
الصحافة الاسرائيلية – الملف اليومي
افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات |
هآرتس 13/2/2025
ترامب ونتنياهو يفكران خارج الصندوق. لكن بأفكار سيئة
بقلم: يوسي كلاين
نقيض التفكير خارج الصندوق هو السير وضرب الرأس بالحائط. صندوقنا غير مستخدم. فهو تغطيه الغبار وخيوط العنكبوت. التفكير لم يكن في أي يوم من الايام الجانب القوي للحكومة، ناهيك عن التحدث عن التفكير خارج الصندوق. نحن في نهاية المطاف لا نفكر، نمشي والرأس نحو الحائط ونسمى ذلك “تصور”. حتى بعد حادثة كبيرة مثل مذبحة 7 اكتوبر، لم نتوقف عن ضرب الرأس بالحائط. ولكن الآن نحن نضرب بصورة اقوى واسرع. مرة اخرى نقوم بشراء السلاح بالمليارات. مرة اخرى نمدد الخدمة العسكرية ونضيف ايام للاحتياط. حتى الآن لم يقم من يقول لنا: كفى، تعالوا نفكر بشيء آخر.
هذا الشخص جاء اخيرا، لكن من امريكا.
يمكننا الضحك حتى الغد على خطة دونالد ترامب، لكن لا يمكننا نفي أنها “شيء مختلف”. من غير الغريب أن عميت سيغل واصدقاءه في القناة 14 استقبلوا الخطة بنشوة. فقد انقذتهم من التفكير المتحجر، أنه فقط جيش اسرائيلي قوي سيبقينا على قيد الحياة. تسعة حروب و25 ألف قتيل خلال 77 سنة لم تقنعهم. ولكن بعد ذلك جاء 7 اكتوبر واثبت أن الجيش “الاقوى في الشرق الاوسط”، نصف مليون جندي ودبابات وطائرات، غير قادر على هزيمة 30 ألف مخرب.
تفكير خارج الصندوق لشخص غبي، لا يجعل هذا التفكير اكثر حكمة. تصريح ترامب لم يكن تصريح حكيم، بل عزاء. أخيرا قال شخص بصوت مرتفع ما خجلوا من التفكير به سرا، والذي اثمر وابل من الافكار المدهشة، بدءا بتجويع غيورا آيلاند ومرورا بترانسفير ايتمار بن غفير وانتهاء بالقنبلة النووية للوزير عميحاي الياهو.
فكرة ترامب تبدو جميلة جدا، الى درجة أن سيغل واصدقاءه تمسكوا بها باظافرهم. لا تتمسكوا بصغائر الامور، توسلوا، ولا تأخذوها منا. اسمحوا لنا أن نستمتع بها لبعض الوقت، ولا تشرحوا لنا كم هي فكرة غبية. تذكروا أنه في نهاية المطاف يوجد لنا تعامل مع شخص كبير عمره ثلاث سنوات مع قدرة محدودة على التركيز. الآن هذه هي الدمية التي يلعب بها، وفي الغد سيستبدلها بدمية اخرى. عاموس عوز، الذي كتب “لن نسمح لكم بطرد العرب… حتى لو احتاج الامر الى الاستلقاء تحت اطارات الشاحنات”، يظهر الآن صبياني بدرجة لا تقل عن ريفييرا غزة لترامب. عن ماذا يتحدث؟ من الذي سيستلقي على الارض؟.
من حسن الحظ أن ترامب كان في يوم جيد نسبيا، حيث كان يمكنه أن يقترح وضع الفلسطينيين على شعاع ليزر وارسالهم الى القمر. ايضا بني غانتس كان سيقول بأن هذا “تفكير ابداعي”. وعميت سيغل لم يكن ليفهم الجحود الذي استقبل به هذا الاقتراح.
اجابة منطقية لدولة سليمة على اقتراح ترامب كان يجب أن تكون: لا، شكرا. الشعب الذي عانى من الابادة والطرد لن يفعل ذلك لشعب آخر. ولكن نحن لسنا عاديين. لاسباب تكتيكية، نحن اعلنا في السابق عن انفسنا بأننا “مجانين”، الامر الذي راق لنا الى درجة أننا اصبحنا مجانين كليا من ناحية استراتيجية.
أي مجنون يفكر خارج الصندوق؟
نتنياهو. عندما يدور الحديث عنه فانه يتميز بذلك. التفكير العادي، المنطقي والسليم، التفكير داخل الصندوق هو تقصير بقدر الامكان معاناة المخطوفين وتسريع اطلاق سراحهم. ألمهم كبير وموتهم قريب. هذا تفكير طبيعي، داخل الصندوق، تفكير انساني، ايضا يتحمل المسؤولية الشخصية. ولكن ليس هذا ما يوجد لدى نتنياهو.
هو يفكر خارج الصندوق. هو يعرف ماذا يحدث لنا داخل صندوقنا. وهو يعرف أنه مع آخر المخطوفين الذين سيصلون ومع آخر الجنود المنسحبين، ستأتي الانتخابات ولجنة التحقيق. لأن سيف هذا النبأ موضوع على عنقه فقد تحول الى ابداعي وأصيل. هو يطيل المفاوضات حول المرحلة الثانية ويؤخر تحرير المخطوفين. هو يفعل كل ما في استطاعته كي يموتوا هناك. يمكن القول بنزاهة بأنه يفكر خارج الصندوق. أروني رئيس حكومة آخر في دولة متنورة كان سيتصرف مثله.
الآن هو يجلس مع الاصدقاء ويفكر جيدا في تحميل المسؤولية لحماس عن انهيار الاتفاق. كم كان يرغب في أن يعلن في التلفزيون، (“في مؤتمر صحفي درامي”)، باكتاف محنية وصوت حزين، بأن رهائن المرحلة الثانية القديسين، رحمهم الله، قرروا التضحية بأنفسهم من اجل الوطن ومن اجل زوجتي العزيزة.
——————————————-
هآرتس 13/2/2025
لم تعد مريام ادلسون هي التي نثق بها، الامر هو إما هي أو العودة الى جهنم
بقلم: اوري مسغاف
هذه صرخة الحقيقة. الجيش النظامي والاحتياط في تجنيد شامل. الاتجاه: غزة. أنا استلم في هاتفي الخاص المزيد من بيانات الجنود وعائلاتهم. نتنياهو يصمم على استئناف الحرب وتدمير صفقة المخطوفين واتفاق وقف اطلاق النار. ربما في الوقت الذي تقرأون فيه هذه السطور هذا الامر سيحدث. ترامب طرح، أو تم اقناعه، فتح باب جهنم. مريام ادلسون قامت بتشغيل مرة اخرى طائرتها الخاصة وسافرت أمس الى واشنطن لاقناعه بالتوقف لحظة قبل الهاوية.
يجب أن تتعودوا على ذلك: مريام ادلسون، الاسرائيلية الامريكية وارملة شلدون ادلسون، رجل المقامرات المشهور، ومؤسس صحيفة “اسرائيل اليوم”، هي التي تقف الآن بين التضحية بالمخطوفين والقتلى المحتملين على مذبح بقاء حكومة نتنياهو وبين العقلانية. مريام ادلسون، وليس رئيس الاركان التارك هرتسي هليفي، أو رئيس الشباك رونين بار الذي تم التشهير به، أو هيئة الامن القومي، أو المحكمة العليا، أو الليكود، أو المعارضة أو الاعلام. مريام ليست هي التي نثق بها، الامر هو إما هي أو الدخول من جديد الى جهنم.
كل شيء انهار. لا يوجد حراس عتبة. لا يوجد توازن وكوابح. لا يوجد كابنت أو حكومة أو أي شيء. نتنياهو ادرك أن عودة المخطوفين هي أمر سيء بالنسبة له. المجندات المراقبات المبتسمات انتهين، واميلي دماري مع اشارة النصر باصابعها الصغيرة. من الآن فصاعدا يوجد اشخاص نحيفين جدا عادوا من اوشفيتس خانيونس، وجثامين. هو لا يريد ذلك. لا يوجد ما يربحه من ذلك. فقط يوجد ما يخسره. انهاء الحرب يهز قاعدته اليمينية. كل هيكل عظمي بشري يعود على قيد الحياة يوضح عمق التخلي وسخافة النصر المطلق. لماذا يستمر في ذلك اذا؟ في نهاية المطاف سيطالبون هنا بتشكيل لجنة تحقيق رسمية. في كارثة ميرون قتل 45 اسرائيلي وتم تشكيل لجنة. في كارثة 7 اكتوبر قتل واختطف حتى الآن 2000 اسرائيلي. يجب تشكيل “لجنة برلمانية” على صيغة الائتلاف – المعارضة تعكس “رغبة الشعب”.
حتى ذلك الحين فان نتنياهو مصمم على استئناف الحرب. الجميع يتحدثون عن المخطوفين الذين تمت التضحية بهم. من الجدير التحدث عنهم، هذا أمر حيوي. لأنه توجد لهم اسماء ووجوه أو على الاقل ما بقي منهم. ولكن ماذا عن الجنود الذين سيقتلون في اطار اعادة احتلال قطاع غزة، بعد أن تم اخلاء ممر نتساريم، وشمال القطاع تم اسكانه بمئات آلاف الفلسطينيين، بينهم ايضا شباب جدد من مجندي حماس، الذين ليس لديهم أي شيء يخسرونه باستثناء الخمسين دولار، الراتب الشهري، وذرة الفخر والكرامة؟.
أنا اتساءل بجدية: ماذا بشأن الجنود الذين سيموتون عبثا؟ كيف سنسميهم؟ كيف سيكونون؟ على الفور سنشاهد صورهم في الصحف وفي الشبكات الاجتماعية. كلمة اطراء: هم شباب، جميلون ومبتسمون. في النهاية هم سيصبحون ملصقات. سيقومون بلصق صورهم في محطات القطار مع جملة ايجابية وعامة عن الحياة التي لم يكادوا يعيشونها.
على ماذا ولماذا؟ نحن نسير مثل القطيع الى المذبح، الى جولة حرب نتنياهو، التي لن يتحقق فيها أي شيء. ما كان هو ما سيكون.
غزة لن تصبح ريفييرا. الفلسطينيون لن يختفوا منها. عشرات الآلاف الآخرين منهم سيقتلون. وعشرات أو مئات من جنودنا سيقتلون ايضا. ماذا بشأن المخطوفين، ما كان هو ما سيكون. ايضا في الضفة الغربية بالمناسبة. هاكم محفز آخر: ايضا من هناك الفلسطينيين لن يختفوا. ايضا هناك سيستمر القتل المتبادل. كثيرون منهم وقليلون منا، الى أن يتقرر النظر الى الواقع مباشرة. بالمناسبة، حتى بعد النظر يبدو أنهم سيواصلون الموت هنا، من الشعبين، لكن على الاقل بدون اوهام الريفييرا والترانسفير، التي ينسجهما عجائز مجانين مع شعر مصبوغ وطبقة ماكياج على جانبي المحيط.
أنا أطلب من كل اسرائيلي واسرائيلية، من رئيس الاركان ورئيس الشباك والمستشارة القانونية للحكومة والمواطن العادي، المعارضة بكل الطرق المشروعة التي يمتلكونها ووقف هذا الجنون.
——————————————-
إسرائيل اليوم 13/2/2025
مستوى مخاطرة إسرائيل يعود للارتفاع
بقلم: نيتسان كوهن
أنهت وزارة المالية والمحاسب العام في الليلة التي بين الثلاثاء والأربعاء تجنيد 5 مليار دولار معدة لتمويل نفقات الحرب والاتفاقات الائتلافية للحكومة.
استكمل التجنيد بأسعار عالية جدا، ما يمكنه ان يشكل السبب لمشاركة 300 هيئة دولية في الاكتتاب.
يدور الحديث عن اكتتاب اول يجرى في الخارج منذ بداية العام 2025، وفي وزارة المالية راضون عن “النجاح”. يبدو أن المحاسب العام ما كان يمكنه أن يختار توقيتا أسوأ من الليلة السابقة، إذ في الأيام الأخيرة ترتفع المخاطرة في اعقاب التخوف من انهيار اتفاق وقف النار. في اعقاب ذلك مستثمرون أجانب (واسرائيليون أيضا) يجنون الأرباح التي نشأت منذ بداية وقف النار في إسرائيل، ويحولون المال الى الخارج.
نحو 300 مستثمر مختلف
انتهى الاكتتاب فيما أن الأرباح التي دفعتها الحكومة عالية جدا وتصل الى 120 – 135 نقطة فوق شهادات الاستثمار الامريكية الموازية. هذه معطيات صعبة جدا على نفقات الفائدة للجمهور الإسرائيلي في السنوات القادمة.
في المالية راضون عن انهم نجحوا في تجنيد المال في الخارج ويقولون ان المشاركين في الاكتتاب ضموا مستثمرين مؤسساتيين كبار كصناديق التقاعد، شركات التأمين، صناديق التعريف، مستثمرين ماليين وهيئات تحوز سندات استثمار لدولة إسرائيل للمدى البعيد. وشارك في الاكتتاب كما أسلفنا نحو 300 مستثمر مختلف من اكثر من 30 دولة في كل ارجاء العالم.
قبل الاكتتاب عقدت لقاءات واسعة مع مستثمرين دوليين في أوروبا وفي الولايات المتحدة بقيادة المحاسب العام يهلي روتنبرغ؛ نائب كبير للمحاسب العام ومدير دائرة التمويل ايل كوهن، واناس وحدة الدين الحكومي في قسم المحاسب العام.
ويقول المحاسب العام روتنبرغ: “هذا هو اكتتاب جماهيري هام يشير الى الاستقرار المالي لدولة إسرائيل والثقة العالية من المستثمرين العالميين بالاقتصاد الاسرائيلي حتى في فترة تحديات عالمية، امنية ومحلية. الأرباح في الاكتتاب تعكس الانخفاض الكبير في مستوى المخاطرة لدولة إسرائيل وتثبته.
“سيواصل قسم المحاسب العام العمل بشكل موزون، مسؤول ومهني في إدارة الدين الحكومي كي يحافظ على الحصانة المالية ويعظم شروط التمويل لدولة إسرائيل في ظل ترسيخ مكانتها كهدف استثمار مطلوب في الأسواق العالمية. نتائج الاكتتاب تعكس ثقة قوية واستقرار للأسواق العالمية في الاقتصاد الإسرائيلي، ويؤكد مكانة إسرائيل كهدف استثمار هام بالمستثمرين ا كبار في العالم”.
——————————————
هآرتس 13/2/2025
هل ترامب صديق لاسرائيل؟ هو العدو الاكثر خطورة عليها
بقلم: جدعون ليفي
ماذا لو أن الرئيس الامريكي، دونالد ترامب، اقترح اقامة معسكرات ابادة لسكان قطاع غزة؟ ما الذي سيحدث عندها؟ يمكن الافتراض أن دولة اسرائيل سترد بالضبط كما ردت على فكرة الترانسفير لترامب: نشوة في اليمين، لامبالاة في الوسط، يئير لبيد يعلن أنه سيساعد واشنطن على طرح “خطة مكملة” كما تطوع بفعله بالنسبة لخطة الترانسفير. بني غانتس سيقول عن الخطة بأنها “تفكير ابداعي، اصيل ومثير الاهتمام”. بتسلئيل سموتريتش بمسيحانيته سيقول “الله احسن صنعا لنا لأنه جعلنا سعداء”. بنيامين نتنياهو سيرتفع في الاستطلاعات.
السؤال المطروح لم يعد سؤال افتراضي. ترامب لن يقترح معسكرات ابادة بالاسم الصريح، لكنه صادق في السابق لاسرائيل على مواصلة الحرب التي لم تعد حرب، بل هجوم بربري على ارض مدمرة. اسرائيل لن تتراجع، لأن ترامب صادق على ذلك. صحيح أنه لا أحد قام وقال للرئيس الامريكي شكرا على افكارك، لكن اسرائيل لن تؤيد في أي يوم طرد الفلسطينيين من قطاع غزة. اذا كان الامر هكذا فمن أين جاءت الثقة بأنه اذا اقترح ترامب الابادة لمن يرفضون اخلاء غزة فان اسرائيل لن تتعاون معه.
بالضبط مثلما كشف ترامب مشاعر الترانسفير التي تنبض في قلب كل اسرائيلي تقريبا، من اجل حل “بمرة واحدة والى الأبد” المشكلة، فان من شأنه أن يكشف عن لبنة اكثر ظلامية، مشاعر إما نحن أو هم. ليس بالصدفة أصبح شخص مشكوك فيه مثله معلم للشريعة في اسرائيل. هو بالضبط ما رغبنا فيه وما حلمنا به: مبيض الجرائم. وسيتبين أنه الرئيس الامريكي الذي تسبب لاسرائيل بأكبر ضرر شهدته في حياتها. لقد كان هناك رؤساء ضيقوا ايديهم في تقديم المساعدات لنا، وآخرون هددونا. حتى الآن لم يأت الرئيس الامريكي الذي يقول بأنه يجب علينا تدمير ما بقي من الاخلاق الاسرائيلية. من الآن فصاعدا فان كل ما يصادق عليه ترامب يعتبر المواصفات والمقاييس الاسرائيلية.
الآن ترامب يدفع اسرائيل نحو استئناف الهجمات في القطاع، ووضع شروط تعجيزية امام حماس. جميع المخطوفين يجب اطلاق سراحهم في يوم السبت القادم في الساعة الثانية عشرة، ليس بعد ذلك بدقيقة، مثلما في المافيا. واذا تمت اعادة فقط ثلاثة مخطوفين مثلما ينص الاتفاق، فان ابواب جهنم ستفتح، وهي لن تفتح فقط على قطاع غزة الذي سبق وتحول الى جهنم، بل ستفتح ايضا على دولة اسرائيل. فهي ستفقد آخر معتقليها. ترامب سمح بذلك. ولكنه سيذهب ذات يوم وربما سيفقد اهتمامه قبل ذلك، واسرائيل ستبقى مع اضرار، اضرار دولة مجرمة ومنبوذة. أي دعاية أو أي اصدقاء لن يتمكنوا من انقاذها اذا سارت على ضوء وحيها الاخلاقي الجديد. أي اتهام باللاسامية لن يسكت صدمة العالم اذا سارت اسرائيل الى جولة اخرى للقتال في غزة. لا يمكن المبالغة في شدة الاضرار، استئناف الهجمات في القطاع، بموافقة وبصلاحية من الادارة الامريكية، يجب وقفه في اسرائيل، الى جانب النضال الكبير من اجل المخطوفين يجب البدء في نضال جديد هنا، ضد ترامب وافكاره الرخيصة. ولكن ليس فقط أنه ليس هناك من يقود هذا النضال، بل ايضا لا يوجد من يبدأه. النضال الوحيد الذي يجري هنا من اجل اطلاق سراح المخطوفين وازاحة نتنياهو هو نضال مهم، لكنه غير كاف.
إن استئناف الحرب هو الكارثة الاكبر التي تقف على الباب وتبشر بالابادة الجماعية. الآن لم يعد هناك أي نقاش حول التعريف: كيف ستكون الحرب اذا لم تكن هجوم على عشرات آلاف اللاجئين المعوزين؟ ماذا سيكون معنى منع المساعدات الانسانية، الوقود، الدواء والمياه، اذا لم يكن ابادة جماعية. ربما أن الـ 15 شهر الاولى من الحرب كانت فقط المقبلات، والـ 50 ألف قتيل الاوائل كانوا المقدمة.
اسألوا كل اسرائيلي وسيقول لكم بأن ترامب هو صديق لاسرائيل. ولكن ترامب هو عدو اسرائيل الاكثر خطورة الآن – حماس وحزب الله لن يفسدا اسرائيل أكثر منه – لأنه أمر بتدمير ما تبقى من الاخلاق الاسرائيلية.
——————————————-
هآرتس 13/2/2025
حتى بعد تحررهما صاحبا محل الكتب لا يعرفان لماذا تم اعتقالهما
بقلم: نير حسون
على خلفية العبء الاخباري من الشرق الاوسط، نجح اقتحام الشرطة لمحل بيع الكتب التعليمية في شرقي القدس في اقتحام كل وسائل الاعلام الكبيرة في العالم، وهذا ليس بالصدفة: يصعب ايجاد صحافي تواجد ذات يوم في القدس لا يعرف هذا المحل واصحابه، عائلة منى. أمس، بعد يوم على اطلاق سراحهما، استرجع احمد ومحمود منى القضية الكفكائية لاعتقالهما بتهمة بيع الكتب.
في يوم الاحد الماضي جاء ستة رجال شرطة الى فرعي المحل الموجودان في شارع صلاح الدين في شرقي القدس. خلال ساعتين تقريبا تجولوا بين الرفوف وتصفحوا الكتب وقاموا بتمشيط وترجمة المجلدات بالهواتف، وبحثوا عن كتب مشبوهة. في النهاية اخذوا 100 – 150 كتاب وقاموا بوضعها في اكياس كبيرة.
“الشعور كان أنهم غير مهنيين. لا يعرفون اللغة الانجليزية أو اللغة العربية”، قال محمود. باللغة الانجليزية يقولون “لا تحكم على الكتاب من الغلاف. هذا ما فعلوه بالحرف الواحد، نظروا الى الغلاف اذا كان يوجد عليه صورة علم أو كلمة غزة أو حماس أو صورة لاحمد ياسين أو صورة لجندي اسرائيلي، وحتى كلمة “لاسامية”. هم لم يأخذوا كتاب رايتشل شعابي عن اللاسامية”. رجال الشرطة ارادوا أخذ الصحف ايضا، ومنها نسخة لصحيفة “هآرتس” باللغة الانجليزية وصحف عربية. ولكن حسب اقوال محمود أحدهم قام باجراء مكالمة وقيل له بأنه لا حاجة الى ذلك.
في النهاية قامت الشرطة باعتقال محمود وابن شقيقه احمد منى، ووضعوا الكتب في سيارة الشرطة وانتقلوا الى مركز الشرطة في المسكوبية. هناك، كما يقولان، وضعوا الكتب على طاولة وبدأوا في تصنيفها. “كان هناك شرطي ذكي قال لهم: انظروا هذه سيرة ذاتية وكتب ابحاث، وليست كتب محظورة. عندها بدأوا في التصنيف”. في نهاية المطاف بقيت اربعة كتب مشبوهة، التي بسببها تم اعتقال محمود وأحمد ليومين.
أحد الكتب هو كتاب صور بعنوان “شعب يسمى فلسطين” للمؤلف المصور البريطاني جي.سي. تورداي. توجد في الكتاب صور لفلسطينيين، وعلى الغلاف الذي اثار شكوك رجال الشرطة صورة لطفل يحمل لافتة عليها صورة لأحد النشطاء الفلسطينيين الذي اطلقت النار عليه وقتل على يد الجيش الاسرائيلي في العام 2001. الكتاب الثاني هو كتاب فن باللغة العربية بعنوان “ذاكرة اللون، القدس بعيون فنان فلسطيني”. الكتاب الثالث هو باللغة الالمانية ويتناول حماس. والكتاب الرابع هو كراسة تلوين للاطفال بعنوان “من النهر الى البحر”. يمكن ايجاد فيه بالاساس صور لفلسطينيين معروفين مثل الشاعر محمود درويش والصحافية شيرين أبو عاقلة، ولكن فيه صفحات مجرّمة اكثر مثل صورة لفلسطيني وخلفه دبابة، وصورة لجنود مسلحين وخلفهم صورة المسجد الاقصى. رجال الشرطة قاموا بالاتصال مع العائلة وطلبوا منها القدوم وأخذ الكتب التي تمت تبرئتها من أي تهمة.
بعد ذلك تم التحقيق مع محمود واحمد مدة ربع ساعة حول ما يعتبر تحقيق تقني عادي جدا. “سألوني: أين تعيش وماذا تفعل؟ وأنا اجبت بأنني ابيع الكتب، ولكني لا اعرف كل الكتب. ايضا اقوم باعداد القهوة للناس. وهم حتى لم يتطرقوا حتى الى مسألة التحريض”، قال محمود.
من مركز الشرطة تم نقلهم الى المسكوبية. الساعة كانت متأخرة وفي غرف الاعتقال لم يبق إلا مكان واحد فارغ. في حينه احمد اعيد الى غرفة اعتقال في المركز ومحمود تم نقله الى المسكوبية. مثل أي معتقل مر في هذا المعتقل في القدس، فان وصفه له يصيب بالصدمة. “اعطوني ملابس، البنطال كان صغير جدا. القميص بدون ازرار. وضعوني في غرفة فيها عشرة اشخاص ولا يوجد فيها ضوء. ضجة كبيرة في الممر. وعندما كان السجانون يمرون كانوا يطرقون بعصا على الابواب. اعطوني فرشة ولكن بدون بطانية أو وسادة، وكانت الفرشة على سرير من الاسمنت. ولأنني وصلت في وقت متأخر فلم يكن طعام. واضح أن شخص ارتدى الملابس التي أعطوني اياها من قبلي. في المراحيض لم يكن ورق تواليت والحمام مكسور والمكان رائحته كريهة. الفرشة كانت قذرة والمراحيض ايضا. عندما تنتقل من مكان الى آخر يعصبون عيونك بكمامة كورونا، ويكبلون يديك والسجان يقوم بجرك بالقوة، بنية أن يتجاوز هو الزاوية وجعلك ترتطم بالحائط. عندما اشتكيت بأن القيود مؤلمة قاموا بشدها اكثر. طوال الوقت كانت اهانات، يشتمون أمك وأختك. ما يحدث هناك لا يمكن تخيله”. وقد جاء من المتحدثة بلسان مصلحة السجون: “مصلحة السجون تعمل وفقا لتعليمات القانون، وأي ادعاء بهذا الشأن يتم فحصه في المكان المخصص لذلك”.
في اليوم التالي تم احضارهم امام القاضي غاد ارنبرغ في محكمة الصلح. الشرطة طلبت تمديد اعتقالهما ثمانية ايام. القاضي حكم بتمديد الاعتقال ليوم واحد. ورغم تمديد الاعتقال إلا أنه لم يتم التحقيق معهما مرة اخرى. التحقيق الاول الذي استمر 15 دقيقة كان التحقيق الاول والاخير.
يبدو أن التحقيق جاء من خلال تحقيق آخر. قبل اسبوعين قام رجال الشرطة باعتقال امرأة في البلدة القديمة، وفي حقيبتها وجدت كتب مشتبه بأنها كتب تحريضية. تم البحث عن مكان بيع هذه الكتب، ووجد أنه محل لبيع الكتب في البلدة القديمة. وعند اقتحام محل بيع الكتب تم العثور على كتب يمكن أن تكون كتب تحريضية حسب القانون. وحسب بيان الشرطة فقد تم ايجاد في المحل كتب ليحيى السنوار وحسن نصر الله وكتب دعت الى المقاومة العنيفة ضد اسرائيل. صاحب المحل تم اعتقاله وتم اغلاق المحل بأمر اداري مدة ثلاثين يوم. من هنا بدأ التحقيق ضد محل بيع الكتب لعائلة منى.
في بيان الشرطة جاء أنه “اثناء نشاطات معينة تم اجراء تفتيش محلين لبيع الكتب يشتبه بأنهما باعا كتب تحتوي على مضامين تحريضية. المشتبه فيهم الذين باعوا الكتب تم اعتقالهم. المحققون في منطقة دافيد بدأوا في عمليات التحقيق وفي اطارها تم العثور على كتب كثيرة تحتوي على مضامين تحريضية مختلفة، لها طابع وطني – فلسطيني”.
رغم الكلمات الكبيرة إلا أن ذريعة اعتقال محمود واحمد لم تكن التحريض، المخالفة التي تحتاج الى مصادقة النيابة العامة من اجل اجراء التحقيق، بل الاشتباه بالمس بسلامة الجمهور، وهي مخالفة تستخدمها الشرطة بشكل دائم. ولكن هنا اضرت الشرطة بمحل يعتبر مؤسسة ثقافية متميزة في القدس. فهذا المحل معروف جيدا لجميع الدبلوماسيين والباحثين والصحافيين الاجانب في المدينة. والدليل على ذلك هو أنه جاء الى الجلسة في المحكمة ثمانية ممثلين دبلوماسيين عن ثماني دول وممثل عن الاتحاد الاوروبي.
“جميع الكتب الموجودة في المحل، موجودة ايضا في المكتبة الوطنية. وجميعها تم اصدارها في دور نشر معروفة”، قال محمود. “نحن نتحدى رواية اسرائيل، وايضا الرواية الفلسطينية. نحن نؤمن أنه لدينا التزام بمجتمعنا ومهمتنا وسنستمر في ذلك. اذا كانت اسرائيل تريد البدء في مراقبة الكتب فيجب عليها نشر قائمة باسماء الكتب المسموح والممنوع قراءتها”. “هذه التجربة تظهر لي وضع الحرية في هذا المكان”، قال احمد. “حرية التعبير وحرية الكلام وحرية الحركة، كم هو سهل اخذك ووضعك في اسوأ مكان يمكن أن يخطر بالبال، مقطوع عن العالم كليا. ولكن عندما تم فتح باب المعتقل وشاهدت كاميرات مراسلين كثيرة موجهة نحوي عرفت أنه ما زال يوجد أشخاص يعنيهم أمرنا، الثقافة والمعرفة”.
——————————————
إسرائيل اليوم 13/2/2025
ثأر ابن سلمان – مسألة وقت
بقلم: جلال بنا
انعطافة مشوقة وقعت هذا الأسبوع بين الدولتين المسيطرتين في الشرق الاوسط، الحليفتين الاكبر للولايات المتحدة، إسرائيل والسعودية.
في اعقاب تصريح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بان الدولة الفلسطينية يمكنها ان تقوم على أراضي السعودية اذا ما رغبت السعودية في ذلك.
في السعودية يهاجمون نتنياهو بشكل شخصي، ويصفونه هناك كـ “متطرف للغاية”. هذا ليس تصريحا مميزا لنتنياهو، الذي أكثر في السنوات الأخيرة بالتباهي باتفاق التطبيع مع خمس دول عربية وفي أن مزيدا من الدول العربية ستنضم الى هذه الاتفاقات، بل ونشر انه سبق والتقى بولي العهد محمد بن سلمان.
الرد السعودي في البيانات الرسمية التي وصفت نتنياهو كـ “رئيس حكومة الاحتلال” لم يكن هو الاخر مميزا، ولأول مرة منذ سنين في وسائل الاعلام الرسمية السعودية يوجه انتقاد لاذع لإسرائيل، يركز على نتنياهو. في قسم من النقد الجماهيري يستخدم تعبير “العدو الصهيوني”، الذي غاب في السنوات الأخيرة عن القاموس السعودي بل وعن الأجوبة والردود من جانب وزارة الخارجية السعودية في سياق الحرب في غزة.
منذ بضع سنين والسعودية تمتنع عن الوقوف ضد إسرائيل علنا. تصريح رئيس الوزراء كان مثابة كسر للقواعد لكنه لم يعتبر كوقوف ضد إقامة دولة فلسطينية بل كنوع من الاستخفاف والاهانة بالسعودية، التي أعربت غير مرة عن استعداد للوصول مع إسرائيل الى اتفاق تطبيع يضم كل الدول العربية.
بتقديري، إحساس الاهانة والغضب لدى السعوديين من شأنه أن يؤدي ليس فقط الى ابعاد التطبيع الذي بدأ لتوه بين الدولتين بل والى ثأر سعودي أيضا. ابن سلمان لا ينسى خصومه.
لاعب هام جدا لم يطالب بعد بالتطرق الى المسألة الإسرائيلية السعودية هو الرئيس ترامب الذي يمكن أن يجد نفسه يدير أزمة دبلوماسية بين صديقيه وخصميه في نفس الوقت. ترامب لن يسارع الى اغضاب أو إهانة السعوديين، الذين يتوقع منهم استثمارا بحجم ميزانية دولة إسرائيل لـ 4 أو 5 سنوات، بخاصة عندما يدور الحديث عن رئيس يرى كل شيء بعين تجارية.
هذا التطور، إضافة الى خطة الترحيل لسكان القطاع والتي تؤثر على مصر والأردن، هو سبب مركزي لابعاد التطبيع بين إسرائيل والسعودية، التي اتخذت حتى الان خطوات عملية تجاه التطبيع. الخطوة الأولى والهامة هي فتح سماء المملكة لعبور طائرات إسرائيلية أدى الى تخفيض ازمنة الطيران بين إسرائيل والشرق الأقصى، وإعطاء مباركتها لخمس دول عربية وقعت على اتفاقات إبراهيم ومتعلقة بها اقتصاديا، سياسيا بل وامنيا – مثل المساعدة السعودية في اثناء الحرب للهجوم على الحوثيين في اليمن، وتغيير الحكم في سوريا.
يبدو أن حلم ترامب للتطبيع بين إسرائيل والسعودية آخذ في التبدد، والفجوة بين الدولتين تتسع في ضوء التطورات الكبرى. من الصعب الافتراض بان الاتفاق سيوقع في اثناء ولاية الرئيس ترامب، أساسا في ضوء تركيبة الائتلاف التي سترفض كل اقتراح من الدول العربية بتسوية القضية الفلسطينية. ترامب لن يسارع للتخلي عن السعودية كشريك له او أساسا كممولة لخططه. وعليه فان الاسناد لإسرائيل يمكن أن يكون محدود الضمان والتطورات يمكنها أن تسرق الأوراق.
——————————————
هآرتس 13/2/2025
حماس تشدد مواقفها بضغط السكان في غزة وتخاطر باعطاء ذخيرة لخطة ترامب
بقلم: جاكي خوري
بيان حماس امس بخصوص أن بعثة للمنظمة وصلت الى القاهرة وبدأت في لقاءات مع كبار رجال المخابرات المصرية، يثبت بأن حماس لا تنوي تحطيم الادوات والتسبب بانهيار وقف اطلاق النار. على رأس البعثة، التي حسب البيان من شأنها أن تتناول تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار، يقف رئيس طاقم المفاوضات، خليل الحية، الذي منصبه الرسمي هو رئيس المكتب السياسي لحماس في القطاع. الحية هو الرجل المسيطر على كل عملية المفاوضات، والذي يتواصل مع من بقوا من كبار قادة حماس في القطاع وعلى رأسهم محمد السنوار. استدعاء الحية يدل على أن الحوار الذي يجري هو حيوي، بل وحاسم، من اجل تثبيت وقف اطلاق النار.
النبضات التي تم تطبيقها في المرحلة الاولى في الصفقة تثبت أنه في حماس ما زالت توجد هيكلية قيادة وعلاقة مستمرة بين قيادة الميدان في القطاع وبين مكتب حماس السياسي في الدوحة. بطبيعة الحال هذه العلاقة تعززت بعد دخول وقف اطلاق النار الى حيز التنفيذ، وشعور رؤساء حماس هو أنهم في أمان على الاقل بشكل مؤقت، الى حين انتهاء الصفقة.
سواء اعترف بذلك رؤساء حماس أم لا، فانها كمنظمة تضررت بشكل كبير جدا. قدراتها العسكرية، خاصة تهديد الصواريخ على اسرائيل، وامكانية تنفيذ خطط هجومية خارج حدود القطاع، تعرضت لضربة شديدة. حماس تحاول الآن مواصلة اظهار حضورها على الارض، سواء عن طريق قوات الشرطة أو من خلال استعراض للقوة العسكرية امام العدسات كما ظهر في عمليات تحرير المخطوفين حتى الآن. حماس تفعل ذلك على طول القطاع، من جباليا في الشمال وحتى مدينة غزة، ومرورا بدير البلح في الوسط وانتهاء بخانيونس في الجنوب.
هذا الحضور مهم جدا في صراع السيطرة على القطاع، لكن هامش المناورة في المفاوضات التي تجري بين القاهرة والدوحة يبدو أنه محدود ازاء التحديات الداخلية والاقليمية التي تواجه قيادة حماس في القطاع وخارجه. في الساحة الداخلية يزداد ضغط السكان، وهو يتمثل بالاساس بالمطالبة بادخال المساعدات الانسانية. الجو الماطر في القطاع يؤكد النقص الكبير في الخيام والكرفانات ويزيد ضائقة المهجرين، ومنظومات حيوية على رأسها المنظومة الصحية، تجد صعوبة في العمل بدون توفير المعدات بشكل منظم. كل ذلك اجبر رؤساء حماس على القيام بعملية متطرفة واصدار البيان بشأن تأخير تحرير المخطوفين. مع ذلك، في حماس اختاروا اصدار هذا البيان قبل خمسة ايام على موعد اطلاق سراح المخطوفين في يوم السبت القادم، من خلال ادراك الاخطار التي تنطوي على هذه الخطوة. مثلما ثبت فان هامش الزمن يمكن أن يسمح للاطراف، بالاساس دول الوساطة، العمل بشكل كثيف من اجل التوصل الى صيغة تعيد الصفقة الى مسارها.
في حماس يدركون جيدا أن التصميم على موقفهم يمكن بسهولة أن يسمح لاسرائيل بالعودة بشكل سريع الى هجمات كثيفة في القطاع، ومع ادارة مثل ادارة ترامب وخطته لطرد سكان غزة فانه يجب عدم توقع وجود أي أحد يوقف اسرائيل.
في حماس يواجهون معضلة قضية المساعدات الانسانية. هم يدركون أنه اذا تفاقم الوضع الانساني اكثر في القطاع بسبب ضغط اسرائيل العسكري أو بسبب تجميد ادخال المساعدات، فان صور السكان الذين يعانون فقط ستعزز ادعاء ترامب بخصوص الاخلاء. مشهد الاطفال الجائعين والذين يرتجفون من البرد يمكن أن يزيد على مصر والاردن الضغط من اجل تبني الخطة. حماس ستضطر الى التقرير هل ستتنازل في قضية ادخال المساعدات وحجمها ومنع هذا المشهد، أم أنها ستتشدد في مواقفها على أمل أن تستخدم مصر والاردن ودول عربية اخرى الضغط من اجل زيادة ادخال المساعدات وتحقيق تحرير المزيد من المخطوفين.
هذه المعضلة ليست فقط معضلة قيادة حماس، بل هي معضلة مشتركة لكل من يتعامل مع قطاع غزة. تنفيذ الصفقة بكل مراحلها وادخال المساعدات فقط يعزز سيطرة حماس على الارض، في حين أن اسرائيل والولايات المتحدة تسعى الى انهاء حكمها. في المقابل، مصر والاردن، اضافة الى السعودية، تبحث عن خطة تقنع الرئيس ترامب بأنه يمكن اعادة اعمار القطاع مع وجود السكان وبدون اخلائهم، وذلك من اجل ازالة السيف الامريكي عن اعناقهم.
في خارطة المصالح المفتوحة الآن على طاولة المفاوضات لا يوجد التقاء مصالح، بل تصادم. حماس تريد السيطرة، في حين أن اسرائيل تبحث عن طريقة لانهاء حكمها هناك وحتى اخلاء سكان القطاع. في مصر وفي الاردن يحاولون منع طرد الغزيين على حسابهم، لكنهم يحذرون من خطوات يمكن أن تزيد من قوة حماس وتبعد اكثر السلطة الفلسطينية، التي توجد بالاسم فقط، وحتى الآن هي لم تؤثر حتى بالقليل جدا في العمليات في المنطقة.
——————————————
إسرائيل اليوم 13/2/2025
السيسي يخشى.. شبه جزيرة سيناء ستكون عش إرهاب غزة
بقلم: شاحر كلايمن
“رفض الهجرة (من غزة) هو مبدأ مصري صلب – بالضبط مثل الحفاظ على السلام وعدم التدخل في أي حرب” – هكذا أوضح مؤخرا إبراهيم عيسى مقدم تلفزيوني مصري معروف مقرب من الحكم. يحتمل أن يبدو هذا القول للاسرائيليين غريبا بعض الشيء. ففي كل بضعة أيام ينشر شريط آخر لمسيرة عسكرية في بلاد النيل. ويمكن للمرء حقا أن يسمع طبول الحرب. فضلا عن ذلك، قيل غير مرة ان مصر هي جيش توجد له دولة وليست دولة يوجد لها جيش. فهل هذه الدولة بالذات تتحفظ على الحرب؟ كي نفهم المنطق يجب أن نفهم المبنى الهرمي للمجتمع المصري.
الجنرالات يسيطرون في الدولة
منذ ثورة الضباط الاحرار في 1952، التي أطاحت بالملكية، تسيطر في مصر النخبة العسكرية. في احداث الربيع العربي أيضا كان من أطاح بحسني مبارك هم الضباط الكبار. في بداية الأسبوع، احيوا في القاهرة 14 سنة على الإعلان الدراماتيكي لنائب الرئيس، عمر سليمان، الذي اعلن فيه عن نقل الصلاحيات السلطوية من مبارك الى المجلس العسكري الأعلى.
في مصر الجيش ليس مجرد منظمة عسكرية؛ فالجنرالات يسيطرون على مئات المخابز، مشاريع البناء والفنادق. حسب التقديرات، فان ثلث الاقتصاد المصري يوجد تحت سيطرتهم. من هنا يمكن أن نفهم لماذا يعد التهديد الأكبر على الحكام في مصر واليوم عبد الفتاح السيسي هو ليس الاخوان المسلمين ولا حتى المتظاهرين الذين يحتجون بجموعهم. فهؤلاء وأولئك قابلون للقمع.
التهديد الأكبر يوجد في صفوف الجنرالات. اذا لم يواصل السيسي تضخم ميزانيات الجيش فالقرار سيؤثر فورا على مصالحهم الاقتصادية والشخصية. عتاد اقل وقوات اقل – مال اقل وهكذا دواليك. للسبب إياه بالضبط، فان الحرب تشكل خطرا مشكوك ان تكون القيادة في القاهرة مستعدة لان تأخذه. يكفي أن نذكر ان هزائم الجيوش العربية أدت في الماضي الى انقلابات والى تغييرات في الحكم. في سوريا، وزير الدفاع حافظ الأسد صعد الى الحكم بعد حرب الأيام الستة. المعركة تلك ايضا أدت الى نهاية طريق الرئيس المصري جمال عبد الناصر. بعد ثلاث سنوات من ذلك توفي وحل محله نائبه أنور السادات. باختصار، لا طريقا أكثر ضمانة لفقدان الحكم من حرب ضد إسرائيل.
مصالح وكراهية لاذعة
بالمقابل، حتى نحو خمسة عقود على اتفاقات السلام لم تلغي جنون الاضطهاد المصري. في بلاد النيل يوجد تخوف دائم في أوساط دوائر معنية من “تطلعات التوسع الإسرائيلية”.
في مناورات دورية، السيناريو هو اجتياح من الجيش الإسرائيلي. أخطر من ذلك، على مدى عقود لم تبذل القيادة المصرية جهدا لتغيير مضامين تحريضية ضد إسرائيل. وفي السنوات الأخيرة فقط طرأ بعض التغيير في المضامين. هكذا نشأ اتفاق سلام بارد يقوم على مصالح امنية وسياسية فقط. وإذا كان ثمة درس ينبغي استخلاصه من قصور 7 أكتوبر، فهو انه لا تكفي المصالح للحفاظ على الاستقرار والهدوء في الشرق الأوسط.
أحيانا، الكراهية اللاذعة من شأنها أن تخرب على الاعتبارات العقلانية. صحيح حتى الان يخيل أن هذا ليس الوضع في مصر. صحيح أن السيسي أقرب الى السلام من اسلافه لكنه بعيد سنوات ضوء عن مواقف أصولية على نمط الاخوان المسلمين. العكس هو الصحيح. الرئيس المصري أدى بالذات الى تعزيز التعاون مع إسرائيل.
ان معارضته الحادة لخطة ترامب لاخلاء الفلسطينيين ينبغي أن نعيدها الى التهديد بان تصبح شبه جزيرة سيناء عش إرهاب برعاية الغزيين. ولا يزال، إسرائيل تعلمت بالطريقة الاصعب بانه يجب الاستعداد لكل سيناريو.
——————————————
يديعوت احرونوت 13/2/2025
بوابات الجحيم في غزة فتحت منذ زمن بعيد
بقلم: افي يسخاروف
في الساعات المتأخرة من يوم أمس أيضا، قبل أقل من 72 ساعة من الموعد الذي يفترض بحماس ان تحرر فيه ثلاثة المخطوفين الاضافيين الذين على قيد الحياة، ليس واضحا اذا كانت هذه الدفعة ستخرج الى حيز التنفيذ. فحماس لم تتراجع حتى الان عن بيانها لتعليق الدفعة “حتى اشعار آخر”، لكن امس في ساعات المساء أفادت عيناب حلبي في “واي نت” على لسان مصادر في غزة بانه يوجد تقدم في الطريق الى حل يسمح بتحرير ثلاثة المخطوفين في يوم السبت. إسرائيل من ناحيتها لم تخرج عن الخط غير الواضح الذي عرضته أول أمس بالنسبة لامكانيات العمل التي تقف امامها اذا لم ينفذ التحرير كما تقرر. وزير الدفاع، إسرائيل كاتس كرر انذار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أنه اذا لم يتحرر المخطوفون حتى السبت فانه “ستفتح بوابات الجحيم”. في كل حال واضح أن حماس لا تعتزم الالتزام بانذار ترامب الذي طلب في واقع الامر من حماس تحرير كل المخطوفين حتى يوم السبت.
التصريحات القتالية من جانب الرئيس الأمريكي لاقت في إسرائيل الكثير من العطف كما هو متوقع، لكن تماما مثل تصريح ترامب عن الترحيل هنا أيضا لا توجد خطة عمل حقيقية. فمصر والأردن حرصتا، كل واحدة بطريقتها على الايضاح بانها لن توافق على ترحيل سكان غزة حتى بثمن المواجهة مع الادارة الامريكية، وخطة الترحيل مثلما هو الإنذار لتحرير “كل المخطوفين”، تبدو الان كاحبولة وكتهديد عديم الغطاء. تهديد على نمط “بوابات جحيم ستفتح على قطاع غزة، الذي يبدو فيه الواقع منذ زمن بعيد كالجحيم، تبدو اقل تهديدا. ففي نهاية الامر الإنذار الأخير لترامب والذي ولد اعتباطا من شأنه أن ينتهي بانفجار كبير في نهايته تعود إسرائيل الى قتال طويل في غزة بلا خطة خروج. أمس وصلت مؤشرات إيجابية عن إمكانية أن يتم التحرير في السبت وينبغي مواصلة الامل في أن ينجح الوسطاء – مصر وقطر في الـ 48 ساعة المتبقية في تخليص الطرفين من الطريق المسدود.
***
لا مجال للنزول باللائمة على ايلي فيلدشتاين، المستشار السابق لرئيس الوزراء في سياق الشبهات في أنه موظف من قبل قطر. اذا كان كذلك، كما أفادت القناة 12، بان حكومة قطر وظفت فيلدشتاين بشكل مباشر او غير مباشر، فانه لا يكون قام باي فعل مرفوض حسب القانون. فقد فعل شيئا ما يبدو أن غير قليل من الأشخاص في دولة إسرائيل فعلوه من قبله وسيفعلونه بعده. المشكلة هي مع مكتب رئيس الوزراء الذي وظف فيلدشتاين رغم أنه لم يكن له تصنيف امني مناسب. فقد كان حاضرا في جلسات امنية حساسة واطلع على غير قليل من المواد الاستخبارية. ان سلوك مكتب رئيس الوزراء في موضوع قطر نتن، وهذا اقل ما يقال في هذا القرن. أمس فقط ادعى المحامي ميخا فيتمان الذي يمثل نقيب الاحتياط آري روزنفيلد – الذي اتهم في قضية تسريب الوثائق السرية لوسائل اعلام اجنبية – بان روزنفيلد نقل الى ناطق نتنياهو السابق فيلدشتاين وثيقة سرية تتعلق بقطر – في الوقت الذي حسب التقرير كان هذا الأخير يعمل لتحسين صورتها. في تشرين الثاني 2024 نشرت صحيفة “هآرتس” بان مستشارين اثنين آخرين لنتنياهو، شاروليك آينهورن ويونتان اوريخ سيديران حملة مدفوعة الاجر لقطر لتحسين صورتها قبيل المونديال. وهنا أيضا لا توجد مشكلة لو لم يكونا مشاركين حتى الرقبة في مواضيع المكتب الحساسة للدولة.
غير أن هنا ينبغي أن نذكر بضع حقائق جافة وليس تقارير صحفية أو شبهات: قطر كانت هي التي نقلت على مدى السنين 30 مليون دولار نقدا الى غزة، بعضها، وهكذا علموا أيضا في الزمن الحقيقي في إسرائيل، وصل الى حماس والى ذراعها السياسي. فضلا عن ذلك، فان المال الذي نقل نقدا الى القطاع، وفر لحماس إمكانية استثمار المال الذي كانت تجبيه من السكان المحليين عبر الضرائب الى بناها التحتية العسكرية، كالانفاق والصواريخ. قطر، كانت هي التي استضافت رؤساء منظمة الإرهاب حماس وكذا تواصل اليوم أيضا الترويج بكل طريقة ممكنة لقناة “الجزيرة” الأكثر شعبية في الشرق الاوسط والتي أصبحت القناة البيتية لحماس وحزب الله.
كل الحقائق والشبهات هذه ليست بالضرورة تشير الى اعمال جنائية (وليس المقصود نقل الوثائق السرية من قبل فيلدشتاين الى وسائل اعلام اجنية بمباركة مستشاري اعلام آخرين لرئيس الوزراء)، لكن تنز عنها رائحة عفنة شديدة تستوجب فحصا من سلطات القانون. فعلاقة شخصيات في المكتب الأكثر حساسية في إسرائيل عشية حرب ضد حماس واثنائها، مع الدولة المضيفة لمنظمة الإرهاب الوحشية، تلك التي مولتها ودعمتها، لا يمكن أن تحظى بالتجاهل.
السخافة هي أن الحديث يدور عن المكتب إياه وعن مستشاري الاعلام إياهم الذين سعوا لان يسموا بالجهد الجماهيري من عائلات المخطوفين لتحرير أبنائها وبناتها من الاسر في غزة. هؤلاء هم ذات المستشارين الذين يخوضون حملة تشهير ضد الجيش الإسرائيلي، الشباك، النيابة العامة، المحكمة العليا، جهاز القضاء بصفته هذه وكيف يمكن بالطبع ان ننسى، ضد وسائل اعلام ليس القناة 14.
——————————————-
إسرائيل اليوم 13/2/2025
السيناريوهات المحتملة لمواصلة المفاوضات مع حماس
بقلم: شيريت افيتان كوهين
مع الوجه الى السبت: الى جانب الجهود لاعادة الصفقة الى مسارها بتعاون الوسطاء والولايات المتحدة في إسرائيل يستكملون أيضا الاستعدادات لحرب بحجم وقوة مشابهين لما رأيناه في الشهر الأول من الحرب.
للسيناريوهات المختلفة التي أمام إسرائيل يوجد تاريخ هدف واحد: السبت القادم في الساعة 12 ظهرا، حين سيتحرر المخطوفون أو ستفتح أبواب الجحيم – على حد تعبير ترامب – بتنفيذ إسرائيلي.
سيناريو 1: صفقة من أمريكا
في إسرائيل يقدرون بانه بالضغط الأمريكي وتشجيع الرئيس ترامب في حماس سيجتهدون لاعادة تسعة المخطوفين الاحياء في الأيام القريبة القادمة، لاجل أن يمنعوا ضمن أمور أخرى سيناريو عودة الى الحرب وكذا لتحريك المحادثات على المرحلة الثانية – التي ستضيف أيام هدنة وضخ مساعدات. بينما يمتنع نتنياهو نفسه عن ذكر عدد المخطوفين الذين تتوقع إسرائيل أن يتحرروا في الأيام القريبة القادمة كي لا يتسبب بانهيار الصفقة، فان محافل أمريكية والوسطاء ينشغلون بإعادة الصفقة الى مسارها بل واكثر من ذلك.
كما يذكر، في السبت القريب القادم سيتحرر ثلاثة مخطوفين فقط، لكن في إسرائيل يؤمنون بان في الأيام القريبة القادمة قد يتحرر كل المخطوفين الاحياء في المرحلة الأولى، كاشارة نية طيبة من جانب حماس للعودة الى الصفقة والى المحادثات. هذا الامر منوط بالطبع بتأثير الضغط الأمريكي على حماس وعلى الوسطاء وبمصداقية التهديد الإسرائيلي للعودة الى حرب “بلا قفازات” فيما يجلس في البيت الأبيض رئيس توعد “بالجحيم” لغزة وبلا أي شاحنة مساعدات واحدة أخرى.
هذه الصيغة ستؤدي أيضا بيقين الى بدء المحادثات على المرحلة الثانية.
سيناريو 2: اعمال كالمعتاد
حسب هذا السيناريو تتراجع حماس عن الإنذار الذي اطلقته في بداية الأسبوع – رغم البيان الإسرائيلي الرسمي بان ليس في نيتها السماح بنقل الكرافانات الى أراضي القطاع بخلاف الاتفاق – تحرر في السبت القادم ثلاثة مخطوفين كما كان مخططا. بهذه الطريقة لا يمكن لإسرائيل أن تدعي بان حماس تخرق شروط الصفقة ما سيضمن استمرار تحرير المخربين واستمرار عبور شاحنات المساعدات الى داخل قطاع غزة.
بهذه الطريقة أيضا لا يمكن لإسرائيل أن تدعي بان الصفقة لا تتواصل وستكون مطالبة بان تستأنف المحادثات على المرحلة الثانية. غير أن هنا يوجد عامل مؤخر هام من داخل الائتلاف في شكل الصهيونية الدينية، غير المعني بمواصلة الصفقة واثمانها – بما في ذلك الانسحاب من محور فيلادلفيا – دون تعهد امريكي في أن في مثل هذه الصفقة لن تبقى حماس عنصرا سلطويا او عسكريا في القطاع.
سيناريو 3: بوابات الجحيم
لإسرائيل يوجد اسناد امريكي من البيت الأبيض لفتح بوابات جحيم ترامب اذا لم يعد المخطوفون او بعضهم حتى يوم السبت الساعة 12 ظهرا. بناء على ذلك اقر الكابنتالتزامه بانذار ترامب وأعطى إشارة لانتشار القوات للعودة الى الحرب.
مصدر إسرائيلي مطلع على مداولات كابنت الحرب يقول انه في هذه المرة ستبدو الحرب بشكل مختلف، فتشبه اكثر الأشهر الأولى بعد 7 أكتوبر. هذه ستكون حربا قوية مع قطار ذخيرة متجدد دون التزام بمساعدات إنسانية واساسا – مع اسناد مطلق امريكي في مجلس الامن في الأمم المتحدة. تجدر الإشارة الى أنه يوجد استعداد في حماس أيضا لاستئناف القتال من ناحيتهم.
سيناريو 4: الكل أو الحرب
مثل هذا السيناريو لا يعتبر في إسرائيل واردا بسبب سعي حماس لان تبقي لديها أوراق مساومة في شكل المخطوفين انطلاقا من القلق على مستقبلها وحفاظا على حكمها. هذا أيضا هو السبب لطريقة المراحل: صحيح انها تخلق توترا هائلا لكنها “اهون الشرور”.
باستثناء وزير المالية بتسلئيل سموتريتش لم يكن وزير واحد في الكابنت أعرب عن تأييده لانذار الرئيس الأمريكي حرفيا – خوفا من افشال الصفقة منذ المرحلة الأولى.
في إسرائيل يشددون بانه سيبذل كل جهد مستطاع لاعادة من يمكن اعادته الى الديار دون المس باهدافالحرب الأخرى، وعلى رأسها القضاء على حماس. رغم هذا يولون هنا أهمية من الدرجة الأولى للروح الجديدة من البيت الأبيض وللاسناد المطلق الذي اعطي لإسرائيل والكفيل بالضغط على حماس للعمل بشكل مختلف عما عملته في كل السنة الأخيرة في الغلاف الدفاعي للإدارة الديمقراطية المنصرفة.
——————————————
هآرتس 13/2/2025
اتفاقيات السلام بين العرب وإسرائيل في خطر بسبب ترامب ونتنياهو
بقلم: أسرة التحرير
خطة الرئيس الأمريكي ترامب لـ”إخلاء بناء” لقطاع غزة مشوه من كل زاوية. فالتفكير في إفراغ الجيش الإسرائيلي قطاع غزة من مليونين ونقلهم إلى مصر والأردن وإلى بضع دول أخرى، ثم تقديم القطاع إلى الولايات المتحدة نقية من الناس، كساحة كبرى للبناء كي تبنى فيها “ريفييرا” أمريكية للشرق الأوسط – هو تفكير لا أساس له. ما ليس كذلك هو الاحتمال الخطير الكامن في الخطة، لتخريب اتفاقات السلام لدولة إسرائيل مع مصر والأردن.
بخلاف ترامب، تدرك إسرائيل بأن نقل سكان قطاع غزة إلى مصر قد يفتح مواجهة إقليمية على طول الحدود بين إسرائيل ومصر. بخلاف ترامب، تدرك إسرائيل بأن نقل لاجئين فلسطينيين من القطاع إلى الأردن سيقوض فيها الحكم.
أمس، نشر أن الرئيس المصري السيسي لن يصل إلى واشنطن لمحادثات في البيت الأبيض، ما دام جدول الأعمال يتضمن خطة ترامب. تأجيل زيارة مخطط لها للسيسي إلى البيت الأبيض جاء على خلفية تهديد ترامب بوقف المساعدات الأمريكية إلى الأردن ومصر إذا لم توافق هاتان الدولتان استيعاب لاجئين من قطاع غزة.
رسالة مصر واضحة: رغم تهديدات ترامب، تصر القاهرة على رفضها التعاون مع أي خطوة اقتلاع وإبعاد للفلسطينيين من قطاع غزة.
قد يعتقد ترامب بأن المال لا يقف أمامه شيء، لكن الأمريكيين ليسوا الوحيدين الذين يملكون المال. في اجتماع القمة العربية التي ستنعقد في نهاية الشهر، سيبحث في إعطاء شبكة أمان اقتصادية لمصر والأردن. يدور الحديث عن مبادئ يمكن للدول العربية الغنية أن تضخها.
نأمل في أن مناحيم بيغن، زعيم الليكود في الماضي، وقع على اتفاق السلام مع مصر ستدفع مؤيدي نتنياهو وباقي رجال اليمين بالتردد قبل الموافقة على التعاون مع خطوات تقوض الاتفاق التاريخي. تقويض الاتفاقات مع مصر والأردن سيؤدي أيضاً إلى انهيار اتفاقات إبراهيم التي وقع عليها نتنياهو، وعلى أي حال سيقضي على درة التاج: التطبيع مع السعودية. مكان خطة ترامب للترحيل هو سلة مهملات التاريخ. اتفاقات السلام مع مصر والأردن هي أساس المبنى السياسي التي تقف عليها اتفاقات إبراهيم. وإذا كان الهدف توسيع اتفاقات إبراهيم وتحقيق السلام مع السعودية، من الأفضل لترامب ولنتنياهو أن يغيرا النهج، ويكفا عن هز أساسات المبنى السياسي ويعملا على تعزيز الاتفاقات مع مصر والأردن.
——————————————-
عن “تايمز أوف إسرائيل” 13/2/2025
الــرجــل الـــذي يقـــف وراء خطــة تــرامــب بشـأن غــزة
بقلم: تال شنايدر
أثار اقتراح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نقل الفلسطينيين من قطاع غزة ثم إعادة تطويره موجة من الصدمة في جميع أنحاء العالم. ولكن هذه الخطة، التي رفضها العالم العربي وجزء كبير من المجتمع الدولي، رحب بها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، باعتبارها فكرة “يمكن أن تغير التاريخ”، و”تستحق الاستماع إليها بعناية”، و”أول فكرة أصلية تُطرح منذ سنوات”.
ولكن بالنسبة لرجل واحد في واشنطن، فإن الاقتراح الذي كشف عنه ترامب أثناء استضافته نتنياهو في البيت الأبيض، الثلاثاء الماضي، لم يكن مفاجئاً: إنه جوزيف بيلزمان، الأستاذ في جامعة جورج واشنطن.
باعتباره خبيراً في الاقتصاد والعلاقات الدولية ورئيس مركز التميز للدراسات الاقتصادية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الجامعة، قام بيلزمان بوضع الخطة وتقديمها إلى فريق ترامب في أوائل شهر يوليو 2024.
تم الكشف عن تفاصيل خطة بيلزمان لأول مرة من قبل الدكتور كوبي باردا، وهو مؤرخ إسرائيلي متخصص في السياسة الأميركية والاستراتيجية الجغرافية، خلال مناقشة أجراها مع بيلزمان في بودكاست “أميركا، بيبي!” في آب 2024.
وقال بيلزمان لباردا: “لقد فكرت، حسناً، لماذا لا أكتب نوعاً من المنظور خارج الصندوق حول كيفية إصلاح غزة بعد انتهاء الحرب (…) ذهبت الوثيقة إلى أنصار ترامب؛ لأنهم هم الذين كانوا مهتمين بها في البداية، وليس أنصار بايدن. طلب مني [فريق ترامب] التفكير خارج الصندوق بشأن ما يجب أن نفعله بعد [الحرب]، حيث لم يكن أحد يتحدث عن ذلك حقاً”.
ومنذ ذلك الحين، نُشرت دراسة بيلزمان، التي تحمل عنوان “خطة اقتصادية لإعادة بناء غزة: نهج البناء والتشغيل والتحويل”، في مجلة “غلوبال وورلد جورنال” (كتبها في تموز، لكنها نُشرت على الإنترنت في تشرين الأول).
وعلاوة على ذلك، وبسبب الحرب التي اندلعت في أعقاب هجوم “حماس” على إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023، أصبح الدمار في غزة واسع النطاق لدرجة أنه لا يمكن إصلاحه أو إعادة إعماره، وفقا للأستاذ.
في الواقع، وفقا لبيلزمان، لن يدخل أي كيان استثماري خاص أو دولي غزة في ظل الوضع الراهن. “عليك أن تبدأ من الصفر”، حسبما قال لباردا.
قدم بيلزمان بيانات إضافية معروفة بالفعل للجمهور: حتى العام 2022 بلغ معدل البطالة في غزة 45٪، وعاش 53٪ من السكان تحت خط الفقر، مقارنة بنحو 13٪ من الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية.
وفقاً لتقديرات البنك الدولي من آذار 2024، والتي استشهد بها بيلزمان، كان حوالى 1.2 مليون شخص في غزة بلا مأوى ومعوزين “بسبب أفعال حماس”.
بالإضافة إلى ذلك، تعرض 62٪ من المباني التي لا تزال قائمة لأضرار جسيمة جعلتها غير صالحة للسكن، ودُمر 90٪ من الطرق الرئيسة.
وقال بيلزمان في بودكاست بارداً: “عليك تدمير المكان بالكامل، وعليك البدء من الصفر. ثم لديك اقتصاد يتألف في الواقع من ثلاثة قطاعات: لديك إمكانات السياحة، ولديك إمكانات الزراعة، ثم لديك – لأن الكثيرين منهم أذكياء – التكنولوجيا الفائقة”.
وقال إن خطته “بدأت بنموذج ثلاثي لقطاع لغزة، لكنها تتطلب إفراغ المكان تماماً. أعني إفراغه حرفياً، والبدء من الصفر، ويمكن إعادة تدوير الخرسانة”.
“هذا نموذج قطاعي مثلثي، لكن تنفيذه يتطلب إخلاء المنطقة بالكامل حتى يكون بالإمكان إعادة تدوير الخرسانة المدمرة، ما يضمن عدم بقاء أي شيء من البناء العمودي الممتد عميقا تحت الأرض”.
تستخدم الخطة، التي قدمها بيلزمان، الذي عمل سابقاً مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) في التنمية الاقتصادية في الصين، طريقة البناء والتشغيل والتحويل (BOT)، وهو نموذج تم تنفيذه في البلدان النامية.
وفقاً لهذه الطريقة، تدخل شركات ومنظمات القطاع الخاص في شراكات استثمارية مع كيانات حكومية، وتتلقى عقد إيجار عقارياً من الحكومة لمدة 50 – 100 عام.
في ظل هذا النظام، تقوم جهة خاصة بإنشاء المشروع وتشغيله لعدة عقود، وبعد ذلك تنتقل الملكية إلى هيئة عامة. وخلال فترة التشغيل، يُسمح للجهة الخاصة بتحصيل رسوم مقابل استخدام البنية الأساسية.
في بحثه، يصف بيلزمان نهجه بأنه يتعامل مع غزة :من منظور اقتصادي بحت”، يسعى إلى “حل استثماري لتجربة فاشلة”، أي قطاع غزة منذ انسحاب إسرائيل منه في العام 2005.
من بين أمور أخرى، تهدف خطة بيلزمان إلى تشغيل قطاع غزة بالكامل بالطاقة الشمسية، وعبور نظام سكك حديدية خفيفة فيه، وخدمة مطارات وموانئ بحرية. سيكون القطاع مستقلاً عن إسرائيل فيما يتعلق باحتياجاته من الطاقة.
وفي الوقت نفسه يكتب: “لا توجد قيود مسبقة على تنقل السكان المحليين للخروج من غزة”.
وبحسب خطة بيلزمان فإن “تكلفة إعادة إعمار غزة على نطاق واسع سوف تتراوح بين تريليون إلى تريليوني دولار، وسوف يستغرق استكمالها من خمس إلى عشر سنوات”.
ويستند تقديره إلى نموذج يحلل اقتصاد غزة بعد الحرب، والذي يعتمد على قطاعات الزراعة والسياحة والتكنولوجيا.
ويتصور بيلزمان إقامة مطاعم وفنادق ووسائل راحة فاخرة أخرى على الجانب الغربي من القطاع المطل على البحر، ومبانٍ سكنية – “وحدات سكنية على طراز جمهورية الصين الشعبية تتألف من ثلاثين طابقاً” على الجانب الشرقي.
ويكتب أنه ستكون هناك مناطق زراعية ودفيئات زراعية بين هذه المباني. وسوف تتطلب إعادة الإعمار “الحفر الكامل لأنفاق الإرهاب”، رغم أن بيلزمان يقول إن الجيش الإسرائيلي قام بالفعل بالكثير من العمل.
ويشير بيلزمان مراراً وتكراراً في دراسته إلى أن أسلوبه المفضل لحكم غزة هو الحكومة الإلكترونية، أي الحكومة التي تستخدم الوسائل التكنولوجية.
وعلى وجه الخصوص “سيتم تبادل الأموال بين السكان والشركات حصرياً عبر شبكة تبادل عبر الإنترنت”، ما يستبعد الحاجة إلى النقود الورقية أو بطاقات الائتمان أو المساعدات الأجنبية. ولن يتمتع القطاع بأي سلطة نقدية، وسوف “تخضع جميع تدفقات رأس المال لسيطرة أصحاب المصلحة الأجانب”.
بالإضافة إلى ذلك، يقترح بيلزمان أن يشرف خبراء يعينهم المساهمون الأجانب على نظام تعليمي يقوم على نزع التطرف، “مع إشراف خارجي لضمان تنمية السكان المهرة”.
ويقترح بيلزمان استيراد المناهج الدراسية – من رياض الأطفال إلى الجامعة – من النماذج التعليمية في الإمارات أو السعودية، استناداً إلى الإصلاحات الأخيرة والتعاليم الإسلامية السُنّية الصوفية في هذين البلدين.
ويجب إسناد مهمة الأمن لـ”شركاء يتقاسمون المصلحة المشتركة في إبعاد حماس وشركائها عن أي دور”، و”معنيين بنزع السلاح من غزة بشكل دائم”.
وفقاً لبيلزمان، لا تتمتع “حماس” بحقوق ملكية في غزة، بموجب اتفاقيات أوسلو الموقعة في العام 1993، والتي يقول إنها تُركت كما هي عندما انسحبت إسرائيل من غزة في العام 2005.
——————————————-
هآرتس 13/2/2025
رد معسكر الوسط الإسرائيلي على خطة ترامب: إخفاق سياسي وأخلاقي
بقلم: ألكسندر يعقوبسون
لدى مناصري الترانسفير في إسرائيل أسباب جيدة للاحتفال: فما اقترحه الرئيس الأميركي بشأن غزة هو ترانسفير، فعلاً، ويبدو هذا واضحاً من كلامه. لكن الاحتفال سيكون قصيراً. وسيكون الدرس المستخلص من هذه المسألة أن ترحيل سكان “المناطق” أمر مستحيل تماماً، حتى عندما يكون الرئيس الأميركي مؤيداً له.
قيل هذا الكلام المستحيل، مرات عديدة، وهذه الحجة لم يتم اختبارها عملياً مطلقاً.
وفي الحقيقة، من الصعب تكذيب الأفكار السخيفة؛ لأنه لا توجد فرصة لاختبارها عملياً. الآن، أعطى دونالد ترامب الفرصة لاختبار مدى عملانية فكرة الترانسفير، وسيأتي الجواب قريباً.
لكن في هذه الأثناء، يجب أن نقول، وبأسف، إن معسكر الوسط الإسرائيلي هو الذي يمرّ بالاختبار في هذه المسألة، والجواب هو فشل سياسي وأخلاقي.
من المفهوم أنه من الصعب على زعماء الوسط في إسرائيل رفض “الهدية” التي يقدمها الرئيس الأميركي لبلدهم، وهذا ليس حدثاً عادياً.
لقد اتُّهمت إسرائيل مرات كثيرة، ظلماً، بالتطهير العرقي، أو أنها تسعى للتطهير العرقي، لكن عندما يدور الحديث عن تطهير عرقي حقيقي، يجب عدم استخدام الألاعيب.
إن كلام ترامب ليس “كلاماً مبتكراً”، حسبما قال غانتس في مؤتمره الصحافي، وهو ليس “جيداً لإسرائيل”، بحسب قول يائير لابيد.
هناك مَن يعتقد، فعلاً، أن ما يقترحه ترامب لن يتحقق، لكن من المحتمل أن تجني إسرئيل فائدة من طرح الفكرة، لا أصدق هذا.
إن “مبادرة” ترامب بشأن غزة تشبه اقتراحه المتكرر بشأن تحويل كندا إلى الولاية الـ51 للولايات المتحدة.
من الجيد التفكير خارج الصندوق، بشرط أن يكون التفكير رصيناً. وعندما لا يكون جدياً، وغير أخلاقي البتة، فإن التفكير من خارج الصندوق لا يساعد. لكن من المهم أن يخاف “البلطجية” ورجال العصابات في العالم، وفي الشرق الأوسط خصوصاً، من قوة الولايات المتحدة، ما لم يحدث خلال ولاية بايدن المُحبة للخير.
وحتى أشد المنتقدين للولايات المتحدة لا يمكنهم القول إنهم يريدون العيش في عالم لا يخاف فيه رجال العصابات و”البلطجية” من أيّ شيء. لكن هذا الأمر لا يعني أن وجود نسخة أميركية في البيت الأبيض عن الراحل فلاديمير جيرينوفسكي [(1946 – 2022)، زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي، الذي دعا إلى السيطرة على ألاسكا بالقوة ونفي الأوكرانيين إليها] هو فكرة جيدة.
بمرور الوقت، وعندما تهدأ احتفالات الأيام الأولى، فإن هذا لن يساهم في تعزيز قوة الولايات المتحدة ودعم صورتها القوية، حتى لو نتجت عن ذلك فوائد معينة.
من المحتمل جداً أن يردع ترامب الإيرانيين حالياً. ولا أجد صعوبة في قبول رسالة الخلاص التي يحملها، وأعتقد أن اليمين الإسرائيلي ستسنح له الفرصة لكي يخيب أمله ببطله الحالي. لكن من غير المتوقع أن ينتج شيء جيد من المبادرة، التي يشكل كل ما له علاقة بها خطراً وجودياً على الأنظمة في العالم العربي.
في جميع الأحوال، إن أحزاب الوسط الإسرائيلي ليست هي التي تدير الدبلوماسية الشرق الأوسطية. وواجبها الأساسي هو إزاء الرأي العام الإسرائيلي.
يجب ألّا نقدم شرعية مبدئية لفكرة الترانسفير. سينكر زعماء الوسط أنهم فعلوا ذلك، وأنهم لم يفعلوا ذلك علناً، لكن سيجري استخدام ما قالوه، وما امتنعوا من قوله، بصورة سلبية جداً. يجب ألّا نساعد على تعزيز هذا الوهم الخطِر في السياسة الإسرائيلية، والذي ينطوي على خطر وجودي في المدى البعيد: الوهم بأن في استطاعة إسرائيل الاحتفاظ بأراضٍ، من دون سكان هذه الأراضي.
من المثير للانتباه أن بنيامين نتنياهو كان حذِراً من ذِكر فكرة الترانسفير في كلامه المؤيد “للفكرة الرائعة” لترامب. لقد تظاهر نتنياهو، أثناء المقابلة التي أجرتها معه قناة “فوكس نيوز”، بأن ترامب لم يقترح ترحيلاً قسرياً، وكأن الخروج مؤقت، وقال: “الفكرة هي السماح لسكان غزة الراغبين في المغادرة بأن يغادروا، ما السيئ في هذا؟ يمكنهم المغادرة، وبعدها يمكنهم العودة. في إمكانهم الانتقال إلى مكان آخر، ثم العودة. نحن مضطرون إلى بناء غزة. وهذه أول فكرة جيدة أسمعها”.
من حُسن حظ نتنياهو أنه حرّف أقوال ترامب عندما تبنّاها، وهو التحريف الذي تبنّته، جزئياً، أيضاً المتحدثة بلسان البيت الأبيض ووزير الخارجية الأميركي، عندما تحدثت عن الطابع “المؤقت” المفترض لمغادرة سكان غزة.
ترامب نفسه لم يتحدث عمّن يرغب في الرحيل، بل تحدث، علناً، عن نقل كل سكان غزة إلى “مجتمعات جميلة” في مصر والأردن. وهو لم يقدم وعداً، ولم يُلمّح إلى أن في إمكان سكان غزة العودة. وحتى المشروع العقاري الذي تملكه الولايات المتحدة، الذي وعد ببنائه هناك، لا يقدم مثل هذه الإمكانية.
من المحتمل أن ترامب نفسه سيعود ويتبنّى التحريف المخفّف، لكن ليس هذا ما قاله.
على هذه القاعدة الصلبة، يبني بتسلئيل سموتريتش حلمه بالترانسفير: فجدية ترامب وحرص نتنياهو المعروف على دقة الحقائق هما اللذان منحا سموتريتش الفرصة للتعبير عن رأيه.
—————–انتهت النشرة—————–