أحمد الصفدي يكتب….اللعبة النتنياهويه

اما وقد اتضحت مآلات الامور واسقفها سواء في غزه او في جنوب لبنان فقد اصبح الامر بيد نتنياهو ملك الهذيان الوحيد الأوحد…

وبما ان الفاصل بين الحرب واللاحرب خيط رفيع فهو قد قرر أن يمارس لعبة الرقص الانتحاري على الحبال . سياسيا يناور ما بين المعارضه واليمين المتطرف يهدد هؤلاء باؤلئك غير مدرك أن سكاكين الطرفين ستغرس في صدره وظهره قريبا عندما يفقد توازنه المترنح .وفي موضوع الصفقه يلعب لعبة اللعم : نعم ولكن ،لكن ونعم .

كما يرى الجميع لم يعد هناك تقريبا حديث عن الحرب قي الشمال والتهديدات العنتريه تتقزم وتتلعثم ، ولم يعد احد يتحدث عن رحيل حماس من هذا العالم .

عالميا يراهن نتنياهو على موسم الانتخابات وصعود ترامب واليمين الاوروبي الوشيك فقد يتغير اتجاه الرياح . وفي غزه يراهن على ابتسام القدر له فلربما يمسك بالسنوار وقيادة اركانه او بالاسرى او بعضهم مستندا لسيل من المعلومات الاستخباريه والفرضيات العالميه والعربيه . لم تكفه تسعة اشهر من الاحلام حتى يقتنع بان لعبته خاسره وفشله محتوم !…

لعبة نتنياهو تهدف الى كسب الوقت بالكذب والمزيد من الكذب قدر المستطاع هروبا من الاستحقاق القضائي الداخلي . لهذا الغرض بالتحديد يواصل مسلسل حماقاته من خلال الاستمرار في الرقص على الحبال في هذا السيرك الحربي الدموي . هو لا يكترث لحقيقة ان جيشه يستنزف ويضعف معنويا واعداديا حتى وان حاول اخفاء خسائره بستار الرقابه الصارمه . هو يتجاهل تصاعد المعارضه الداخليه ضده وتكتلها مع انفضاح لعبة التسويف التي يمارسها يوما بعد يوم . ولا تهمه ازمة بلاده الاقتصاديه والمعنويه والردعيه والسكانيه المعيشيه تتعمق مثلما لم يكترث لزعزعة اركان الدوله المتعمقه التي أرساها الآباء المؤسسين الاوائل لدولة الاستعمار .

مع انقشاع ضباب الاكاذيب والتعتيم والانكار للواقع ، تتكشف الحقايق الميدانيه فتلطمه وتتسرب من بين قبضته رغما عن انفه: هزيمته واضحه امام حزب الله. وانكساره امام حماس جلي استخباراتيا وميدانيا واعلاميا وعسكريا . نصره الوحيد يتمثل في تدمير الحياه الحضريه واليشريه في غزه وارتكاب جربمة ابادة موصوفه ضد الانسانيه وهذه ليست بالمراجل ولا بالانتصار مهما حاول ترسيمها وفق خياله المريض مثلما يفشل في ترسيم اليوم التالي وفق مزاجه المضطرب .

أغلبية شعبه ترى اليوم انه قد ورطها في مستنقع غزه والشمال بلا مخرج والحق بها خسائر فادحه واستراتيجيه ، فقط من اجل انقاذ راسه ولسان حاله يقول لهم : انا ومن بعدي الطوفان….

المحلل السياسي محمد الصفدي