
المسار الإخباري :كشفت شهادات صادمة أدلى بها جندي أمريكي سابق، عمل في مراكز توزيع المساعدات الأمريكية–الإسرائيلية داخل قطاع غزة، عن جرائم جسيمة وانتهاكات صارخة بحق المدنيين الفلسطينيين الباحثين عن الغذاء، مؤكداً أن تلك المراكز تحولت إلى ساحات “إذلال وقتل وتجويع ممنهج”.
الجندي، الذي خدم 25 عامًا في الجيش الأمريكي ورفض الكشف عن هويته، تحدث للقناة 12 الإسرائيلية عن مشاهد قاسية عايشها خلال عمله الأمني، وقال إن الحراس الأمريكيين أطلقوا النار على المدنيين لدفعهم بعيدًا، واستخدموا رذاذ الفلفل ضد الجوعى، وألقوا قنابل صوتية أصابت نساءً وأطفالًا.
واعتبر أن هذه الأفعال تجاوزت كل ما رآه خلال خدمته العسكرية، قائلاً:
> “لم أشهد في حياتي العسكرية استخدامًا مفرطًا للقوة بهذه الوحشية ضد مدنيين عزّل.. لذلك انسحبت”.
وأضاف أن مراكز التوزيع أقيمت في مناطق نائية وخطرة دون وسيلة نقل، ما أجبر الفلسطينيين على قطع مسافات طويلة سيرًا على الأقدام في مناطق قتال، حاملين أمتعتهم وسط الخطر والجوع.
وتأتي هذه الشهادات لتؤكد ما وثقته تقارير حقوقية وصحفية سابقة، حيث اعترف جنود إسرائيليون لصحيفة “هآرتس” أنهم تلقوا أوامر بإطلاق النار على منتظري المساعدات، ما أدى إلى سقوط مئات الشهداء والجرحى.
900 شهيد بسبب الجوع
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، استشهد أكثر من 900 مواطن، بينهم 71 طفلاً، بسبب الجوع وسوء التغذية، منذ بداية الحرب، فيما لا يزال أكثر من 6 آلاف مصاب يعانون بحثًا عن لقمة العيش.
وانتشرت صور لأطفال ونساء وشيوخ ينهارون في الشوارع، وعيونهم غارقة في الهزال، وسط مشهد “يشبه المجاعات التاريخية”، بحسب وصف المنظمات الإنسانية.
حقوقيون وفصائل فلسطينية دعوا إلى تحرك عاجل لفتح المعابر والسماح بتدفق المساعدات عبر قنوات دولية نزيهة، مؤكدين أن “مراكز المساعدات” تحولت إلى أدوات لفرض الإذلال الجماعي والإبادة البطيئة.