
المسار الإخباري :كشف رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أيال زامير، أن الأهداف المعلنة للحرب على قطاع غزة لا يمكن تحقيقها عبر العمل العسكري وحده، مشيرًا إلى أن “حماس لم تُهزم، ولا عودة للأسرى عبر الضغط العسكري المستمر”.
وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أوضح زامير أن هناك نقصًا حادًا في القوى البشرية المقاتلة بجيش الاحتلال، مما يجعل تحقيق طموحات القيادة السياسية أمرًا مستحيلاً دون خطة سياسية موازية.
وأكدت الصحيفة أن زامير حذر من الاعتماد الكامل على الجيش لتحقيق الأهداف دون مسار سياسي واضح، موضحًا أن رفضه لاستمرار المرحلة الحالية ينبع من هذا القصور.
وأضافت الصحيفة أن الإنجازات العسكرية على الأرض تتآكل نتيجة رفض حكومة الاحتلال التقدم بخطة لتغيير حكم حماس في القطاع، مما يعزز من بقاء الحركة رغم استمرار الحرب منذ أكثر من عام ونصف.
كما لفت المراسل العسكري للصحيفة إلى أن سياسة زامير تعتمد على الغموض الإعلامي، وتقليل الإحاطات العسكرية للصحفيين، وسط انشغال الإعلام العالمي بفضائح ارتكبها جيش الاحتلال، بما فيها قتل طواقم طبية ودفاع مدني، واستهداف نساء وأطفال بغارات جوية.
ورغم ذلك، يسعى زامير لهزيمة حماس عبر عمليات عسكرية واسعة وخطط تشمل حصار مناطق وإقامة نقاط تفتيش، معترفا بأن احتلال غزة بالكامل قد يستغرق شهورًا وربما سنوات، ويتطلب عشرات آلاف الجنود، معظمهم من الاحتياط.
وبحسب مصادر أمنية نقلت عنها “يديعوت”، فإن الالتزام بالتجنيد في صفوف الوحدات القتالية الاحتياطية يتراوح بين 60-70% فقط، مع ضعف جاهزية الآليات والمخزون العسكري، ما يفاقم الأزمة الداخلية داخل جيش الاحتلال.
في المقابل، تستمر حركة حماس، وفق تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية، بالحفاظ على قوة قتالية قوامها نحو 20 ألف مقاتل، مع تجنبها شن هجمات أو نصب كمائن، مفضلة الحفاظ على قواتها استعدادًا لمعارك طويلة الأمد.
وفي ظل غياب حلول سياسية حقيقية، حذر زامير القيادة السياسية من “الاستمرار في الأحلام”، داعيًا إلى التخلي عن الأوهام العسكرية في قطاع غزة.
ويأتي ذلك بينما يواصل جيش الاحتلال عدوانه المتواصل على غزة لليوم الرابع والثلاثين على التوالي، مرتكبًا مجازر بحق المدنيين وسط تحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة بفعل العدوان والحصار المستمر.