“منعا لالتقاء الساكنيْن”: معرض فني في حيفا يسلط الضوء على غزة

شاركت مجموعة من الفنانين مساء أمس، الخميس، بمعرض فني جماعي في مسرح “خشبة” في حيفا تحت شعار “منعًا لالتقاء الساكنيْن”، وذلك بمبادرة من “تعاونية محطات” وجمعية “السوار حركة نسوية عربية”.

ويحمل المعرض نتاج ورشة فنانات وفنانين أقران من منطقة الجولان السوري المحتل، ومن الداخل الفلسطيني وهم: لقاء فرح، أنوار شرارة، حلا سالم، حنان واكيم، ربى ديب، سلام هيبي، سريّا مرجيّة، صفاء أبو عبيد، عبير حرش، عفاف أسدي، وبتوجيه من الاختصاصي النفسي وموجه المجموعات تامر خلفو.

وأشارت المبادرة لتأسيس هذا المشروع، الفنانة المسرحية لقاء فرح، في حديث لـ”عرب 48″، قائلة إن “معرض ’منعا من التقاء الساكنين’ يهدف إلى لقاء الفنانين للتعبير عن آرائهم إزاء حرب الإبادة على غزة، والاضطلاع بالدور المناط بهم الذي يمليه عليهم الواجب الوطني تجاه ما يحدث”.

وأضافت “أما مسمى ’منعا لالتقاء الساكنيْن’ فهدفه إيجاد حركة وألا نقف مكتوفي الأيدي، وتوثيق ما يحدث ونقله للمجتمع، حيث من المقرر أن ينتقل المعرض لعدة مدن فلسطينية أخرى. ويشمل المعرض لوحات تشكيلية وعروض أدائية تتمحور حول مأساة غزة، ودور الفن في إلقاء الضوء على هذه المأساة، ووقف الحرب المدمرة على غزة”.

وذكرت مديرة جمعية “السوار”، لمياء نعامنة، ، أن “المعرض يأتي بعد مسار عمل لعدة أشهر لمجموعة فنانين وفنانات، خصوصا في أعقاب الحرب على غزة، ونرى أن معظم الأعمال الفنية تحاكي الحرب الواقعة على شعبنا في غزة”.

وتابعت “رافقت ودعمت جمعية ’السوار’ الفنانين في هذا المسار إلى أن خرجت باكورة أعمالها للضوء في هذا المعرض الذي يحوي على الأعمال الفنيّة، ويحمل رؤى ومقاصد الفنانات الشخصيّة، الاجتماعيّة والسياسيّة في مسعى لتصبح هذه الأعمال قناة تنقل لهم كل من الواقع الشخصيّ والسياسيّ، الموت والولادة، الهدم والبناء، الجمود والحركة وفي مجموعها معًا قد يستعيدون رغبتهم في الغضب وتشكيل الدراما في المسعى إلى النجاة”.

ورافق موجه المجموعات تامر خلفو الفنانين والفنانات في مسار التحضير للمعرض، إن “المعرض يأتي في سياق الحاجة لكسر العزلة المضاعفة المتأتية نتيجة حرب الإبادة على غزة. وجدنا أنفسنا كفنانين فلسطينيين وسوريين متضررين من الحرب على غزة، وكان لزاما علينا استخدام كافة الأدوات الفنية والنفسية لخلق واقعنا من جديد. نتطلع كفنانين إلى خلق حركة مجتمعية نفسية تساعد المجتمع على فهم ما يدور حوله”.

وأضاف “اخترنا مسمى ’منعا لالتقاء الساكنين’ للمعرض كناية عن صعوبة التقاء الساكنين في اللغة العربية وضرورة إيجاد حركة تكسر هذا المنع، ويجسد المعرض الذي عمل على إنتاج لوحاته البصرية والأدائية على مدى ستة أشهر علاقتنا بالمجتمع ويهدف إلى كسر العزلة التي خلفتها الحرب على غزة”.

وافتتحت الفنانة حنان واكيم المعرض الذي سيستمر حتى مساء اليوم الجمعة، بعرض أدائي تحت عنوان “عن الموت والفقدان” وقد وصفت العرض قائلة “بارتجالٍ صوتي يبحث عن طرق لاستيعاب الموت والفقدان، عن صوت البكاء وكلمات الرثاء الذي حرمنا منه كفلسطينيين في غزة وفي كل مكان، على أمل أن نتمكن لاحقا من البحث عن سبل للنجاة والاستمرار”.

ويحتوي المعرض على مجموعة من العروض الفنية والأدائية وهي: عرض أدائي جماعي تحت عنوان “من اللعنة إلى النجاة” للفنانات حلا سالم، عفاف أسدي، سلام هيبي وسريا مرجية. عرض أدائي من تأليف وتلحين وغناء للفنانة أنوار شرارة بعنوان “لو بس بقدر”.

وتعرض الفنانة صفاء عبيد عرضا تشكيليا بعنوان “بدها طولة نفس خلي المعنويات عالية”، وهو عبارة عن طاولة مستديرة تتيح للجمهور ترتيب ولمس بطاقات تتعلق غالبيتها بالحرب على غزة.

وتشارك الفنانة صفاء عبيد بعرضيين تشكيليين عن غزة أحدهما “سروة غزة” وهو عبارة عن تطريز بخيوط حديد على قماش أسود، وعرض “خيام الباشا” وهو عبارة عن تفكيك وبناء من مادة الموتيف، الهدف منهما أن تستطيع رؤية الترابط الزمني بين التطريز الفلسطيني وإعادة تخيله وبناءه. وعرض تشكيلي للفنانة سريا مرجية بعنوان “تخريب” يعرض أربعة صور فوتوغرافية لـ”زيتونة البلد” يرافق الصور زيتونة ونص شعري. يتميز العمل التشكيلي للفنانة ربى ديب بعنوان “مذكرات لسلحفاة” بأسلوب العرض، حيث يشمل على كتاب يحتوي رسومات ونصوص بألسنة الحيوانات عن الحرب، ترافقه ربى مع قراءة تفاعلية.

وتشارك الفنانة عبير حرش بثلاث مجموعات فنية هي “الفترة السوداء”، “ثلاثية النار”، واللوحة الأخيرة “لهون وبس”. وعن عرضها التشكيلي، قالت حرش إن “اللوحتين أسميتهما ’القناع’ حيث تحمل اللوحة الأولى النظرة الإيجابية للآخرين عن الواقع وذلك نتيجة الوهم، ومتابعة مواقع التواصل الاجتماعي المليئة بالكذب، بينما تمثل اللوحة الثانية الصورة الحقيقية لما يجري من أحداث ودمار في غزة”.

وتابعت “أما المجموعة الثانية كنت أحاول إسماع صوتي لإيقاف الحرب والأذى للإنسان في كل مكان وقد منحتها اسم ’لهون وبس’ أي كفى حرب ودمار، وجرائم عنف وقتل، وليتوقف كل ما يؤذي الإنسان. بينما المجموعة الأخيرة فهي تتحدث عن الحياة والموت، والتي كسرتُ من خلالها الحواجز الشخصية، وحاولت عرض رسومات كأنها صور لجماجم تشبه التي نراها في المجازر المرتكبة في غزة”.

وأنهت حرش بالقول إن “غزة حاضرة في لوحاتي ورسالتي من خلالها ’يكفي عذاب وقتل وتشريد’”.