ايمن عودة: يجب علينا وقف هذه المقتلة

قال رئيس تحالف الجبهة/العربية للتغيير النائب أيمن عودة في حديث لـ«القدس العربي» إن الواجب الأكثر وطنية وأخلاقية علينا هو وقف هذه المقتلة الإسرائيلية في غزة، مشددا على ضرورة بقاء التناقض الأساسي ليس بين الفصائل الفلسطينية المختلفة بل بينها مجتمعة ضد الاحتلال حتى يتم إنهاؤه. قال عودة (49 عاما) الذي يشغل عضوية الكنيست كنائب عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، منذ 2015 وترأس خلال ذلك القائمة المشتركة إنه يستعد لقيادة مشروع نضالي فلسطيني إسرائيلي لإنهاء الاحتلال رغم ما تتركه الحرب على غزة بل بسببها، منبها أن التاريخ يشير إلى أن ساعات ما قبل الفجر هي الأكثر حلكة، وأن المحتلين أبدوا مواقف الأكثر تشددّا في الفصل الأخير قبيّل إنهاء احتلالهم. ويضيف «هذا ما حصل في الجزائر وفي الفيتنام وفي جنوب أفريقيا وغيرها». في هذا الحديث يتحدث أيمن عودة عن نفسه وعن تجربته كفلسطيني في البرلمان الإسرائيلي خلال فترة الحرب على غزة وهو على بعد أمتار فقط من المسؤولين الإسرائيليين الذين يصدرون تعليمات تؤدي لقتل آلاف النساء والأطفال الفلسطينيين. كذلك يتوقف أيمن عودة عند الموقف الرافض لمشاركة فلسطينيي الداخل في انتخابات الكنيست والعضوية فيه ويرون أن ذلك مصلحة لإسرائيل التي تستغل وجودهم فيها باقة ورد على طاولتها لتزيين ديمقراطيتها المزيفة، مشددا على حيوية المعركة على يهودية الدولة وعلى المساعي التي تريد تحويل إسرائيل لدولة ثنائية القومية بالتواجد في المواقع المختلفة فيها. كما يقدم ترجيحه متى تنتهي الحرب على غزة ويتوقع انفجار موجة احتجاج واسعة داخل إسرائيل، ويعلل رفضه القاطع لمن يحاول تسخيف الضربة الجوية الإيرانية على إسرائيل ويعتبرها حدثا جللا ومؤسسّا له ما بعده، وفيما يلي نص الحوار.

○ وأنت في السنة التاسعة داخل البرلمان الإسرائيلي «الكنيست» كيف تشعر كنائب عربي فلسطيني في ظل هذا العدوان الإسرائيلي الدموي على غزة؟

• ذات مرة سألت النائب الشيوعي توفيق طوبي: ما هو أصعب يوم لك في الكنيست؟ وقد أشغل عضويته 40 عاما نائبا عن الحزب الشيوعي الإسرائيلي فقال: كان ذاك اليوم خلال حرب 1967 عندما بدأ الجيش الأردني يقصف نحو مبنى الكنيست فأنزلونا إلى الملجأ وفي سري كنت أتمنى أن تكون نتيجة الحرب كما كانت في حرب السويس عام 1956 ولكن بعد ساعة جاء أحد الحراس وأبلغ موشيه ديان بما حدث فعلت قهقهاتهم فيما كنت أنا على أرض الملجأ مثل «الأجرب». في الشهور الأخيرة تذكّرت هذه المسألة عدة مرات خاصة أن العنصرية الإسرائيلية بلغت منسوبا غير مسبوق، فحتى موظفي وعاملي الكنيست تعاملوا معنا كنواب عرب كأعداء في أجواء قاتمة. كانت تجربة مرة من الناحية النفسية أن تكون على بعد خطوتين ممن يتخذون قرارات في إسرائيل تؤدي لقتل نساء وأطفال من شعبك داخل قطاع غزة. أنا أكتب يومياتي وأوثق ما يحصل معي، فكتبت عن هذه التجربة مخاطبا أطفالي في الأيام السابقة. النائب العربي في الكنيست يسير على الدوام على خيط رفيع بين القومي وبين المدني، تارة يسقط في القومي وتارة في المدني، لكن في فترة الحرب على غزة كان الأمر فارقا للغاية حينما تكون عربيا داخل البرلمان الإسرائيلي المثقل برموز صهيونية. مع ذلك ساهمنا في رفع معنويات شعبنا وواجهناهم في عقر دار ظلمهم. كجماعة وكقيادات تصرفنا في هذه الفترة الصعبة بشجاعة وحكمة وقد أحسنا التصرف فوضعنا الاستثنائي في الداخل كحال من قيل عنه:

لا خَيلَ عِندَكَ تُهديها وَلا مالُ.. فَليُسعِدِ النُطقُ إِن لَم تُسعِدِ الحالُ

○ ومع ذلك شهدنا انتقادات فلسطينية وعربية موجهة لفلسطينيي الداخل أنهم التزموا الصمت هذه المرة بخلاف ما جرى خلال هبة الكرامة في مايو/أيار 2021؟

• جوهريا، أريد أن أشيد بموقف شعبنا، فالفلسطينيون الباقون هنا في وطنهم يرون بالنكبة حدثا مؤسسا، وكل حدث موجع بالنسبة لهم يعيدهم لها. كان الأمر المطلوب حماية الناس وتفويت الفرصة على بن غفير وأمثاله. طبيعي أن نخرج للاحتجاج في بدايات الأحداث كما فعلنا في الماضي وكما حصل في مطلع الانتفاضة الثانية عام 2000 على سبيل المثال، لكن هذه المرة كان الهجوم العيني (لا أقصد هنا السياق العام) قد بادرت له حركة حماس فكانت هناك حاجة للتريث. ومع بدء العدوان على أهلنا في القطاع تحركنا بالاحتجاج وواضح أن إسرائيل أعادتنا لفترة الحكم العسكري الممتدة من 1948 إلى 1966 حيث تجنّدت الدولة العميقة أيضا لقمعنا ومع ذلك رفعنا صوتنا.

○ كيف تقيم منافع مشاركة فلسطينيي الداخل في عضوية البرلمان الإسرائيلي خاصة أن هناك من يعتبرها خدمة لمصالح إسرائيلية وروايتها؟

• معركتنا الأساسية الأهم هي المعركة على يهودية الدولة وفكرتنا أن نحولها لدولة ثنائية القومية في الكنيست وخارجه وفي كل موقع متاح، وبالذات في هذه الفترة، فترة الحرب أيقنت كم هو مهم وجود نائب عربي في الكنيست حيث كنا نستفيد من الحصانة الممنوحة له للاحتجاج وإشهار الموقف السياسي السليم. أؤمن أن النقاش الفلسطيني الأساسي الذي يحدد المصطلحات والتحالفات وكل شيء هو الحل النهائي للقضية الفلسطينية. ما دام حل الدولتين مطروحا علينا هنا أن نضع وزننا لإنهاء الاحتلال ومحاولة التأثير على الرأي العام الإسرائيلي من خلال إلقاء وزننا في المعترك السياسي في إسرائيل أيضا فهذا الحضور استراتيجي. من هنا استنتج أن المشكلة ليست بوجود نواب عرب في الكنيست الإسرائيلي بل العكس وبالعزوف عن المشاركة فيه. لو صوت المواطنون العرب في إسرائيل كما صوت اليهود لما وصل نتنياهو وائتلافه العنصري المتشدد للحكم ولا مرة من المرات الست. صحيح أن المشكلة أكبر وأعمق من نتنياهو ومن الخطأ حصرها به بيد أن القصد هنا أن نملك أوراق تأثير.

○ ما هي توقعاتك للانتخابات المقبلة فالحرب على غزة من شأنها أن تبعد المواطنين العرب في البلاد عن المشاركة فيها؟

• عندما يخرج الوزيران غانتس وايزنكوت من الحكومة، على ما يبدو في حزيران/يونيو المقبل، ستشهد إسرائيل موجات احتجاج واسعة ولا أستبعد خروج مليون إسرائيلي للشارع وهذا سيكون إيذانا ببدء سقوط حكومة نتنياهو. هما المفتاح وبقاؤهما في الائتلاف اليوم يخدم نتنياهو. بعد مغادرتهما الحكومة ستجتاح المظاهرات إسرائيل وستكون مميزة كما وكيفا وأتوقع محاصرة الكنيست بآلاف الإسرائيليين ممن سيبيتون داخل خيم لأيام طويلة ومحاصرة الوزراء والنواب في بيوتهم حتى تسقط الحكومة وتذهب إسرائيل لانتخابات عامة في مطلع العام 2025.

○ وما هي توقعاتك لكيفية مشاركة الأحزاب العربية في انتخابات الكنيست، وما هي احتمالات عودة القائمة العربية المشتركة؟

• أنا شخصيا أؤيد عودة القائمة المشتركة بما يشمل القائمة العربية الموحدة برئاسة النائب منصور عباس ولن نطالبهم بالاعتذار عن مواقفها ومواقفه بل سنكتفي بالتزامهم بالبرنامج السياسي والتنظيمي الخاص بالمشتركة والذي على أساسه فازت بـ 15 مقعدا. مع ذلك أنا واقعي وأستشعر أين تهب رياح الموحدة فهي تصرح بأنها ذاهبة لخوض انتخابات الكنيست لوحدها. في المقابل أسمع أيضا أن التجمع الوطني الديمقراطي برئاسة سامي أبو شحادة يرتب لخوض الانتخابات لوحده مجددا رغم عدم اجتيازه نسبة الحسم في المرة الماضية للأسف. لذا أتمنى أن تتكون المشتركة من ثلاثة أحزاب طالما تصر الموحدة على خوض الانتخابات لوحدها. اليمين الصهيوني سيسقط في الانتخابات المقبلة لصالح المركز- اليسار الصهيوني لكن هذه ستبقى حكومة وحدة وطنية كما حصل في إسرائيل بعد كل كارثة كبيرة ولأن «المركز- اليسار» بعد انقطاع طويل عن الحكم يبحث عن شرعية حكمه باعتراف اليمين الصهيوني به وبحكمه. هذا هو الاتجاه العام. نعم صحيح هناك اتصالات بيننا، الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، مع التجمع الوطني الديمقراطي، تحتاج لأن تصبح حوارا منهجيا.

○ تتحدث التسريبات والتصريحات أنك ذاهب لقيادة مشروع شعبي، فلسطيني-إسرائيلي يهدف للدفع نحو تسوية القضية الفلسطينية، هل تترك الحرب على غزة متسعا لذلك؟

• نعم. في أيار/مايو الماضي أعلنت أنني لن أرشح نفسي لانتخابات الكنيست المقبلة وأنا اليوم أنتظر أن أنهي عضويتي في البرلمان الإسرائيلي لأنطلق في المشروع الجديد. الأمل الأهم والوحيد الآن هو وقف المقتلة ووقف الحرب على غزة. بعد ذلك أسمح لنفسي القول إن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي قد ذهبا في اتجاه أوسلو ليس فقط بعد الانتفاضة الأولى بل بعد النكبة عام 1948 وتبعاتها. وقتها قال 85 في المئة من الفلسطينيين في استطلاع للشقاقي إنهم يؤيدون تسوية الدولتين وفي المقابل صوت 56 في المئة من الإسرائيليين لإيهود براك في انتخابات 1999 لمنح فرصة لاستكمال مساعي التسوية بعد اغتيال رابين. هذا بصرف النظر عن الضرر الذي أحدثه براك خلال وبعد مفاوضات كامب ديفيد عام 2000. أعود للفكرة بأن الشعبين بحثا عن حلول بعد كل أزمة كبرى. عندما أسمع خطاب حماس حول حدود 67 أو حديثها عن دولة إسلامية يعيش فيها بمساواة المسلمون والمسيحيون واليهود وعندما أنظر لبرامج الفصائل الفلسطينية لا أرى طرحا واحدا يدعو لطرد اليهود من فلسطين اليوم. هناك دولة علمانية للجميع أو دولة إسلامية للجميع. إذن فإن الشعبين باقون هنا ولابد من استغلال التأييد الشعبي العالمي الجارف للقضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين. القضية الفلسطينية صارت قضية أمن عالمي وهذا يذكر بما قاله الراحل ياسر عرفات في الأمم المتحدة عام 1974 إن السلام والحرب في العالم يبدآن في فلسطين. وقتها قال أبو عمار مقولة رومانسية واليوم باتت مقولة علمية. علينا اليوم أن نوظف هذه الحرب على غزة رافعة لتسوية الصراع واستعادة الشعب الفلسطيني استقلاله وحريته.

○ الآن؟ والإسرائيليون يرون بدولة فلسطينية هدية للفلسطينيين ينبغي حرمانهم منها بعد السابع من أكتوبر وفق روايتهم الرسمية؟

• لا يوجد محتل في التاريخ قد سلّم باحتلاله ببساطة. دائما ترتفع الكراهية وتتصاعد قبيل بدء الحل. هكذا كان في الجزائر وفي الفيتنام وفي جنوب أفريقيا تشدد الحزب الوطني ضد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي ولكن بعدها انقشعت الظلمة وبزغ فجر الحرية. بعد هذه المقتلة التي يتعرض لها أهلنا في غزة علينا أن نكون أوفياء لشعب التضحيات وتركيز جل طاقاتنا لإنهاء الاحتلال.

○ وأنت شخصيا؟

• في أيار/مايو الماضي أعلنت عدم ترشيحي للكنيست مجددا وفور إنهائي عملي البرلماني الحالي سننطلق في هذا المشروع الفلسطيني-الإسرائيلي الواسع لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام. بعد السابع من أكتوبر والعدوان المتوحش على شعبنا أصبح هذا الموضوع الأكثر التهابا في العالم. سننطلق في هذا المشروع مع ملايين الشرفاء من أبناء شعبنا وسيشمل عدة مبادرات منها إنجاز عريضة يوقعها مليون فلسطيني وإسرائيلي يطالبون بإنهاء الاحتلال.

○ ستجد تعاونا في إسرائيل فعلا؟

• أجريت في آب/اغسطس 2023 استطلاعا بين الإسرائيليين أظهر أن 29 في المئة منهم يؤيدون تسوية الدولتين، وقبل شهرين أجريت استطلاعا جديدا أظهر أن النسبة تراجعت إلى 15 في المئة، بيد أن الجديد هذه المرة أن 81 في المئة منهم يرون أن الموضوع الفلسطيني هو الأهم في الحياة بالنسبة لهم وهذا ما لم يكن في الماضي، وهم أيضا يوافقون على تسوية دولية تشمل ضمانات أمنية. بعد ما تنتهي هذه الحرب علينا بالعمل الفوري لجسر هذه الفجوة لصالح إنهاء الاحتلال.

○ متى تنتهي الحرب على غزة؟

• حكومة إسرائيل الحالية بلغت من الإجرام لدرجة التأهب لاجتياح حتى رفح وارتكاب مذابح جديدة وسط استغلال التصعيد مع إيران ومساومة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي للتعويض عن ضربة إيران. بعدها من المرجح أن تتحول الحرب لمناوشات دائمة داخل القطاع كما كان في لبنان بعد 1983. لكن المطلوب هو فعل كل شيء ممكن من أجل منع الاحتلال من اجتياح رفح وإنهاء الحرب على غزة بالسرعة القصوى. لا أعتقد أن جيش الاحتلال سينسحب بالكامل من غزة قبل انتخابات عامة جديدة في إسرائيل لأن هذا مرتبط بمصلحة نتنياهو وحكومته. أحيانا شهدنا تناقضا في مواقف المستويين العسكري والسياسي في إسرائيل لكن هذه المرة المؤسسة الأمنية متطابقة مع الحكومة لأنها هي الأخرى متورطة بالفشل الذريع في حرب السابع من أكتوبر ولذا فهناك تواطؤ مشترك لإطالة أمد الحرب وهذا لن يتوقف إلا بتغيير حكومة الاحتلال الحالية.

○ هناك من يعتبر أن ضربة إيران الجوية صرفت أنظار العالم عن الحرب على غزة وأعادت صورة الضحية لإسرائيل بعدما كانت دولة منبوذة في العالم فما رأيك؟

• المعتدون هم حكام إسرائيل وهذا بالمفهوم الشمولي وكذلك بالمفهوم العيني المتمثل بقصف السفارة الإيرانية في دمشق. وثمة شيء جديد هنا حيث تقصف دولة بالصواريخ والمسيرات إسرائيل وهذا حدث جلل ومؤسس لما بعده ولست أبدا ممن يقللون من خطورة الضربة الإيرانية هذه لكنني أحذر من استمرار الحرب على غزة والموقف الأكثر وطنية وأخلاقية الآن هو وقف الحرب على غزة.

○ أين أنت ممن يدعون والآن أيضا لمراجعة فلسطينية لما جرى منذ السابع من أكتوبر أو من قبله حتى اليوم؟

• على الحركة الوطنية الفلسطينية مراجعة إجراءات وأمور تقوم بها دائما وهذا ينطبق على الحالة الراهنة لكن بعيدا عن الرواية الإسرائيلية الرسمية. من الطبيعي أنني أعارض كل قتل لأي مدني وضد خطف طفل أو امرأة عمرها 85 سنة. هذا موقف أخلاقي بعيد كل البعد عن إسرائيل فهي آخر من يقدم نصائح أخلاقية منذ اقترافها جرائم تاريخية وحتى ارتكاب جرائم حالية داخل قطاع غزة. من المشين أن يبقى التناقض قائما بين الفصائل الفلسطينية ذاتها هو الأساس، فالتناقض الصحيح ينبغي أن يبقى بينها مجتمعة وبين الاحتلال وتكريس كل الطاقات لإنهائه.

 

بطاقة هوية:

 

أيمن عادل عودة (مواليد 1 يناير 1975 في حيفا) محام وسياسي من عرب 48 يشغل حاليا منصب نائب في الكنيست الإسرائيلي عن تحالف الجبهة – العربية للتغيير. كان في عضوًا في مجلس بلدية حيفا منذ عام 1998 وحتى 2003 خلال الفترة التي كان فيها عمرام متسناع رئيسًا للبلدية، كما وأشغَلَ منصِبَ الأمين العام للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة بين عام 2006 وحتى 2015 ورئيساً للقائمة المشتركة بين عام 2015 وحتى 2022. ولد أيمن عودة وترعرع في حي الكبابير في مدينة حيفا، لأسرة عصامية، وتعلم في مدرسة أهلية في حيفا.

تركت سنوات الثمانينات الّتي كانت حافلة بالأحداث ومنها حرب لبنان 1982 واندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى 1987 أكبَرَ الأثر على وجدان أيمن عودة، وهو يقول إن صحيفة الحزب الشيوعي «الاتحاد» التي كانت تصل بيتهم يوميًا صقلت شخصيته، ولها أكبر الأثر في تكوينه بعد أبويه اللذان كان حديثهما وتربيتهما الوطنية جزءًا أساسيًا من الحياة اليوميَّة في البيت.

وقد كانت له نشاطات منذ المرحلة الثانوية، وانتخب رئيسًا لمجلس طلاب المدرسة، وكانت له تجربة عنيفة مع جهاز المخابرات الشاباك التي حققت معه وهو تلميذ والتي تركت أثرًا كبيرًا على نفسيّته، وعلى جميع أفراد عائلته حيث حُقق معه مرارًا ولاحقته أجهزة الأمن الإسرائيلية بسبب نشاطه الدؤوب بين المواطنين العرب في حيفا. متزوّج من الطبيبة نردين عاصلة من مدينة عرابة البطوف شقيقة أحد شهداء هبة القدس والأقصى وانتفاضة عام 2000 أسيل