جيش الاحتلال ينقل جنوده إلى الجبهة الشمالية وسط تحذيرات من حرب شاملة مع حزب الله

يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي بنقل جنوده من قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية تحسباً لأي تطوراتٍ مع حزب الله قد تؤدي إلى حرب شاملة. قامت قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال بتدريب الجنود القادمين من قطاع غزة استعداداً لعملية عسكرية محتملة داخل لبنان، فيما أجرى جيش الاحتلال، يوم أمس الأربعاء، تدريباً واسعاً لقوات الاحتياط على الحدود الشمالية، تخللته استعدادات لسيناريو يشمل القتال في مناطق جبلية ومعقدة.

وجاء قرار نقل مجموعات جنود الاحتلال من قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية بعد قرار انتقال القتال في غزة إلى المرحلة الثالثة واقتراب نهاية العملية العسكرية في رفح، وفقًا لتصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قبل أيام.

ويرى محللون أن التصعيد بين حزب الله والاحتلال يقف أمام ثلاثة مسارات أساسية: إما الاستمرار بشكل القتال في المرحلة الحالية، أو انتهاء التصعيد (باتفاق أو بدونه)، أو توسع المواجهة لحرب شاملة. ونظرًا لأن القتال المستمر بذات الوتيرة الحالية يشكل مشاكل أمام الطرفين، فإن العملية العسكرية الإسرائيلية قد تكون حلاً لإبعاد “خطر حزب الله”. غير أن الوساطات الدولية والأمريكية تستبعد عملية عسكرية شاملة، خاصة في ظل استمرار المعارك في قطاع غزة واستنزاف جيش الاحتلال هناك. يبقى الحل الدبلوماسي ممكنًا بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حسب مطالب حزب الله، ويشمل ذلك وقف حزب الله عمليات استهداف المعسكرات والمستوطنات الشمالية.

 

وتعيش المؤسسة العسكرية الإسرائيلية رغبةً قوية في شن حربٍ تدميرية على لبنان وإضعاف حزب الله، غير أن واقع الاشتباك مع الحزب يوضح حجم الخسائر الإسرائيلية المحتملة في حال تطور المواجهة، نظرًا للثقل العسكري لحزب الله وطبيعة الأسلحة التي يمتلكها.

 

ولا تقتصر الرغبة الإسرائيلية بالحرب على لبنان عند المستويين العسكري والسياسي فقط، بل تشمل أيضًا الرأي العام، لا سيما سكان المستوطنات الشمالية الذين نزحوا من بيوتهم بسبب عمليات حزب الله، حيث يرون بضرورة تدمير قوة حزب الله وإبعاد خطره عن الحدود. غير أن هذه الرغبات الإسرائيلية يحجب تحقيقها قواعد الاشتباك على الجبهتين الشمالية والجنوبية من جهة، والضغوطات الدولية من جهة أخرى.

 

وتؤكد القناة 12 العبرية أن رغم التدريبات العسكرية المكثفة التي يجريها جيش الاحتلال على الجبهة الشمالية، فإن توقيت الهجوم على لبنان ليس مُحدداً حتى الآن، وذلك يرتبط بسير القتال على الجبهة الجنوبية مع المقاومة الفلسطينية، والكثافة النارية التي يطلقها حزب الله.

وفي ذات السياق، حذر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، يوم الثلاثاء الماضي، من مخاطر اندلاع حرب إقليمية في منطقة الشرق الأوسط إذا تدهورت الأمور بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله.

يجري كل ذلك مع تصاعد القلق الدولي حول الاستهدافات المتبادلة على الحدود الشمالية بين حزب الله وجيش الاحتلال، منذ 8 أكتوبر الماضي على خلفية العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وارتفاع مؤشرات نشوب صراع أوسع في المنطقة بمشاركة إيرانية، وسط مساع للتوصل إلى حل سياسي يضمن عدم تطور الأمور، فيما يربط حزب الله الحل بإنهاء العدوان على قطاع غزة وانسحاب جيش الاحتلال منه.