الصحافة العبرية … الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

 افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

هآرتس 22/8/2024

غالانت سيجيب… هل بقي على وجود دولة إسرائيل سنة واحدة؟

بقلم: إسحق بريك

تصريحات غالانت المتغطرسة أثناء الحرب في قطاع غزة لم يكن لها أي أساس، فبعد احتلال مدينة غزة قال: نحن نسيطر بشكل كامل على المدينة وعلى أنفاقها، وخلال فترة قصيرة ستستسلم حماس. بعد احتلال خان يونس قال إن السنوار يركض وحده في الأنفاق، وأنه فقد السيطرة على رجاله، وأننا سنعتقله خلال بضعة أيام. بتصريحاته هذه، نثر الرماد في عيون الجمهور، هو وهليفي ونتنياهو.

مؤخراً، بدأ غالنت يستيقظ؛ فقد أعلن في لجنة الخارجية والأمن بأن النصر المطلق “هراء”. يبدو أنه بدأ يدرك بأنه إذا اندلعت حرب إقليمية بسبب عدم التوصل إلى صفقة تحرير المخطوفين، ستكون إسرائيل في خطر. لذلك، فقد طلب عقد جلسة للحكومة أو الكابنت من أجل تحذير الجميع. يبدو أن هدف الجلسة هو إلقاء التهمة، ليس فقط عليه بل على كل وزراء الحكومة.

أفترض أن غالانت قد أصبح يدرك بأن الحرب فقدت الهدف، وأننا نغرق في وحل غزة ونفقد الجنود، إما بالقتل أو الإصابة، وبدون احتمالية لتحقيق هدفها الرئيسي، وهو القضاء على حماس.

صحيح أن الدولة تسرع الخطى نحو الهاوية. إذا استمرت حرب الاستنزاف مع حماس وحزب الله، فستنهار إسرائيل خلال سنة تقريبا. العمليات تزداد شدة في المناطق المحتلة وداخل الدولة. جيش الاحتياط يصوت بالأرجل بعد تجنيد متكرر لنفس الجنود؛ لأنه لا يوجد ما يكفي لاستبدالهم بغيرهم، والاقتصاد يتحطم. إسرائيل تظهر في العالم كدولة منبوذة، ما يستدعي المقاطعة الاقتصادية والحظر على التزيد بالسلاح، هذا إلى فقدان المناعة الاجتماعية، والكراهية بين أجزاء الشعب التي تشتعل وتؤدي إلى تحطمه من الداخل.

السنوار وحسن نصر الله يدركان الوضع الصعب في إسرائيل، لذلك فإن ما كان يمكن تحقيقه في السابق من خلال اتفاق على إطلاق سراح المخطوفين ووقف إطلاق النار، أصبح الآن غير ممكن بسبب الشروط الجديدة التي أضافها نتنياهو إلى الاتفاق. قال أعضاء الوفد الإسرائيلي للمفاوضات في الدوحة بأنه لا هامش مناورة لهم للتفاوض؛ لأنهم مقيدون.

أمام الوضع الجديد، بات يتشكل في المنطقة تهديد من إيران وحزب الله لمهاجمة إسرائيل كرد على عمليات اغتيال قادة كبار. الخطوة التي كانت ستشعل الشرق الأوسط، والتي قررها من يشعلون الحرائق، نتنياهو وغالنت وهاليفي، بدون تفكير بتداعيات قرارهم غير المسؤول.

بدأ السنوار يدرك أن حرب الاستنزاف تعمل في صالحه، وأن الحرب الإقليمية متعددة الساحات هي هكذا بالتأكيد. وهو على خلفية ذلك، يفضل الاستمرار في القتال على عقد الصفقة، ويتشدد في مواقفه. لو لم يضع نتنياهو العصي في الدواليب على طول الطريق، لتوصلت إسرائيل إلى صفقة التبادل قبل أن يتشدد السنوار في طلباته. بيان نتنياهو مؤخراً لعائلات المخطوفين حول الحاجة إلى الحفاظ على “الذخائر الأمنية في القطاع”، هذا خدعة كبيرة، التهم الأوراق وأفشل الصفقة بشكل نهائي، وهو ما سيؤدي إلى كارثة للمخطوفين وعائلاتهم، وأيضاً كارثة للدولة.

كل طرق المستوى السياسي والمستوى الأمني تجر إسرائيل نحو المنحدر. ديكتاتور واحد يتحكم بمصير الدولة، وقطيع أغنام يسير وراءه. قرر نتنياهو الموت مع الفلسطينيين كي لا يفقد الحكم. لقد فقد الصورة الإنسانية، وقيم الأخلاق الأساسية، والمعايير، والقيم والمسؤولية عن أمن إسرائيل. يجب استبداله، وأمثاله، في أسرع وقت ممكن لإنقاذ الدولة. إسرائيل دخلت إلى دوامة وجودية، وفي القريب تصل إلى نقطة اللاعودة.

——————————————–

هآرتس 22/8/2024

من “طاولة شيكاغو” لبلينكن: لا نريد حرباً.. بل إبادة جماعية

بقلم: جدعون ليفي

بضع ساعات فقط فصلت بين لقاء أنتوني بلينكن مع نتنياهو في القدس وبين خطاب انفعالي ومثير للانطباع للرئيس الأمريكي بايدن، في مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو. لكن المسافة بين الأمور التي يتوق إليها بايدن وبين استسلام وزير خارجيته، لا يمكن تخيلها.

وقف الرئيس الأمريكي في شيكاغو وضرب بشدة وإقناع على الطاولة وقال بانفعال لا يميزه: “يجب التوصل إلى إنهاء الحرب، وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة”. ولكن قبل بضع ساعات من ذلك، عمل بلينكن بشكل مختلف بالضبط: تساوق مع نتنياهو، هذا الوسيط غير النزيه، وتسبب في استمرار الحرب، وتواصل فظائع غزة ولن يكون هناك اتفاق لوقف إطلاق النار أو صفقة لتحرير المخطوفين. الخضوع الأمريكي لنتنياهو أدى إلى ذلك. المسافة بين خطاب بايدن ودبلوماسية بلينكن لم يكن بالإمكان أن تكون أكبر وأكثر إيلاماً، ليس لأن بلينكن غير شريك في أهداف بايدن السامية، بل لأن ما حدث أثناء زيارته هنا لا يقل غرابة. فقد قالت إسرائيل ما يجب أن تكون عليه خطة الاتفاق بالنسبة لها، واتفقت معها الولايات المتحدة للقول بأن إسرائيل وافقت، ولكي يكون بالإمكان اتهام حماس وضمان الهدوء حتى موعد انتخابات الولايات المتحدة.

لم يمر سوى يومين حتى استبدلت غمامة التفاؤل التي نثرتها الولايات المتحدة، بأنباء عن انهيار المفاوضات. ربما أرادت أمريكا الاتفاق، لكنها فعلت كل ما في استطاعتها كي لا يتحقق. ففي الوقت الذي كان فيه الاتفاق عالقاً في حلقها، لم يخطر ببالها أن تمارس الضغط الحقيقي على إسرائيل، بالأفعال وليس بالأقوال.

مرة أخرى، يطرح السؤال الخالد تقريباً، الذي لا إجابة له: ما الذي يحدث هنا؟ ما هو تفسير سلوك الولايات المتحدة المثير للدهشة؟ من هي الدولة العظمى هنا ومن هي الدولة المحمية؟

إما أن أمريكا لا تريد الحرب في غزة، وهي مصدومة من الكارثة فيها، وفي هذه الحالة هي تعرف ما يجب فعله وكيف يمكنها الضغط على إسرائيل بالأفعال، أو أنها تريد الحرب. حسب سلوكها، أمريكا تريد الحرب وتريد الإبادة الجماعية. أيديها أصبحت ملطخة بالدماء في غزة، اليد يد إسرائيل، أما السلاح والدعم الدبلوماسي غير المقيد ولا المشروط فهو أمريكي.

بايدن ينهي ولايته بشكل مؤثر، وسيتم تذكره كشخص يحب الخير. ويمكنه التفاخر بسلسلة إنجازات، ولكن الحرب في القطاع ليست واحدة منها. هذه الحرب ستذكر في غير صالحه إلى الأبد. كان يمكنه وقفها منذ فترة طويلة، ولكنه لم يفعل، والآن حيث كل شيء أصبح ميؤوساً منه، يسمح لوزير خارجيته أنتوني بلينكن، بالخضوع لطلبات نتنياهو.

من يعارض الحرب لا يسلح أحد طرفيها. من يريد وقف الحرب الخطيرة وغير المبررة يقوم يقطع السلاح، أو على الأقل يشترطه بخطوات تؤدي إلى وقفها. من يريد وقف الحرب لا يستخدم الفيتو دفاعاً عمن يريد استمرارها إلى الأبد. أما من يسلح ويحمي فهو يريد استمرار الحرب. أقوال بايدن المؤثرة، التي بالتأكيد كانت صادقة، ليست سوى قشرة ثوم عندما تكون هذه هي سياسة إدارته في التسليح والمساعدة.

كان على بلينكن التمسك بحزم بالخطة الأصلية. الخطة الحالية، حسب ما نشر، تسمح لإسرائيل باستئناف القتال بعد هدنة قصيرة، بدون إطلاق سراح عشرات السجناء الفلسطينيين حسب ما تراه مناسباً، والأهم أنها لا تخرج الجيش الإسرائيلي من القطاع. لا يوجد اتفاق بدون ذلك كله. ولا يمكن مطالبة حماس بالموافقة على ذلك. لا يوقفون الحرب بشروط كهذه، بل يؤججونها. هذا الأمر مسجل على اسمك، سيدي الرئيس، لقد خنت القيم السامية التي بالتأكيد تؤمن بها.

——————————————–

 هآرتس 22/8/2024

نتنياهو بـ “العبرية”: سأحتل قطاع غزة إلى الأبد.. وإن بـ “المخطوفين” أو حرب إقليمية

بقلم: ألوف بن

في بيانه أول أمس (الثلاثاء) حول فشل المفاوضات بخصوص وقف إطلاق النار مع حماس، تحدث نتنياهو عن “الثروة الأمنية والاستراتيجية لإسرائيل” – السيطرة على محور فيلادلفيا وممر نتساريم – التي ستفقدها إسرائيل إذا وافقت على الصفقة المطروحة الآن. الخطاب العام في إسرائيل يرتكز إلى المخطوفين ومصيرهم، لكن نتنياهو يعتبرهم مكرهة إعلامية، وأداة مناكفة في يد خصومه السياسيين وحرف الانتباه عن الهدف. “احتلال طويل” لقطاع غزة، أو كما أعلن مراراً منذ بداية الحرب “سيطرة أمنية إسرائيلية”.

السيطرة على محور فيلادلفيا وعلى “الممر الأمني” على طول الحدود تسمح لإسرائيل بتطويق القطاع من الجهات البرية الثلاثة وعزله عن مصر. السيطرة على ممر نتساريم تشطر القطاع: شمال القطاع الذي بقي فيه عدد قليل من السكان مع بيوت وبنى تحتية مدمرة، وجنوبه المكتظ بالنازحين من كل أرجاء القطاع.

عملياً، يتبلور هنا اتفاق بعيد المدى لـ “اليوم التالي”. إسرائيل ستسيطر على شمال القطاع وتطرد الـ 300 ألف فلسطيني الذين ما زالوا هناك. الجنرال احتياط غيورا آيلاند، أيديولوجي الحرب، اقترح تجويعهم حتى الموت أو طردهم إلى المنفى، كوسيلة لإخضاع حماس. اليمين في إسرائيل ينظر بنهم إلى المنطقة لاستيطانها مع الإمكانية الكامنة العقارية الضخمة في هذه الطبوغرافيا المريحة والمشهد على شاطئ البحر والقرب من “غوش دان”. من تجربة الـ 57 سنة من الاحتلال في الضفة الغربية وشرقي القدس، يدور الحديث عن عملية طويلة تحتاج إلى كثير من الصبر والقدرة على المناورات الدبلوماسية. لن يقيموا مدينة يهودية كبيرة في قطاع غزة في الغد، بل يركزون على دونم تلو دونم وكرفان تلو كرفان وبؤرة استيطانية تلو الأخرى؛ مثلما في الخليل… “ألون موريه” و”مزرعة جلعاد”.

ستبقي إسرائيل جنوب القطاع لحماس التي ستهتم بالسكان الذين ينقصهم كل شيء، والمحبوسين في حصار إسرائيلي، حتى بعد أن يفقد المجتمع الدولي الاهتمام بهذه الأزمة وينتقل إلى أزمات أخرى. يقدر نتنياهو بأنه بعد الانتخابات الأمريكية، سيخفت تأثير المتظاهرين الذين يؤيدون الفلسطينيين على السياسة الأمريكية، حتى لو فازت كامالا هاريس. بالتأكيد، إذا قلب ترامب الأمور رأساً على عقب وعاد إلى البيت الأبيض، فالمتوقع أن يطلق نتنياهو يده في القطاع. في هذين السيناريوهين، ستردع أمريكا بحاملة الطائرات إيران عن تدهور شامل، أو تورطها هي نفسها في حرب لإنقاذ إسرائيل.

لا يجب التشوش. الاحتلال هو الهدف الذي يحارب نتنياهو من أجله، حتى بثمن موت المخطوفين الذين ما زالوا على قيد الحياة، وأمام المخاطرة بحرب إقليمية. الدعامة التي تبقي على حكمه، بن غفير وسموتريتش، ستقف في مكانها ما دام يسعى بالأقوال والأفعال إلى احتلال دائم وضم زاحف في القطاع. في جلسة الحكومة هذا الأسبوع، عاد نتنياهو إلى شعار حملته الانتخابية في 1996 ضد اتفاقات أوسلو. “مفاوضات أخذ وإعطاء، وليس إعطاء وإعطاء”، بالعبرية، لن تتم إعادة أي منطقة محتلة، حتى لو كان بضغط دولي، سواء في الجولة الحالية أو حتى أمام صراخ المخطوفين وعائلاتهم. هذا هو هدف الحرب من ناحيته.

——————————————–

هآرتس 22/8/2024

هل هدفت زيارة بلينكن إلى الشرق الأوسط لضمان عدم نشوب حرب إقليمية تزامناً مع تنصيب

بقلم: عاموس هرئيل

عودة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من الشرق الأوسط إلى الولايات المتحدة، تشير إلى اقتراب مرحلة جديدة، ربما أكثر خطراً، للحرب. يبدو أن احتمالية التوصل إلى صفقة التبادل في الفترة القريبة انخفضت جداً. سفر بلينكن حقق الهدف الرئيسي للإدارة الأمريكية. فقد شكل نوعاً من الدرع البشري الذي يضمن عدم حدوث أي هجوم إيراني أو من حزب الله على إسرائيل، في وقت افتتاح مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو.

يبدو أن واشنطن أملت استمرار هذه المعجزة حتى إلقاء خطاب تتويج المرشحة كامالا هاريس هذا المساء. لكن مشاكل الأزمة بقيت على حالها: فالمفاوضات عالقة، وثمة احتمالية في محاولة إيران، وبالأساس حزب الله، تنفيذ الهجوم الانتقامي عقب عمليات الاغتيال في طهران وبيروت. وفي هذه الحالة، يزداد التوتر على الحدود مع لبنان سخونة. خلال ليلتين، قصف سلاح الجو مخازن سلاح كبيرة لحزب الله في البقاع اللبناني. ويرد حزب الله بإطلاق كثيف، تقريباً 100 صاروخ، وعدد من المسيرات كل ليلة نحو الجليل وهضبة الجولان. صباح أمس، أصيب شخص إصابة طفيفة بشظايا صاروخ في “كتسرين” في هضبة الجولان، وتضررت بعض البيوت. المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، العميد دانيال هاغاري، اتهم حزب الله بمس متعمد بالمدنيين، وحذر رد إسرائيلي.

من الصعب معرفة مدى إيمان الإدارة الأمريكية بإمكانية إغلاق الفجوة الكبيرة بين الطرفين في المفاوضات حول الصفقة. ولكن الرئيس الأمريكي، بايدن، ومساعدين، حرصوا في الأسابيع الأخيرة على بث تقديرات متفائلة حول احتمالية التقدم في المفاوضات. في عملية مختلف عليها، أعلنوا أيضاً موافقة نتنياهو على الخطة المقترحة، وأدخلوا عليها عدداً من التحديثات لصالح إسرائيل.

حماس رفضت الخطة بشكل غير رسمي حتى الآن. وفي غضون ذلك، ومثلما تصرف في الأشهر الأخيرة، أرسل نتنياهو رسائل متناقضة؛ فقد وعد “قاعدة” اليمين بعدم التراجع عن طلباته، ولأنه مصمم على استمرار سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا وممر نتساريم.

كجزء من جهود تأجيل هجوم الانتقام، بنى الأمريكيون توقعات حول قمة الدوحة في نهاية الأسبوع الماضي، لإقناع إيران بعدم المهاجمة. ولكن الآن، حيث المفاوضات فشلت، يبدو أن هذا التأطير قد ينتقم منهم. الموضوع هو أن أهداف وطموحات إيران وحزب الله ليست متساوقة بالضرورة. المتحدث بلسان حرس الثورة، قال أول أمس إن الثأر لهنية قد يحدث بعد فترة طويلة، وقد ينفذ بأشكال مختلفة لا تتطابق وأشكال عمل سابقة (ربما هي إشارة لهجوم إيران بالصواريخ والمسيرات على إسرائيل في نيسان الماضي، وأنهم سيتبنون خطة مختلفة هذه المرة).

“نيويورك تايمز” استنتجت من هذه الأقوال باحتمالية تجميد إيران لخططها. هذه الاعتبارات تتعلق كما يبدو أيضاً بالوضع الداخلي في إيران؛ الأزمة الاقتصادية الشديدة، وتسلم الرئيس الجديد مسعود بزشكيان، لمنصبه. ويمكن الافتراض بأن الاستعداد العسكري الواسع للولايات المتحدة في الشرق الأوسط كمساعدة للدفاع عن إسرائيل، سيؤثر على اتخاذ القرارات في طهران. حسب الصحيفة، أمر المرشد الأعلى علي خامنئي في الحقيقة بتنفيذ رد مباشر ضد إسرائيل بعد صدمة الإهانة التي أحدثتها تصفية هنية. ولكن كلما مر الوقت، يقوم النظام في إيران بتحليل جديد للوضع الإقليمي. ربما وصل إلى الاستنتاج بأن الظروف لم تنضج بعد لرد مباشر وكثيف.

يبدو أن حزب الله، حسب انطباع الاستخبارات الإسرائيلية، أكثر تصميماً على تنفيذ الرد في وقت قريب نسبياً. ويستعد جهاز الأمن لسيناريوهات مختلفة، منها محاولة حزب الله المس بقواعد الجيش الإسرائيلي في شمال ومركز البلاد. يبدو الآن أن هناك تسخيناً واضحاً في تبادل اللكمات في الشمال. وثمة جهود يبذلها الجيش الإسرائيلي لمهاجمة أهداف رئيسية لحزب الله، مثل مخازن السلاح وقتل النشطاء الميدانيين الكبار. هذه المواجهة تحدث كما يبدو بشكل منفصل عن الحساب المفتوح على تصفية رئيس أركان الحزب، فؤاد شكر، في نهاية تموز الماضي. التصعيد المستمر قد يندمج في خطط الحزب العامة.

الاحتكاكات المتزايدة في الشمال مرتبطة بما يحدث في الساحات الأخرى. اغتالت إسرائيل قامت أمس خليل المقدح، شخصية فلسطينية رفيعة في لبنان. المقدح الذي قتل هو وثلاثة نشطاء آخرون بصاروخ أصاب السيارة التي كانوا فيها قرب صيدا، كان رسمياً عضواً في الذراع العسكري لحركة فتح، لكنه عملياً عمل مع حزب الله ومع حرس الثورة في لبنان على تمويل وتوجيه العمليات التي تنطلق من الضفة الغربية. من غير المستبعد أن لعملية الاغتيال علاقة غير مباشرة بالعملية في تل أبيب التي جرت الأحد، وأصيب بها مواطن إسرائيلي وقتل المخرب من نابلس في انفجار عبوة ناسفة. المعركة في هذه المرحلة متعددة الساحات ومتشعبة وهي في خطر متواصل لاشتعال كبير.

——————————————–

هآرتس 22/8/2024

لماذا تصر القاهرة على عقد قمة عقيمة.. وماذا همس عبد العاطي في أذن بلينكن؟

بقلم: تسفي برئيل

جولة اللقاءات التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ربما تنتهي هذا الأسبوع بحدث تحت عنوان “قمة القاهرة” المخطط لعقدها اليوم أو غداً. في هذه الأثناء، تبدو القمة مثل رزمة مفاجآت. حتى الآن، لا يقين بأنها ستعقد، وإذا عقدت فهل سيصل إليها وفد حماس، وماذا ستكون تشكيلة وفد إسرائيل؟ على خلفية التناقضات في أقوال رئيس الحكومة حول محور فيلادلفيا وممر نتساريم، مشكوك فيه أنه بقي للطرفين ما يتحدثون حوله، إلا إذا تم تحقيق انعطافة في اليومين القادمين.

مصر تواصل جهودها بلا كلل لضمان عقد هذه القمة. وحسب تقارير في وسائل الإعلام العربية، ربما تضع خطة ترضي إسرائيل. وإشارة ذلك نجدها في تقرير صحيفة “الأخبار” اللبنانية المقربة من حزب الله. هذه الصحيفة اقتبست مصادر في مصر، قالت إن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، همس لبلينكن بانتقاد حول تصريحات نتنياهو، الذي قال إنه “حتى لو كان نتنياهو ينوي التوصل إلى تفاهمات مؤقتة مع مصر، لما كان عليه فعل ذلك علناً وبهذه الصورة”. يبدو أن عبد العاطي قصد التقارير التي لم تنفها القاهرة حول عدم تصميم مصر على جدول زمني متشدد لانسحاب الجيش الإسرائيلي من محور فيلادلفيا، وربما أيضاً الموافقة على وجود “مؤقت” ومقلص لقوات الجيش الإسرائيلي.

مصر أقل مرونة بخصوص معبر رفح؛ فهي مصممة على أن تكون السلطة الفلسطينية هي الجسم الذي سيدير المعبر في الطرف الغزي تحت رقابة ممثلي الاتحاد الأوروبي، كما نص على ذلك اتفاق المعابر من العام 2005. ولكن إسرائيل ترفض هذا العرض حتى الآن، بما في ذلك فكرة مصر القائلة بأن قوات دولية، بالأساس أمريكية، هي التي ستتحمل الرقابة في محور فيلادلفيا. في حين أن في الجانب المصري على الحدود، تقوم مصر بتعزيز قوات الدورية وتطور آليات الكشف والإنذار على طول الجدار بين غزة وشبه جزيرة سيناء لمنع انتقال الأشخاص والسلاح بين جانبي الحدود. وهي أيضاً تحاول العثور على حل لإدارة فلسطينية في معبر رفح، وأمس نشر موقع “القدس العربي”، بأن وزير الخارجية المصري التقى الأربعاء مع الأمين العام للجنة المركزية في حركة فتح، جبريل الرجوب، على هامش مؤتمر حركة الكشافة المنعقد في القاهرة. حسب التقرير، تم في هذا اللقاء فحص احتمالية تنظيم لقاء بين ممثلي فتح وممثلي حماس في الفترة القريبة للتوصل إلى تفاهمات حول مسألة إدارة المعبر.

في موازاة ذلك، أبلغ رئيس الحكومة الفلسطينية محمد مصطفى، الثلاثاء، عن إعدادات لزيارة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلى غزة، التي أعلن عنها في زيارته لتركيا الخميس الماضي. وتحدث مصطفى عن “خطة المراحل” التي سيتم فيها دمج الأجهزة الحكومية في الضفة والقطاع للقيام بدورها في إدارة المنظومة المدنية، وترميم شبكات المياه والكهرباء، والتعليم والصحة، وترتيبات لتوفير المساعدات الإنسانية وإزالة الأنقاض، وإقامة مبان مؤقتة للسكن والإعداد لإعادة إعمار القطاع. ولكنها خطة عمل نظرية في هذه الأثناء؛ لأن إسرائيل أوضحت بأنها لن تسمح لعباس بالوصول إلى غزة. في المقابل، حتى الآن لم يُسمع موقف أمريكي واضح بشأن زيارة عباس وترتيبات إدارة معبر رفح والتواجد العسكري في محور فيلادلفيا. هذا هدوء يثير الريبة، بالذات من ناحية واشنطن، التي طرحت للمرة الأولى في تشرين الثاني إمكانية تولي السلطة الفلسطينية المسؤولية عن إدارة القطاع بعد تنفيذ الإصلاحات. في كل الأحوال، لم يعد بإمكان الولايات المتحدة الادعاء بأنه لا يوجد “طرف فلسطيني” مشروع، باستثناء حماس، يمكنه ويريد إدارة القطاع.

مصر، التي تطرح سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا ومعبر رفح كـ “موضوع يتعلق بالأمن القومي المصري” وخرق لاتفاقات كامب ديفيد واتفاق المعابر من العام 2005 واتفاق انتشار القوات المصرية على طول الحدود من العام 2014، تعتبر نفسها الآن “مسؤولة” عن إجراء المفاوضات حول الترتيبات في محور فيلادلفيا وكأن الأمر يتعلق بنزاع سياسي وعسكري بين إسرائيل ومصر، مفصول عن صفقة التبادل والمطالبة بوقف شامل لإطلاق النار، وبعد ذلك انسحاب إسرائيل بشكل كامل من القطاع. النزاع قائم وبحق، وقد تسبب بإهانة غير مسبوقة للعلاقات بين الدولتين إلى درجة مواجهة سياسية مكشوفة. ولكن إذا تم التوصل إلى اتفاق مع مصر، فلن يزيح الحاجة إلى إيجاد حل لإدارة قطاع غزة.

السؤال الذي سيكون مطروحاً في حالة أي اتفاق مع مصر هو: هل ستوافق حماس على الاتفاق وتسير قدماً في تنفيذ الصفقة؟ يبدو أن الرافعة القوية والوحيدة التي في يد السنوار هي تحكمه بمصير المخطوفين فقط. ولكن هذا الأمر ينطوي على خلل بنيوي أساسي؛ فهو يعتمد على استعداد نتنياهو لإطلاق سراح المخطوفين. المحللون العرب، ومن بينهم الذين انفعلوا في الأشهر الأولى للحرب من جرأة السنوار وحماس بشكل عام، ووصفوا “الإنجاز التاريخي” بلون وردي، بدأوا في إعادة النظر بشأن الأهمية الحقيقية لهذا “الذخر”، المرهون في يد السنوار. أحد المحللين وهو كاتب المقالات الفلسطيني – السوري محمد كيال، الذي يكتب في عدة وسائل إعلام عربية، نشر في هذا الأسبوع مقالاً لاذعاً شرح فيه إخفاقات الحرب واعتبارات السنوار. وقد ذكر بأن “الانتفاضة الثانية كانت المواجهة الأكبر والأكثر قسوة بين إسرائيل والفلسطينيين قبل الهجوم في 7 تشرين الأول. ففي هذه الانتفاضة قتل حوالي 5 آلاف فلسطيني مقابل حوالي 1060 إسرائيلياً بدون تحقيق أي شيء. في المقابل، قتل منذ 7 تشرين الأول حوالي 50 ألف فلسطيني (من بينهم 10 آلاف مفقود)، عشرة أضعاف عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في سنوات الانتفاضة الأربع. وعدد الإسرائيليين الذين قتلوا هو 1800 جندي ومدني إسرائيلي، النسبة إسرائيلي واحد لكل 30 فلسطينياً”.

وبين كيال أيضاً أن استراتيجية السنوار واستراتيجية حماس بشكل عام، فشلت. وذلك بسبب عدد القتلى الكبير، ولأن السنوار لم ينجح في تجنيد تضامن الدول العربية، وبالأساس لأنه ظهر كمن عقد تحالفاً مع إيران، وأيضاً لم يتمكن من إحداث عصيان مدني في إسرائيل ضد الحكومة. و”المظاهرات لإطلاق سراح المخطوفين آخذة في الخفوت… من الغريب كيف أن دوائر “المقاومة” التي تبالغ في رهانها على الأزمة الداخلية في إسرائيل لا ترى، أو لا تريد رؤية، الواقع الفلسطيني المتدهور بدون حدود، وليس لديها أي فهم للحقائق الدولية والإقليمية التي تميل لصالح إسرائيل”. ولم يكتف كيال بذلك، وطرح سؤالاً على السنوار: “حتى لو أردت إبعاد الجيش الإسرائيلي من كل شبر في قطاع غزة، في أي واقع ستجد حماس نفسها؟ هي ستجد نفسها في داخل حصار أصعب من السابق، مع 70 في المئة من القطاع مدمر، ومليوني فلسطيني بدون موارد وأماكن عمل ومأوى وغذاء”. لم يكن كيال المحلل العربي الوحيد الذي أشار إلى أن السنوار عمل بدون “استراتيجية خروج” من الحرب، ولا توجد لديه استراتيجية كهذه حتى الآن.

السؤال الذي لا إجابة عليه هو: ما هي رؤية السنوار للواقع، وكيف ينوي إدارة المنظمة والحركة التي عينته لرئاستها، هذا إذا خرج على قيد الحياة من الحرب، وإذا انتهت صفقة المخطوفين بنجاح مع انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي.

لكن لا يجب على السنوار وحده الإجابة على هذا السؤال. فنتنياهو هو أيضاً بلا استراتيجية خروج، ولا يمكنه معرفة كيف سيكون وضعه ووضع الدولة عند انتهاء الحرب. يبدو أن السنوار ونتنياهو يتصرفان في هذه الأثناء وكأنهما يثقان بقدرتهما على السيطرة على الواقع، وكأن لكل منهما سلة خيارات لانهائية. مع هذا التبجح، مشكوك فيه وجود فائدة لقمة القاهرة. وثمة شك أكبر من ذلك، يتمثل في: هل سيكون بالإمكان إعطاء الأمل للمخطوفين؟

——————————————–

معاريف 22/8/2024

لقادة إسرائيل: لا تراهنوا على كسب الوقت.. فـ “حزب الله” يدرك حقيقتنا

بقلم: آفي أشكنازي

إطلاق نحو 200 صاروخ إلى الجليل والجولان في اليوم الأخير هو حدث مقلق للغاية، سواء من ناحية عسكرية أم من ناحية سياسية. دولة إسرائيل تنجر إلى حرب استنزاف خطيرة في الحدود الشمالية. في هذه اللحظة، لا توجد استراتيجية إسرائيلية. المستوى السياسي أرسل الجيش الإسرائيلي لإطالة وقت قتال ضد حزب الله، مع تعليمات بعدم السماح بالانزلاق إلى حرب بحجم كامل أو حرب إقليمية.

هذا بالضبط مثلما كان في الجبهة الجنوبية على مدى نحو عقد، وربما أكثر. في كل مرة كانت تطلق فيها حماس أو “الجهاد الإسلامي” ناراً أكثر قليلاً نحو الغلاف أو إلى خطوط عسقلان وأسدود، كان الجيش الإسرائيلي يطلق الطائرات ويقصف “مخارط”، “القاعدة البحرية لحماس” أو استحكامات كرتونية على الحدود. الكل أراد الهدوء الوهمي: المستوى السياسي، الأمريكيون، دول المنطقة، الجيش الإسرائيلي وكذا مواطنو إسرائيل. الكل استمتع للخدعة، فيما كان واضحاً أن الكل يكذب على الكل.

والآن تتكرر القصة بقوة في الشمال. علينا ألا نرضى عن صور الهجمات على مخازن الذخيرة في بعلبك في البقاع اللبناني. صور الانفجارات الجميلة والمبهرة، تكمل النقص الذي كان لنا حين ألغيت استعراضات الألعاب النارية في يوم الاستقلال الأخير بسبب وضع المزاج الوطني.

نفذ الجيش الإسرائيلي منذ بداية الشهر 150 وربما وصل إلى 160 هجوماً في لبنان. ووصل عدد قتلى حزب الله حتى الآن إلى 420، يضاف إليهم نحو 100 آخرين من مخربي منظمات الإرهاب المختلفة.

غير أن ضربة مخازن حزب الله أشبه بقصص ضرب مخارط حماس قبل 7 أكتوبر. لحزب الله ترسانة سلاح هائلة. وعليه، فإن ضربة المخازن في صور والنبطية والغور اللبناني تشبه تفريغ بحيرة طبريا بملعقة. قد تبدو الصورة منعشة ثم نعرضها كصورة نصر، لكن هذا ليس أكثر من قرص أسبيرين لمريض سرطان.

بدأ حزب الله يدرك في الأسبوعين الأخيرين الوضع الذي تقع فيه إسرائيل. المستوى السياسي مشغول بشرك سياسي داخلي خلقه هو نفسه حول قطاع غزة. وقوة القتال هناك انتهت، وبتنا في المرحلة الثالثة. كان يتعين على الجيش الإسرائيلي أن يتموضع في خطوط دفاع، في أمن جارٍ مشدد. كان يتعين عليه أن يخفف حجم القوات، ويبعث بالمقاتلين إلى راحة طويلة ويكمل فجوات الذخيرة للدبابات والطائرات والوسائل القتالية. بعد ذلك، كان عليه الاستعداد لهجوم قوي على لبنان.

بدلاً من هذا، تقيد إسرائيل نفسها بمطالب ملتوية مشكوك أن تكون ضرورية حقاً في هذا الوقت. إيران وحزب الله يخوضان معركة استنزاف بعدة جبهات. عندما تنخفض قوة النار في غزة، نرى إشعال نار في الضفة. لحظنا، بفضل تصميم “الشاباك” وقيادة المنطقة الوسطى، لا تزال هذه النار تحت سيطرة نسبية. وذلك رغم عدد العمليات في الغور وشمال “السامرة”.

المستوى السياسي ملزم باتخاذ قرارات حقيقية. عليه أن يقرر كيف تنهى قصة القتال في غزة وتحرير المخطوفين، وكيف يعمل بقوة تجاه حزب الله. لا ينبغي الاكتفاء بحملات شراء هدوء مؤقتة وإنتاج صور تفجيرات ليلية – يجب الحرص على تفكيك حقيقي لقدرات حزب الله العسكرية.

——————————————–

هآرتس 22/8/2024

سموتريتش في رؤيته الاقتصادية: ائتلافي أولاً.. ومن يخالفني يسلم المفتاح

بقلم: أسرة التحرير

يدير وزير المالية سموتريتش سياسة اقتصادية سائبة في زمن الحرب ويرفض إعداد ميزانية دولة للعام 2025، تأخذ بالحسبان تكلفة هائلة للحرب وواجبه لمنع أزمة اقتصادية. يطلب الوزير من الموظفين المهنيين تجاوز إطار الميزانية، الكبير على أي حال، للعام 2024 والخروج عن قواعد الإنفاق. وعندما يوضح مسؤولو وزارته له بأنها خطوة خطيرة ستمس بمصداقية الحكومة، يرد بتطرف.

هذا الأسبوع، بعث بكتاب حاد لرئيس قسم الميزانيات في وزارته يوغاف غردوس، واقترح عليه الاستقالة. وكتب يقول له إنه “بقدر ما أنك لا تتماثل مع سياستي الاقتصادية، أدعوك لتسليم المفاتيح”. غير أن غردوس ببساطة يعرض على الوزير موقفاً مهنياً بطلب إدارة مسؤولية لميزانية الدولة رغم وبسبب كلفة الحرب. لكن لسموتريتش وباقي أعضاء الحكومة والمهنية أو الموضوعية أو مصلحة الدولة.

يختار سموتريتش الطريق الذي تسير فيه الحكومة منذ قيامها: تفضيل مصالح سياسية على السلوك المهني وإضعاف المستوى المهني والتخلي عن المصلحة العامة في ظل تجاهل تدمير القيمة التي لدولة إسرائيل في كل مجال. لهذا السلوك أثمان باهظة وقابلة للقياس: ثلاث شركات تصنيف ائتماني دولية خفضت المستوى الائتماني لإسرائيل ونشرت توقعاً سلبياً معناه خطر فوري بمزيد من تخفيض التصنيف.

إن ثمن تخفيض التصنيف واضح: ارتفاع مستوى المخاطرة على إسرائيل، وقلة الاستثمارات الأجنبية، وتردي أداء بورصة تل أبيب مقارنة بأسواق العالم، وتضخم كلفة تمويل الدين الوطني. تحاول وزارة المالية ألا تجند قروضاً في الخارج بسبب الثمن العالي الذي ستدفعه، وفي هذه الأثناء تمويل عمل الحكومة بتجنيد دين في السوق المالية المحلية.

الحكومة لا تضع إنهاء الحرب هدفاً في المدى المنظور للعيان، ولهذا ستزداد الكلفة ومعها انعدام اليقين أيضاً. هذا الوضع يستوجب إدارة ميزانية مسؤولة، وتحديد سلم أولويات، ونجاعة وجهد متواصل لمنع أزمة اقتصادية.

غير أن وزر المالية لا يملك سياسة كهذه، بل يفضل العمل بشمولية لحماية الائتلاف ولتنمية القطاعات التي يتشكل منها قطاعه. الوزير يعرض اقتصاد إسرائيل للخطر حين يرفض إعداد ميزانية مسؤولة تتضمن العناصر اللازمة لمنع أزمة اقتصادية، ويبث فزعاً وانعدام مسؤولية إذ يعرض على من يقول له الحقيقية تسليم المفاتيح.

كي يجتاز الاقتصاد الإسرائيلي هذه الأزمة بسلام، ينبغي لسموتريتش أن يسلم هو المفاتيح.

——————————————–

يديعوت احرونوت 22/8/2024

لنحافظ على أنفسنا

بقلم: عميحالي اتالي

يشهد الله كم أني راغب في نزول نتنياهو عن الساحة العامة. مرة في اليوم تقريبا اخرج عن طوري من افعاله ولي معه أيضا حساب شخصي: فقد روج لصراع بلا هوادة ضد الإرهاب، كتب وتحدث عن ان كل انزال رأس امام الإسلام الاجرامي سيزيد فقط من قوته، خطب عن هذا بشغف في بيت اهلي حين كنا نجلس الحداد على اخي – وعندها اطلق سراح قاتليه من السجن. منذ سنين وهو يدهور إسرائيل في جملة ساحات فيما ان اللازمة المتكررة هي الفجوة الهائلة التي بين التصريحات العالية والأداء الهزيل. من جهته ومن جهة الأشخاص الذين يصر على ان يحيط نفسه بهم. لست قادرا على ان احتمل افعاله. فقد حطم قلبي وعظم صدمتي العائلية – ورغم كل هذا لم أكرهه ابدا.

انا الى هذا الحد لا اكره نتنياهو لدرجة اني في سيناريو خيالي يقودنا فيه الى المكان الصحيح لنا حقا – أهلا وسهلا، فليديره. الامر الأهم في حياتنا هو دولة إسرائيل، انتصارها وتثبيت مستقبلها، واذا كان من كل سكان الكرة الأرضية هو بالذات القادر على أن يفعل هذا بدون عراقيل وتأخيرات، بدون ان يسوق لنا قصصا لا تنتهي ومخلوقات منقطعة عن الواقع الحقيقي – فليكن، المهم ان يكون خير. لكن لا يوجد مثل هذا السيناريو. هو اسير كبير جدا لنفسه، لمخاوفه، لتردداته ولائتلافه المستحيل الذي بناه حوله، بعد أن غش على مدى السنين كل شريك سياسي محتمل آخر.

ولا يزال، ينتشر مؤخرا المزيد فالمزيد من الأشخاص والمنظمات الذين يلصقون به لقب “الطاغية” او “عدو الشعب” وهذا سيء جدا على مستويين: قيمي – جوهري وسياسي. في الجوهر، نتنياهو ليس طاغية، وهذا التعبير لا يقل بأي شكل عن وصف “خائن” تجاه رابين. الطاغية هو من يريد الشر لك وهدفه هو أن يضرك. نتنياهو لا يريد الشر لي، ولا الشر لدولة إسرائيل ولا الشر للمخطوفين وعائلاتهم. هو ببساطة لا يعرف كيف يتصرف ولا يعرف كيف يتغلب على اخفاقاته الداخلية. يتعين عليه أن يخرج من حياتنا بشكل مرتب وديمقراطي، بأسرع وقت ممكن. واذا ما حطمنا الاواني، اذا ما وصلنا الى عنف سياسي فستتحطم أيضا القيم الأساس لكل شخص ذي عقل وتتحطم معها الدولة أيضا.

اكثر من كل شيء لا يعرف نتنياهو كي يتغلب على الإرادة الاعمق لديه: البقاء السياسي الى ابد الآبدين. لاجل أن يصل الى هناك هو قادر على أن يحرر مئات القتلة في صفقة شاليطـ، إذ ان هذا ما خدمه في تلك اللحظة، على الرغم من أنه كان واضحا له بان هذه كارثة استراتيجية. والان هو قادر من جهة على أن يقرع طبول النصر المطلق، وفي نفس الوقت ان يتلبث لاشهر طويلة مع دفع المناورة في القطاع.

فلماذا مثلا لا يلقي بكل ثقل وزنه على مسألة المساعدة الإنسانية في القطاع؟ لماذا أيضا بعد سنة من الحرب المجنونة تواصل حماس تتلقى كل يوم مئات شاحنات من المؤن الطازجة، مباشرة منا؟ لان كل طاقة نتنياهو منصبة على إدارة بقائه والتي تتركز الان في الحاجة لارضاء اسحق غولدكنوف، ايتمار بن غفير وجو بايدن. عمليا، كل حياتنا في الوقت الحالي تخضع لهذه الحاجة في إدارة هذا البقاء. لكن، وهنا تأتي المسألة السياسية – نتنياهو لا يزال يحقق في الاستطلاعات اعدادا غير مفهومة بالنسبة لادائه. يوجد مئات الاف الإسرائيليين الذين بعد كل ما حصل في عهده لا يزال يرون فيه الخيار المفضل. واذا كنا سندقق: الخيار الأقل سوء. لماذا؟ لان الجمهور يفهم بان ما هو مطلوب في هذه اللحظة هو الحزم تجاه العدو، التصميم الأمني، المبادرة والهجوم. هذا معطى عرضي في كل استطلاع محتمل. وفي هذه اللحظة، وبقدر ما يبدو هذا مضحكا، من ناحية الكثير من الإسرائيليين فان نتنياهو هو من يوفر كل هذه اكثر من كل البدائل المطروحة على الطاولة. البدائل مزودة ربما بمجموعة قيم سامية اكثر، ولكن في نظر الجمهور ستجلب لنا نتائج امنية أسوأ. وعليه فانه أن نشتم نتنياهو بقوة، وبعدها بقوة اكبر، وبعدها بقوة اكبر منها، فان هذا لن يأخذ من يريد ان يستبدله الى أي مكان. هذا من شأنه فقط أن يعزز لدى رجال المعسكر الوطني التفكير بانه توجد مؤامرة يسارية لان يجلب علينا مدير أسوأ بكثير في جعبته دولة فلسطينية.

معظم الجمهور ليس غبيا. صراخات “طاغية” لن تأخذنا الى أي مكان. المطلوب هو بديل حقيقي. لا دمية ولا مستعرض. مطلوب شخص يفهم جيدا الوض غير البسيط لإسرائيل ويمكنه أن يحصي بصوت عال تحدياتها الكثيرة، تكون له قدرات إدارية فائقة وقلبه في المكان السليم، يفهم ان في هذه اللحظة مطلوب مبادرة، حدة، دهاء وحزم ضد العدو، وابداعية حيال أصدقائنا في العالم في ظل التدقيق الحريص لعدم قطع الحبل. مطلوب زعيم يعرف كيف يجند اجماعا صهيونيا واسعا لمعالجة جملة مسائل داخلية حادة.

حين يأتي شخص كهذا، سيشخصه الجمهور وبسرعة شديدة سيبعث بنتنياهو الى المكان المناسب له: الى التقاعد، في البيت، بعيدا جدا عن خيوط إدارة دولة إسرائيل في لحظاتها الحرجة.

——————————————–

إسرائيل اليوم 22/8/2024

أنصتوا لابو مازن: ماذا تريد اسرائيل

بقلم: جلال بنا

في إعلان دراماتيكي أمام البرلمان التركي قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) انه مصر على ان يعود الى غزة وكأن الامر منوط به فقط وليس بإرادة إسرائيل.

تفهم الولايات المتحدة وحتى الدول العربية في المنطقة، ومن يعرف أبو مازن وأصحاب القرار في إسرائيل بمن فيهم الشباك والجيش على نحو جيد بان هذا اعلان يستهدف تهيئة الأرضية في الشارع الفلسطيني لعودة السلطة للسيطرة في القطاع. رغم ضعف الإعلان ورغم انه جاء دون تنسيق، إرادة وطلب من إسرائيل، فان الامر لن يحصل.

لا إسرائيل، لا مصر ولا حتى أبو مازن يريدون غزة، لكنها اهون الشرور لإسرائيل. واساسا بسبب المصاعب والتحديات الكبرى في السيطرة على غزة. إضافة الى ذلك، يخشى أبو مازن ان يأخذ صورة من عاد الى غزة وفقا لارادة إسرائيل وكمبعوث منها بعد ان قوضت حكم حماس وشقت له الطريق لذلك.

رغم ذلك، غير قليل من المحافل في السلطة الفلسطينية تفهم الامكانية الكامنة والفرصة في العودة الى غزة، فضلا عن حقيقة أنه ستسكب هناك مئات ملايين الدولارات، بما في ذلك المال الإسرائيلي، في اعمار وبناء القطاع من جديد.

كما يوجد بعد سيطرة، وربما دخول الى التاريخ، لمن ينجح في قيادة وترميم غزة وربما فتح عصر جديد في المنطقة بين إسرائيل والفلسطينيين ودول عربية أخرى وعلى رأسها السعودية، إذ ان لكل شيء سيكون ثمن. بعضه تدفعه إسرائيل، بعضه السلطة الفلسطينية والدول المعنية بالتطبيع.

رغم اعلان الزعيم العجوز، الذي يقترب من العقد التاسع من حياته، فان الرجل عديم الكاريزما والقدرة على قيادة الشعب الفلسطيني بشكل موضوعي، حقيقي وشفاف او تلبية تطلعات الشعب لتقرير المصير او الاستقلال في دولة في حدود 1967. فهو يعتبر مقاول تنفيذ لإسرائيل، أساسا للجيش والشباك، وهو وأبناء عائلته متورطون بغير قليل من قضايا مشكوك فيها، لكن أحدا لا يمكنه ان ينتقده ويكشف الفساد الذي يتورط فيه هو ومقربوه. من تجرأ على عمل ذلك، النشيط نزار بنات، وجد ميتا في اقبية معتقلات السلطة.

مع ذلك، الرجل مكروه في إسرائيل اكثر مما في أوساط أبناء شعبه، واساسا بسبب محاولته التوجه الى المحكمة في لاهاي ضد إسرائيل؛ لقد فهم بانه لن يستغرق إسرائيل اكثر من بضع ساعات كي تقوض حكمه او تعتقله في المقاطعة او تطرده الى خارج حدود الضفة الغربية، إذ بدون حماية إسرائيل لا يمكنه أن يتحرك – لا في داخل حكمه الذاتي ولا خارجه. من هنا عباس هو أمل إسرائيل الوحيد، الوحيد الذي سيكون مستعدا لان يأخذ تحت مسؤوليته السيطرة المدنية في غزة. تجربة إسرائيل معه ناجحة وهو يوفر البضاعة في كل ما يتعلق بمنع أو تخفيض العمليات، لكن لاجل ان ينجح في السيطرة في غزة سيكون ملزما بان يقدم مواجهة وخلاف مع إسرائيل، وعملا يبدو معارضا لارادة إسرائيل والا سيتبين أنه ليس اقل من مقاول تنفيذ ومبعوث لإسرائيل، وهذا كفيل بان يحصل حتى قبل ان يترك منصبه ويأتي خليفته حسين الشيخ او مروان البرغوثي الذي يوجد اسمه في رأس قائمة السجناء الذين تطلب حماس تحريرهم من السجن في إسرائيل.

——————————————–

هآرتس 22/8/2024

إسرائيل الغبية قررت تدمير نفسها!

بقلم: نمرود الوني

هل الأمة يمكنها التصرف بغباء، وأن تقوم بتدمير نفسها والقضاء على مستقبلها؟ يتعلق هذا بمن نسأل ومن نعزو له الغباء. مثلا، إذا قمنا بإجراء استطلاع في أوساط الإسرائيليين اليهود حول نسبة الحكمة أو الغباء التي تميز الفلسطينيين في غزة حول إدارة شؤونهم، فلا شك أن الأغلبية الساحقة من الغزيين كانت ستختار الغباء. سيبرر المستطلعون ذلك بذريعة أنه بدلا من استثمار الأموال الطائلة التي حصلوا عليها من قطر ومن دول العالم لبناء قوة عسكرية ضد إسرائيل وحفر الأنفاق لاقتحامها، كان يجب على الغزيين استثمار الأموال في تحسين جودة الحياة وإنشاء البنى التحتية لضمان مستقبل مزدهر للأجيال الشابة.

كانوا هم أيضا سيردون بالإيجاب إذا سألوهم عن نسبة الغباء التي كانت تقف وراء أحداث تاريخية أصبحت صدمة قومية. الحدث الأول هو خراب القدس في فترة حكم الرومان نتيجة أفعال اليهود الذين فضلوا التعصب بدون تفكير على السياسة الحكيمة والمتزنة للبقاء. الحدث الثاني هو اختيار الألمان لنهج هتلر، وهو الاختيار الذي أدى إلى كارثة اليهود والخراب والثكل الجماعي وفقدان السيادة في ألمانيا.

ماذا عن رأي الإسرائيليين اليهود بسلوكهم ومستوى الحكمة في سياسة حكومات إسرائيل؟ بشكل خاص يجب تركيز السؤال على القضايا الأساسية التي ستحسم مصير الدولة. تفضيل السيطرة العسكرية والاستيطان في “المناطق” على تأييد إقامة الدولة الفلسطينية في إطار اتفاق سلام برعاية الدول العظمى والدول العربية المعتدلة، وزيادة الاستثمار في الجمهور الحريدي وتقليص موارده المخصصة للعلوم والأكاديميا والتعليم الرسمي، وتفضيل الانقلاب النظامي وتوسيع القتال في جبهة غزة ولبنان وإيران على ترسيخ ثقافة الديمقراطية والحرص على الرسالة والصورة الإنسانية، وإعادة المخطوفين ووقف القتال والحفاظ على قوة الاقتصاد والعلاقات الدولية.

الفكرة التي تقول، إن “الجمهور غبي ولذلك هو سيدفع” ليست فكرة جديدة. في مقابلة أجريت معه أوضح من كتب هذه الكلمات، شالوم حانوخ، بأنه “غضب من الجمهور الذي سلم قيادته لأشخاص بمستوى لا يمكن تخيله. غضبت لأنه اعجب بديماغوجيين أغبياء وشجعهم، في حين أنه كان يجب عليه مطالبتهم بالحد الأقصى من النزاهة والحقيقة والمسؤولية وبمستوى أخلاقيّ وعقلي”. لقد سبق حانوخ الكثير من الطيبين، مثل النبي شموئيل الذي اثبت للشعب بأنه يرغب في ملك يقوم باستعباده. رواة الكتاب المقدس، الذين ميزوا بين الأنبياء الحقيقيين الذين يطالبون بالعدالة والتفكير المتزن وبين الأنبياء الكذابين والمتملقين الذين وعدوا بالخلاص أو النصر المطلق وجروا الناس إلى كارثة. وفيلسوف التنوير، عمانوئيل كانط، الذي قال، إن معظم الناس يميلون، بسبب الكسل والراحة، إلى وضع التفكير في يد سلطة خارجية بدلاً من أن يفكروا بأنفسهم والاعتماد على الآراء المقدمة واتخاذ القرارات المتنورة والمدروسة.

النقطة الحاسمة، التي تناقض روح ما بعد الحداثة وعهد “ما بعد الحقيقة”، هي القول، إن غباء الأمة يجلب في حالات كثيرة الخراب، وهو حقيقة وليس مجرد رأي. الحقيقة هي رأي تدعمه التجارب الإنسانية المتراكمة من خلال الأدلة الواقعية والمنطق. هذه هي الفكرة التي ظهرت بالفعل في سفر الجامعة: الطاعة تؤدي إلى ضياع الطريق في الظلام، و”الرأي الحكيم يعيش بحد ذاته”، وهو الذي أسس أيضا مفهوم التقدم الذي بحسبه يؤدي السلوك العقلاني إلى نتائج جيدة اكثر بعشرة أضعاف من الخرافات والأوهام المسيحانية. المعرفة المتراكمة لطبيعة الواقع والعمليات التي تنظمه والعلاقات السببية الموجودة فيه تعلمنا بدرجة عالية من الموثوقية ما هو ممكن وما هو غير موجود في واقع معين، ما يؤسس لخطة عمل مدروسة وهو افضل من التبجح الوهمي.

ما الذي يمكن قوله عن مواصلة دعم جمهور واسع في إسرائيل لرئيس الحكومة وللحكومة، الذين انزلوا عليه الكوارث والإخفاقات في مجال الأمن، وقاموا بخيانة الثقة بشكل عام، وخانوا المخطوفين بشكل خاص، وتسببوا في فقدان استقرار الاقتصاد وتدمير العلاقات الدولية وتقويض أسس الديمقراطية، وسوء الخدمات العامة وتقويض بوصلة الأخلاق، والأضرار بالتعليم الحكومي والأكاديمي والثقافة؟ لا يوجد أمامنا أي خيار عدا تقديم سلوك الأمة الغبي، التي تجلب الدمار لنفسها، ليس فقط كرأي بل كحقيقة.

هناك تحفظ واحد وهو أن كل ما قيل هنا بخصوص الجمهور الإسرائيلي والجمهور الغزي صحيح، لكن فقط شريطة الافتراض بأنه وبحق لا يريد الغرق. أي شريطة أن يتم قبول الافتراضات الأساسية التي تقول، إن الحياة هي افضل من الموت، وإن الرفاه افضل من الضائقة، وإن الحرية افضل من الظلم، وإن الديمقراطية افضل من الاستبداد. بالنسبة لمن لا يقبلون هذه المفاهيم الأساسية فإن المنطق التقليدي أو الفطرة السليمة لا يمكنها الوصول اليهم وإقناعهم.

——————————————–

إعلام عبري: بلينكن ألحق ضررا كبيرا بالمفاوضات

نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن مصادر مطلعة قولهم إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ألحق ضررا كبيرا بالمفاوضات بعد إعلانه قبول رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المقترح الأميركي.

وأضافت المصادر أن بلينكن اصطف إلى جانب نتنياهو وأصدر حكما بالإعدام على الصفقة.

وتابعت: “تصريحات بلينكن فُهمت على أن واشنطن تدعم بقاء إسرائيل بمحور فيلادلفيا وهو ما ترفضه مصر وحركة حماس”.

وأردفت المصادر: “فريق التفاوض الإسرائيلي كان منزعجا ومحبطا للغاية من تصريحات بلينكن”.

وأشارت إلى أن بلينكن أبدى تفاؤلا بخصوص المفاوضات لأسباب داخلية في الولايات المتحدة.

ونقلت القناة الـ12 العبرية من جهتها، عن مسؤولين كبار قولهم إن بلينكن قلل فرص التوصل لصفقة بتحميله حركة حماس مسؤولية عدم إبرام اتفاق.

كما نقلت صحيفة “هآرتس” العبرية من جانبها، عن مصدر أميركي قوله إن “تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بشأن مفاوضات صفقة التبادل عكست صورة غير دقيقة”.

وأكد المصدر الأميركي أن بلينكن أعطى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر لطرح موقف متطرف إزاء الصفقة بما لا يخدم تقدمها.

——————————————–

“هآرتس”: سموتريتش يدمّر “إسرائيل”

صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية تنشر تقريراً في افتتاحيتها يتناول السياسة الاقتصادية التي يعتمدها وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، والتي تدمّر ما تسميه “قيمة إسرائيل”.

يمارس وزير المالية بتسلئيل سموتريتش سياسة اقتصادية متسيبة في زمن الحرب، ويرفض إعداد ميزانية الدولة لسنة 2025، والتي ستأخذ في الاعتبار التكلفة الباهظة للحرب وواجبه في منع حدوث أزمة اقتصادية.

ويطالب الوزير بانتهاك إطار الموازنة، الكبيرة أصلاً، لسنة 2024 وتجاوز قواعد الإنفاق. وعندما أوضح له كبار المسؤولين في وزارته أنّ هذه الخطوة خطيرة ومن شأنها أن تضر بمصداقية الحكومة، كان رد فعله متطرفاً.

وأرسل سموتريتش هذا الأسبوع رسالة لاذعة إلى رئيس قسم الميزانيات في وزارته يوغيف غرادوس، واقترح عليه الاستقالة، قائلاً: “ما دمت لا تتفق مع سياستي الاقتصادية، فأنت مدعو إلى وضع المفاتيح جانباً”، لكن غرادوس يقدّم ببساطة للوزير موقفاً مهنياً يقضي بإدارة مسؤولة لميزانية الدولة على الرغم من تكلفة الحرب وبسببها، ولكن ليس لدى سموتريتش، مثل بقية زملائه في الحكومة، المهنية والواقعية ومصلحة الدولة؟

اختار سموتريتش المسار الذي اتبعته الحكومة منذ إقامتها: تقديم المصالح السياسية على السلوك المهني، وإضعاف المستوى المهني، والتخلي عن المصلحة العامة. هناك أثمان باهظة وقابلة للقياس لهذا السلوك: شركات التصنيف الائتماني الدولية الثلاث خفضت التصنيف الائتماني لـ”إسرائيل”، وأصدرت توقعات سلبية، ما يعني خطراً قريباً لخفض إضافي.

إنّ ثمن خفض التصنيف الائتماني واضح؛ فقد ارتفعت أقساط تأمين المخاطر في “إسرائيل” إلى عنان السماء، وانخفضت الاستثمارات الأجنبية، وأصبح أداء بورصة “تل أبيب” ضعيفاً مقارنة بالأسواق العالمية، وتضخّمت تكاليف تمويل الدين الوطني، وسوف تستمر في التضخم. وتحاول وزارة المالية عدم الحصول على قروض في الخارج بسبب الثمن الباهظ الذي يتعين عليها دفعه، وفي الوقت نفسه تقوم بتمويل أنشطة الحكومة من خلال الاستدانة في سوق رأس المال المحلي.

الحكومة لا تضع إنهاء الحرب هدفاً في المدى المنظور، ولهذا السبب ستزداد التكاليف، وكذلك عدم اليقين. هذا الوضع يتطلب إدارة مسؤولة للميزانية وتحديد الأولويات والجهد المستمر لمنع حدوث أزمة اقتصادية، لكن وزير المالية ليس لديه مثل هذه السياسة، فهو يفضل الاستعباد الكامل للحفاظ على الائتلاف ورعاية القطاعات التي يتكون منها، وخصوصاً قطاعه.

الوزير يعرّض اقتصاد “إسرائيل” للخطر عندما يرفض إعداد موازنة مسؤولة تتضمن العناصر المطلوبة لمنع حدوث أزمة اقتصادية، ويبث الهلع واللامسؤولية عندما يقترح على من يقول له الحقيقة أن يضع المفاتيح جانباً. ولكي يتمكّن الاقتصاد الإسرائيلي من تجاوز هذه الأزمة بسلام، سموتريتش هو من عليه وضع المفاتيح جانباً.

——————انتهت النشرة——————