل هذا، حتى أنني اضطررت إلى الرد ببعض الأفكار الموازِنة. ولأنني أشعر بالشيء نفسه، كان علي محاولة إضفاء بعض التوازن ببساطة للتعامل مع الموقف.‏

و‏يتعلق الأمر بهذا الوضع بالتحديد. من أحلك المواقف يأتي النور. قبل 7 تشرين الأول (أكتوبر)، كانت القضية الفلسطينية قد ماتت في جميع أنحاء العالم. وكان من شأن تطبيع إسرائيل علاقاتها مع المملكة العربية السعودية ودول أخرى في العالم الإسلامي في ذلك الوقت أن يدق المسامير الأخيرة في نعشها. ولك أن تقول ما تريد حول ما فعلته حماس -أصبح موثقًا أن العديد من القتلى المدنيين الإسرائيليين في الهجوم سقطوا على أيدي الجيش الإسرائيلي وأن معظم الفظائع التي نسمع عنها، إن لم يكن كلها، هي محض افتراءات- لكن القضية الفلسطينية أصبحت الآن في مقدمة الوعي العالمي بطريقة لم تكن عليها في أي وقت من قبل. وقد امتلأت شوارع العالم بالمتضامنين. وانتشرت مخيمات المناصرة في حرم الجامعات في كل مكان. ويجري انتقاد وتوبيخ الشخصيات السياسية القوية خلال ظهورها العلني. واضطر قادة الدول الإسلامية الذين يخشون شعوبهم الغاضبة إلى التراجع عن التطبيع.‏

كشف ما حدث في غزة منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) الحقائق الوحشية للاحتلال التي عانى منها الشعب الفلسطيني منذ وقت طويل. وحتى قبل 7 تشرين الأول (أكتوبر)، كان عدد قياسي من جرائم القتل الإسرائيلية ضد الفلسطينيين قد وقع بالفعل في الضفة الغربية في العام 2023، في حين كان المستوطنون المدعومون من الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة منخرطين في حملة لا تلين لسرقة الأراضي الفلسطينية. وكان المسجد الأقصى؛ ثالث أقدس موقع في الإسلام، يتعرض للغزو المنتظم من المستوطنين، بهدف هدمه لبناء هيكل جديد. وكان العالم يتجاهل كل هذا. والآن لم يعد هذا التجاهل ممكنًا. ومن الواضح أن حماس قامت بإجراء هذه الحسابات مسبقًا، وأنها تعلم من الإجراءات الإسرائيلية السابقة ما سيحدث بالضبط، والثمن الباهظ الذي سيدفعه شعبها. ولأنني لا أعيش في الظروف نفسها التي يعيشونها، فإنني لست في وضع يسمح لي بالحكم عليهم. لكنني أعرف فقط أننا نتحدث عن فلسطين الآن، ومعظمنا لم يكن يفعل ذلك من قبل. وقد عبرتُ عن كل هذا لصديقي، وقال أنه ساعدَه.‏

ولكن هل سيكون جلب الضوء كافيًا؟ هل أوقف عمليات القتل؟ هل أعاد فتح الحدود أمام المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات اللازمة؟ هل تغيرت السياسة الإسرائيلية؟ لا. ليس بعد. ثمة قوى قوية قيد العمل الآن، في كل من إسرائيل والولايات المتحدة. ويحزنني ما أراه في الثقافة الإسرائيلية، وكيف أن تجريد الآخر من إنسانيته وممارسة العنصرية ضد شعب سامٍ قد تغلغل بعمق وتسبب في مثل هذا الدعم واسع النطاق لتدمير غزة. إنه شيء يتعارض تمامًا مع تقاليد اليهودية التي وضعت اليهود في طليعة العديد من النضالات من أجل العدالة، بما في ذلك معارضة الإبادة الجماعية في غزة.

لتحريف الثقافة الإسرائيلية جذور في تشكيل الدولة، وطبيعة التهجير في مشروع استعماري استيطاني. ومع ذلك، يبدو أنه كان من الممكن العثور على طريق أكثر اعتدالاً؛ نوع من التسوية التي كان من شأنها أن تتيح للناس العيش جنبًا إلى جنب في سلام نسبي.‏

‏ولكن في نهاية المطاف، وهذا ما يؤكده معارضون يهود إسرائيليون مثل جدعون ليفي، سيكون الضغط من الخارج فقط هو الذي سيجبر إسرائيل على التغيير. وهذا يعني الضغط من الأمة التي يُعتبر دعمها حاسمًا لاستمرار إسرائيل، الولايات المتحدة. وقد أدى بناء المستوطنات إلى تقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويجب أن يكون الحل نوعًا من حل الدولة الواحدة التي يتمتع فيها الجميع بحقوق متساوية “من النهر إلى البحر”. وإذا كان هذا يبدو غير واقعي تمامًا في ظل الظروف الحالية، فعلى المرء أن يتساءل فقط عما إذا كان استمرار المسار الحالي سيكون أكثر واقعية. ومن المؤكد أنه سيؤدي إلى استمرار تدهور إسرائيل نفسها، التي أصبحت تعاني فعلياً من تدفق السكان إلى الخارج ومن التدهور الاقتصادي. ويجعل حرمان الفلسطينيين من حقوقهم يهود إسرائيل أسرى للوضع أيضًا بالقدر نفسه.‏

‏إن الدور الحاسم للولايات المتحدة هو السبب في أن الجهود المبذولة في هذا البلد لتسليط الضوء على ما يحدث في غزة هي أمر بالغ الأهمية. سيكون تغيير موقف الولايات المتحدة هو السبيل الوحيد لفرض الحل. ولكن، وكما هو الحال مع العديد من المواقف الأخرى، فإننا نواجه قوة اللوبي الإسرائيلي والدعم عميق الجذور للصهيونية في المراتب العليا. ومن دون المعارضة المنظمة التي شهدناها للإبادة الجماعية في غزة، لم نكن لنسمع حتى الخدمة الشفهية التي يقدمها سياسيونا لهذه القضية. لكن من الواضح حتى الآن أن هذا لا يكفي. مثل العديد من أمثال صديقي، أعاني من مشاعر العجز أمام الإبادة الجماعية المستمرة التي يمكن أن تكون شبه معوقة. وهذا يقودني إلى التفكير الأساسي في ما يمكننا القيام به عندما يبدو أن القوى المتحكمة تضع قفلًا على الموقف. إن قوتنا في هذا الموقف هي أن نشهد، وأن نشعل الضوء، وأن نقول الحقيقة حيث يمكننا تمييزها.‏

أما إذا كان هذا سيكفي في النهاية، فلا أحد يمكن أن يعرف. ولكن، في بعض الأحيان يكون هذا هو كل ما يمكنك القيام به، وما يجب علينا فعله للحفاظ على كرامتنا كبشر. إذا كان ثمة أي مخرج من هذا الظلام، فإنه إشعال الضوء.‏

 

‏*باتريك مازا Patrick Mazza: صحفي تقدمي وناشط في مجال حقوق الإنسان، ومحلل ومنظم، مع التركيز على الاستدامة البيئية على نطاق واسع. خلال خبرته التي تزيد على 30 عاما، عمل باتريك في الحفاظ على الغابات والمدن المستدامة والطاقة النظيفة. وهو مؤسس ومدير أبحاث سابق لحلول المناخ.

*نشر هذا المقال تحت عنوان: Shining the Light on Gaza

——————انتهت النشرة——————