
المسار : ولكن بالمثل؟
هل شاورت مصر الفلسطينيين قبل الموافقة فيما عرف باتفاقية التعايش على التنازل عن ٢٠٠ كم مربع من قطاع غزة عندما أقام الضابط محمود رياض في عام ١٩٥٠ منطقة عازلة بطول القطاع لمنع الفلسطينيين من العبور إلى قراهم التي طردوا منها في حرب ٤٨؟
هذه الاتفاقية حركت خط الهدنة المتفق عليه عام ١٩٤٩ ففقد قطاع غزة الصغير أصلا ٢٠٠ كم مربع من مساحته.
وفي هذه المساحة المقتطعة بغير وجه حق وتعد منطقة متنازعا عليها وفق القانون الدولي وقعت أحداث ٧ أكتوبر ٢٠٢٣.
هل شاورت مصر الفلسطينيين عندما أممت قناة السويس فجرت على نفسها العدوان الثلاثي وسيطرة إسرائيل لأربعة أشهر على غزة التي كانت تحت الإدارة المصرية؟
هل شاورت مصر الفلسطينيين قبل اغلاق المضايق وطرد القوات الدولية من سيناء وقررت تلقي الضربة الأولى في حرب ٦٧ ما أدى لاحتلال غزة والقدس والضفة الغربية والجولان السوري وضياع حلم الدولة الفلسطينية؟
منذ متى نسأل هذه الأسئلة إذا رفعت السكين من عدونا على أحد اخوتنا او أبنائنا حتى لو افترضنا جدلا أنه أخطأ التقدير؟
مصر هي الدولة المحورية والشقيقة الكبرى والعمق الاستراتيجي لكل العرب شاء من شاء وأبى من أبى.
غزة كانت تحت السيطرة المصرية حين احتلته إسرائيل وواجب مصر أن تعيده لأهله محررا من الاحتلال كما كان. ومصر هي الجار الأقرب لغزة حيث تحدث الإبادة والمجاعة وهي الأولى قبل غيرها باتخاذ اشد المواقف وأكثرها حسما لا أن تكون في موقف المتفرج كغيرها من البلدان. لهذا مصر ملزمة أخلاقيا وسياسيا ومن باب المصلحة بأن تفعل كل ما في وسعها لوقف الإبادة التي تقع لإخوانها وكثير منهم يحملون الجنسية المصرية على حدودها الشرقية.
مصر لا تملك ترف الصمت. مصر يجب أن تتحرك. مصر لا يسعها ولا يليق بها هذا الصمت.