
صادر عن المكتب الصحفي
للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
الاحد 18/2/2024 العدد 938
الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي
افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات
هآرتس 18/2/2024
إلى العالم كله: إلى متى ستترك مصير الفلسطينيين في يد إسرائيل؟
بقلم: جدعون ليفي
حان الآن وقت اختبار الولايات المتحدة، ثم المجتمع الدولي. فهل ستستمر دائرة العنف اللانهائية بين إسرائيل والفلسطينيين أم سيحاولون وضع نهاية لها؟ هل ستستمر الولايات المتحدة في تسليح إسرائيل، ثم تتباكى من استخدام إسرائيل للقوة الزائدة، أم أنها مستعدة للقيام بخطوات فعلية، للمرة الأولى في تاريخها، لتغيير الواقع؟ وفوق كل ذلك، هل سيصبح هجوم إسرائيل الوحشي على القطاع هو الهجوم الأقل جدوى؟ أم أن الفرصة التي سنحت في أعقابه لن تفوتها من أجل التغيير؟
لا جدوى من التوجه إلى إسرائيل، سواء إلى الحكومة الحالية أو الحكومة القادمة. فالحكومة الحالية والحكومة القادمة لن تملك أي نية أو شجاعة أو قدرة على إحداث التغيير. عندما يرد رئيس الحكومة على الاتصالات التي تجريها أمريكا من أجل إقامة الدولة الفلسطينية، ويقول بأنه “يعارض أي خطوات قسرية” و”سيتم التوصل إلى الاتفاق عن طريق المفاوضات”، نضحك ونبكي في الوقت نفسه؛ نضحك لأن نتنياهو فعل كل ما يستطيع لمنع إجراء مفاوضات لسنين طويلة، ونبكي لأن إسرائيل هي أكبر من يقوم بالخطوات القسرية –جوهر سياستها كله تجاه الفلسطينيين هو عملية قسرية كبيرة، أحادية الجانب، عنيفة، عدائية ومتغطرسة. فجأة، ها هي إسرائيل تعارض الخطوات القسرية؟ المفارقة تخجل.
من غير المعقول أن نتوقع بأن الحكومة الحالية ستغير حلفاءها، حتى من حكومة برئاسة غانتس أو آيزنكوت أو لبيد. لا أحد من هؤلاء يؤمن بوجود دولة فلسطينية متساوية في الحقوق والسيادة مع إسرائيل. لن يكون هناك أي حل حقيقي؛ لذلك من الأفضل ترك إسرائيل تتمرغ في الرفض. ولكن العالم لن يسمح بتفويت الفرصة. هذا هو العالم الذي يجب عليه بعد قليل إعادة إعمار قطاع غزة بأمواله، إلى حين التدمير القادم على يد إسرائيل. هذا هو العالم الذي سيتضعضع استقراره ما استمر الاحتلال. وهذا الاستقرار سيتضعضع أكثر ما دامت إسرائيل تنطلق نحو حرب أخرى. هذا هو العالم الذي يؤمن بأن الاحتلال أساس الشر، لكنه لم يحرك ساكناً لوضع نهاية له. الآن سنحت الفرصة. يجب استغلال ضعف إسرائيل وحاجتها عقب الحرب، أيضاً لصالحها. انتهى الكلام. يكفي لجولات بلينكن غير المجدية والشتائم القاسية لجو بايدن، فهي لن تؤدي إلى مكان. الرئيس الصهيوني الأخير، وربما الأخير الذي يعنيه ما يحدث في العالم، يجب عليه اتخاذ خطوات. يمكن كمقدمة أن نتعلم من أقوال المسؤول عن العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، الرائعة والبسيطة والواضحة: “إذا كنتم تعتقدون أن عدد القتلى في غزة تجاوز اللازم، فعليكم تزويد إسرائيل بسلاح أقل”.
لكن الموضوع الموجود على الأجندة ليس إنهاء الحرب فقط، بل ماذا سيحدث لاحقاً. لو تعلق الأمر بإسرائيل، في ظل أي حكومة، فسنعود إلى حضن الأبرتهايد الدافئ والعيش على حد السيف. لا يمكن للعالم أن يوافق على ذلك أو يترك الخيار بيد إسرائيل. فقد قالت كلمتها، “لا”.
لقد حان وقت دايتون. اتفاق مفروض وغير مكتمل في البوسنة والهرسك، الذي أنهى الحروب الأكثر وحشية مرة واحدة، وما زال صامداً منذ 29 سنة، خلافاً لجميع التوقعات. اتفاق كان مفروضاً.
لم يعد بالإمكان إقامة الدولة الفلسطينية بسبب مئات آلاف المستوطنين الذين دمروا هذا الخيار. لكن العالم المصمم على التوصل إلى حل، عليه وضع خيارات حادة أمام إسرائيل، إما فرض العقوبات أو إنهاء الاحتلال؛ إما الأراضي أو السلاح؛ إما المستوطنات أو التأييد الدولي؛ إما دولة ديمقراطية أو يهودية؛ الأبرتهايد أو نهاية الصهيونية. عندما يقف العالم بقوة ويطرح هذه الخيارات، فستضطر إسرائيل لاتخاذ قرار. حان الوقت لوضعها أمام قرار حياتها المصيري.
———————————————
هآرتس 18/2/2024
عن “الصفقة”.. أمريكا تريدها قبل رمضان وحماس ترد على تشدد نتنياهو: تحمل وزر أسراك
بقلم: عاموس هرئيل
كرس الرئيس الأمريكي بايدن في الأسبوع الماضي، بضع ساعات لمحادثات هاتفية مع رئيس الحكومة نتنياهو. حسب التقارير، أكد بايدن لنتنياهو الحاجة للتوصل وبسرعة إلى صفقة أخرى لإطلاق سراح المخطوفين، وعبر عن القلق على حياتهم. وزيارة رئيس الـ سي.آي.ايه وليام بيرنز لإسرائيل بعد قمة القاهرة تدل على الأهمية التي تعطيها الإدارة الأمريكية لهذا الأمر.
يطرح رئيس الحكومة مواقف متصلبة في المفاوضات غير المباشرة حول الصفقة، التي تتساوق مع طلبات مبالغ فيها لحماس. وقال إسماعيل هنية، رئيس حماس في الخارج، في نهاية الأسبوع، إن منظمته تطلب “وقفاً مطلقاً للعدوان، وانسحاب القوات الإسرائيلية خارج القطاع، ورفع الحصار، وعودة النازحين، لا سيما إلى شمال القطاع، والالتزام بإعادة إعمار القطاع”. بكلمات أخرى، عادت حماس لترد على خط نتنياهو المتشدد وتتفوق عليه.
إذا كانت هناك احتمالية لصفقة قريبة، فهي احتمالية تبدو آخذة في التقلص، هذا خطر واضح وفوري على حياة المخطوفين (الذين حوالي 32 من بين الـ 134 منهم أعلن الجيش الإسرائيلي عن موتهم) تحت الشروط الصعبة التي يحتجزون فيها والفترة الطويلة التي انقضت منذ اختطافهم في 7 تشرين الأول. عائلات المخطوفين التي تدرك ذلك تصعب خطواتها قليلاً، لكن يبدو أن نضالها بقي مؤدباً جداً، مع الأخذ في الحسبان الظروف الفظيعة. ثمة وقت أمام نتنياهو وهنية، لكن وقت المخطوفين ينفد.
تسعى الإدارة الأمريكية لتطبيق مرحلة أولى لصفقة جديدة، إطلاق سراح نحو 35 امرأة ومسناً ومريضاً مقابل وقف نار لمدة 45 يوماً قبيل رمضان، في 10 آذار القادم. في هذه الأثناء، تبدو الفجوة كبيرة حتى فيما يتعلق بحجم انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي، وحول النسبة بين المحررين الإسرائيليين والفلسطينيين. للإدارة الأمريكية طموح أكبر، يهدف لدمج إطلاق سراح المخطوفين معاً، وإنهاء الحرب مع صفقة في الشرق الأوسط، تشمل اعترافاً مبدئياً بحل الدولتين، والتطبيع بين إسرائيل والسعودية، والتوصل إلى حل دبلوماسي للمواجهة بين إسرائيل وحزب الله على الحدود مع لبنان.
كبار قادة الجيش و”الشاباك” والموساد شركاء في بلورة خطة لإطار المفاوضات حول إطلاق سراح المخطوفين، التي قُدمت لنتنياهو ورفضها. من المرجح أن الجيش سيؤيد صفقة تبادل حتى بثمن وقف طويل لإطلاق النار مع إدراك بالمأساة التي تمزق المجتمع الإسرائيلي. مع ذلك، لا يمكن القول إن رؤساء الأمن سيخرجون عن أطوارهم لإجبار نتنياهو على المضي بصفقة سريعة. ليس مسألة موافقة على أوامر المستوى السياسي فحسب، لأن وقف القتال سيسرع تقدم التحقيق في الإخفاقات التي أدت إلى الحرب، وسلسلة استقالات متوقعة لضباط كبار في جهاز الأمن. وبصورة غير واعية، لجهاز الأمن مصلحة ما في استمرار الحرب ولنتنياهو أيضاً، كما يدل على ذلك وعده المتكرر بـ “الانتصار المطلق” الوشيك.
ما الذي يسعى إليه نتنياهو؟
قال وزير الخارجية الأمريكي مؤخراً في لقائه مع الرئيس إسحق هرتسوغ في ميونيخ، إن الولايات المتحدة تتوقع اتخاذ خطوات مهمة لحماية السكان المدنيين في قطاع غزة. الإدارة الأمريكية، قال بلينكن، لن تؤيد أي اقتحام إسرائيلي لرفح إلى حين عرض خطة موثوقة لإخلاء أكثر من مليون فلسطيني من المنطقة.
هذه خطة لم تُستكمل بعد، رغم تصريحات وتسريبات كثيرة لوسائل الإعلام. ولاحتلال رفح، يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى عمليتي إعداد، ويحتاج إلى الوقت، وإخلاء معظم السكان كما حدث في شمال القطاع وخان يونس، وتخصيص المزيد من القوات النظامية من خلال إعادة استدعاء وحدات الاحتياط التي تم تسريحها جميعاً في الفترة الأخيرة.
المنطقة الزراعية الصغيرة في المواصي قرب شاطئ البحر الواقعة شمالي رفح، لن تستوعب، مادياً، مئات آلاف السكان في خيام؛ والمناطق الأكثر شمالاً تعرضت لدمار كبير جراء هجمات الجيش الإسرائيلي أثناء الحرب. إعادة السكان إلى غزة وخان يونس تعني العيش بين الأنقاض، بدون بنى تحتية؛ وإسرائيل تنظر لدفع السكان من جنوب القطاع إلى وادي غزة كجزء من الثمن الذي يدفعه الفلسطينيون على المذبحة في 7 تشرين الأول، وفي هذه الأثناء تربط عودة السكان بإنهاء الحرب.
إن رفض الحكومة لوضع خطة واضحة حول الاستمرار في الحرب، ولا نريد التحدث عن ترتيبات اليوم التالي، يصعب على المستوى العسكري في جهاز الأمن، وعلى جهات أمريكية وأوروبية هي في تواصل مع إسرائيل. ادعاء حكومات أجنبية ومؤسسات دولية أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاقات، حتى لو مؤقتة، حول ما يحدث في القطاع؛ لأن الإسرائيليين الذين يتحدثون معهم لا يتعهدون بشيء.
اعتاد الجيش لسنوات على أنه لا يمكن الحصول على توجيه واضح من المستوى السياسي حول نواياه، هذا واقع يجد التعبير حتى في مناورات هيئة الأركان التي تحاكي الحروب، التي يبقى فيها وضع النهاية غامضاً لأن الحكومة لا توضح رغبتها للجيش. الواقع متطرف أكثر إزاء القيود السياسية. قلائل في إسرائيل وفي الساحة الدولية، يدركون ما يسعى إليه نتنياهو.
في الميدان نفسه لا يوجد انطباع بأن الجيش يضغط على الحكومة للتقدم نحو رفح. ما زال الجيش الإسرائيلي و”الشاباك” يركزون العمل في خان يونس، حيث تستمر مطاردة كبار قادة حماس وعلى رأسهم السنوار، إضافة إلى اقتحامات محددة الزمن في شمال القطاع. هذه النشاطات تحتاج إلى بضعة أسابيع على الأقل، وعندها لا يقين بانتهائها ولو تم اعتقال كبار قادة حماس. بقي مخيمان للاجئين في وسط القطاع، وهما النصيرات ودير البلح، اللذان لم تعمل إسرائيل فيهما حتى الآن. كتائب حماس قوية ومنظمة أكثر من الكتائب الأربع في رفح. وبقي في مخيمات الوسط بنى تحتية لإنتاج السلاح من قبل حماس والتي لم تتضرر.
في خان يونس انخفض عدد الأحداث ومقاومة حماس العسكرية مثلما في مناطق أخرى، وهي مقاومة تستند إلى خلايا صغيرة تشارك في القتال بدلاً من الاستناد إلى سرايا وفصائل منظمة. يبدو أن هناك تأثيراً للظروف القاسية في الأنفاق، مثل مشكلة التهوية وصعوبة في التموين والضغط نتيجة هجمات الجيش الإسرائيلي، على الروح القتالية لحماس. لم يبق سوى القليل من القادة على رأس رجالهم، ولكن كل ذلك لم يترجم حتى الآن إلى كتلة حاسمة تؤدي إلى استسلام حماس تحت الضغط العسكري.
———————————————
هآرتس 18/2/2024
لغانتس: إن لم تقبل بالاقتراح الأمريكي فانتظر غدر نتنياهو
بقلم: إيريس ليعال
حصل بنيامين نتنياهو على فرصة أخرى من السينما وكأننا نعيش في كوميديا رومانسية، وليس في فيلم للكوارث. بعد عقيدة إدارة النزاع، وبعد سنوات من رعاية وتعزيز حماس وعمليات موسمية، التي استهدفت إنشاء مظهر خادع للردع، سقط كل شيء على رأسه في 7 تشرين الأول. حلم الشرق الأوسط الذي قام برعايته مع اتفاقات تطبيع وتجارة، يقوم على مبدأ “السلام مقابل السلام” ولكن بدون دولة فلسطينية، انهار بصورة غير معقولة. إن أي زعيم فاشل مثله في أوقات وأماكن أخرى كان سينفى إلى جزيرة البا، لكنه ذو تسع أرواح.
ها هو رئيس أمريكي يأتي ويقدم له رزمة، إذا وافق عليها فسيتمكن من إصلاح الكارثة التي تسبب بها للدولة. أمامه خطة لتسوية إقليمية سياسية – أمنية، قد تؤدي إلى إطلاق سراح المخطوفين وإنهاء الحرب ضد حماس والحفاظ على الإنجازات العسكرية وإبعاد حزب الله عن الحدود من خلال الاتفاق، بما في ذلك تطبيع كامل مع السعودية. فرصة نتنياهو الثانية تسمح له التكفير عن الدمار في سنوات حكمه، وستمكن إسرائيل من الحصول على فائدة قليلة من الفشل الذي حدث في تشرين الأول.
لتحقيق ذلك، على نتنياهو الاستناد إلى تأييد المعارضة، وحل حكومته. سيكون هذا وداعه للسياسة، والسلطة، والنفوذ والأموال، التي يحبها هو وعائلته. ولكن، كما قلنا، هناك زعماء ذهبوا بصورة أسوأ بكثير. ولكن يبدو أن إمكانية النزول عن المنصة بعد إصلاح القيادة وإنقاذ ما بقي من احترامه كسياسي، لا تعتبر إغراء كبيراً بما فيه الكفاية. هل كان سيستغل هذه الفرصة لو وضعوا عفو الرئيس داخل الرزمة؟ ربما يزيد الاحتمالات. يبدو أن ثقته بنفسه عادت إليه، وهو يفضل تحسين مكانته المتضررة بواسطة التصلب في شروط المفاوضات، والتصادم المباشر والعلني مع الإدارة الأمريكية، والأقوال المخيفة حول النصر المطلق ورفض إجراء نقاشات حول دمج السلطة الفلسطينية مع قطاع غزة بدعم وضمانات دولية.
لذلك، التربيت الخفيف على الكتف الذي يشعر به غانتس وآيزنكوت لا يعتبر تعبيراً عن المحبة، بل دفع للخارج. إذا لم يجدا صوتهما ولم يطورا هوية سياسية مميزة ومختلفة عن نتنياهو، فسيشعران بذلك في صناديق الاقتراع (هو يعول على ذلك). هو بدأ فعلياً في تحطيم أهميتهما الانتخابية، والعرض الأمريكي يعتبر فرصة أخرى لهما أيضاً. عليهما تقديم الحقائق كما هي: نتنياهو يريد العودة إلى الوضع الراهن القديم، ويفضل عودة حماس للسيطرة في القطاع، في الحقيقة مصلحته ومصلحة يحيى السنوار هي نفسها، سيكون القطاع منطقة منكوبة ولن يكون هناك أمن في بلدات الغلاف، سيكون الجيش منقسماً بين القطاع والضفة الغربية، وستكون إسرائيل معزولة وبدون مستقبل.
بدلاً من تباكي المراسلين بأن “نتنياهو يحاول خلق الانطباع بأننا ضعفاء”، يمكن لغانتس إظهار شجاعة سياسية، أو كما يسمون ذلك، تكبير بيضهم. أمامه فرصة الآن: عليه الإعلان بأن يجب على إسرائيل الموافقة على الاقتراح الأمريكي، والمشاركة في كل التفاصيل، ووضع شروط تضمن أمنها، ويستمر في اتفاق التطبيع مع السعودية مع إبقاء الباب مفتوحاً لانضمام دول أخرى. هذا لا يعتبر هدية للفلسطينيين، يجب على غانتس التأكيد، هذه حاجة إسرائيلية.
القدرة على تخيل أن الأمور قد تكون مختلفة عما هي، هي شرط ضروري لإحداث التغيير، وأحزاب الوسط تعاني من نقص مزمن في التصور. ولكن هناك لحظة يمكن بلورة المعسكر الديمقراطي فيها، حول فكرة مشتركة تقف على نقيض حلم الاحتلال والأبرتهايد والطرد والضم. وهذا هو الوقت المناسب. التمييز بين معسكر الدمار المسيحاني الذي جلب علينا الكوارث الأخيرة وبين المعسكر الذي يريد الانشغال بإعادة إعمار الدولة، يجب أن يتم ويشاهد.
——————————————–
إسرائيل اليوم 18/2/2024
إسرائيل: القاهرة وواشنطن ليستا عائقين أمام دخولنا رفح
بقلم: أيال زيسر
لأول مرة منذ سنوات عديدة انطلقت إسرائيل إلى حرب بهدف الانتصار وهزيمة العدو، ليس ضربه فقط في محاولة لردعه وكسب هدوء مؤقت حتى الجولة التالية. لأول مرة أيضاً تقترب إسرائيل من تحقيق أهدافها بكاملها: إبادة قدرات حماس العسكرية وتقويض حكمها. ستبقى غزة تطرح علينا تحدي الإرهاب في شكل خلايا مخربين ومنفذي عمليات أفراد – الغزيون يرضعون كراهية إسرائيل من لحظة ولادتهم – لكن حماس، كقوة عسكرية وسلطوية منظمة، ستزول. في شمال القطاع وخان يونس، هزمت قوات حماس وتشتتت مخلفة وراءها فراغاً وفوضى، ولم يتبقَ لدى السنوار إلا مدينة رفح ومحيطها، معقله الأخير في القطاع، الذي بات على بؤرة الاستهداف. مع السيطرة على مجال رفح وعلى الجانب الغزي من الحدود مع مصر، أصبح القطاع كله عملياً تحت سيطرة أمنية إسرائيلية – حتى وإن كانت حماس، كأيديولوجيا حرب وقتل وكخلايا إرهاب، ستواصل وجودها وتتمتع بتأييد غزيين كثيرين.
كما هو متوقع، قبل لحظة من إيقاع إسرائيل الهزيمة بحماس، يصعد في أرجاء العالم، بما في ذلك أوساط أصدقائنا، صوت صرخة في دعوة لوقف الزخم الإسرائيلي قبل لحظة من النصر وللامتناع عن العمل في رفح، ما منح حماس حبل النجاة.
كان يمكن توفير معضلة رفح، بخاصة تجاه المصريين والأمريكيين لو بدأ الجيش الإسرائيلي حملته العسكرية بهجوم على جنوب القطاع، فسيطر على رفح وعلى الحدود – وفي واقع الأمر على مسار التهريب من مصر – ثم صعد شمالاً إلى باقي معاقل حماس في غزة. لكن عندما انطلقنا من الحرب، يبدو أن زعامة إسرائيل السياسية والعسكرية افترضت بأننا لا نملك سوى نافذة زمنية ضيقة قبل فرض وقف نار علينا، ولهذا سعت لضرب حماس بقوة في معاقلها في مدينة غزة. ويبدو أنها لم تصدق إعلاناتها بأننا سنسير حتى النهاية هذه المرة.
غير أن إسرائيل حظيت بساعة رحمة، ومنحها أصدقاؤها في العالم وعلى رأسهم الولايات المتحدة، حرية عمل كاملة، ويمنعون أي محاولة لفرض وقف نار عليها قبل الأوان، وهكذا حان دور رفح أيضاً.
العملية القريبة للجيش الإسرائيلي للقضاء على حماس تبعث صرخات نجدة، يأتي بعضها ممن يرفضون حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد أعدائها، وعلى أي حال يعارضون أي خطوة لنا في غزة، حتى وإن كانت محدودة. لكن المهم هو المخاوف التي تعبر عنها القاهرة وواشنطن، مخاوف قد تتبدد بحوار بناء مع مصر والولايات المتحدة.
مصر لا تهمها حماس. بل العكس هو الصحيح؛ فمن اللحظة التي سيطرت فيها منظمة الإرهاب على القطاع، ناشدت إسرائيل عبثاً أن تبدي نحوها يداً من حديد. أما حماس، وشقيقتها، الإخوان المسلمين في مصر، فتشكل تهديداً للقاهرة، لذا لا مجال للافتراض بأنها ستذرف دمعة إذا ما قوضنا حكمها في غزة. لكن السلطات المصرية لا تريد لاجئين فلسطينيين على أراضيها، وتسعى للتأكد من ألا تؤدي عملية إسرائيلية في رفح إلى فرار غزيين إلى أراضيهم.
تسعى إدارة بايدن لتبدو منصتة لمعاناة السكان المدنيين في القطاع في نظر مؤيديها من الجانب اليساري من الخريطة السياسية في الولايات المتحدة، ولهذا تريد أن تتأكد من ألا تؤدي العملية الإسرائيلية إلى حجم واسع من المصابين، ما سيشجع انتقاداً من البيت الداخلي وفي وسائل الإعلام الأمريكية.
هذه مسائل يمكن حلها بسهولة، كما أسلفنا. لكن يخيل أن المشكلة ليست في مصر ولا الولايات المتحدة، بل عندنا. نأمل بألا يذعر أحد من العملية المرتقبة في رفح، التي معناها النصر وتحقيق أهداف الحرب. العملية ستلزم إسرائيل بالتصدي لمسألة اليوم التالي وللقرارات القاسية الناشئة عنها، قرارات تمتنع عن اتخاذها حالياً.
لا مجال للخوف من عملية في رفح، وهموم واشنطن والقاهرة يمكن معالجتها. المهم ألا نتوقف قبل خمس دقائق من الساعة 12:00.
———————————————
يديعوت أحرونوت 18/2/2024
لقادة إسرائيل: لا تبيعونا صورة نصر بنفق للسنوار.. سننتظر انتهاء “حرب الأحذية البيتية”
بقلم: شمعون شيفر
“الجواهر في أيدينا”، هكذا سُمع المقاتلون يقولون في جهاز الاتصال بعد ثوان من إنقاذهم فرنندو ميرمن ولويس هار من شقة في رفح، في عملية ضمت وحدات مختارة وطائرات ومروحيات. وفي حرب لا يجرؤ أحد على الإشارة إلى نهايتها – أو كما يطلب نتنياهو “حتى النصر المطلق” – أصبح إنقاذ هذين المخطوفين إحدى نقاط الذروة، صورة نصر صغيرة.
في السبت اللعين في 7 أكتوبر هزمنا غزيون يحتذون أحذية بيتية يركبون “تيوتّات”. في الأسبوع الماضي، حاول الجيش أن يبيعنا صورة نصر في شكل شخص يحيى السنوار يسير في حذاء بيتي في نفق في خان يونس، يرافقه أطفاله وزوجته – غير أن هذا كان شريطاً من 10 أكتوبر، ولا نزال بعيدين عن النصر. حين يخرج السنوار مع علم أبيض، وتتوقف عصبة قتلته عن ملاحقتنا، عندها فقط سنعرف أن المعركة انتهت بهزيمة حماس. وحتى ذلك الحين، لشدة الرعب، ستستمر حرب الأحذية البيتية.
مقر الخدمات الذي انكشف في أنفاق تحت مقر الأونروا، ساعد وزير الخارجية غانتس على الادعاء بأن مفوض الوكالة ملزم بالاستقالة فوراً. “كلهم هناك مؤيدون للإرهاب”، أضاف وزير الدفاع غانتس. من يهمه الضحك على ذلك، يمكنه القول إن مفوض الأونروا سيدعي بأن استقالته في منتصف الحرب حدث غير مسؤول، ولهذا يؤجل استخلاص النتائج إلى ما بعد تقويض حماس.
وبجدية: حالياً لا بديل عن الأونروا، المسؤولة عن إطعام أكثر من مليوني نسمة. إضافة إلى ذلك: يشهد موقع الخدمات أساساً على غرور الطرف الإسرائيلي، الذي استخف بذكاء العدو.
في متحف تاريخ الـ “نيويورك تايمز” صورة لكتاب أحد محرري الصحيفة الذي اقترح لمراسلي الصحيفة: “اكتبوا تقاريركم بلا تحيز، بلا خوف أو طيب متاع”. بعد الحرب، يجب مراجعة أنفسنا: أين كنا عندما طرحت مسائل حساسة ترتبط بمصير المخطوفين، وسلوك الجنود في ميدان المعركة والسياقات التي رافقت اتخاذ القرارات لدى قادة الدولة.
نتنياهو يرفض إمكانية قيام دولة فلسطينية بعد الحرب. “جائزة للإرهاب”، يقول الناطقون بلسان الحكومة. ومن أجل النقاش يشير: الحروب تنتهي بشكل عام بين أعداء اعتزموا أحدهم هزيمة الآخر. بتعبير آخر: الاتفاقات تصنع مع الأعداء. أو كما درج شمعون بيرس أن يسأل بغضب: “إذن، ماذا تقترح؟” نتنياهو ونظراؤه يرفضون الجواب على هذا السؤال.
في السادسة مساء، التقيت صديقا قريباً قاتل في الأشهر الأخيرة في المفترقات الأكثر حساسية في المعركة ضد حماس. جاء مع زوجته، بدا تعباً وفي حالة تحفز متوتر، فكرت بالمقاتلين والمقاتلات الذين يدفعون أثماناً في الحرب، أثماناً ستؤثر على حياتهم.
حبذا لو أننا نعنى بمسائل جوهرية تتعلق بكل واحد منا: إلى أين نريد السير.
———————————————
معاريف 18/2/2024
إزاء التطبيع مع السعودية.. لإسرائيل: إما الرضا بالنووي الإيراني أو الحل مع الفلسطينيين
بقلم: داني سترينو بيتس
في نظر حكومة إسرائيل ورئيسها لا يوجد عدو أكبر لإسرائيل في المنطقة من إيران. ولهذا السبب، تقود إسرائيل سلسلة خطوات سياسية وأمنية هدفها إضعاف إيران في المنطقة وما وراءها. هذه المعركة مهمة للغاية الآن، خصوصاً حين تواصل قيادة طهران التقدم في برنامجها النووي وتواصل مساعدة وكلائها في المنطقة.
يبدو أن الاستراتيجية الإسرائيلية كانت تركز على التهديد الإيراني، في ظل “القفز” عن المسألة الفلسطينية، انطلاقاً من التفكير بأن القوة الإسرائيلية تجاه إيران تقدرها دول المنطقة التي تخاف هي منها، وسيكون ممكناً التقدم في العلاقات معها على أساس هذه القوة – ودون تقديم تنازلات ذات مغزى في المسألة الفلسطينية.
تفرض أحداث 7 أكتوبر على إسرائيل إعادة التفكير في هذه الاستراتيجية، لأن الهجمة الإرهابية لحماس أعادت المسألة الفلسطينية إلى مركز الطاولة. هذه الحقيقة والمعركة في غزة عقب هجمة حماس، جعلتا القدرة اليوم على مواصلة مسيرة التطبيع، وأساساً مع السعودية، دون أي تقدم في المسألة الفلسطينية – تتآكل بشكل كبير، وذلك دون أي صلة بخطوات إسرائيل تجاه إيران، ودون أي صلة باستعدادها لبرنامج نووي على الأراضي السعودية.
ثمة شك بأن بتفعيل خطوة تمس بإيران أكثر من التطبيع بين إسرائيل والسعودية. إيران تدير معركة أخيرة لمنع إسرائيل من أن تكون جزءاً لا يتجزأ من الشرق الأوسط بعامة ومن الخليج بخاصة، وهي تخشى تعميق موطئ القدم الإسرائيلية في الدول القريبة منها. لهذا السبب، عملت إيران كثيراً على تعميق علاقاتها السياسية مع السعودية في الأشهر الأخيرة، فيما تحاول إقناعها وإقناع الدول الأخرى في الشرق الأوسط على تشديد الضغط السياسي والاقتصادي عليها. الاتفاق بين إسرائيل والسعودية سيوجه ضربة ذات مغزى إلى خطى إيران تجاه إسرائيل في المجال، وسيساعد في الردع الإسرائيلي تجاهها، لكن عدم التقدم في هذه المسيرة ربما يقرب إيران والسعودية أكثر فأكثر.
بعد سنوات من محاولة دحر المسألة الفلسطينية، فإن الطريق الإسرائيلية إلى الرياض، في ظل استياء طهران، تمر بالتنازلات في المسألة الفلسطينية. سيتعين على إسرائيل إنهاء المعركة في القطاع، وتقبل عودة السلطة إلى غزة بهذا الشكل أو ذاك، وإبداء استعداد (علنيا على الأقل) للتقدم في مفاوضات سياسية مع السلطة الفلسطينية. لهذه الخطوة فضائل ذات مغزى أخرى، كتحرير المخطوفين، ووقف القتال في غزة وفي الشمال (وإمكانية إعادة السكان إلى بيوتهم)، وتعزيز الشرعية الدولية لإسرائيل (بما في ذلك في كل ما يتعلق بتشديد الضغط على إيران) وغيرها.
إذا كانت إسرائيل تسعى لضرب إيران، فمشكوك أن تكون هناك خطة أهم من الوصول إلى اتفاق تطبيع مع السعودية. لكن بخلاف الماضي، فإن الوصول إلى اتفاق كهذا يستوجب تنازلات سياسية للفلسطينيين. دون هذه التنازلات، ستغلق نافذة التطبيع بما يرضي طهران والمحور كله. التنازل للفلسطينيين له أثمان باهظة، وسيتعين على حكومة إسرائيل أن تقرر إذا كان من الصواب دفع هذه الأثمان للحصول على المكاسب المرافقة لها، بما في ذلك تشديد الضغط على إيران وصب الاهتمام الدولي عليها.
———————————————
هآرتس 18/2/2024
إسرائيل تخاطر باتفاقات السلام القائمة
بقلم: تسفي برئيل
عمليا”، قال أول من أمس وزير الخارجية الأميركي في ميونيخ. “كل دولة عربية تريد دمج إسرائيل في المنطقة من أجل تطبيع علاقاتها معها وأن توفر لها التزامات أمنية. هكذا تستطيع إسرائيل الشعور بأنها أكثر أمنا”.
حلم الرئيس الأميركي، الذي تمت صياغته بلسان وزير الخارجية، يشترط تحققه بإقامة الدولة الفلسطينية، لكنه ليس كاملا. مشكوك فيه إذا كان لبنان، الذي سياسته يتم إملاءها على يد حزب الله وإيران، واليمن الذي هو محكوم في معظمه من قبل الحوثيين، والعراق الذي أصبح دولة شقيقة لإيران، أو سورية التي تدير حسابات جغرافية منفصلة مع إسرائيل – كل هذه الدول ستسارع إلى عقد اتفاقات سلام مع اسرائيل إذا تمت إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
لكن من السابق، لأوانه فحص العلامات الأولية لهذه البشرى، في الوقت الذي فيه الوعد الذي تنطوي عليه أصلا، يسقط في إسرائيل على أذن صماء، ولا سيما بسبب الثمن السياسي المؤلم لتحقيقه. الحرب في غزة والتهديد بعملية واسعة في رفح، والمطالبة بتقييد دخول المسلمين الى الحرم في شهر رمضان، الذي سيبدأ بعد 20 يوم تقريبا، وتقييد إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، كل ذلك يوضح أن المسار المفضل على الحكومة في هذه الأثناء ليس التطبيع. عمليا، إسرائيل مستعدة لتعريض اتفاقات السلام التي وقعت في السابق مع عدد من الدول العربية للخطر.
بلينكن لم يأت بأي شيء جديد عندما عرض هذا الحلم. فقد لخص مبادئ قرار الجامعة العربية من العام 2002 في قمة بيروت: مقابل انسحاب إسرائيل من جميع المناطق التي احتلتها في العام 1967 وموافقتها على الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة في حدود العام 1967، بما في ذلك قطاع غزة، وعاصمتها القدس الشرقية، والتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين حسب قرار الأمم المتحدة 194، مقابل كل ذلك الدول العربية تؤكد أنها “ستعتبر ذلك نهاية للنزاع الإسرائيلي – العربي وستقوم بالتوقيع على اتفاقات سلام مع إسرائيل وستوفر الأمن لجميع دول المنطقة؛ وستقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار هذه الاتفاقات الشاملة”.
في القريب تكون قد مرت 22 سنة على هذا القرار التاريخي الذي أصبح جزءا لا يتجزأ من أي صيغة، يتم اقتراحها لحل النزاع. ولكن في هذه الفترة لم يحصل على الدعم الأميركي، من أجل تطبيقه بسرعة، كما يحصل في الأشهر الأخيرة. “صفقة القرن” لترامب في 2020، التي استندت ضمن أمور أخرى، إلى المبادرة العربية التي أثمرت السلام التاريخي بين اسرائيل واتحاد الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، مقابل تنازلات أميركية، سياسية واقتصادية، لكن ليس تنازلات إسرائيلية، لم تضع أي أساس حقيقي لإنهاء النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، وفي الأصل لا يمكن أن تشكل الأساس لسلام شامل مع جميع الدول العربية بالصورة التي يطرحها بلينكن الآن. الأكثر أهمية من ذلك هو أن رحلة التطبيع التي قام بها ترامب هي التي أعطت لإسرائيل المبرر النهائي للتوقف عن كل انشغال بالقضية الفلسطينية. فقد شكل في نظرها الدليل على أن إسرائيل يمكنها التوصل إلى اتفاقات سلام مع الدول العربية حتى من دون حل القضية الفلسطينية ومن دون الانسحاب من المناطق وتفكيك المستوطنات، وحتى من دون الانسحاب من هضبة الجولان التي تم شملها في مبادرة السلام العربية.
هذه المعادلة المريحة والكاذبة، حطمتها الحرب في غزة، التي تجبر إسرائيل الآن على إعطاء إجابات عملية على طلبات محددة، هذه المرة على طلبات الولايات المتحدة وفي أعقاب ذلك طلبات الدول الأوروبية. خلافا لخطة ترامب أو مفاوضات سابقة، التي تم إجراؤها أو إملاؤها من “الأعلى” جزءا من رؤية أو تطلع لإنجاز سياسي معين، فإن مبادرة جو بايدن، التي كانت بنصف قدم خارج الشرق الأوسط، يقوم بإملائها الميدان من “الأسفل” بسبب ضرورة حيوية وفورية، التي تطورت من أسس تكتيكية إلى خريطة طريق استراتيجية. هذه الضرورة تشمل إطلاق سراح المخطوفين المتعلق بوقف طويل المدى لإطلاق النار أو الوقف الكامل؛ التهديد بإلحاق الضرر الشديد بحوالي 1.5 مليون غزي الذين يتعرضون للتهديد بهجوم كثيف؛ ضرورة ايجاد حل معقول لأكثر من مليون إنسان من دون مأوى؛ خوف مصر من اقتحام الحدود نحو شبه جزيرة سيناء؛ اشتعال المواجهة على الحدود مع لبنان وتطورها إلى حرب بين دول وحرب إقليمية.
من الضروري التوضيح هنا، أن قضية المخطوفين ليست المحور الذي تدور حوله كل مركبات المواجهة. المعركة في رفح ونتائجها المهددة مثل مراحل القتال السابقة هي جزء لا يتجزأ من خطة العمل بعنوان “القضاء على حماس”، أو الاسم الفاخر “النصر المطلق”. المخطوفون لم يمنعوا القتال حتى الآن، وإذا حكمنا على الأمور حسب تصريحات وزراء في الحكومة وحسب القاعدة التي يستند إليها نتنياهو وتصريحات بعض المتحدثين وأبواق وسائل الإعلام، فإن المخطوفين أصبحوا “ضررا بيئيا” يمكن التنازل عنه. يبدو أن الكارثة الإنسانية التي تسببت بها إسرائيل لسكان القطاع، والتي يتوقع أن تزداد، هي التي تحرك الاستراتيجة والكوابح التي ربما يمكنها وقف مواصلة الهجوم وأن تؤدي إلى وقف لإطلاق النار. هذه توجد في واشنطن التي تشعر بالقلق من الانتقادات الداخلية بسبب موقفها المتسامح مع إسرائيل، ومن التورط العسكري العميق، أكثر بكثير من التورط الذي غرقت فيه بالفعل في كل المنطقة.
كلما تبين لواشنطن أن اليوم التالي غير مشمول في رزنامة اسرائيل، فإنها تضطر إلى أن تبلور بنفسها خطة عمل استراتيجية وتحاول إملاءها على نتنياهو. النتيجة هي أنه من موقع دولة عظمى، التي أسهامها الأساسي كان يجب أن يكون تشكيل ردع أمام هجوم متعدد الساحات ضد إسرائيل، وإعطاء حزام أمان تصريحي بواسطة استعراض القوة (اضافة الى المساعدات الاقتصادية والامنية الكبيرة)، الولايات المتحدة مضطرة الآن إلى أن تدير بنفسها ساحات المواجهة واستخدام ادارة جزئية من اجل تحييد التهديد الاستراتيجي الإقليمي الذي نشأ في قطاع غزة.
نجاح هذا الجهد السياسي يتعلق الآن باستعداد السلطة الفلسطينية، “محدثة” أو “مطورة”، لتحمل المسؤولية في القطاع، على الأقل المجالات المدنية، ويتعلق بموافقة إسرائيل على السماح للسلطة الفلسطينية بالعمل كإدارة مدنية. محمود عباس (أبو مازن)، القارئ المخضرم للفرص التاريخية ولكن ليس بالضرورة زعيم يعرف كيفية عدم تفويتها، وضع شرط أساسي لعودته الى غزة وهو “ليس فقط وقف إطلاق النار، الذي هو حيوي من أجل إقامة حياة مدنية في غزة، بل الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، أو على الأقل القيام بخطوات جوهرية لا يمكن التراجع عنها قبيل الاعتراف بها مثل عقد مؤتمر دولي”.
في مقابلة مع صحيفة “الشرق الاوسط” السعودية عرض عباس التفاصيل: “يجب البدء بإعداد حل سياسي يقوم على قرارات الامم المتحدة والمبادرة العربية. هذه العملية ستبدأ بالاعتراف بالدولة الفلسطينية التي ستحصل على مكانة دولة كاملة في الأمم المتحدة من خلال قرار لمجلس الأمن، عقد مؤتمر سلام بضمانات دولية وجدول زمني محدد لإنهاء الاحتلال على أرض فلسطين، عاصمتها القدس الشرقية في حدود العام 1967، من أجل تطبيق حل الدولة الفلسطينية على صيغة دولتين لشعبين”.
هذا هو الآن موقف السعودية، الذي استبدل موقفها السابق قبل الحرب، حيث كانت المفاوضات على التطبيع اوشكت على النضوج، التي بحسبها كان يكفي القيام بخطوات تحسن فقط ظروف حياة الفلسطينيين. واشنطن تؤيد الطلب الفلسطيني، وفرنسا ايضا التي اعلن رئيسها عمانويل ميكرون أول من أمس بأن “الاعتراف بالدولة الفلسطينية لم يعد طابو بالنسبة لي. نحن مدينون بذلك للفلسطينيين”. وبريطانيا التي وزير خارجيتها أعلن بأن “البدء بخطوات للاعتراف بالدولة الفلسطينية لا يعتبر هدية للارهاب”. حملة الدعم هذه فقط ستزداد الى أن تصبح قرارا ملزما لمجلس الأمن، في الوقت الذي لا يوجد فيه لإسرائيل أي خطة عمل باستثناء التصريحات الفارغة.
———————————————
إسرائيل هيوم 18/2/2024
نتنياهو يفكر الاعتراف بدولة فلسطينية مقابل تطبيع..
بقلم: أرئيل كهانا
يفكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتسليم بحكم الأمر الواقع بالنية الأميركية للاعتراف بدولة فلسطينية مقابل اختراق تاريخي مع السعودية.
وحسب مقترح الإطار، يعترف الأميركيون بطرف واحد بدولة فلسطينية، فيما تعارض إسرائيل وتوضح، أن اتفاقا دائما يتضمن دولة فلسطينية لا يبحث إلا بمفاوضات مباشرة. ويستهدف التسليم بالخطوة الأميركية إحداث اختراق سياسي تاريخي مع السعودية – هذا ما يقوله لـ”إسرائيل اليوم” مصدر سياسي مطلع على التفاصيل.
وكانت “واشنطن بوست” نشرت الخميس الماضي، أن إدارة بايدن تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية في غضون بضعة أسابيع. وواجهت هذه الخطوة انتقادا شديدا من جانب وزراء كثيرين في الحكومة بدعوى أن إقامة دولة فلسطينية تعرض إسرائيل للخطر بعد هجوم 7 تشرين الأول (أكتوبر). غير أن نتنياهو عقب بتأخير وبشكل منضبط على الخطوة التي تفكر فيها واشنطن. لم يتحدث في الموضوع. وفي الليلة التي بين الخميس والجمعة الماضيين فقط نشر مكتبه ما قاله في الموضوع في جلسة الكابينت. وأول من أمس كرر نتنياهو ما قاله في إحاطة للصحفيين فقال: “إسرائيل ترفض رفضا تاما إملاءات دولية في موضوع التسوية الدائمة مع الفلسطينيين. مثل هذه التسوية لن تتحقق إلا في مفاوضات مباشرة بين الطرفين، من دون شروط مسبقة”.
وأضاف نتنياهو، “ستواصل إسرائيل معارضة الاعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية. مثل هذا الاعتراف في أعقاب مذبحة 7 تشرين الأول (أكتوبر) يمنح جائزة هائلة (للمقاومة) لم يشهد لها مثيل ويمنع كل تسوية مستقبلية للسلام”.
ويشرح مصدر سياسي، أن التأخير في رد نتنياهو، والصيغة المحدودة التي تم اختيارها يعبران عن التفاهم الذي تبلور مع الإدارة الأميركية والذي في إطاره وإن كان نتنياهو يعرب عن المعارضة للاعتراف أحادي الجانب، إلا أنه سيعرب عن موافقته على مفاوضات مع الفلسطينيين على تسوية مستقبلية ومن دون شروط مسبقة. ومن خلال هذه الصياغة، يأمل نتنياهو في أن يتمكن الأميركيون من إقناع السعوديين أن إسرائيل اجتازت شوطا مهما في المسألة الفلسطينية. ومقابل ذلك يكون استعداد الرياض لاعتراف تاريخي بإسرائيل. يشار إلى أن نتنياهو لم يقرر نهائيا بعد في هذا الاتجاه لكنه يدرسه بجدية مع الوزير رون ديرمر، الذي يقوم عنه بالمحادثات مع الأميركيين.
وعارضت إسرائيل عشرات السنين نية دول في الغرب الاعتراف من طرف واحد بدولة فلسطينية. والافتراض في القدس هو أن هذا الاعتراف يشكل جائزة للفلسطينيين ويقلل من رغبتهم في إجراء مفاوضات مع إسرائيل، وذلك لأن الأسرة الدولية على أي حال تنتزع منها تنازلات من طرف واحد. وقال مصدر سياسي: “إنه إذا أخرجت الخطوة الأميركية إلى حيز التنفيذ، فإن معناها سيكون ضربة سياسية قاسية”. وقدر أن دولا غربية عديدة ستسير في أعقاب واشنطن وتعترف بدولة فلسطينية. ومع ذلك توجد أهمية كبيرة لصيغة الاعتراف إذا ما حددت ما الأراضي الإقليمية والعاصمة لتلك الدولة، والمسيطرة في مجالها الأمني وجوانب أخرى. لم يصلنا الرد على هذا الموضوع من مكتب رئيس الوزراء.
———————————————
طبيب من غزة: كل ما تعلّمتُه في مجال الصحة العقلية والصدمات لم يهيئني للشعور العميق باليأس
“القدس العربي”: تنقل صحيفة الغارديان البريطانية مشاهدات صادمة من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، نَقَلَها الطبيب العامل في مجال الصحة العقلية بهزاد الأخرس، فهو يتحدث عن الشعور باليأس الجماعي، ويجد نفسه متجمّداً في مكانه، وهو يرى أيّ مخرج من الكارثة المتواصلة بفعل الحرب الإسرائيلية على المدنيين في القطاع .
يتحدث الطبيب بهزاد عن حياته قبل الحرب، فيقول: “كانت أيامي تتبع روتينًا واضحًا . لقد كنتُ أذهب للعمل في العيادة، وأزور أصدقائي، وأقضي بعض الوقت مع عائلتي. عشت حياة طبيعية. الآن، أنا وعائلتي لاجئون في رفح، بعد أن أمَرَنا الجيش الإسرائيلي بمغادرة منزلنا في خان يونس. نحن نعيش في أسوأ الظروف التي يمكن تصوّرها. نقضي أيامنا في الانتظار. نحن ننتظر في طوابير للحصول على جالونين أو ثلاثة من المياه الصالحة للشرب، أو الطعام أو الدقيق العادي لصنع الخبز على النار، بعد أشهر من انقطاع الكهرباء”.
ويتابع: “وفي الأيام القليلة الماضية، عندما سمعنا أن إسرائيل تستعد لغزو بري في رفح، عرفنا أنه ليس هناك مكان آخر نذهب إليه. تدعي إسرائيل أنها ستقوم بإجلاء المدنيين، ولكن كيف يمكننا أن نصدق ذلك عندما يبدو أنه لا توجد خطة، وقد رأينا مراراً وتكراراً ما فعلوه من قبل؟ كل ما يمكننا فعله، جميعنا البالغ عددهم 1.4 مليون شخص، هو انتظار الأسوأ. تبدو الحياة وكأنها يوم أبدي لا ينتهي أبدًا. إنها مليئة بالمعاناة ومشاهد الرعب التي تراها كثيرًا، وتبدأ في الاندماج معًا. إنه روتينُنا الجماعي الجديد، أن نسمع ونشهد ونجلس ونمشي بجانب الموت. بدا الموت أقرب من أي وقت مضى عندما شنَّ الجيش الإسرائيلي غارات جوية واسعة النطاق، خلال ليلة 12 فبراير/شباط.
لقد أمضيت حياتي المهنية في العمل في مجال الصحة العقلية والصدمات المجتمعية في غزة، ولكن حتى ذلك لم يكن ليهيئني للشعور العميق باليأس الذي انتشر في مجتمعنا الآن، ويتخلل كل شيء. لقد فَقَدَ جميع الأشخاص من حولي تقريبًا أفرادًا من عائلاتهم، سواء قتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية أو القنّاصين، أو أخذهم الجيش الإسرائيلي، أو نزحوا إلى مناطق أخرى. إن عدم اليقين هو الذي يقتلنا ببطء. لا نعرف من سيكون التالي الذي يموت أو يفقد عائلته”.
ويمضي الطبيب الأخرس في القول: عندما يواجه الإنسان خطرًا أو تهديدًا لبقائه، فإنه سوف يستجيب بإحدى الطرق الثلاث: القتال، أو الهروب، أو التجميد. لا نستطيع القتال ولا نستطيع الهروب، لذلك نحن شعب متجمد، الكثير منا منذ أربعة أشهر.
عندما تكون في حالة تجميد الاستجابة، لا يمكنك التصرف أو الشعور بشكل طبيعي. يصبح الناس مثل الزومبي.
عندما أكون في العيادة في رفح، أنتظر في طوابير المياه، أو أتحدث مع الجيران، ما ألاحظه هو أن وجوه الناس أصبحت فارغة من الحياة. إنها أقنعة الخوف واليأس والخدر العاطفي.
في بعض الأيام، لا أعرف كيف يمكنني الاستمرار عقليًا. لا أعرف كيف أستيقظ في الصباح التالي وأواجه حقيقة أن هذا هو الواقع، وأعيش من جديد كل يوم أصوات القصف وأزيز الطائرات بدون طيار فوق رؤوسنا. لا أستطيع أن أواجه المزيد من الأخبار عن أولئك الذين نحبهم الذين أصيبوا أو قُتلوا.
كأطفال، نطور فكرة أن إحساسنا بالأمن والأمان متجذّر في منازلنا. لقد قيل لنا قبل أيام فقط أن منزلنا في خان يونس تعرّض للقصف. كانت أفكارنا الأولى، إلى أين سنذهب؟ أين سنعيش؟ عندما يفقد الشخص منزله، يختفي هذا الشعور بالأمان.
عندما بدأ القصف على رفح كنت مع عائلتي في الخيمة التي نعيش فيها. ما الذي يمكن أن تحميك منه قطعة رقيقة من النايلون؟ لن تمنع الشظايا من إصابتك أو إصابة عائلتك. لذلك حدّقنا في السماء، وشاهدنا القصف الهائل، منتظرين مصيرنا، عالمين بالضبط ما يعنيه ذلك. ماذا نستطيع أن نفعل؟
نحن عائلة صغيرة. أخي وأختي وبناتها التوأم البالغات من العمر أربع سنوات. عندما أرى الرعب في أعين بنات أخي، أريد الانهيار.
نحن جميعا نحاول أن نكون أقوياء من أجل الأطفال. لكن لا يمكننا إخفاء هذا الواقع عنهم، فهم يعيشون كل شيء مثلنا تمامًا.
في كل مكان تذهب إليه، تجد نفسك محاطًا بأطفال ليس لديهم آباء أو أفراد من العائلة على قيد الحياة.
بالنسبة لنا، هذه ليست حرباً. إنها حمام دم لا ينتهي، ولكن بينما يراقب العالم الإبادة الجماعية التي تتكشف، لم يتم اتخاذ أي إجراء يمكن أن يمنعها. لا شيء مما يحدث لنا له ما يبرره، ولا ينبغي لأي إنسان أن يعاني من هذا النوع من المعاناة.
ونخشى أن تكون هذه التحذيرات التي أطلقتها إسرائيل بمثابة الأساس لما سيأتي. إنهم يجعلون الناس في جميع أنحاء العالم يعتادون على فكرة أن رفح أصبحت هدفاً، لذا لن يكون الأمر بمثابة صدمة عندما نقتل.
ولن يوقف ذلك إلا التدخل الدولي. ويجب على المجتمع الدولي أن يواصل ممارسة الضغط العاجل من أجل وقف دائم لإطلاق النار. قد تكون فرصتنا الوحيدة للنجاة من هذا.
———————————————
ما يحدث في أستراليا غير قابل للتصديق!
تابعوا RT
الإعلام العبري: منذ متى واليهود الأستراليون يتحدثون همساً؟ سارة شتاين – تايمز أوف إسرائيل
لقد غامرت مؤخرًا بالعودة إلى مسقط رأسي الأسترالي لحضور مناسبة عائلية، على الرغم من أن وسائل الإعلام الإسرائيلية أفادت عن ارتفاع في الحوادث المعادية للسامية. لقد فوجئت بازدياد جرائم الكراهية هذه ومرتكبيها المتعددين: المهاجرون العرب، وحزب الخضر اليساري، والمشهد الفني اليساري، واليمينيون؛ جناح النازيين الجدد. ولكن ما أثار دهشتي حقا هو الطريقة التي تحدث بها معظم أصدقائي وعائلتي عن هذه الحوادث؛ فمنذ متى واليهود الأستراليون يتحدثون همساً؟
أستراليا هي عالم متغير من الملاذ الآمن متعدد الثقافات الذي نشأت فيه. وفيما يلي مجموعة مختصرة من الأحداث المعادية للسامية التي وقعت في سيدني وملبورن منذ مذابح حماس في 7 أكتوبر:
ترخيص للكراهية: شوهدت سيارات في ولاية نيو ساوث ويلز تحمل لوحات ترخيص تحمل ألقاب معادية للسامية، مثل “OCT7TH” في إشارة لأحداث 7 أكتوبر، وغيرها من اللوحات المعادية. وليس من الواضح كيف اجتازت هذه اللوحات المخصصة المليئة بالكراهية متطلبات التسجيل لدى وزارة النقل في نيو ساوث ويلز بعد ستة أسابيع فقط من مذبحة حماس. وبعد أن اشتكت الجماعات اليهودية من التحريض، لا تزال هذه السيارات تسير بحرية على طرقات سيدني، بفضل بطء عجلات البيروقراطية.
تنمر النشطاء الجامعيين المؤيدين لحماس دون ضبط للنفس. ففي يوم إعلامي بجامعة سيدني للطلاب وأولياء الأمور في ديسمبر 2023، قاطع اثنان من المناهضين لإسرائيل المذيع لدفع قضيتهم، وتخويف الطلاب اليهود. ولم يتفوه المسؤولون الجالسون على المنصة بكلمة واحدة. وعندما تجرأت صديقتي لاتهام النشطاء بعرقلة الحدث وعدم الاحترام اقترب منها أحد موظفي الجامعة قائلاً: “على الرغم من وجود الأمن، لا يوجد شيء يمكننا القيام به سوى عدم المشاركة”. هذا الرد الوديع يطرح أسئلة كثيرة: ألا يستطيع أعضاء هيئة التدريس في الجامعة التمييز بين الصواب والخطأ بعد الآن؟ هل تم إرغامهم على قبول خطاب الكراهية والتحريض باعتبارهما القاعدة؟
رفض تأجير قلعة قفز لمدرسة يهودية: (قلعة القفز هي قلعة مطاطية قابلة للنفخ للقفز عليها على مبدأ الترامبولين) رفضت إحدى الشركات في سيدني تأجير قلعة قفز لمدرسة مسعدة اليهودية وجامعتي الأم. وكان رد المالك على إنستغرام صادما حيث قال: من المستحيل أن أقوم بتأجير قلعة قفز لصهيوني، ولا أريد أموال الدم الخاصة بك. فلسطين حرة.
المضايقات ومحاصرة الثقافة اليهودية: تم إلغاء كتاب لكاتب يهودي قبل إطلاقه في نقابة الكتاب في ملبورن بحجة أن هناك ما يكفي من الأصوات اليهودية. وتعرض الفنانون اليهود الأستراليون لضغوط، لإدانة إسرائيل بسبب جرائم الحرب في غزة، أو طردهم من المشهد الفني المحلي ليجدوا أنفسهم بدون عمل. وتمتد مقاطعة الفنانين اليهود أيضًا إلى الشركات. وتتغذى هذه الحركة من خلال جمع المعلومات الشخصية، حيث يكشف المتنمرون عن معلومات تعريفية عبر الإنترنت. وبمجرد الكشف عن التفاصيل الشخصية، يصبح هؤلاء الفنانون أهدافًا للتهديدات بالقتل.
مضايقة السياسيين ورجال الأعمال: تعرض عضو البرلمان اليهودي جوش بيرنز أيضًا لهجمات متكررة وتم رسم رسوم على مكتبه، وتم التشهير بمجموعة من المحامين اليهود لصالح إسرائيل، واضطرت بعض الشركات حرفيًا إلى إغلاق متاجرها بسبب الانخفاض الحاد في المبيعات.
ونتيجة لهذه المضايقات، انتقلت بعض العائلات من الأحياء اليهودية في ملبورن. تلقى زوجان يهوديان، لم يعلقا علنًا على الحرب، صورة لطفلهما البالغ من العمر 5 سنوات مع ملاحظة تقول: “نحن نعرف أين تعيش”.
وقال أليكس ريفشين، الرئيس التنفيذي المشارك للمجلس التنفيذي ليهود أستراليا، إن القائمة تذكرنا بتلك التي أنشأها النازيون أثناء سعيهم لقتل يهود أوروبا. وقال ريفشين: هناك صدمة كبيرة وعدم تصديق أن الناس يقومون مرة أخرى بوضع قوائم لليهود. لقد أخبرني العديد من أفراد المجتمع أنهم يشعرون بالارتياح لأن آباءهم أو أجدادهم الذين نجوا من المحرقة ليسوا على قيد الحياة ليروا ذلك.
المصدر: تايمز أوف إسرائيل
———————————————
لقاء مع د. عزمي بشارة بشأن الحرب على غزة: ماذا يتغيّر في إسرائيل وما الخطط الأميركيّة؟
باسل مغربي
عرب 48- 18/02/2024
ذكر بشارة أن تضحيات الشعب الفلسطينيّ، قد أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة من جديد، مشدّدا على أنه “لا مفاوضات بين محتلّ، ورازح تحت الاحتلال، إلا بشرط مسبَق هو إنهاء الاحتلال”.
لقاء مع د. عزمي بشارة بشأن الحرب على غزة: ماذا يتغيّر في إسرائيل وما الخطط الأميركيّة؟
قال المدير العام لـ”المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات”، د. عزمي بشارة، خلال حوار بشأن الحرب على قطاع غزة، أُجري معه عبر “التلفزيون العربي”، مساء الأحد، إن الحديث الأميركيّ عن دولة فلسطينيّة، لا يشير إلى إنهاء الاحتلال، وإن إسرائيل تريد مواصلة عدوانها، “مهما كانت الضغوط الممارسة عليها”.
وذكر بشارة أن تضحيات الشعب الفلسطينيّ، قد أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة من جديد، مشدّدا على أنه “لا مفاوضات بين محتلّ، ورازح تحت الاحتلال، إلا بشرط مسبَق هو إنهاء الاحتلال”؛ كما أكّد أن المنطقة “لن تعرف استقرارا، دون حلّ عادل للقضية الفلسطينية”.
وقال إن “أجواء الهستيريا الحربية تسيطر على إسرائيل، دون أي تفكير في الاحتلال وتبعاته”. كما ذكر أن “السلوك الإسرائيليّ تجاه القدس والمسجد الأقصى، سيكون له تبعات”.
وشدّد بشارة على أن “الإجماع الفلسطينيّ لا يمكن أن يتحقّق من دون حماس”.
وكان الحوار الأخير الذي أُجري مع د. بشارة، قد أفرد جزءا واسعا لموضوع إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية بوصفه خطوة ضرورية لإفشال “اليوم التالي” بمفهومه الإسرائيلي، أو “يوم نتنياهو” التالي، لأن نجاح “اليوم التالي” لن يؤدي إلا إلى بدء ثلاثين عاما جديدا شبيهة بالعقود الثلاثة لما بعد أوسلو.
وأشار بشارة حينها إلى أنه في حال نجح “اليوم التالي” ذاك، أي إن تم إحضار السلطة الفلسطينية الحالية لتحكم غزة بمعزل عن حركتي حماس والجهاد الإسلامي، “فهذا يعني حربا أهلية جديدة ومقاومة جديدة” على حد تعبير بشارة الذي نبّه في الوقت نفسه إلى أنه بعد الحرب “لا تستطيع حماس أن تحكم غزة وحدها حتى لو لم تحقق إسرائيل نصرا عسكريا حاسما”.
وعن تقديره لنوايا الاحتلال الخاصة باجتياح رفح، عدَّ بشارة أن الأمر يتعلق بما إذا كان سيصدر إنذار مصري رسمي وعلني لإسرائيل من نوع أن عملية اجتياح رفح سيعني انتهاء اتفاق السلام، وأن ترسل مصر فعلا قواتها العسكرية إلى الحدود، وعدم الاكتفاء في رفض التهجير وكأن كل شيء آخر مسموح.
———————————————
نعوم تشومسكي: زيارتي إلى غزة، أكبر سجن مفتوح في العالم
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
يسوّق العدو الصهيوني هجومه على الفلسطينيين على أنه شيء بدأ، يوم 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، وتسانده في ذلك المؤسسة الإمبريالية الغربية: (الإرهابيون) الفلسطينون هم الذين “بدأوا” بمهاجمة ما تُدعى “إسرائيل”. وليس هذا جديدًا على عبث الكيان الصهيوني بالمراحل. كانت الحرب الاحتلالية التوسعية في العام 1967، كما سوقها -ونجح في ذلك إلى حد كبير- هي بداية الصراع. وبذلك، نُسيت نكبة الفلسطينيين الأصلية في 1948، وأصبح القاصي والداني يطالبون للفلسطينيين بأراضي الـ67 كحل يصفونه بأنه “عادل وشامل”. والآن، ربما تُختزل المطالبات مرة أخرى إلى مجرد إعادة الأراضي التي احتلها الكيان في غزة وإعادة المهجّرين إلى منازلهم في القطاع، والأراضي التي يغتصبها المستوطنون في الضفة الغربية!
ما تزال المشكلة الكبيرة التي تعترض السرد الفلسطيني هي التجزيء والاستلال من السياق الذي يستغله الكيان ومناصروه، في الإعلام والسياسة، بأفضل ما يكون. ومن المؤسف أن الرواية العربية السائدة تساير هذا النهج وتتبناه في إعلاناتها. وكان آخر ذلك الإدانات التي صدرت لعملية “”حماس”” والمقاومة في 7 تشرين الأول (أكتوبر). وقد وافق كل المداخلين لصالح رواية الكيان على أن الفلسطينيين هم المعتدون، وتناسوا عن قصد غير بريء موضع هذه الحادثة في سياق الاستعمار الاستيطاني الصهيوني مقابل شعب خاضع للاستعمار يمارس حقه المشروع دوليًا في مقاومة الاحتلال.
في سياق الصراع الجاري الآن في غزة، ينبغي العودة إلى مرجعية السياق. والكثيرون يفعلون؛ البعض بعودة إلى البدء في العام 1948 وقبله، والبعض أقرب -إلى العدوان المستمر على قطاع غزة في شكل الحصار الخانق الذي فرضه الكيان الصهيوني على القطاع منذ 17 عامًا. وبالإضافة إلى تقييد دخول وخروج السلع والناس إلى القطاع ومنه، استمر الكيان في شن الحملات العسكرية المدمرة والقاتلة التي يسميها بـ”جز العشب” وفرض حمية غذائية قاسية على سكان غزة ليعيشوا على الخط بين الحياة والموت جوعًا.
قبل 12 عشر عامًا تقريبًا، قام المفكر اليهودي-الأميركي الكبير، نعوم تشومسكي، بزيارة إلى قطاع غزة في الفترة ما بين 25-30 تشرين الأول (أكتوبر) 2012. وبعيد زيارته، سجل تشومسكي انطباعاته التي رسم فيها الصورة القاتمة للوضع في القطاع، واصفًا إياه بأنه “سجن في الهواء الطلق”. وسلطت انطباعاته الضوء على الأزمة الإنسانية الفتاكة الناجمة عن حصار الكيان الذي فرض قيودًا مشددة على حركة الأشخاص والبضائع، مما أدى إلى شل الاقتصاد والبنية التحتية. وتحدث تشومسكي عن معاناة السكان الفلسطينيين، والحاجة الملحة إلى التضامن والعمل الدوليين لمعالجة محنتهم. وانتقد العنف والقمع المستمرين اللذين يواجههما سكان غزة، داعيا إلى حل عادل يحترم حقوق وكرامة الفلسطينيين.
وصفت ملاحظات تشومسكي الظروف المعيشية القاسية التي يعاني منها سكان غزة، الذين واجهوا نقصًا في الموارد الأساسية، مثل الغذاء والدواء والمياه النظيفة. وأدانت استخدام الكيان غير المتناسب للقوة، وإدامته دورة العنف التي تعمق عاناة المدنيين الأبرياء. وساهمت زيارة تشومسكي وما ألهمته من انطباعات بلا شك على رفع مستوى الوعي حول الأزمة الإنسانية المستمرة في القطاع، والدعوة إلى مزيد من المساءلة والدعم من المجتمع الدولي في السعي إلى حل ينصف الفلسطينيين.
مع أن تشومسكي كتب انطباعاته قبل نحو 14 عامًا، فإن مضمونها يظل صالحًا دائمًا كوثيقة تفسر مآلات الصراع في القطاع الفلسطيني الذي يواجه اليوم مرحلة أقسى في سياق الإبادة الجماعية الدائمة لمواطنيه.
———————————————
مجلة أمريكية: بايدن يواجه كارثة إنسانية وضررًا لا يمكن إصلاحه لواشنطن ويجب أن ينأى بنفسه عن اليمين الإسرائيلي
القدس العربي – نشرت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، مقالا لغريغ بريدي، الباحث في شؤون الشرق الأوسط في مركز “ناشيونال إنترست” (المصلحة الوطنية)، بعنوان: “يجب على جو بايدن أن ينأى بنفسه عن اليمين الإسرائيلي”، قال فيه إنه مع الهجوم الإسرائيلي المحتمل على مدينة رفح الحدودية مع غزة والذي يلوح في الأفق بشأن مصير 1.3 مليون لاجئ فلسطيني، فإن الرئيس بايدن سوف يواجه كارثة إنسانية وضررًا لا يمكن إصلاحه للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط إذا فشل في توضيح ذلك لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وتأكيد لليمين الإسرائيلي أن دعم الولايات المتحدة للحرب الحالية سيكون مشروطاً بتصرفات إسرائيل.
واعتبر الكاتب أن السياسة الحالية في الأساس كانت عبارة عن تفويض مطلق لنتنياهو، حيث عبر الرئيس بايدن عن الإحباطات تجاه نتنياهو وطلب زيادة المساعدات الإنسانية، لكنه كرر التأكيد على الدعم الأمريكي الذي لا جدال فيه والذي لا يتوقف على أي إجراءات إسرائيلية محددة.
السياسة الحالية في الأساس لبايدن عبارة عن تفويض مطلق لنتنياهو، رغم حديثه عن الإحباطات تجاه نتنياهو وطلب زيادة المساعدات الإنسانية في غزة، لكنه كرر التأكيد على الدعم الأمريكي الذي لا جدال فيه.
وأكد أن إدارة بايدن تحتاج إلى الاعتراف بأن الولايات المتحدة لديها مصالحها الخاصة – فنحن لسنا متفرجين هنا – وعليها التزام بالحفاظ على القانون المقبول للصراع المسلح. تحتاج إدارة بايدن إلى الانفصال التام عن هذه السياسة ووضع بعض الحواجز، بما في ذلك وضع شروط على استمرار إمدادات الذخيرة. وهذا ليس أمرا غير مسبوق. الساعة تدق.
وقال إنه في الوقت الراهن، يوضح كبار المسؤولين الإسرائيليين أنهم يعتزمون التحرك عسكرياً ضد رفح في المستقبل القريب. وبحسبه “لا تخلو مثل هذه الخطوة من مبرر عسكري، حيث توجد تشكيلات قتالية كبيرة لحماس في رفح، ومن المحتمل أن كبار قادة حماس يحتمون في الأنفاق هناك”. لكنه أكد أن “الطريقة التي تطور بها الهجوم الإسرائيلي على غزة حتى الآن أدت إلى وضع قابل للانفجار. وشجعت إسرائيل سكان شمال ووسط غزة على مواصلة التحرك جنوبا، أولا نحو خاص يونس ومن ثم نحو رفح والمواسي. ويتواجد الآن أكثر من نصف سكان غزة في هذه المنطقة القريبة من الحدود المصرية، حيث يمكن أن يحاصروا بسبب هجوم عسكري يتحرك جنوباً، وربما يضطرون إلى الدخول إلى مصر”.
وأشار: “لقد تحدث العديد من كبار المسؤولين الإسرائيليين بصراحة تامة عن فكرة “الهجرة الطوعية” للسكان الفلسطينيين من غزة، وهي فكرة أوضحها بايدن في وقت مبكر من الحرب بأن الولايات المتحدة لن تدعمها. ويبدو أيضًا أن مستوى الضرر الذي لحق بالمخزون السكني في غزة يهدف إلى جعله غير صالح للسكن، مع وجود الكثير من الأدلة المتناقلة عن هدم المباني الفارغة من خلال عمليات الهدم الخاضعة للرقابة بعد فرار السكان”.
ولفت إلى أن “السياسات الإسرائيلية والتقاعس عن التحرك أدت إلى عرقلة تسليم المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات الإنسانية إلى غزة، حيث تشير تقديرات برنامج الغذاء العالمي إلى أن ما يقرب من ربع سكان غزة يواجهون “الجوع والمجاعة الكارثية”. وقد أثار الرئيس بايدن مراراً وتكراراً قضية انعدام الأمن الغذائي الفلسطيني مع نتنياهو في محادثات هاتفية، وأعرب عن إحباطه مما يراه بحق فشلاً إسرائيلياً في تسهيل تدفق المساعدات بشكل مناسب، بما في ذلك السماح للمتظاهرين بعرقلة المنطقة عند معبر كرم أبو سالم الحدودي حيث تتواجد إسرائيل. يقوم المسؤولون بإجراء عمليات تفتيش أمنية على شحنات المساعدات. ويقال إن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش يمنع شحنة كبيرة من الدقيق الممول من الولايات المتحدة في ميناء أشدود في الوقت الحاضر، على الرغم من تأكيدات نتنياهو للرئيس بايدن بأنه سيتم السماح للمساعدات الأمريكية بالمرور”.
واعتبر أنه “مع هذا التركيز للاجئين بالقرب من الحدود، دون إمدادات غذائية كافية، فإن التوجه العسكري نحو الجنوب من شأنه أن يخلق ضغطاً على السكان للعبور إلى مصر. وقد أوضحت مصر أنها لن تقبل ذلك عن طيب خاطر، لكنها تأخذ التهديد بنقل السكان على محمل الجد لدرجة أنها بدأت في بناء بنية تحتية للاحتواء على الجانب المصري من الحدود لإدارة تدفق اللاجئين. لا نعرف على وجه اليقين نوايا حكومة نتنياهو، ونفى وزير الدفاع يوآف غالانت أنه سيتم طرد الفلسطينيين. ومع ذلك، فقد خلقوا على الأقل الظروف التي يوجد فيها تصور عقلاني بإمكانية حدوث نقل للسكان.”
وبرأي الكاتب أنه بصرف النظر عن سلبية إدارة بايدن تجاه إسرائيل على المدى القصير، فإن سياساتها الحالية لها جوانب إيجابية عديدة. إنهم يدركون الحاجة إلى منع انتشار الصراع، ويبدو أنهم تحدثوا مع حكومة نتنياهو عن عدم شن حملة استباقية متزامنة في لبنان ضد حزب الله، والتي كان من شأنها أن تنطوي على احتمال كبير لمزيد من التصعيد. كما استجابت لاستفزازات حلفاء إيران في المنطقة، بما في ذلك الحوثيون في اليمن والميليشيات الموالية لإيران في العراق، بطرق محسوبة لتجنب التصعيد مع إيران. والأهم من ذلك أنهم أدركوا أن الاستراتيجية السابقة المتمثلة في تجاهل القضية الفلسطينية قد فشلت، موضحين هدفًا واضحًا للتحرك نحو دولة فلسطينية إلى جانب الجهود المبذولة لتطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى. ولكن هناك انفصال كبير بين تلك التطلعات طويلة المدى والسياسة الأمريكية على المدى القريب، والتي أوضحت أن إسرائيل لن تواجه أي عواقب لتحدي التحذيرات الأمريكية بشأن معاملة الفلسطينيين في غزة، على الرغم من رغبة إدارة بايدن في فترة زمنية ممتدة. وقف إطلاق النار، والذي يمكن أن يسهل التحرك نحو تلك الأهداف طويلة المدى.
وأشار إلى أنه في الوقت الحاضر، تبدو حكومة نتنياهو مستعدة لتجاهل تحذيرات بايدن والمضي قدماً في هجوم رفح. وأمر نتنياهو الوفد الإسرائيلي في 14 فبراير/شباط بعدم العودة إلى القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات حول تبادل محتمل للرهائن مقابل السجناء ووقف إطلاق النار المؤقت. من المؤكد أن شروط عرض حماس لم تكن مقبولة، ولكن كان هناك تصور بحدوث تقدم كبير على الرغم من الفجوات المتبقية. وبحسب ما ورد تم اتخاذ هذه الخطوة دون استشارة أعضاء الكنيست من حزب الوحدة الوطنية الوسطي الذين انضموا إلى حكومة الحرب بعد هجمات حماس في أكتوبر، بيني غانتس وغادي آيزنكوت. ورفض نتنياهو أيضًا مسودة اقتراح وضعها طاقم المخابرات والجيش التابع له كأساس لمزيد من المفاوضات. هناك أيضًا إحباط واضح في الولايات المتحدة بسبب عدم التحرك بشأن المساعدات الغذائية، حيث قام مستشار الأمن القومي جيك سوليفان بتحذير إسرائيل مرة أخرى في 14 فبراير/شباط، لكن لم ترد تقارير لاحقة عن أي تحرك بشأن هذه القضية. ويشعر المسؤولون الأمريكيون بالإحباط بسبب ما يعترفون به من تراجع تأثيرهم على إسرائيل. ومن المفارقات أن هذا يأتي في الوقت الذي أقر فيه العديد من خبراء الأمن القومي الإسرائيليين بمدى أهمية علاقتهم مع الولايات المتحدة بالنسبة لهم، موضحين اعتمادهم على الولايات المتحدة بعبارات صارخة.
وشدد الكاتب على أن الهجوم الإسرائيلي على رفح دون الاستعدادات الكافية يمكن أن يكون نقطة انعطاف، ليس فقط ككارثة إنسانية، ولكن فيما يتعلق بمصالح الولايات المتحدة في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم. وقد بدأ الشركاء الخليجيون العرب بالفعل في تقييد استخدام الولايات المتحدة لقواعدهم العسكرية لشن هجمات انتقامية على الهجمات ضد القوات الأمريكية في المنطقة، لعدم رغبتهم في أن يُنظر إليهم على أنهم يقفون إلى جانب واشنطن والقدس. إذا كانت هناك حركة كبيرة للفلسطينيين إلى مصر نتيجة لهجوم إسرائيلي، حتى لو كان غير مقصود، فإن ذلك من شأنه أن يعرض معاهدة السلام الإسرائيلية مع مصر للخطر، ومن شأنه أن يقوض العلاقات الأمريكية في جميع أنحاء العالم العربي. كما أنه من شأنه أن يزيد من احتمال نشوب حريق إقليمي شامل مع إيران. وقد قال الرئيس بايدن عن حق إنه سيكون من غير المقبول أن يستمر الهجوم على رفح في غياب التدابير التفصيلية لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين بين اللاجئين الفلسطينيين.
أوقف الرئيس رونالد ريغان شحنات الذخائر العنقودية لإسرائيل أثناء غزو لبنان عام 1982 بسبب القلق من استخدامها في المناطق المكتظة بالسكان. وجعل الرئيس جورج بوش الأب ضمانات القروض الأمريكية مشروطة بالنشاط الاستيطاني في الضفة الغربية
وأضاف انه مرة أخرى، ليس هناك ما يشير إلى أنه ستكون هناك أي عواقب فيما يتعلق بالدعم المادي الأمريكي إذا لم يستجيبوا لنصيحته. وقال بايدن أيضًا في مؤتمر صحفي بعد ظهر يوم 16 فبراير إنه لا يتوقع هجومًا على رفح في المستقبل القريب بعد أن تحدث مع نتنياهو في اليوم السابق. ومع ذلك، إذا عُرضت عليه مثل هذه الضمانات، فيجب النظر إليها في ضوء السجل السيئ الأخير الذي سجله نتنياهو في عدم الوفاء بوعوده لبايدن – وقضية المساعدات الغذائية هي مثال على ذلك. كما لا يوجد ما يشير من الجانب الإسرائيلي إلى أن هذا هو الحال بعد الإشارات المتكررة إلى أن الهجوم سيمضي قدماً.
وأكد الكاتب على أنه حان الوقت للولايات المتحدة لتطبيق مطالبها من خلال استخدام إمكانية تكييف المساعدات العسكرية وإعادة الإمداد بالامتثال لقانون الصراع المسلح، الذي يؤدي عدم وجوده إلى تقويض المصالح الأمريكية الأوسع في المنطقة. وهذا ليس أمرا غير مسبوق. فقد أوقف الرئيس رونالد ريغان شحنات الذخائر العنقودية لإسرائيل أثناء غزو لبنان عام 1982 عندما كانت هناك تساؤلات مثيرة للقلق حول استخدامها في المناطق المكتظة بالسكان. جعل الرئيس جورج بوش الأب ضمانات القروض الأمريكية مشروطة بالنشاط الاستيطاني في الضفة الغربية. وقع الرئيس بايدن بحق على أمر تنفيذي يطالب متلقي الأسلحة الأمريكية بالامتثال لقانون النزاعات المسلحة بعد ضغوط من العديد من أعضاء مجلس الشيوخ. ومع ذلك، يبدو أنه لا توجد إرادة في إدارته لفرضه ضد إسرائيل في الوقت الحاضر. ومن المهم أن نفهم أنه لا توجد علاقة ثنائية، بما في ذلك العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، هي معادلة ثنائية “تشغيل أو إيقاف”. إن تخفيض شحنات الأسلحة، إذا حدث، لن يدمر العلاقة بشكل أساسي. وحتى بريطانيا رأت أن الولايات المتحدة تهدد باتخاذ إجراءات صارمة ضد الجنيه الإسترليني خلال أزمة السويس. لكن استمرار المحرمات التي فرضها الرئيس بايدن ضد فرض أي عواقب على التصرفات الإسرائيلية – على عكس الرؤساء السابقين – يمكن أن يشجع نتنياهو على تجاهل كل من قانون النزاع المسلح والمصالح الأمريكية.
——————انتهت النشرة——————