تقارير ودراسات

تحت رعاية وزير التربية والتعليم الدكتور أُمجد برهم، انعقاد الملتقى التربوي الأول في نابلس: تعلم وتعليم الكبار في سياق الطوارئ والأزمات. 

المسار :نابلس – برعاية وزير التربية والتعليم الدكتور أُمجد برهم، نظّمت التعاونية التعليمية في نابلس، المنبثقة عن الائتلاف التربوي الفلسطيني، الملتقى التربوي الأول بعنوان “تعلم وتعليم الكبار في سياق الطوارئ والأزمات”، بمشاركة رسمية وأهلية واسعة، وحضور نوعي من مختلف المؤسسات النقابية والتعليمية والمجتمعية.

بدأت الفعالية بكلمة ترحيبية من السيدة مها أحمد، منسقة التعاونية التعليمية في نابلس، والتي أدارت جلسات المؤتمر، مؤكدة في كلمتها على أهمية هذا النوع من التعليم في ظل الظروف المعقدة التي يعيشها المجتمع الفلسطيني. وشددت على أن التعاونية التعليمية تسعى إلى بناء شراكات مجتمعية فاعلة لترسيخ مفهوم التعلم المستدام، خاصة للكبار، الذين يشكلون ركيزة في عملية النهوض المجتمعي والتربوي في أوقات الطوارئ.

المحافظ دغلس: الاحتلال مصدر الأزمات.. والتعليم أداة صمود

من جانبه، شدّد عطوفة محافظ محافظة نابلس، غسان دغلس، على أن التعليم للكبار هو ليس رفاهية، بل حاجة وطنية في ظل ما تمر به فلسطين من كوارث سياسية واجتماعية واقتصادية. وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي هو الجذر الأول للأزمات والطوارئ التي تعصف بمجتمعنا، وأن تفعيل منظومة تعليم الكبار يعزز من قدرة المجتمع الفلسطيني على الصمود والبقاء والثبات.

وأكد دغلس في كلمته أن السلطة المحلية في محافظة نابلس ستدعم أي جهد يسهم في تمكين الفئات المهمشة وتعزيز حضورها في الحياة العامة عبر بوابة التعليم.

ماجدة المصري: تعليم الكبار بوابة الوعي والتحرر

 

وألقت الوزيرة السابقة ونائب الأمينالعامللجبهةالديمقراطيةلتحريرفلسطين ماجدة المصري، كلمة شاملة تمحورت حول البُعد التحرري لتعليم الكبار، مشيرة إلى أن هذا التعليم يتجاوز كونه نشاطًا معرفيًا إلى كونه أداة مقاومة ناعمة تعيد صياغة الوعي الجمعي وتُهيئ الأفراد لأدوار فاعلة في مواجهة الواقع القمعي.

وقالت المصري:

“ما نعيشه من أزمات هو نتيجة مباشرة لاستمرار الاحتلال، ولهذا فإن التعليم للكبار يجب أن يُفهم كفعل تحرر ومقاومة وليس فقط كاستجابة للحرمان التعليمي. هذا النوع من التعليم هو مساحة للنضال السياسي والاجتماعي والثقافي، وهو أداة لإعادة بناء الإنسان الفلسطيني على أسس من الوعي، والانتماء، والتحليل النقدي للواقع.”

وركّزت المصري على أهمية الدور الذي تلعبه النقابات والاتحادات الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني في ترسيخ مفهوم تعليم الكبار، مؤكدة أن ذلك يتقاطع مع فلسفة الباحث البرازيلي باولو فريري، الذي حوّل التعليم إلى أداة تحرر ووعي اجتماعي شامل.

“علينا أن نُعيد للتعليم التحرري مكانته في فلسطين، وأن نضعه في قلب السياسات التنموية والنضالية، لأن الوعي وحده من يصنع التغيير، والمقاومة الواعية هي ما نحتاج إليه في هذه اللحظة التاريخية.”

شاهر سعد: التعليم النقابي جزء من العدالة الاجتماعية

من جهته، ألقى الأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين، شاهر سعد، كلمة أكد فيها على ضرورة دمج التعليم النقابي والمهني ضمن الإطار الأشمل لتعليم الكبار، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها العمال والعاملات.

وأشار إلى أن التعليم النقابي ليس منفصلًا عن المشروع الوطني، بل هو امتداد له، ويهدف إلى تعزيز ثقافة الحقوق، والوعي الطبقي، والتمكين في وجه الاستغلال، معتبرًا أن محو أمية الحقوق هو الخطوة الأولى نحو بناء مجتمع عادل ومتوازن.

الجلسات الحوارية: أصوات من الميدان

وتضمّن الملتقى جلستين حواريتين رئيسيتين. في الجلسة الأولى شارك كل من:

د. سائد عفونة

د. أيمن يوسف

د. حسن عويضه

وقد تناولت الجلسة النظريات المعرفية والنفسية والاجتماعية المرتبطة بتعليم الكبار، في سياقات الاحتلال والتهميش.

أما الجلسة الثانية، فشهدت مداخلات نوعية من الميدان، أبرزها مشاركة السيدة سناء شبيطة، مديرة جمعية مدرسة الأمهات، التي قدّمت ورقة عمل بعنوان “النساء الكبار في المخيمات: تعليم من رحم التجربة”، استعرضت خلالها واقع النساء الكبيرات في السن في المخيمات، وأهمية توفير برامج تعليمية تستجيب لاحتياجاتهن.

قالت شبيطة:

“نحن لا نقدم تعليمًا بالمعنى التقليدي، بل نمكّن النساء من فهم ذواتهن ومجتمعهن وحقوقهن. كل حصة في المدرسة، وكل حلقة نقاش، هي مساحة استرداد لصوت المرأة المهمشة والمقموعة تاريخيًا.”

كما شارك في الجلسة ممثلون عن مركز يافا الثقافي، ومركز موارد الجامعة، واتحاد نقابات عمال فلسطين، إضافة إلى مداخلة من الأستاذ تيسير نصر الله ممثلًا عن وزارة التربية والتعليم، إلى جانب الدكتور سليمان كايد.

ختامًا، أكد المشاركون على ضرورة وضع استراتيجية وطنية شاملة لتعليم الكبار، تراعي خصوصية الحالة الفلسطينية، وتعزز من التكامل بين الجهات الرسمية والأهلية.

إعداد لؤي صوالحة

شبكة المسار الإخباري – نابلس

2025/07/23